صِفَةُ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدُهَا وَذَرْعُهَا قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَفِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنَ الْأَبْوَابِ ، ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ بَابًا ، فِيهَا ثَلَاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقًا ، مِنْهَا فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى وَهُوَ الشَّرْقِيُّ خَمْسَةُ أَبْوَابٍ وَهِيَ أَحَدَ عَشَرَ طَاقًا مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ الْأَوَّلِ ، وَهُوَ الْبَابُ الْكَبِيرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : بَابُ بَنِي شَيْبَةَ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَبِهِمْ كَانَ يُعْرَفُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ ، فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ ، وَعَلَيْهِ ثَلَاثُ طَاقَاتٍ ، وَالطَّاقَاتُ طُولُهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَوَجْهُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَعَلَى الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ مَنْقُوشٌ مُزَخْرَفٌ بِالذَّهَبِ وَالزُّخْرُفِ ، طُولُ الرَّوْشَنِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَمِنَ الرَّوْشَنِ إِلَى الْأَرْضِ سَبْعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَجَدْرَا الْبَابِ مُلَبَّسَانِ بِرُخَامٍ أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ ، وَفِي الْعَتَبَةِ أَرْبَعُ مَرَاقٍ دَاخِلَةٌ ، يُنْزَلُ بِهَا فِي الْمَسْجِدِ ، وَالْبَابُ الثَّانِي طَاقٌ طُولُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ ، كَانَ فُتِحَ فِي رَحَبَةٍ فِي مَوْضِعٍ فِي مَوْضِعِ دَارِ الْقَوَارِيرِ ، وَهُوَ بَابُ دَارِ الْقَوَارِيرِ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ طَاقٌ وَاحِدٌ ، طُولُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَهُوَ بَابُ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُ وَيَدْخُلُ فِيهِ مِنْ مَنْزِلِهِ الَّذِي فِي زُقَاقِ الْعَطَّارِينَ ، يُقَالُ لَهُ : مَسْجِدُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ ، يُصْعَدُ إِلَيْهِ مِنَ الْمَسْعَى بِخَمْسِ دَرَجَاتٍ ، وَالْبَابُ الرَّابِعُ فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ ، وَعَلَيْهِ ثَلَاثُ طَاقَاتٍ ، طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشَةٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَعَلَى الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ ، مَنْقُوشٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ ، طُولُهُ سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَمِنْ أَعْلَى الرَّوْشَنِ إِلَى الْعَتَبَةِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَالْجَدْرَانِ مُلَبَّسَانِ رُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَخْضَرَ وَرُخَامًا مُمَوَّهًا مَنْقُوشًا بِالذَّهَبِ ، وَيُرْتَقَى إِلَى الْبَابِ بِسَبْعِ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ بَابُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعِنْدَهُ عَلَمُ الْمَسْعَى مِنْ خَارِجٍ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي هَاشِمٍ ، وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْوَادِي ، وَسَعَةَ مَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَفِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ عَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ ، طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَعَارِضَتَا الْبَابِ مُلَّبَسَتَانِ صَفَائِحَ رُخَامٍ أَبْيَضَ وَأَخْضَرَ وَأَحْمَرَ وَرُخَامًا مَنْقُوشًا مُمَوَّهًا ، وَفَوْقَ الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ مَنْقُوشٌ بِالذَّهَبِ وَالزُّخْرُفِ ، طُولُهُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَمِنْ أَعْلَى الرَّوْشَنِ إِلَى عَتَبَةِ الْبَابِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ ، وَهُوَ شَقُّ الْمَسْجِدِ الْيَمَانِ ، سَبْعَةُ أَبْوَابٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ طَاقًا ، مِنْهَا الْبَابُ الْأَوَّلُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَفِي الْعَتَبَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً إِلَى بَطْنِ الْوَادِي ، وَهُوَ الْبَابُ الْأَعْلَى ، يُقَالُ لَهُ : بَابُ بَنِي عَائِذٍ ، وَالْبَابُ الثَّانِي فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَفِي الْعَتَبَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً فِي بَطْنِ الْوَادِي ، وَهُوَ بَابُ بَنِي سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ ، وَهُوَ بَابُ الصَّفَا فِيهِ أَرْبَعُ أَسَاطِينَ عَلَيْهَا خَمْسُ طَاقَاتٍ طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَالطَّاقُ الْأَوْسَطُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَأُسْطُوَانَتَا الطَّاقِ الْأَوْسَطِ مِنْ أَنْصَافِهِمَا مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِمَا بِالذَّهَبِ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرِ الْبَابِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا ، وَجَدْرُ الْبَابِ مُلَبَّسٌ رُخَامًا مَنْقُوشٌ بِالذَّهَبِ ، وَرُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَخْضَرَ ، وَلَوْنَ اللَّازَوَرْدِ ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَفِي الدَّرَجَةِ الرَّابِعَةِ ، إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَذْوَ الطَّاقِ الْأَوْسَطِ ، حَجَرٌ فِيهِ مِنْ رَصَاصٍ ، ذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَطِئَ فِي مَوْضِعَهَا حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : لَمَّا غَرِقَ الْمَسْجِدُ وَمَا حَوْلَهُ مِنَ الْمَسْعَى وَالْوَادِي وَالطَّرِيقُ ، فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَضِّدِ بِاللَّهِ ظَهَرَ مِنْ دَرْجِ الْأَبْوَابِ أَكْثَرُ مِمَّا كَانَ ذَكَرَ الْأَزْرَقِيُّ ، فَكَانَ عَدَدُ مَا ظَهَرَ مِنْ دَرْجِ أَبْوَابِ الْوَادِي كُلِّهِ مِنْ أَعْلَى الْمَسْجِدِ إِلَى أَسْفَلِهِ ، اثْنَتَيْ عَشْرَةَ دَرَجَةً لِكُلِّ بَابٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَكَانَ فِي مَوْضِعِهِ زُقَاقٌ ضَيِّقٌ يَخْرُجُ مِنْهُ مَنْ مَضَى مِنَ الْوَادِي يُرِيدُ الصَّفَا ، فَكَانَتْ هَذِهِ الرَّصَاصَةُ فِي وَسَطِ الزُّقَاقِ يُتَحَرَّى بَهَا وَيَحْذُونَهَا مَوْطِأَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَكَانَ يُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ : بَابُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، كَانَتْ دُورُ بَنِي عَدِيٍّ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَسْجِدِ وَمَوْضِعِ الْجَنْبَزَةِ ، الَّتِي يُسْقَى فِيهَا الْمَاءُ عِنْدَ الْبِرْكَةِ هَلُمَّ جَرًّا إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَبَيْنَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ، تَحَوَّلَتْ بَنُو عَدِيٍّ إِلَى دُورِ بَنِي سَهْمٍ ، وَبَاعُوا رِبَاعَهُمْ وَمَنَازِلَهُمْ هُنَالِكَ جَمِيعًا ، إِلَّا آلَ صُدَّادِ وَآلَ الْمُؤَمَّلِ ، وَقَدْ كَتَبْتُ ذِكْرَ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِ الرِّبَاعِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ ، وَيُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ : بَابُ بَنِي مَخْزُومٍ ، وَالْبَابُ الرَّابِعُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ مِنْهَا ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً فِي بَطْنِ الْوَادِي ، وَيُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ : بَابُ بَنِي مَخْزُومٍ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَهَذَا الْبَابُ مِنْ أَبْوَابِ بَنِي مَخْزُومٍ ، وَالْبَابُ السَّادِسُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَكَانَ يُقَالُ لِهَذَا الْبَابُ ، بَابُ بَنِي تَيْمٍ ، وَكَانَ بِحِذَا دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَدَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ ، فَدَخَلَتَا فِي الْوَادِي حِينَ وَسَّعَ الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ وَقَدْ فَضَلَتْ مِنْ دَارِ بْنِ جُدْعَانَ فَضْلَةٌ ، وَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ ، وَالْبَابُ السَّابِعُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ إِصْبَعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَهَذَا الْبَابُ مِمَّا يَلِي دُورَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ، وَبَنِي مَخْزُومٍ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : بَابُ أُمِّ هَانِئٍ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَلَى الْأَسَاطِينِ الَّتِي عَلَى الْأَبْوَابِ كَرَاسِيٌّ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ ، وَبَابُ بَنِي هَاشِمٍ ، وَبَابُ بَنِي جُمَحٍ سَاجٌ مَنْقُوشَةٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي بَنِي جُمَحٍ سِتَّةُ أَبْوَابٍ وَعَشَرَةُ طَاقَاتٍ ، وَالْبَابُ الْأَوَّلُ وَهُوَ يَلِي الْمَنَارَةَ الَّتِي تَلِي أَجْيَادًا الْكَبِيرَ ، فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ ثَمَانِ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ يُقَالُ لَهُ بَابُ بَنِي حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، وَبَابِ بَنِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ بَابُ الْحِزَامِيَّةِ ، يَلِي الْخَطَّ الْحِزَامِيَّ ، وَالْبَابُ الثَّانِي فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ عَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ ، وَهَذَا الْبَابُ يَسْتَقْبِلُ دَارَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ : بَابُ الْخَيَّاطِينَ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ عَشَرُةُ أَذْرُعٍ ، وَوَجْهُ الطَّاقَيْنِ مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ وَبَيْنَ يَدَيِ الْبَابِ بَلَاطٌ يَمُرُّ عَلَيْهِ سَيْلُ الْمَسْجِدِ مِنْ سَرْبٍ تَحْتَ هَذَا الْبَابِ ، وَذَلِكَ الْفُسَيْفِسَاءُ مِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ ، وَهُوَ آخِرُ عَمَلِهِ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي جُمَحٍ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ : قَدْ كَانَ هَذَا عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْأَزْرَقِيُّ ، حَتَّى كَانَتْ أَيَّامُ جَعْفَرٍ الْمُقْتَدِرَ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ ، وَكَانَ يَتَوَلَّى الْحُكْمَ بِمَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، فَغَيَّرَ هَذَيْنِ الْبَابَيْنِ : الْمَعْرُوفُ أَحَدُهُمَا بِالْخَيَّاطِينَ ، وَالْآخَرُ بِبَنِي جُمَحٍ ، وَجَعَلَ مَا بَيْنَ دَارَيْ زُبَيْدَةَ مَسْجِدًا ، وَصِلَةً بِالْمَسْجِدِ الْكَبِيرِ عَمِلَهُ بِأَرْوِقَةٍ وَطَاقَاتٍ وَصَحْنٍ ، وَجَعَلَهُ شَارِعًا عَلَى الْوَادِي الْأَعْظَمِ بِمَكَّةَ ، فَاتَّسَعَ بِالنَّاسِ وَصَلُّوا فِيهِ ، وَذَلِكَ كُلُّهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَنَةِ سَبْعٍ وَثَلَاثِمَائِةٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَالْبَابُ الرَّابِعُ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَلَيْهِ بَابٌ مُبَوَّبٌ كَانَ يَشْرَعُ فِي زُقَاقٍ بَيْنَ دَارِ زُبَيْدَةَ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ ذَلِكَ الزُّقَاقُ مَسْلُوكًا ، وَهُوَ بَابُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هَاشِمٍ الْأَسَدِيِّ ، كَانَ يَسْتَقْبِلُ دَارَهُ الَّتِي دَخَلَتْ فِي دَارِ زُبَيْدَةَ ، وَفِيهَا بِئْرُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ ، وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يُصْعَدُ مِنْهُ الْيَوْمَ إِلَى دَارِ زُبَيْدَةَ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَاثْنَا عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَالْبَابُ مُبَوَّبٌ يَشْرَعُ فِي زُقَاقِ دَارِ زُبَيْدَةَ أَيْضًا ، وَالْبَابُ السَّادِسُ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَفِي الْعَتَبَةِ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي سَهْمٍ وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ وَدَارَ الْعَجَلَةِ ، وَهُوَ الشِّقُّ الشَّامِيُّ مِنَ الْأَبْوَابِ سِتَّةُ أَبْوَابٍ ، الْبَابُ الْأَوَّلُ وَهُوَ يَلِي الْمَنَارَةَ الَّتِي تَلِي بَنِي سَهْمٍ ، طَاقٌ طُولُهُ ، فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَفِي الْعَتَبَةِ سِتُّ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ بَابُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَالْبَابُ الثَّانِي قَدْ سُدَّ فِي دَارِ الْعَجَلَةِ ، وَمَوْضِعُهُ بَيِّنٌ لِمَنْ يُقَابِلُهُ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ هُوَ بَابُ دَارِ الْعَجَلَةِ ، وَالْبَابُ الرَّابِعُ ، هُوَ بَابُ قُعَيْقِعَانَ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعِ وَعَرْضُهُ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ وَسِتَّةُ أَصَابِعَ ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ مِنْ خَارِجٍ بَلَاطٌ مِنْ حِجَارَةٍ ، وَيُنْزَلُ مِنْهُ إِلَى بَطْنِ الْمَسْجِدِ بِسِتِّ دَرَجَاتٍ ، وَيُقَالُ ثَمَانُ دَرَجَاتٍ ، وَيُقَالُ لَهُ بَابُ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : وَهُوَ حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابَ التَّيْمِيُّ ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي بَيْنَهُمَا الطَّرِيقُ إِلَى قُعَيْقِعَانَ ، كَانَتْ أُقْطِعَتَا عَمْرُو بْنُ اللَّيْثِ الصَّفَّارُ ، ثُمَّ صَارَتْ إِحْدَاهُمَا اصْطَبْلًا لِلسُّلْطَانِ ، وَالْأُخْرَى لَاصِقَةً بِدَارِ الْعَرُوسِ وَدَارِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِيهَا بُيُوتٌ تُسْكَنُ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَيُنْزَلُ مِنْهُ إِلَى بَطْنِ الْمَسْجِدِ بِسِتِّ دَرَجَاتٍ ، وَبَيْنَ يَدَيِ الْبَابِ مِنْ خَارِجٍ بَلَاطٌ مِنْ حِجَارَةٍ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ هُوَ بَابُ دَارِ النَّدْوَةِ ، وَالْبَابُ السَّادِسُ طَاقٌ وَاحِدٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَفِي عَتَبَةِ هَذَا الْبَابِ ثَمَانِ دَرَجَاتٍ فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ ، وَهُوَ بَابُ دَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ ، يُسْلَكُ مِنْهُ إِلَى السُّوَيْقَةِ ، وَفِي هَذَا الشِّقِّ دَرَجَةٌ يُصْعَدُ مِنْهَا إِلَى دَارِ الْإِمَارَةِ ، وَهِيَ دَارُ السَّلَامَةِ ، دَرَجَةُ رُخَامٍ عَلَيْهَا دَرَابْزِينَ ، وَفِي هَذَا الشِّقِّ جَنَاحٌ مِنْ دَارِ الْعَجَلَةِ ، كَانَ أَشْرَعَ لِلْمَهْدِيِّ أَيَّامَ بُنِيَتْ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ الْجَنَاحُ عَلَى حَالِهِ حَتَّى جَاءَتِ الْمُبَيَّضَةُ ، فَقَطَعَهُ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْعَلَوِيُّ ، وَوَضَعَ الْجَنَاحَ لَاصِقًا بِالْكَوَّاءِ الَّتِي كَانَتْ أَبْوَابُ الْجَنَاحِ فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ فِي الْفِتْنَةِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ ، حَتَّى أَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمُ بِاللَّهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ بِعِمَارَةِ دَارِ الْعَجَلَةِ ، فَأَشْرَعَ الْجَنَاحَ ، وَجَعَلَ شُبَّاكَهُ بِالْحَدِيدِ ، وَجُعِلَتْ عَلَيْهِ أَبْوَابٌ مُزَرَّرَةٌ تُطْوَى وَتُنْشَرُ فَهُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

صِفَةُ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدُهَا وَذَرْعُهَا قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَفِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنَ الْأَبْوَابِ ، ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ بَابًا ، فِيهَا ثَلَاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقًا ، مِنْهَا فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى وَهُوَ الشَّرْقِيُّ خَمْسَةُ أَبْوَابٍ وَهِيَ أَحَدَ عَشَرَ طَاقًا مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ الْأَوَّلِ ، وَهُوَ الْبَابُ الْكَبِيرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : بَابُ بَنِي شَيْبَةَ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَبِهِمْ كَانَ يُعْرَفُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ ، فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ ، وَعَلَيْهِ ثَلَاثُ طَاقَاتٍ ، وَالطَّاقَاتُ طُولُهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَوَجْهُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَعَلَى الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ مَنْقُوشٌ مُزَخْرَفٌ بِالذَّهَبِ وَالزُّخْرُفِ ، طُولُ الرَّوْشَنِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَمِنَ الرَّوْشَنِ إِلَى الْأَرْضِ سَبْعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَجَدْرَا الْبَابِ مُلَبَّسَانِ بِرُخَامٍ أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ ، وَفِي الْعَتَبَةِ أَرْبَعُ مَرَاقٍ دَاخِلَةٌ ، يُنْزَلُ بِهَا فِي الْمَسْجِدِ ، وَالْبَابُ الثَّانِي طَاقٌ طُولُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ ، كَانَ فُتِحَ فِي رَحَبَةٍ فِي مَوْضِعٍ فِي مَوْضِعِ دَارِ الْقَوَارِيرِ ، وَهُوَ بَابُ دَارِ الْقَوَارِيرِ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ طَاقٌ وَاحِدٌ ، طُولُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَهُوَ بَابُ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُ وَيَدْخُلُ فِيهِ مِنْ مَنْزِلِهِ الَّذِي فِي زُقَاقِ الْعَطَّارِينَ ، يُقَالُ لَهُ : مَسْجِدُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ ، يُصْعَدُ إِلَيْهِ مِنَ الْمَسْعَى بِخَمْسِ دَرَجَاتٍ ، وَالْبَابُ الرَّابِعُ فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ ، وَعَلَيْهِ ثَلَاثُ طَاقَاتٍ ، طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشَةٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَعَلَى الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ ، مَنْقُوشٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ ، طُولُهُ سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَمِنْ أَعْلَى الرَّوْشَنِ إِلَى الْعَتَبَةِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَالْجَدْرَانِ مُلَبَّسَانِ رُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَخْضَرَ وَرُخَامًا مُمَوَّهًا مَنْقُوشًا بِالذَّهَبِ ، وَيُرْتَقَى إِلَى الْبَابِ بِسَبْعِ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ بَابُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعِنْدَهُ عَلَمُ الْمَسْعَى مِنْ خَارِجٍ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي هَاشِمٍ ، وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْوَادِي ، وَسَعَةَ مَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَفِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ عَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ ، طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَعَارِضَتَا الْبَابِ مُلَّبَسَتَانِ صَفَائِحَ رُخَامٍ أَبْيَضَ وَأَخْضَرَ وَأَحْمَرَ وَرُخَامًا مَنْقُوشًا مُمَوَّهًا ، وَفَوْقَ الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ مَنْقُوشٌ بِالذَّهَبِ وَالزُّخْرُفِ ، طُولُهُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَمِنْ أَعْلَى الرَّوْشَنِ إِلَى عَتَبَةِ الْبَابِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ ، وَهُوَ شَقُّ الْمَسْجِدِ الْيَمَانِ ، سَبْعَةُ أَبْوَابٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ طَاقًا ، مِنْهَا الْبَابُ الْأَوَّلُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَفِي الْعَتَبَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً إِلَى بَطْنِ الْوَادِي ، وَهُوَ الْبَابُ الْأَعْلَى ، يُقَالُ لَهُ : بَابُ بَنِي عَائِذٍ ، وَالْبَابُ الثَّانِي فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَفِي الْعَتَبَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً فِي بَطْنِ الْوَادِي ، وَهُوَ بَابُ بَنِي سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ ، وَهُوَ بَابُ الصَّفَا فِيهِ أَرْبَعُ أَسَاطِينَ عَلَيْهَا خَمْسُ طَاقَاتٍ طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَالطَّاقُ الْأَوْسَطُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَأُسْطُوَانَتَا الطَّاقِ الْأَوْسَطِ مِنْ أَنْصَافِهِمَا مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِمَا بِالذَّهَبِ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرِ الْبَابِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا ، وَجَدْرُ الْبَابِ مُلَبَّسٌ رُخَامًا مَنْقُوشٌ بِالذَّهَبِ ، وَرُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَخْضَرَ ، وَلَوْنَ اللَّازَوَرْدِ ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَفِي الدَّرَجَةِ الرَّابِعَةِ ، إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَذْوَ الطَّاقِ الْأَوْسَطِ ، حَجَرٌ فِيهِ مِنْ رَصَاصٍ ، ذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَطِئَ فِي مَوْضِعَهَا حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : لَمَّا غَرِقَ الْمَسْجِدُ وَمَا حَوْلَهُ مِنَ الْمَسْعَى وَالْوَادِي وَالطَّرِيقُ ، فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَضِّدِ بِاللَّهِ ظَهَرَ مِنْ دَرْجِ الْأَبْوَابِ أَكْثَرُ مِمَّا كَانَ ذَكَرَ الْأَزْرَقِيُّ ، فَكَانَ عَدَدُ مَا ظَهَرَ مِنْ دَرْجِ أَبْوَابِ الْوَادِي كُلِّهِ مِنْ أَعْلَى الْمَسْجِدِ إِلَى أَسْفَلِهِ ، اثْنَتَيْ عَشْرَةَ دَرَجَةً لِكُلِّ بَابٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَكَانَ فِي مَوْضِعِهِ زُقَاقٌ ضَيِّقٌ يَخْرُجُ مِنْهُ مَنْ مَضَى مِنَ الْوَادِي يُرِيدُ الصَّفَا ، فَكَانَتْ هَذِهِ الرَّصَاصَةُ فِي وَسَطِ الزُّقَاقِ يُتَحَرَّى بَهَا وَيَحْذُونَهَا مَوْطِأَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَكَانَ يُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ : بَابُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، كَانَتْ دُورُ بَنِي عَدِيٍّ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَسْجِدِ وَمَوْضِعِ الْجَنْبَزَةِ ، الَّتِي يُسْقَى فِيهَا الْمَاءُ عِنْدَ الْبِرْكَةِ هَلُمَّ جَرًّا إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَبَيْنَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ، تَحَوَّلَتْ بَنُو عَدِيٍّ إِلَى دُورِ بَنِي سَهْمٍ ، وَبَاعُوا رِبَاعَهُمْ وَمَنَازِلَهُمْ هُنَالِكَ جَمِيعًا ، إِلَّا آلَ صُدَّادِ وَآلَ الْمُؤَمَّلِ ، وَقَدْ كَتَبْتُ ذِكْرَ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِ الرِّبَاعِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ ، وَيُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ : بَابُ بَنِي مَخْزُومٍ ، وَالْبَابُ الرَّابِعُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ مِنْهَا ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً فِي بَطْنِ الْوَادِي ، وَيُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ : بَابُ بَنِي مَخْزُومٍ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَهَذَا الْبَابُ مِنْ أَبْوَابِ بَنِي مَخْزُومٍ ، وَالْبَابُ السَّادِسُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَكَانَ يُقَالُ لِهَذَا الْبَابُ ، بَابُ بَنِي تَيْمٍ ، وَكَانَ بِحِذَا دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَدَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ ، فَدَخَلَتَا فِي الْوَادِي حِينَ وَسَّعَ الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ وَقَدْ فَضَلَتْ مِنْ دَارِ بْنِ جُدْعَانَ فَضْلَةٌ ، وَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ ، وَالْبَابُ السَّابِعُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ إِصْبَعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَهَذَا الْبَابُ مِمَّا يَلِي دُورَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ، وَبَنِي مَخْزُومٍ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : بَابُ أُمِّ هَانِئٍ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَلَى الْأَسَاطِينِ الَّتِي عَلَى الْأَبْوَابِ كَرَاسِيٌّ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ ، وَبَابُ بَنِي هَاشِمٍ ، وَبَابُ بَنِي جُمَحٍ سَاجٌ مَنْقُوشَةٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي بَنِي جُمَحٍ سِتَّةُ أَبْوَابٍ وَعَشَرَةُ طَاقَاتٍ ، وَالْبَابُ الْأَوَّلُ وَهُوَ يَلِي الْمَنَارَةَ الَّتِي تَلِي أَجْيَادًا الْكَبِيرَ ، فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ ثَمَانِ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ يُقَالُ لَهُ بَابُ بَنِي حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، وَبَابِ بَنِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ بَابُ الْحِزَامِيَّةِ ، يَلِي الْخَطَّ الْحِزَامِيَّ ، وَالْبَابُ الثَّانِي فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ عَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ ، وَهَذَا الْبَابُ يَسْتَقْبِلُ دَارَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ : بَابُ الْخَيَّاطِينَ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ عَشَرُةُ أَذْرُعٍ ، وَوَجْهُ الطَّاقَيْنِ مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ وَبَيْنَ يَدَيِ الْبَابِ بَلَاطٌ يَمُرُّ عَلَيْهِ سَيْلُ الْمَسْجِدِ مِنْ سَرْبٍ تَحْتَ هَذَا الْبَابِ ، وَذَلِكَ الْفُسَيْفِسَاءُ مِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ ، وَهُوَ آخِرُ عَمَلِهِ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي جُمَحٍ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ : قَدْ كَانَ هَذَا عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْأَزْرَقِيُّ ، حَتَّى كَانَتْ أَيَّامُ جَعْفَرٍ الْمُقْتَدِرَ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ ، وَكَانَ يَتَوَلَّى الْحُكْمَ بِمَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، فَغَيَّرَ هَذَيْنِ الْبَابَيْنِ : الْمَعْرُوفُ أَحَدُهُمَا بِالْخَيَّاطِينَ ، وَالْآخَرُ بِبَنِي جُمَحٍ ، وَجَعَلَ مَا بَيْنَ دَارَيْ زُبَيْدَةَ مَسْجِدًا ، وَصِلَةً بِالْمَسْجِدِ الْكَبِيرِ عَمِلَهُ بِأَرْوِقَةٍ وَطَاقَاتٍ وَصَحْنٍ ، وَجَعَلَهُ شَارِعًا عَلَى الْوَادِي الْأَعْظَمِ بِمَكَّةَ ، فَاتَّسَعَ بِالنَّاسِ وَصَلُّوا فِيهِ ، وَذَلِكَ كُلُّهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَنَةِ سَبْعٍ وَثَلَاثِمَائِةٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَالْبَابُ الرَّابِعُ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَلَيْهِ بَابٌ مُبَوَّبٌ كَانَ يَشْرَعُ فِي زُقَاقٍ بَيْنَ دَارِ زُبَيْدَةَ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ ذَلِكَ الزُّقَاقُ مَسْلُوكًا ، وَهُوَ بَابُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هَاشِمٍ الْأَسَدِيِّ ، كَانَ يَسْتَقْبِلُ دَارَهُ الَّتِي دَخَلَتْ فِي دَارِ زُبَيْدَةَ ، وَفِيهَا بِئْرُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ ، وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يُصْعَدُ مِنْهُ الْيَوْمَ إِلَى دَارِ زُبَيْدَةَ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَاثْنَا عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَالْبَابُ مُبَوَّبٌ يَشْرَعُ فِي زُقَاقِ دَارِ زُبَيْدَةَ أَيْضًا ، وَالْبَابُ السَّادِسُ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَفِي الْعَتَبَةِ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي سَهْمٍ وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ وَدَارَ الْعَجَلَةِ ، وَهُوَ الشِّقُّ الشَّامِيُّ مِنَ الْأَبْوَابِ سِتَّةُ أَبْوَابٍ ، الْبَابُ الْأَوَّلُ وَهُوَ يَلِي الْمَنَارَةَ الَّتِي تَلِي بَنِي سَهْمٍ ، طَاقٌ طُولُهُ ، فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَفِي الْعَتَبَةِ سِتُّ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ بَابُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَالْبَابُ الثَّانِي قَدْ سُدَّ فِي دَارِ الْعَجَلَةِ ، وَمَوْضِعُهُ بَيِّنٌ لِمَنْ يُقَابِلُهُ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ هُوَ بَابُ دَارِ الْعَجَلَةِ ، وَالْبَابُ الرَّابِعُ ، هُوَ بَابُ قُعَيْقِعَانَ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعِ وَعَرْضُهُ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ وَسِتَّةُ أَصَابِعَ ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ مِنْ خَارِجٍ بَلَاطٌ مِنْ حِجَارَةٍ ، وَيُنْزَلُ مِنْهُ إِلَى بَطْنِ الْمَسْجِدِ بِسِتِّ دَرَجَاتٍ ، وَيُقَالُ ثَمَانُ دَرَجَاتٍ ، وَيُقَالُ لَهُ بَابُ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : وَهُوَ حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابَ التَّيْمِيُّ ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي بَيْنَهُمَا الطَّرِيقُ إِلَى قُعَيْقِعَانَ ، كَانَتْ أُقْطِعَتَا عَمْرُو بْنُ اللَّيْثِ الصَّفَّارُ ، ثُمَّ صَارَتْ إِحْدَاهُمَا اصْطَبْلًا لِلسُّلْطَانِ ، وَالْأُخْرَى لَاصِقَةً بِدَارِ الْعَرُوسِ وَدَارِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِيهَا بُيُوتٌ تُسْكَنُ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَيُنْزَلُ مِنْهُ إِلَى بَطْنِ الْمَسْجِدِ بِسِتِّ دَرَجَاتٍ ، وَبَيْنَ يَدَيِ الْبَابِ مِنْ خَارِجٍ بَلَاطٌ مِنْ حِجَارَةٍ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ هُوَ بَابُ دَارِ النَّدْوَةِ ، وَالْبَابُ السَّادِسُ طَاقٌ وَاحِدٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَفِي عَتَبَةِ هَذَا الْبَابِ ثَمَانِ دَرَجَاتٍ فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ ، وَهُوَ بَابُ دَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ ، يُسْلَكُ مِنْهُ إِلَى السُّوَيْقَةِ ، وَفِي هَذَا الشِّقِّ دَرَجَةٌ يُصْعَدُ مِنْهَا إِلَى دَارِ الْإِمَارَةِ ، وَهِيَ دَارُ السَّلَامَةِ ، دَرَجَةُ رُخَامٍ عَلَيْهَا دَرَابْزِينَ ، وَفِي هَذَا الشِّقِّ جَنَاحٌ مِنْ دَارِ الْعَجَلَةِ ، كَانَ أَشْرَعَ لِلْمَهْدِيِّ أَيَّامَ بُنِيَتْ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ الْجَنَاحُ عَلَى حَالِهِ حَتَّى جَاءَتِ الْمُبَيَّضَةُ ، فَقَطَعَهُ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْعَلَوِيُّ ، وَوَضَعَ الْجَنَاحَ لَاصِقًا بِالْكَوَّاءِ الَّتِي كَانَتْ أَبْوَابُ الْجَنَاحِ فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ فِي الْفِتْنَةِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ ، حَتَّى أَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمُ بِاللَّهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ بِعِمَارَةِ دَارِ الْعَجَلَةِ ، فَأَشْرَعَ الْجَنَاحَ ، وَجَعَلَ شُبَّاكَهُ بِالْحَدِيدِ ، وَجُعِلَتْ عَلَيْهِ أَبْوَابٌ مُزَرَّرَةٌ تُطْوَى وَتُنْشَرُ فَهُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،