4354 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ - وَاللَّفْظُ لِأَبِي عَامِرٍ - قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْهُدَى ، وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا ، فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ ، قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ ، وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ ، فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَرَعَوْا ، وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى ، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً ، وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ ، وَنَفَعَهُ بِمَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا ، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ |
Abu Musa reported Allah's Apostle (ﷺ) as saying:
The similitude of that guidance and knowledge with which Allah, the Exalted and Glorious, has sent me is that of rain falling upon the earth. There is a good piece of land which receives the rainfall (eagerly) and as a result of it there is grown in it herbage and grass abundantly. Then there is a land hard and barren which retains water and the people derive benefit from it and they drink it and make the animals drink. Then there is another land which is barren. Neither water is retained in it, nor is the grass grown in it. And that is the similitude of the first one who develops the understanding of the religion of Allah and it becomes a source of benefit to him with which Allah sent me. (The second one is that) who acquires the knowledge of religion and imparts it to others. (Then the other type is) one who does not pay attention to (the revealed knowledge) and thus does not accept guidance of Allah with which I have been sent.
شرح الحديث من شرح السيوطى
[2282] أجادب بِالْجِيم وَالدَّال الْمُهْملَة وَهِي الأَرْض الَّتِي لَا تنْبت الْكلأ وَتمسك المَاء فَلَا يسْرع فِيهَا النضوب جمع جَدب على غير قِيَاس ورعوا من الرَّعْي قيعان بِكَسْر الْقَاف جمع قاع وَهُوَ الأَرْض المستوية وَقيل الملساء وَقيل لَا نَبَات فِيهَا فقه رُوِيَ بِكَسْر الْقَاف وَبِضَمِّهَا وَالضَّم أشهر وَمثل من لم يرفع إِلَى أَخّرهُ قَالَ النَّوَوِيّ معنى الحَدِيث أَن الأَرْض ثَلَاثَة أَنْوَاع وَكَذَلِكَ النَّاس فالنوع الأول من الأَرْض ينْتَفع بالمطر فيحي بعد ان كَانَ مَيتا وينبت الْكلأ فينتفع بِهِ النَّاس وَالدَّوَاب بالشرب والرعي وَالزَّرْع وَغَيرهَا وَكَذَا النَّوْع الأول من النَّاس يبلغهُ الْهَدْي وَالْعلم فيحفظه فيحيي قلبه وَيعْمل بِهِ ويعلمه غَيره فينتفع وينفع وَالنَّوْع الثَّانِي من الأَرْض مَا لَا يقبل الِانْتِفَاع فِي نَفسهَا وَلَكِن فِيهَا فَائِدَة وَهِي إمْسَاك المَاء لغَيْرهَا فينتفع بهَا النَّاس وَالدَّوَاب وَكَذَا النَّوْع الثَّانِي من النَّاس لَهُم قُلُوب حافظة لَكِن لَيست لَهُم أفهام ثاقبة وَلَا رسوخ لَهُم فِي الْعلم يستنبطون بِهِ الْمعَانِي وَالْأَحْكَام وَلَيْسَ لَهُم اجْتِهَاد فِي الطَّاعَة وَالْعَمَل بِهِ فهم يَحْفَظُونَهُ حَتَّى يَجِيء طَالب مُحْتَاج متعطش لما عِنْدهم من الْعلم أهل للنفع وَالِانْتِفَاع فَيَأْخُذ مِنْهُم ينْتَفع بِهِ فَهَؤُلَاءِ نفعوا بِمَا بَلغهُمْ وَالنَّوْع الثَّالِث من الأَرْض السباخ الَّتِي لَا تنْبت وَنَحْوهَا فَهِيَ لَا تنْتَفع بِالْمَاءِ وَلَا تمسكه لينْتَفع بِهِ غَيرهَا وَكَذَا النَّوْع الثَّالِث من النَّاس لَيْسَ لَهُم قُلُوب حافظة وَلَا أفهام وَاعِيَة فَإِذا سمعُوا الْعلم لَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَلَا يَحْفَظُونَهُ لنفع غَيرهم