صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وأُمُّه صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح فولد صفوان بن أُمَية عمرا
6732 قال : أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، أنه بلغه ؛ أن نساء كن في عهد النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يسلمن بأرضهن غير مهاجرات وأزواجهن حين أسلمن كفار ، منهن ابنة الوليد بن المغيرة وكانت تحت صفوان بن أُمَية ، فأسلمت يوم الفتح وهرب زوجها صفوان بن أُمَية من الإسلام ، فبعث إليه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ابن عمه وهب بن عمير برداء رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أمانا لصفوان بن أُمَية ، ودعاه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلى الإسلام وأن يقدم عليه ، فإن رضي أمرا وإلا سيره شهرين ، فلما قدم صفوان على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بردائه ناداه على رؤوس الناس فقال : يا محمد ، إن هذا وهب بن عمير جاءني بردائك ، يزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك ، فإن رضيت أمرا وإلا سيرتني شهرين . فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : انزل أبا وهب . قال : لا والله لا أنزل حتى تبين لي . فقال : بل لك تسير أربعة أشهر . فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قبل هوازن بحنين فأرسل إلى صفوان يستعيره أداة وسلاحا كان عنده قال صفوان : طوعا أو كرها ؟ قال : بل طوعا . فأعاره السلاح والأداة التي كانت عنده ، وخرج صفوان مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو كافر ، فشهد حنينا والطائف وهو كافر وامرأته مسلمة ، فلم يفرق رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بينه وبين امرأته حتى أسلم صفوان ، واستقرت امرأته عنده بذلك النكاح. قال معن : قال مالك : قال ابن شهاب : وكان بين إسلام صفوان وإسلام امرأته نحوا من شهر.
6737 قال : أخبرنا المعلى بن أسد قال : حدثنا وهيب ، عن عبد الله بن طاوُوس ، عن أبيه ، عن صفوان بن أُمَية ، أنه قيل له : إن الجنة لا يدخلها إلا من هاجر قال : قلت : لا أدخل منزلي حتى أتي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأسأله ، قال : فأتيته فقلت : يا رسول الله ، إنهم يقولون : إن الجنة لا يدخلها إلا من هاجر . فقال : لا هجرة بعد فتح مكة ، ولكن جهاد ونية ، فإذا استنفرتم فانفروا.
6735 قال : أخبرنا محمد بن عُمَر قال : حدثنا عبد الله بن يزيد الهذلي ، عن أبي حصين الهذلي قال : استقرض رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من صفوان بن أُمَية بمكة خمسين ألفا فأقرضه. قال محمد بن عُمَر : ولم يزل صفوان صحيح الإسلام ، ولم يبلغنا أنه غزا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شيئا ولا بعده ، ولم يزل مقيما بمكة إلى أن مات بها في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وقد روى عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أحاديث.
6733 قال : أخبرنا محمد بن عُمَر قال : حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي حبيبة ، مولى الزبير ، عن عبد الله بن الزبير قال : لما كان يوم الفتح هرب صفوان بن أُمَية حتى أتى الشعيبة ، فقال عمير بن وهب الجمحي : يا رسول الله ، سيد قومي خرج هاربا ليقذف نفسه في البحر ، وخاف ألا تؤمنه ، فأمنه فداك أبي وأمي . فقال : قد أمنته . فخرج عمير بن وهب في إثره فأدركه فقال : جئتك من عند أبر الناس وأوصل الناس ، وقد أمنك . قال : لا والله حتى تأتيني منه بعلامة أعرفها . فرجع عمير إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأخبره . فقال : خذ عمامتي . وهو البرد الذي دخل فيه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مكة معتجرا به ، برد حبرة ، فخرج عمير في طلبه ثانية ، فأعطاه البرد معرفة . فرجع معه ، فانتهى إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو يصلي بالناس العصر ، فلما سلم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صاح صفوان بن أُمَية : يا محمد ، إن عمير بن وهب جاءني ببردك وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك ، فإن رضيت أمرا وإلا سيرتني شهرين .قال : انزل أبا وهب . قال : لا والله حتى تبين لي . قال : لك تسيير أربعة أشهر . فنزل صفوان. وخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قبل هوازن وخرج معه صفوان واستعاره رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سلاحا فأعاره مائة درع بأدائها ، وشهد معه حنينا والطائف وهو كافر ، ثم رجع إلى الجعرانة فبينا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يسير في الغنائم ينظر إليها ومعه صفوان بن أُمَية ، فجعل صفوان ينظر إلى شعب ملئ : نعمًا وشاءً ورعاءً فأدام النظر إليه ، ورسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يرمقه فقال : أبا وهب ، يعجبك هذا الشعب ؟ قال : نعم . قال : هو لك وما فيه . فقال صفوان عند ذلك : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأسلم مكانه ، وأعطاه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أيضا مع المؤلفة قلوبهم من غنائم حنين خمسين بعيرا.