سَرِيَّةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ الأَسَدِيِّ
1575 وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ زَمِيلَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ عَلَى بَعِيرٍ لِعُتْبَةَ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ ، فَضَلَّ الْبَعِيرُ بِحَرَّانَ وَهِيَ نَاحِيَةُ مَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ ، فَأَقَامَا عَلَيْهِ يَوْمَيْنِ يَبْغِيَانِهِ ، وَمَضَى أَصْحَابُهُمْ إِلَى نَخْلَةَ فَلَمْ يَشْهَدْهَا سَعْدٌ وَعُتْبَةُ ، وَقَدِمَا الْمَدِينَةَ بَعْدَهُمْ بِأَيَّامٍ ، وَيُقَالُ : إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَحْشٍ لَمَّا رَجَعَ مِنْ نَخْلَةَ خَمَّسَ مَا غَنِمَ وَقَسَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ سَائِرَ الْغَنَائِمِ ، فَكَانَ أَوَّلَ خُمْسٍ خُمِّسَ فِي الإِسْلاَمِ .
1574 ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ الأَسَدِيِّ إِلَى نَخْلَةَ فِي رَجَبَ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، بَعَثَهُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاَّ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ كُلُّ اثْنَيْنِ يَعْتَقِبَانِ بَعِيرًا إِلَى بَطْنِ نَخْلَةَ ، وَهُوَ بُسْتَانُ ابْنِ عَامِرٍ الَّذِي قُرْبَ مَكَّةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْصُدَ بِهَا عِيرَ قُرَيْشٍ فَوَرَدَتْ عَلَيْهِ فَهَابَهُمْ أَهْلُ الْعِيرِ ، وَأَنْكَرُوا أَمْرَهُمْ ، فَحَلَقَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ رَأْسَهُ حَلَقَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ لِيَطْمَئِنَّ الْقَوْمُ ، فَأَمِنُوا وَقَالُوا : هُمْ عُمَّارٌ لاَ بَأْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ فَسَرَّحُوا رِكَابَهُمْ وَصَنَعُوا طَعَامًا وَشَكُّوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَهُوَ مِنَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَمْ لاَ ؟ ثُمَّ تَشَجَّعُوا عَلَيْهِمْ ، فَقَاتَلُوهُمْ ، فَخَرَجَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيمِيُّ يَقْدُمُ الْمُسْلِمِينَ ، فَرَمَى عَمْرَو بْنَ الْحَضْرَمِيِّ ، فَقَتَلَهُ وَشَدَّ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمْ فَاسْتَأْسَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَالْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ وَأَعْجَزَهُمْ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَاسْتَاقُوا الْعِيرَ ، وَكَانَ فِيهَا خَمْرٌ وَأُدْمٌ وَزَبِيبٌ جَاءُوا بِهِ مِنَ الطَّائِفِ فَقَدِمُوا بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فَوَقَّفَهُ وَحَبَسَ الأَسِيرَيْنِ ، وَكَانَ الَّذِي أَسَرَ الْحَكَمَ بْنَ كَيْسَانَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إِلَى الإِسْلاَمِ ، فَأَسْلَمَ وَقُتِلَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا .