:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
|
|
56 وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ أُرِيدُ بَابَ الْجَابِيَةِ ، فَلَقِيتُ ابْنَ مُرَّةَ الدَّارَانِيَّ مُسْمِطًا رَأْسَ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ عَلَى بِرْذَوْنٍ ، فَقَالَ لِيَ النَّاسُ : يَا شَيْخُ ، هَذَا رَأْسُ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ فَقُلْتُ لِحَامِلِهِ : أَمَا إِنْ قَتَلْتَهُ لَقَدْ كَانَ يَصْعَدُ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : قَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو : أَيَّامُ زَامِلٍ هِيَ بَعْدَ مَوْتِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ : وَقَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ : قَالَ لَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو : كَانَ عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ يُكَنَّى أَبَا الْوَلِيدِ ، قَالَ : وَابْنُهُ يَعْقُوبُ بْنُ عُمَيْرٍ كَانَ مِنْ جِلَّةِ أَصْحَابِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَكَانَ رَفِيعَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَهُ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ حِمْصَ مِنْ حَرْبِهِ وَالطَّلَبِ بِدَمِ الْوَلِيدِ وَجَّهَ إِلَيْهِمْ عَشَرَةَ رَهْطٍ مِنْهُمْ : يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ الْأَزْدِيُّ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عُمَيْرٍ بْنُ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ ، وَأَنَّهُمْ لَمَّا قَرِبُوا مِنْهَا لَقِيَتْهُمْ خَيْلُ أَهْلِ حِمْصٍ وَمَنَعُوهُمْ مِنْ دُخُولِهَا ، وَبَعَثُوا إِلَى أَهْلِ حِمْصٍ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ ، وَأَخْرَجَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ كِتَابَ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْوَلِيدَ فَوَصَفَهُ بِسَيِّءِ أَعْمَالِهِ وَمَا نَقَمَ عَلَيْهِ أَهْلُ بَيْتِهِ ، وَأَعْلَمَهُمْ أَنْ يَزِيدَ لَيْسَ يَدْعُوهُمْ إِلَى نَفْسِهِ ، وَإِنَّمَا يَدْعُوهُمْ إِلَى الرِّضَى مِنَ الْأُمَّةِ وَأَنْ يَكُونَ أَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ، وَقَالَ : نَجْتَمِعُ نَحْنُ وَأَنْتُمْ وَنُظَرَاؤُنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَنَنْظُرُ لِأَنْفُسِنَا وَنَخْتَارُ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ : فَإِنَّ الَّذِي لَا نَرْضَى إِلَّا بِهِ ، وَلَا نُقِرُّ إِلَّا عَلَيْهِ ، تَوْلِيَةُ وَلِيَّيْ عَهْدِنَا اللَّذَيْنِ قَدْ بَايَعْنَاهُمَا وَرَضِيَتِ الْأُمَّةُ بِهِمَا ، فَتَنَاوَلَ يَعْقُوبُ بْنُ عُمَيْرٍ لِحْيَةَ عَمْرٍو فَقَبَضَ عَلَيْهَا وَقَالَ : عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ فَنَاءَ عَشِيرَتِي وَضِيعَةَ أَمْرِهِمْ ، وَقَالَ : ذَهَبَ عَقْلُكَ وَأَغْلَظَ لَهُ الْقَوْلَ ، وَوَثَبَ الْحِمْصِيُّونَ وَقَالُوا : قَتَلْتُمْ خَلِيفَتَنَا ، لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِلَّا السَّيْفُ ، وَانْصَرَفُوا إِلَى يَزِيدَ فَأَعْلَمُوهُ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَكَانَ يَعْقُوبُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى شُرْطَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَتُوُفِّيَ بِدَارِيًّا ، وَلَمْ يُعْقِبْ وَعُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ مِنْ أَفَاضِلِ التَّابِعِينَ ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَغَيْرُهُمَا
|
|
:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
|
|
56 وقال مروان بن محمد ، عن أبيه ، قال : خرجت من المسجد أريد باب الجابية ، فلقيت ابن مرة الداراني مسمطا رأس عمير بن هانئ على برذون ، فقال لي الناس : يا شيخ ، هذا رأس عمير بن هانئ فقلت لحامله : أما إن قتلته لقد كان يصعد له إلى الله عز وجل في كل يوم سبعون ألف تسبيحة قال عبد الرحمن بن عبد الله : قال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو : أيام زامل هي بعد موت يزيد بن الوليد في سنة سبع وعشرين ومائة قال أبو علي : وقال لنا أحمد بن سليمان : قال لنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو : كان عمير بن هانئ يكنى أبا الوليد ، قال : وابنه يعقوب بن عمير كان من جلة أصحاب يزيد بن الوليد ، وكان رفيع المنزلة عنده ، وذلك أنه لما بلغ يزيد بن الوليد ما اجتمع عليه أهل حمص من حربه والطلب بدم الوليد وجه إليهم عشرة رهط منهم : يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي ، ويعقوب بن عمير بن هانئ العنسي ، وأنهم لما قربوا منها لقيتهم خيل أهل حمص ومنعوهم من دخولها ، وبعثوا إلى أهل حمص ، فخرج إليهم نحو من خمسين رجلا من أشرافهم ، وأخرج يزيد بن يزيد بن جابر كتاب يزيد بن الوليد فقرأه عليهم ، ثم حمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر الوليد فوصفه بسيء أعماله وما نقم عليه أهل بيته ، وأعلمهم أن يزيد ليس يدعوهم إلى نفسه ، وإنما يدعوهم إلى الرضى من الأمة وأن يكون أمرهم شورى بينهم ، وقال : نجتمع نحن وأنتم ونظراؤنا من أهل الشام فننظر لأنفسنا ونختار للمسلمين ، فقال عمرو بن قيس : فإن الذي لا نرضى إلا به ، ولا نقر إلا عليه ، تولية وليي عهدنا اللذين قد بايعناهما ورضيت الأمة بهما ، فتناول يعقوب بن عمير لحية عمرو فقبض عليها وقال : عند الله أحتسب فناء عشيرتي وضيعة أمرهم ، وقال : ذهب عقلك وأغلظ له القول ، ووثب الحمصيون وقالوا : قتلتم خليفتنا ، ليس بيننا وبينكم إلا السيف ، وانصرفوا إلى يزيد فأعلموه ما كان من أمرهم ، وكان يعقوب بن عمير على شرطة عبد العزيز بن الحجاج ، وتوفي بداريا ، ولم يعقب وعمير بن هانئ من أفاضل التابعين ، وقد حدث عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منهم عبد الله بن عمر ومعاوية بن أبي سفيان ، وغيرهما
|
|
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،