رجع الحديث إلى الأول فلما أصبح يومه الذي قتل فيه رحمة الله عليه قال اللهم أنت ثقتي في كل كرب

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    رجع الحديث إلى الأول : فلما أصبح يومه الذي قتل فيه رحمة الله عليه قال : اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدة ، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة ، وأنت وليّ كل نعمة وصاحب كل حسنة. ثم قال حسين لعمر وأصحابه : لا تعجلوا حتى أخبركم خبري ، والله ما أتيتكم حتى أتتني كتب أماثِلكم ، بأن السُّنَّة قد أُميتت ، والنفاق قد نجم ، والحدود قد عُطِّلت ، فاقدم لعل الله تبارك وتعالى يصلح بك أمة محمد صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأتيتكم ، فإذا كرهتم ذلك فأنا راجع عنكم ، وارجعوا إلى أنفسكم فانظروا هل يصلح لكم قتلي أو يحل لكم دمي ؟ ألست ابن بنت نبيكم وابن ابن عمِّه ؟ وابن أول المؤمنين إيمانًا ؟ أو ليس حمزة والعباس وجعفر عمومتي ؟ أو لم يبلغكم قول رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فيَّ وفي أخي : هذان سيدا شباب أهل الجنة ؟ فإن صدقتموني وإلا فاسألوا جابر بن عبد الله ، وأبا سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وزيد بن أرقم ، فقال شمر بن ذي الجوشن : هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول. فأقبل الحر بن يزيد أحد بني رياح بن يربوع على عمر بن سعد فقال : أمقاتل أنت هذا الرجل ؟ قال : نعم ، قال : أما لكم في واحدة من هذا الخصال التي عرض رضًا ؟ قال : لو كان الأمر إليّ فعلت ، فقال : سبحان الله ما أعظم هذا ، إن يعرض ابن بنت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عليكم ما يعرض فتأبونه ، ثم مال إلى الحسين فقاتل معه حتى قتل. ففي ذلك يقول الشاعر المتوكل الليثي : لنِعم الحر حُر بني رياح ... وحُر عند مختلف الرماح ونعم الحر ناداه حسين ... فجاد بنفسه عند الصباح وقال الحسين : أما والله يا عمر ليكونن لما ترى يوم يسوءك ، ثم رفع حسين يده مَدًّا إلى السماء فقال : اللهم إن أهل العراق غرّوني وخدعوني ، وصنعوا بحسن بن علي ما صنعوا ، اللهم شتت عليهم أمرهم وأحصهم عددًا .وناهض عمر بن سعد حسينًا ، فكان أول من قاتل مولى لعبيد الله بن زياد يقال له : سالم ، فصل من الصف فخرج إليه عبد الله بن تميم الكلبي فقتله ، والحسين جالس عليه جبة خز دكناء وقد وقعت النبال عن يمينه وعن شماله وابن له ابن ثلاث سنين بين يديه فرماه عقبة بن بشر الأسدي فقتله ، ورمى عبد الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسين بن علي فقتله ، فقال سليمان بن قَتَّة : وعند غَنِيٍّ قطرة من دمائنا ... وفي أسّدٍ أخرى تُعَدّ وتُذْكَرُ قال : ولبس حسين لأمته ، وأطاف به أصحابه يقاتلون دونه ، حتى قتلوا جميعًا ، وحسين عليه عمامة سوداء وهو مختضب بسواد يقاتل قتال الفارس الشجاع. قال : ودعا رجل من أهل الشام ، علي بن حسين الأكبر ، وأمُّه ، آمنة بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وأمها بنت أبي سفيان بن حرب فقال : إن لك بأمير المؤمنين قرابة ورحمًا فإن شئت أمناك وامض حيث ما أحببت فقال : أما والله لقرابة رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم كانت أولى أن ترعى من قرابة أبي سفيان ، ثم كَرّ عليه وهو يقول : أنا عليُّ بن حسين بن علي نحن وبيت الله أولى بالنبي من شَمِرٍ وعُمَر وابن الدّعِيْ قال : وأقبل عليه رجل من عبد القيس يقال له : مُرّة بن منقذ بن النعمان فطعنه ، فحُمِل فَوضِع قريبًا من أبيه ، فقال له : قتلوك يا بني ، على الدنيا بعدك العفاء ، وضَمّه أبوه إليه حتى مات ، فجعل الحسين يقول : اللهم دعونا لينصرونا فخذولنا وقتلونا ، اللهم فاحبس عنهم قَطْر السماء وامنعهم بركات الأرض فإن متعتهم إلى حين ففرِّقْهم شِيَعًا واجعلهم طرائق قِدَدا ، ولا تُرْضِى الولاةَ عنهم أبدًا .وجاء صبي من صبيان الحسين يشتد حتى جلس في حِجْر الحسين ، فرماه رجل بسهم فأصاب ثُغْرَةَ نَحْرِه فقتله ، فقال الحسين : اللهم إن كنت حبست عنا النصر فاجعل ذلك لما هو خير في العاقبة وانتقم لنا من القوم الظالمين. قال : وخرج القاسم بن حسن بن علي وهو غلام عليه قميص ونعلان ، فانقطع شِسْع نعله اليسرى ، فحمل عليه عمرو بن سعيد الأزدي فضربه ، فسقط ونادى : يا عماه ، فحمل عليه الحسين فضربه فاتقاها بيده فقطعها من المرفق فسقط وجاءت خيل الكوفيين ليحملوه وحمل عليهم الحسين فجالوا ووطئوه حتى مات. ووقف الحسين على القاسم فقال : عَزَّ علي عَمِّكَ أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا ينفعك ، يَوْمٌ كَثُرَ واتِرُه وقَلّ ناصِرُه ، وبعدًا لقوم قتلوك ، ثم أمر به فحمل ورجلاه تخطَّان في الأرض حتى وضِعَ مع علي بن حسين ، وعَطِشَ الحسين ، فاستسقى وليس معهم ماء فجاءه رجل بماء فتناوله ليشرب ، فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فيه ، فجعل يتلقى الدم بيده ويحمد الله ، وتوجه نحو المُسناة يريد الفرات ، فقال رجل من بني أبان بن دارم : حولوا بينه وبين الماء ، فعرضوا له فحالوا بينه وبين الماء ، وهو أمامهُم ، فقال حسين : اللهم أظمه ، ورماه الأباني بسهم فأثبته في حنكه ، فانتزع السهم وتلقى الدم فملأ كفّه وقال : اللهم إني أشكوا إليك ما فعل هؤلاء ، فما لبث الأباني إلا قليلاَّ حتى رئي وإنه ليؤتى بالقُلّة أو العس ، إن كان لَيَرْوِي عِدّة ، فيشربه فإذا نزعه عن فِيْه قال : اسقوني فقد قتلني العطش فما زال بذلك حتى مات. وجاء شمر بن ذي الجوشن فحال بين الحسين وبين ثَقَله ، فقال الحسين : رحلي لكم عن ساعة مباح ، فامنعوه من جُهّالِكم وطَغَامِكم وكونوا في دنياكم أحرارًا إذا لم يكن لكم دين ، فقال شمر : ذلك لك يا ابن فاطمة ، قال : فلما قتل أصحابه وأهل بيته بقي الحسين عامة النهار لا يُقْدِم عليه أحد إلا انصرف حتى أحاطت به الرجَالة ،فما رأينا مكثورًا قط أربط جأشًا منه ، إن كان ليقاتلهم قتال الفارس الشجاع ، وإن كان ليشدّ عليهم فينكشفون عنه انكشاف المِعْزَى شَدّ فيها الأسَدُ ، فمكث مليًّا من النهار والناس يتدافعونه ويكرهون الإقدام عليه ، فصاح بهم شمر بن ذي الجوشن : ثكلتكم أمهاتكم ماذا تنتظرون به ؟ أقدموا عليه ، فكان أول من انتهى إليه ، زرعة بن شريك التميمي فضرب كتفه اليسرى ، وضربه حسين على عاتقه فصرعه ، وبرز له سِنان بن أنس النخغي فطعنه في تِرقُوتَهِ ، ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره فخرّ الحسين صريعًا ، ثم نزل إليه ليحتز رأسه ونزل معه خَوْلِي بن يزيد الأصبحي فاحتز رأسه. ثم أتى به عبيد الله بن زياد فقال : أوقِرْ رِكابي فِضّةً وذَهَبَا ... أنا قتلتُ الملك المُحَجَّبَا قتلتُ خيرُ الناس أمًّا وأبا ... وخيرهم إذ يُنْسَبُون نسباً قال : فلم يعطه عبيد الله شيئًا ، قال : ووجدوا بالحسين ثلاثًا وثلاثين جراحة ، ووجدوا في ثوبه مائة وبضعة عشر خَرْقًا من السهام وأثر الضرب ، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين ، وله يومئذٍ ست وخمسون سنة وخمسة أشهر. وكان جعفر بن محمد يقول : قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وقتل مع الحسين ، اثنان وسبعون رجلاَّ ، وقتل من أصحاب عمر بن سعد ، ثمانية وثمانون رجلاَّ ، وقتل مع الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما : الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قتله سنان بن أنس النخعي ، وأجهز عليه وحَزّ رأسه ، الملعون ،خَوْلي بن يزيد الأصبحي. والعباس بن علي بن أبي طالب الأكبر ، قتله زيد بن رقاد الجَبَنيّ ، وحكيم السِّبْنسِيّ من طَيِّئ . وجعفر بن علي بن أبي طالب الأكبر ، قتله هانئ بن ثُبَيت الحضرمي . وعبد الله بن علي بن أبي طالب ، قتله هانئ بن ثُبَيت الحضرمي . قال : وقد كان العباس بن علي . قال لجعفر وعبد الله ابني عليّ : تقدما ، فإن قتلتما ورثتكما ، وإن قتلتُ بعدكما ورثني ولدي ، وإن قتلت قبلكما ثم قتلتما ورثكما ، محمد بن الحنفية ، فتقدما فقتلا ولم يكن لهما ولد . ثم قتل العباس بعدهما . وعثمان بن علي بن أبي طالب ، رماه خَوْلِي بن يزيد بسهم فأثبته وأجهز عليه رجل من بني أبان بن دارم . وأبو بكر بن علي بن أبي طالب يقال : إنه قتل في ساقية . ومحمد بن علي بن أبي طالب الأصغر. وأُمُّه أم ولد ، قتله رجل من بن أبان بن دارم . وعلي بن حسين بن علي الأكبر ، قتله مُرّة بن منقذ بن النعمان العبدي . وعبد الله بن الحسين ، قتله هانئ بن ثُبَيت الحضرمي . وجعفر بن الحسين . وأبو بكر بن الحسين ، قتلهما عبد الله بن عُقْبَةَ الغَنَوِي . وعبد الله بن الحسن ، قتله ابن حرملة الكاهلي من بني أسد . والقاسم بن الحسن ، قتله سعيد بن عمرو الأزدي . وعون بن عبد الله بن جعفر ، قتله عبد الله بن قُطْبة الطائي . ومحمد بن عبد الله بن جعفر ، قتله عامر بن نهشل التميمي . ومسلم بن عقيل بن أبي طالب ، قتله عبيد الله بن زياد بالكوفة صَبرًا . وجعفر بن عقيل ، قتله بشر بن حَوطِ الهمداني ويقال : عروة بن عبد الله الخثعمي . وعبد الله بن عقيل ، قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهني ، وبشر بن حوط . وعبد الله بن عقيل. وأُمُّه أم ولد قتله عمرو بن صُبْح الصدائي . وعبد الله بن عقيل الآخر. وأُمُّه رقية بنت علي بن أبي طالب ، قتله عمرو بن صُبح الصدائي ، ويقال : قتله أسيد بن مالك الحضرمي . ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل ، قتله لقيط الجهني ورجل من آل أبي لهب لم يسم لنا ورجل من آل أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، يقال له : أبو الهياج ، وكان شاعرًا ، وسليمان مولى الحسين بن علي ، قتله سليمان بن عوف الحضرمي . ومنُجِح مولى الحسين بن علي ، وعبد الله بن بُقْطر ، رضيع للحسين ، قتل بالكوفة ، رُمِيَ به من فوق القصر ، فمات وهو الذي قيل فيه : وآخر يهوي من طَمَار قتيل وكان من قُتِلَ معه رضي الله عنه من سائر الناس من قبائل العرب ، من القبيلة الرجل والرجلان والثلاثة ممن صبر معه. وقد كانا ابنا عبد الله بن جعفر ، لجأا إلى امرأة عبد الله بن قُطبة الطائي ، ثم النبهاني وكانا غلامين لم يبلغا ، وقد كان عمر بن سعد ، أمر مناديًا فنادى : من جاء برأس فله ألف درهم ، فجاء ابن قطبة إلى منزله ، فقالت له امرأته : إن غلامين لجأا إلينا فهل لك أن تشرف بهما فتبعث بهما إلى أهلهما بالمدينة قال : نعم ، أرنيهما ، فلما رآهما ذبحهما وجاء برؤُوسهما إلى عبيد الله بن زياد ، فلم يعطه شيئًا ، فقال عبيد الله : وددتُ أنه كان جاءني بهما حيين فمننت بهما على أبي جعفر ، يعني عبد الله بن جعفر ، وبلغ ذلك عبد الله بن جعفر فقال : وددت أنه كان جاءني بهما فأعطيته ألفي ألف. ولم يفلت من أهل بيت الحسين بن علي الذين معه إلا خمسة نفر : علي بن الحسين الأصغر ، وهو أبو بقية ولد الحسين اليوم ، وكان مريضًا فكان مع النساء. وحسن بن حسن بن علي وله بقية ، وعمرو بن حسن بن علي ولا بقية له . والقاسم بن عبد الله بن جعفر ، ومحمد بن عقيل الأصغر ، فإن هؤلاء استضعفوا فَقُدِمَ بهم ، وبنساء الحسين بن علي ، وهن : زينب ، وفاطمة ابنتا علي بن أبي طالب ، وفاطمة وسُكَينة ابنتا الحسين بن علي ، والرباب بنت أُنَيْفْ الكلبية امرأة الحسين بن علي ، وهي أم سكينة ، وعبد الله المقتول ابني الحسين بن علي ، وأم محمد بنت حسن بن علي ، امرأة علي بن حسين وموالي لهم ،ومماليك عبيد ، وإماء ، فقُدم بهم على عبيد الله بن زياد ، مع رأس الحسين بن علي ، ورؤُوس من قتل معه رضي الله عنه وعنهم. ولما قتل الحسين رضي الله عنه انتهب ثَقَله فأخَذَ سيفه : القُلانِس النهْشلي ، وأخذ سيفًا آخر : جميع بن الخلق الأودي ، وأخذ سراويله ، بحر ، الملعون ،بن كعب التميمي فتركه مُجَرَّدًا ، وأخذ قطيفته : قيس بن الأشعث بن قيس الكندي ، فكان يقال له : قيس قطيفة وأخذ نعليه : الأسود بن خالد الأودي ، وأخذ عمامته : جابر بن يزيد ، وأخذ برنسه ، وكان من خز

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،