بَابُ دَلَالَةِ الْمَحَبَّةِ وَشَوَاهِدِهَا



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

457 وَأَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الدُّولَابِيُّ :
وَمُرَاقَبَيْنِ يُكَاتِمَانِ هَوَاهُمَا
جَعَلَا الصُّدُورَ لِمَا تَحِنُّ قُبُورَا

يَتَلَاحَظَانِ تَلَاحُظًا فَكَأَنَّمَا
يَتَنَاسَخَانِ مِنَ الْجُفُونِ سُطُورَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

458 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ الضَّبِّيِّ قَالَ : رَأَيْتُ رَجُلًا يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَهُوَ يَقُولُ :
فَيَا حَبَّذَا سَعْيِي إِلَيْهَا مُكَاتِمًا
عَلَى خُفْيَةٍ مِنْ حَاسِدٍ وَمُرَاقِبِ

وَاللَّهِ لَا أَنْسَى تَكَاتُمَنَا الْهَوَى
إِذَا مَا جَلَسْنَا بَيْنَ لَاحٍ وَخَاذِبِ

يُخَاطِبُهَا طَرْفِي فَيَفْهَمُ طَرْفُهَا
وَلَيْسَ لَنَا لَفْظٌ بِغَيْرِ الْحَوَاجِبِ
فَقُلْتُ : يَا هَذَا ، وَمَا لِلَّهِ حَجَجْتَ قَالَ : وَهَلِ الْحَجُّ إِلَّا لَهُ ، وَلَكِنَّهَا فَيْضَةُ صَدْرٍ ، بَحْرٌ مِنَ الْحُبِّ مَا رَكِبَ فِيهِ أَحَدٌ إِلَّا غَرِقَ ، فَاعْذِرْ مَنْ لَوِ ابْتُلِيتَ بِدَائِهِ عَذَرَكَ ، وَاللَّهِ يَا هَذَا ، لَقَدْ وَصَلَ إِلَى قَلْبِي مِنْ ذِكْرِ لَذَّةِ مَنْ أُحِبُّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَا لَمْ يُوصِلُهُ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ النَّعِيمِ ، وَلَوْ خُلِّدْتُ فِي نَعِيمِ الدُّنْيَا كُلِّهَا إِلَى انْقِضَائِهَا . ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً , ثُمَّ أَفَاقَ فَقُلْتُ : مَا أَحَلَّ بِكَ مَا أَرَى ؟ قَالَ : تَوَهَّمْتُهَا جَالِسَةً مَعِي كَعَادَتِهَا ، ثُمَّ ذَكَرْتُ بُعْدَ النَّوَى فَأَصَابَنِي مَا رَأَيْتَ هَذَا لِذِكْرِهَا عَلَى الْبُعْدِ ، فَكَيْفَ تَظُنُّنِي وَالشَّعْبُ مُلْتَئِمٌ ؟ قُلْتُ : أَظُنُّ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا ؟ قَالَ : إِي وَاللَّهِ بِمَا لَا يُحْصِيهِ إِلَّا الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، قُلْتُ : وَمَا يُبْكِيكَ ؟ وَهَذَا فَرَحُكَ قَالَ : أَخَافُ انْقِطَاعَ الْمُنَى قَبْلَ اللِّقَاءِ ، فَعَذَرْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَأَنَا لَهُ رَاحِمٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

459 وَأَنْشَدَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا
وَلِي سَكَنٌ إِنْ غَابَ أَوْ غِبْتُ لَمْ نَجِدْ
لِذِي الْبَأْسِ عِنْدَ الْبَأْسِ أُنْسًا نُؤَانِسُهْ

كِلَانَا يُنَاجِي فِي الضَّمِيرِ حَبِيبَهُ
بِالسِّنِّ عِشْقٌ لِفْظُهُنَّ وَسَاوِسُهْ

وَمَهْمَا الْتَقَيْنَا وَالْوُشَاةُ فَطَرْفُهُ
يُخَالِسُ نَحْوِي بِالْهَوَى وَأُخَالِسُهْ

لِعَيْنَيَّ مِنْ عَيْنَيْهِ عَيْنٌ تَفَرَّدَتْ
بِلَحْظِي وَأُخْرَى لِلرَّقِيبِ تُحَارِسُهْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

460 وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ النَّاشِئُ لِنَفْسِهِ :
وَلَمَّا رَأَيْنَ الْبَيْنَ قَدْ جَدَّ جَدُّهُ
وَأَيْقَنَ مِنَّا بِانْقِطَاعِ الْمَطَالِبِ

طَلَبْنَ عَلَى الرَّكْبِ الْمُحِثِّينَ عِلَّةً
فَعُجْنَ عَلَيْنَا مِنْ صُدُورِ الرَّكَائِبِ

فَلَمَّا تَوَافَقْنَا كَتَبْنَ بِأَعْيُنٍ لَنَا
كُتُبًا أَعْجَمْنَهَا بِالْحَوَاجِبِ

فَلَمَّا قَرَأْنَاهُنَّ سِرًّا طَوَيْنَهَا
حَذَارِ الْأَعَادِي بِازْوِرَارِ الْمَنَاكِبِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،