الْمَيْغَةُ
اللَّاحِجَةُ الْأُخْرَى : الصَّخْرَةُ الْقَائِمَةُ بَيْنَ اللَّاحِجَةِ وَالْفَدَفْدَةِ . قَالَتْ سَرِيَّةُ بِنْتُ شَبِيبٍ الْجُمَحِيَّةُ وَكَانَتْ نَازِلَةً بِذَاتِ الرِّمَاضِ وَجَارَتُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْعَاصِ نَازِلَةً عَلَى اللَّاحِجَةِ فَقَالَتْ : سَرِيَّةُ سَبَيْتِ اللَّوَاحِجَ مِنْ مَنْزِلٍ وَلَا مِثْلَ جَارِكِ يَا فَاطِمَهْ بِدَفْعِ صِيغٍ فُوَيْقَ الْمُرَارِ فَالدَّوْحُ فَالصَّخْرَةُ الْقَائِمَهْ قَالَ : فَأَجَابَتْهَا فَاطِمَةُ : إِذَا جِئْتَ حَيًّا بِذَاتِ الرِّمَاضِ فَأَبْلِغْ سَرِيَّةَ عَنْ فَاطِمَهْ وَقُولَا فَقَدْ جَاءَنِي قَوْلُهَا أَيَقْظَى تَحَدَّثْتِ أَمْ نَائِمِهْ ؟ ذَمَمْتِ اللَّوَاحِجَ فَاسْتَغْفِرِي وَتُوبِي إِلَى اللَّهِ يَا ظَالِمَهْ فَلَوْ بِتِّ فِي مَنْزِلِي لَيْلَةً تَمَنَّيْتُ أَنَّكِ لِي خَادِمِهْ بِأَبْطُحَ حُلْوَاجِ دَمْثِ الرُّبَا بِمَا شِئْتِ مِنْ دَوْحَةٍ نَاعِمَهْ |
غَارُ بَنِي الْحَلَّاقِ مَوْضِعٌ هُنَالِكَ , وَهَذِهِ الْمَوَاضِعُ كُلُّهَا بِاللَّوَاحِجِ يَقْرُبُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ , وَفِي الرَّمْضَةِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ : النَّبْعَةُ وَهِيَ مِيَاهٌ يَجْتَمِعُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ . قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ يَذْكُرُهَا : يَا صَاحِ مَا أَطْيَبَ خُمًّا وَثَمَدْ وَصَخْرَةُ الْمَيْثِبِ دَمْثًا كَالْبَرَدْ وَغَارُ حَلَّاقٍ فَذَاكَ الْمُعْتَمَدْ وَقَالَ آخَرُ : فِي نَبْعَةٍ وَنَبْعَاتٍ طَابَتْ وَطَابَ مَاؤُهَا وَقَالَ فِيهِ شَاعِرٌ آخَرُ : فَلَا تَبْرَحَنْ أَكْنَافَ نَبْعٍ مُقِيمَةٍ إِلَى شَرَفٍ فِي مَشْطَةٍ وَتَعَطُّرِ |