ذِكْرُ مَا قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الَّذِي مَاتَ فِيْهِ
2167 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : جَاءَ الْعَبَّاسُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : مَا تُرِيدُ ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ : أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَسْتَخْلِفَ مِنَّا خَلِيفَةً ، فَقَالَ عَلِيُّ : لاَ تَفْعَلْ ، قَالَ : وَلِمَ ؟ قَالَ : أَخْشَى أَنْ يَقُولَ لاَ ، فَإِذَا ابْتَغَيْنَا ذَلِكَ مِنَ النَّاسِ قَالُوا : أَلَيْسَ قَدْ أَبَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟.
2168 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَسَنٍ يُحَدِّثُ عَمِّيَ الزُّهْرِيَّ ، يَقُولُ : حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنٍ ، قَالَتْ : لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ الْعَبَّاسُ : يَا عَلِيُّ قُمْ حَتَّى أُبَايِعَكَ وَمَنْ حَضَرَ ، فَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ إِذَا كَانَ لَمْ يُرَدُّ مِثْلُهُ وَالأَمْرُ فِي أَيْدِينَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : وَأَحَدٌ ؟ يَعْنِي يَطْمَعُ فِيهِ غَيْرُنَا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : أَظُنُّ وَاللَّهِ سَيَكُونُ ، فَلَمَّا بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ وَرَجَعُوا إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَمِعَ عَلِيٌّ التَّكْبِيرَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ : هَذَا مَا دَعَوْتُكَ إِلَيْهِ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : أَيَكُونُ هَذَا ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ : مَا رُدَّ مِثْلُ هَذَا قَطُّ ، فَقَالَ عُمَرُ : قَدْ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ تُوُفِّيَ وَتَخَلَّفَ عِنْدَهُ عَلِيُّ وَعَبَّاسٌ وَالزُّبَيْرُ ، فَذَلِكَ حِينَ قَالَ عَبَّاسٌ هَذِهِ الْمَقَالَةَ.
2164 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَهُ : أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَقَالَ النَّاسُ : يَا أَبَا حَسَنٍ ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ : أَلاَ تَرَى ؟ أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلاَثٍ عَبْدُ الْعَصَا ، إِنِّي وَاللَّهِ لأَرَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ هَذَا ، إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ ، فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا فَقَالَ عَلِيٌّ : وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللهِ فَمَنَعَنَاهَا لاَ يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا ، فَوَاللَّهِ لاَ نَسْأَلُهُ أَبَدًا.
2165 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ فِي الْمَرَضِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي أَكَادُ أَعْرِفُ فِيهِ الْمَوْتَ ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ فَنَسْأَلْهُ مَنْ يَسْتَخْلِفُ ، فَإِنِ اسْتَخْلَفَ مِنَّا فَذَاكَ ، وَإِلاَّ أَوْصَى بِنَا فَحَفَظَنَا مَنْ بَعْدَهُ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عِنْدَ ذَلِكَ مَا قَالَ ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِعَلِيٍّ : ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ تُبَايِعْكَ النَّاسُ ، فَقَبَضَ الآخَرُ يَدَهُ.
2166 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ اللَّيْثِيُّ ، عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَرْسَلَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَجَمَعَهُمْ عِنْدَهُ ، قَالَ وَكَانَ عَلِيُّ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةٍ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِهَا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيَا لَمْ أُحِبُّ أَنْ أَقْطَعَ فِيهِ شَيْئًا حَتَّى أَسْتَشِيرَكَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : نَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَنَسْأَلُهُ إِلَى مَنْ هَذَا الأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ ، فَإِنْ كَانَ فِينَا لَمْ نُسَلِّمْهُ وَاللَّهِ مَا بَقِيَ مِنَّا فِي الأَرْضِ طَارِفٌ ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا لَمْ نَطْلُبْهَا بَعْدَهُ أَبَدًا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : يَا عَمِّ ، وَهَلْ هَذَا الأَمْرُ إِلاَّ إِلَيْكَ ، وَهَلْ مِنْ أَحَدٍ يُنَازِعُكُمْ فِي هَذَا الأَمْرِ ؟ قَالَ : فَتَفَرَّقُوا ، وَلَمْ يَدْخُلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.