أبو قتادة بن رِبْعيّ بن بَلْدَمة بن خُناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة
وأُمُّه كبشةُ بن مُطَهِّر بن حرام بن سواد بن غنم ، من بني سلمة.
وقد اختلف علينا في اسم أبي قتادة .
قال محمد بن إسحاق : الحارث بن ربعي ، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ، ومحمد بن عمر : النعمان بن ربعي ، وقال غيرهما : عَمْرو بن ربعي ، فولد أبو قتادة : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وأمهما سُلافة بنت البراء بن معرور بن صخر بن خَنساء بن سنان بن عبيد ، من بني سلمة ، وثابتًا ، وعبيدًا ، وأم البنين ، وأمهم أم ولدٍ .
وأم أبان وأمها من الأزد ، شهد أبو قتادة أُحدًا والخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أمه ، عن أبيه ، عن أبي قتادة ، قال : أدركني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوم ذي قَرَد ، فنظر إليّ وقال : اللهم بارك له في شعره وبشره ، وقال : أفلح وجهك ، قلت : ووجهك يا رسول الله ، قال : قتلت مسعدة ؟ قلت : نعم ، قال : فما هذا الذي بوجهك ؟ قلت : سهم رميت به يا رسول الله ، قال :فادن مني ، فدنوت منه فبصق عليه ، فما ضرب عَلَيَّ قطّ ولا قاح ، ومات أبو قتادة وهو ابن سبعين سنة وكأنه ابن خمس عشرة سنة.
أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أرسل إلى أبي قتادة ، فقيل : يَتَرَجَّل ، ثم أرسل إليه فقيل : يترجل ثم أرسل إليه ، فقيل : يترجل ، فقال : احلقوا رأسه ، فجاء فقال : يا رسول الله دعني هذه المرة ، فوالله لأُعْتِبَنَّك ، فكان أول ما لقي قتل مسعدة رأس المشركين.
أخبرنا محمد بن عمر ، عن أبي حدرد الأسلمي قال : بعث رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أبا قتادة سرية ومعه خمسة عشر رجلاَّ أنا أحدهم إلى غطفان نحو نجد ، وهي سَرِيَّةُ خَضِرَة ، وذلك في شعبان سنة ثمان ، فشددنا على الحاضر فأصَبْنَا سبيًا ونعمًا وشاءً.
أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الله بن يزيد بن قُسَيط ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي حدرد ، عن أبيه قال : لما توجه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى غزوة الفتح بعثنا سرية إلى بطن إِضَمِ ، وأميرنا أبو قتادة لِيَظُنَّ ظانٌّ أن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يتوجه إلى تلك الناحية ، ولأن تذهب بذلك الأخبار.
أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا محمد بن عَمْرو ، عن محمد بن سيرين ، أن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم رأى أبا قتادة يُصلي ويتَّقِي شعره ، فأراد أن يَجُزَّهُ ، فقال له أبو قتادة : يا رسول الله إن لله علي إن تركته أن أرضيك ، قال : فتركه ، فأغار مسعدةُ الفزاري على سرح أهل المدينة ، فركب أبو قتادة فلقي مسعدة فقتله ، وغشَّاهُ بُردَتَهُ ، قال : فجاء الناس فقالوا : هذه بردة أبي قتادة ، قال : فكُشِفَ فإذا مسعدة الفزاري المقتول.
أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا عبد الرحمن بن زيد ، عن زيد بن أسلم ، أن أبا قتادة حين توجه إلى اللقاح قال :
ألا عليك الخيل إن ألمَّتِ ...
إن لم أُدافِعها فجُزوا لِمَّتي
أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد ، أن أبا قتادة الأنصاري قال لرسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إن لي جُمةً أَفَأُرَجَّلها ؟ فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم وأكرِمها ، قال : فكان أبو قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين من أجل قول رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : فأكرمها.
أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمر بن كثير بن أفلح ، عن أبي محمد مولى أبي قتادة الأنصاري ، عن أبي قتادة الأنصاري ثم السلمي أنه قال : خرجنا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عام حنين ، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة ، فرأيت رجلاَّ من المشركين قد علا رجلاَّ من المسلمين ، قال : فاستدرت له حتى أتيته من ورائه ، فضربته على حبل عاتقه ، قال : وأقبل علي فضمني ضمةً وجدت فيها ريح الموت ، ثم أدركه الموت فأرسلني ، فلحقت عمر بن الخطاب فقلت له : ما بال الناس ؟ فقال : أمر الله ، ثم إن الناس رجعوا فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم: من قتل قتيلاَّ له عليه بينةٌ فله سلبه ، قال أبو قتادة : فقمت فقلت : من يشهدُ لي ؟ ثم جلست ، قال : ألك بينةٌ ؟ فقمت ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : ما لك يا أبا قتادة ؟ واقتصصت عليه القصة ، فقال رجلٌ من القوم : صدق يا رسول الله ، وسلب ذلك القتيل عندي ، فأرضه منه ، فقال : أبو بكر الصديق : لاها الله ، إذًا لا يَعْمِد إلا أسد من أُسْد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : صدق فأعطه إياه ، قال أبو قتادة : فأعطاني إياه فَبِعْتُ الدرع فابْتَعْتُ به مَخْرَفًا في بني سلمة ، فإنه لأول مال تأثَّلْتُهُ في الإسلام.
أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمر بن كثير بن أفلح ، عن أبي محمد رجلٍ من الأنصار ، عن أبي قتادة ، أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم نفَّلَ أبا قتادة سلب رجل قتله.
أخبرنا عفان بن مسلم ، وكثير بن هشام ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، قال كثير في حديثه ، إن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من قتل كافرًا فله سلبه ، وقالا : جميعًا قال : قال أبو قتادة يوم حنين : يا رسول الله ، إني ضربت رجلاَّ على حبل العاتق وعليه دِرْعٌ له فأُجْهِضْتُ عنه ، وقد قال : فأعجلت عنه قال : فقام رجل فقال : أنا أخذتها فأرضه منها وأعطيتها وكان رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لا يُسْأَل شيئًا إلا أعطاه أو سكت - فسكت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال عمر : لا يُضِيئُها الله على أسدٍ من أُسْدِهِ ويُعْطِيكها ، فضحك رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وقال : صدق عمر.
قال : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا أسامة بن زيد الليثي ، عن الأعرج ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه قال : لما كان يوم حنين ضربت رجلاَّ بالسيف فقتلته ، فجاء رجلٌ فنزع الدرع عنه ، فخاصمته إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقضى لي بها ، فبعتها من حاطب بن أبي بلتعة بسبع أواقٍ.
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال : حدثني سليمان بن بلال ، عن أسيد بن أبي أسيد البراد ، عن أمه ، قالت : قلنا لأبي قتادة : ما لك لا تُحَدَّثُ عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم كما يحدث عنه الناس ؟ فقال أبو قتادة : سمعت النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : من كذب علي متعمداً
فليُسَهِّل لجنبه مضجعًا من النار ، وجعل النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقوله وهو يمسح الأرض.
أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا عكرمة بن عمار قال : حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير ، أن عمر بن الخطاب بعث أبا قتادة فقتل ملك فارس بيده ، قال : وعليه منطقةٌ ثمنها خمسة عشر ألف درهم ، قال : فَنَفَّلَهَا إياه عمر.
أخبرنا عَمْرو بن الهيثم أبو قطن ، عن ابن أبي ذئب ، عن عثمان بن عبيد الله قال : رأيت أبا قتادة يُصَفِّرُ لحيته ونحن في الكتاب.
أخبرنا عَمْرو بن عاصم الكلابي قال : حدثنا همام بن يحيى ، قال : حدثنا قتادة ، أن أبا قتادة كان لبس الخَزّ.
أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني يحيى بن عبيد الله بن أبي قتادة قال : توفي أبو قتادة بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن سبعين سنة.
قال محمد بن عمر : ولم أر بين ولد أبي قتادة وأهل البلد عندنا اختلافًا ؛ أن أبا قتادة توفي بالمدينة.
وروى أهل الكوفة أنه توفى بالكوفة وعلي بن أبي طالب بها ، وهو صلَّى عليه ، فالله أعلم.
أخبرنا يعلى بن عبيد ، وعبد الله بن نمير ، قالا : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري ، قال يعلى في حديثه ، قال : أتانا علي ، وقال عبد الله بن نمير قال : صلى عليٌّ على أبي قتادة فكبَّر عليه سبعاً.