بَابُ الرَّحْمَةِ لِأَهْلِ الْهَوَى وَالْجَمْعِ بَيْنَهُمْ
505 حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَاتَ عَاشِقٌ بِالْمَدِينَةِ فَصَلَّى عَلَيْهِ زَيْدَانُ , فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : إِنِّي رَحِمْتُهُ |
507 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ أَبُو حَفْصٍ النَّسَائِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ : إِنَّمَا الْغَضَبُ عَلَى أَهْلِ الْمَعَاصِي لِجُرْأَتِهِمْ عَلَيْهَا , فَإِذَا تَذَكَّرْتُ مَا يَصِيرُونَ إِلَيْهِ مِنْ عُقُوبَةِ الْآخِرَةِ دَخَلَتِ الْقُلُوبَ الرَّحْمَةُ لَهُمْ |
508 حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ : لَوْ كَانَ إِلَيَّ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا عَذَّبْتُ الْعُشَّاقَ , لِأَنَّ ذُنُوبَهُمْ ذُنُوبُ اضْطِرَارٍ لَا ذُنُوبُ اخْتِيَارٍ |
509 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْنَّهْدِيُّ قَالَ : مَرَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي خِلَافَتِهِ بِطَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَطْحَنُ بِرِجْلِهَا وَهِيَ تَقُولُ : وَهَوِيتُهُ مِنْ قَبْلِ قَطْعِ تَمَائِمِي فَتَمَاشَيْنَا مِثْلَ الْقَضِيبِ النَّاعِمِ وَكَأَنَّ نُورَ الْبَدْرِ سِنَةُ وَجْهِهِ يَنْمِي وَيَصْعَدُ فِي ذُؤَابَةِ هَاشِمِ فَدَقَّ عَلَيْهَا الْبَابَ فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ : وَيْلَكِ , أَحُرَّةٌ أَمْ مَمْلُوكَةٌ ؟ قَالَتْ : مَمْلُوكَةٌ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ : فَمَنْ هَوِيتِ ؟ قَالَ : فَبَكَتْ ثُمَّ قَالَتْ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ , بِحَقِّ الْقَبْرِ إِلَّا انْصَرَفْتَ عَنِّي قَالَ : وَحَقِّهِ لَا أُدِيمُ أَوْ تُعْلِمِينِي قَالَتْ : وَأَنَا الَّتِي لَعِبَ الْغَرَامُ بِقَلْبِهَا فَبَكَتْ لِحُبِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ فَقَالَ لَهَا : وَيْلَكِ , إِيَّايَ أَرَدْتِ قَالَتْ : وَمَتَى صِرْتَ هَاشِمِيًّا قَالَ : صَدَقْتِ وَاللَّهِ . فَصَارَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَبَعَثَ إِلَى مَوْلَاهَا فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ وَبَعَثَ بِهَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبَى طَالِبٍ , وَقَالَ مَوْلَايَ : وَاللَّهِ فُتِنَ الرِّجَالُ , وَكَمْ وَاللَّهِ قَدْ مَاتَ بِهِنَّ مِنْ كَرِيمٍ , وَعَطَبَ عَلَيْهِنَّ مِنْ سَلِيمٍ |
510 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ الرَّقِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ : دَخَلَتْ عَزَّةُ عَلَى أُمِّ الْبَنِينَ أُخْتِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَتْ لَهَا : يَا عَزَّةُ , مَا قَوْلُ كُثَيِّرٍ : قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ عَلِمْتُ غَرِيمَهُ وَعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُهَا مَا كَانَ هَذَا الدَّيْنُ ؟ قَالَتْ : كُنْتُ وَعَدْتُهُ قُبْلَةً , ثُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا ، فَقَالَتْ : أَنْجِزِيهَا لَهُ وَعَلَيَّ إِثْمُهَا |
511 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي مُخَنَّثٍ قَالَ : رُفِعَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ بِالْكُوفَةِ غُلَامٌ مِنَ الْعَرَبِ قَدْ أُخِذَ فِي دَارِ قَوْمٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ لَهُ : مَا قِصَّتُكَ ؟ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ , لَسْتُ بِلِصٍّ وَلَا سَارِقٍ وَلَكِنْ أَصْدُقُكَ قَالَ : هَاتِ , فَأَنْشَأَ يَقُولُ : تَعَلَّقْتُ فِي دَارِ الرِّيَاحِيِّ خَوْدَةً يَذِلُّ لَهَا مِنْ حُسْنِهَا الْقَمَرُ الْبَدْرُ لَهَا مِنْ بَيَاتِ الرُّومِ حُسْنٌ وَمَنْصِبُ إِذَا افْتَخَرُوا بِالْحُسْنِ جَانَبَهَا الْفَخْرُ فَلَمَّا طَرَقْتُ الدَّارَ مِنْ حَرِّ مُهْجَةٍ أَبِيتُ وَفِيهَا مِنْ تَوَّقُدِهَا جَمْرُ تَنَادَرَ أَهْلُ الدَّارِ بِي ثُمَّ صَيَّحُوا هُوَ اللِّصُّ مَحْتُومًا لَهُ الْقَتْلُ وَالْأَسْرُ قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَ عَلِيٌّ شِعْرَهُ رَقَّ لَهُ وَقَالَ لِلرِّيَاحِيِّ , وَهُوَ الْمُلَهَّبُ بْنُ رِيَاحٍ الْيَرْبُوعِيُّ : اسْمَحْ لَهُ بِهَا وَنُعَوِّضُكَ مِنْهَا قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ , سَلْهُ مَنْ هُوَ ؟ قَالَ الْغُلَامُ : النَّهَّاسُ بْنُ عُيَيْنَةَ الْعِجْلِيُّ قَالَ الرِّيَاحِيُّ : خُذْ بِيَدِهَا , هِيَ لَكَ |
512 حَدَّثَنَا أَخِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ آدَمَ بْنِ أَبِي اللَّيْثِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضِي مِصْرَ وَجَارِيَةٌ تُغْنِي : تَرَى فِي الْحُكُومَةِ يَا سَيِّدِي عَلَى مَنْ تَعَشَّقَ أَنْ يُقْتَلَا وَكَانَ فِي يَدِهِ قَلَمٌ فَرَمَى بِهِ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا : لَا لَا |
513 وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْكَاتِبُ : أَنَّ غُلَامًا وَجَارِيَةً كَانَا فِي كُتَّابٍ فَهَوِيَهَا الْغُلَامُ فَلَمْ يَزَلْ يَتَلَطَّفُ بِمُعَلِّمِهِ حَتَّى صَيَّرَهُ قَرِينًا لَهَا , فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ عِنْدَ غَفْلَةٍ مِنَ الْغِلْمَانِ وَقَّعَ فِي لَوْحِ الْجَارِيَةِ : مَاذَا تَقُولِينَ فِيمَنْ شَفَّهُ أَرَقٌ مِنْ جُهْدِ حُبِّكِ صَارَ حَيْرَانَا فَلَمَّا نَظَرْتِ إِلَيْهِ الْجَارِيَةُ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهَا بِالدُّمُوعِ رَحْمَةً لَهُ , وَوَقَّعَتْ فِي أَسْفَلِهِ : إِذَا رَأَيْنَا مُحِبًّا قَدْ أَضَرَّ بِهِ طُولُ الصَّبَابَةِ أَوْلَيْنَاهُ إِحْسَانَا |