ذِكْرُ الْمَوَاضِعِ الَّتِي دَخَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ
2846 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِنْسَانَ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ لِيَّةَ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا عِنْدَ السِّدْرَةِ وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرَفِ الْقَرْنِ الْأَسْوَدِ حَذْوَهَا وَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِبَصَرِهِ ، وَوَقَفَ حَتَّى اتَّفَقَ النَّاسُ كُلُّهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ صَيْدَ وَجٍّ وَعِضَاهُ حَرَامٌ مُحَرَّمٌ . وَذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّائِفَ وَحِصَارِهِ ثَقِيفًا |
2847 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ : حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ : حدثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَمَاةِ أَوْ بِالنَّبَاوَةِ مِنَ الطَّائِفِ ، فَقَالَ : تُوشِكُونَ أَنْ تَعْلَمُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَوْ خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ . وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ : أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ . قَالُوا : بِمَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ وَمِنْهَا قَرْنُ الْمَنَازِلِ ، وَهُوَ وَقْتٌ مِنَ الْأَوْقَاتِ الَّتِي وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُقَالُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْرَمَ مِنْهَا حِينَ أَقْبَلَ مِنَ الطَّائِفِ بِعُمْرَةٍ |
2848 حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ : حدثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَقْبَلَ مِنَ الطَّائِفِ أَهَلَّ مِنْ قَرْنٍ دَجْنَاوَيْنِ : قَرِيبٌ مِنَ الطَّائِفِ ، إِحْدَاهُمَا عَلَى مَحَجَّةِ الطَّائِفِ وَهِيَ السُّفْلَى ، وَالْعُلْيَا مُرْتَفِعَةٌ عَنْ يَمِينِ الذَّاهِبِ مُعَارِضَةٌ فِي الْمَغْرِبِ بَيْنَهُمَا أَمْيَالٌ . وَدَجْنَا هَذِهِ طَيِّبَةٌ مَوْضِعُهَا عَذِيٌّ طَيِّبُ الْهَوَاءِ . وَيُقَالُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَسَحَ ظَهْرَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِدَجْنَا |
2849 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرُهُ قَالُوا : حدثنا سُفْيَانُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } قَالَ : مَسَحَ ظَهْرَهُ بِدَجْنَا . وَقَالُوا : بَلْ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِنَعْمَانَ |
2850 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ : حدثنا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالُوا : مَسَحَ ظَهْرَهُ بِنَعْمَانِ السَّحَابِ وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حدثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : حدثنا أَبُو ثَوْرٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ ، أَنَّ كُلْثُومَ بْنَ جَبْرٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ وَفِيمَا هُنَالِكَ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ عَلْيٌ ، مَاءٌ كَثِيرٌ ، وَفِيهِ شِعْبٌ يُؤْتَى مِنْهُ وَمِمَّا نَاحَاهُ بِحَصْبَاءَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . الْوَتِيرُ : مَاءٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ فِي الشَّرْقِ عَنْ يَمِينِ مَلْكَانَ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا ، وَهُوَ مَاءٌ قَدِيمٌ لِخُزَاعَةَ ، وَعَلَيْهِ قُتِلَ الْخُزَاعِيُّونَ ، قَتَلَهُمْ بَنُو بَكْرٍ فِي الْمُهَادَنَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ قُرَيْشٍ |
2851 فَحَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ : حدثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِ قَالُوا : ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ ، وَأَقَامَتْ قُرَيْشٌ عَلَى الْوَفَاءِ سَنَةً وَبَعْضَ أُخْرَى ، ثُمَّ إِنَّ بَنِي بَكْرٍ غَدَوْا عَلَى خُزَاعَةَ بِمَاءٍ لَهُمْ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ الْوَتِيرُ ، فَأَصَابُوا مِنْهُمْ رِجَالًا |
2852 فَحَدَّثَنِي أَبُو مَالِكِ بْنُ أَبِي فَارَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ الْوَلِيدِ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : إِنَّ الْمُسْتَنْصِرَ مُسْتَنْصِرَ خُزَاعَةَ خَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ مَا صُنِعَ بِهِمْ ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا أَنَّا وَلَدْنَاكَ فَكُنْتَ وَلَدَا ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا فَانْصُرْ هَدَاكَ اللَّهُ نَصْرًا أَيَّدَا وَادْعُوا عِبَادَ اللَّهِ يَأْتُوا مَدَدَا فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا إِنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفَتْكَ الْمَوْعِدَا وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ الْمُوَكَّدَا وَجَعَلُوا لِي فِي كَدَاءٍ رُصَّدَا وَبَيَّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجَّدَا قَتَّلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْشَدَهُ : لَا نُصِرْتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرْكُمْ . ثُمَّ سَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ نَحْوَ مَكَّةَ يُرِيدُ نَصْرَ خُزَاعَةَ حَتَّى كَانَ بِبَطْنِ مَرٍّ ، ثُمَّ رَأَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّحَابَ يَخْرُجُ فِي السَّمَاءِ ، فَقَالَ : إِنَّ السَّحَابَ لَتَنْتَصِرُ بِنَصْرِ بَنِي كَعْبٍ غَدًا . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ : مَعَ بَنِي كَعْبٍ ؟ فَقَالَ : تَرِبَ نَحْرُكَ ، وَهَلْ عَدِيٌّ إِلَّا كَعْبٌ ؟ وَهَلْ كَعْبٌ إِلَّا عَدِيٌّ ؟ فَقَالَ : فَكَانَ أَوَّلَ رَجُلٍ قُتِلَ يَوْمَ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فِي نَصْرِ خُزَاعَةَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْعَدَوِيُّ . قَالَ : وَذَلِكَ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَرِبَ نَحْرُكَ الصِّفَاحُ : مِنْ وَرَاءِ جِبَالِ عَرَفَةَ ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَكَّةَ عَشَرَةُ أَمْيَالٍ ، وَكَانَ النَّاسُ يَلْتَقُونَ هُنَالِكَ عِنْدَ دُخُولِهِمْ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ |
2853 حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ : حدثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ قَالَ : حدثنا الْأَثْرَمُ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ : نَفَى ابْنُ مَحْمِيَةَ بْنِ عَبْدِ الدُّئِلِ زُهَيْرَ بْنَ رَبِيعَةَ أَبَا خِرَاشٍ بِالصِّفَاحِ ، فَقَالَ زُهَيْرٌ : إِنَّنِي حَرَامٌ ، وَقَدْ جِئْتُ مُعْتَمِرًا فَقَالَ : لَا . قُلْتُ : مُعْتَمِرًا . فَقَتَلَهُ ثُمَّ نَدِمَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَامِرِيَّ الْمُعْتَمِرْ لَمْ آتِ فِيهِ عُذْرَةً لِمُعْتَذِرْ فَقَالَ ابْنُ عَبْسٍ وَهُوَ السُّوَيْعَرِيُّ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ فِي كَلِمَتِهِ : تَرَكْنَا ثَاوِيًا يَرْقُوا صَدَاهُ وَكَانُوا بِالْعَوِيلِ وَبِالصِّفَاحِ وَابْنَ مَحْمِيَةَ بْنَ عُبَيْدٍ فَأَعْجَلَهُ التَّوَسُّدَ بِالْبِطَاحِ وَرَدَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْرٍ الْبَكَّائِيُّ : أَلَا هَلْ جَاءَ أَبَا حَسَّانَ أَنَّا ثَأَرْنَاهُ بِأَطْرَافِ الرِّمَاحِ فَإِمَّا تَقْتُلُوهُ فَإِنَّ هَامًا بِمُجْتَمَعِ الْغَوَائِلِ فَالصِّفَاحِ |
2854 وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أًبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ : نَزَلْتُ الصِّفَاحَ ، فَإِذَا رَجُلٌ نَائِمٌ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ قَدْ أَدْرَكَتْهُ الشَّمْسُ ، فَأَمَرْتُ الْغُلَامَ فَظَلَّلَ عَلَيْهِ بِالنِّطْعِ ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ إِذَا هُوَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَحَيَّانِي وَحَيَّيْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا جَرِيرُ إِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا رَفَعَهُ اللَّهُ فِي الْآخِرَةِ ، يَا جَرِيرُ لَوِ الْتَمَسْتَ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَ هَذَا وَأَخَذَ عُودًا مِنَ الْأَرْضِ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ لَمْ تَجِدْهُ . قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَأَيْنَ النَّخْلُ وَالشَّجَرُ ؟ قَالَ : أُصُولُهَا ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ ، وَأَعْلَاهَا ثَمَرٌ وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ يَذْكُرُ الصِّفَاحَ : أَلْمِمْ بِحُورٍ بِالصِّفَاحِ حِسَانِ هَيَّجْنَ مِنْكَ رَوَادِعَ الْأَحْزَانِ شِعْبُ آلِ مُحَرَّقٍ : مِمَّا يَلِي طَرِيقَ جُدَّةَ ، وَفِيهَا يَقُولُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ : يَا قَبْرُ بَيْنَ بُيُوتِ آلِ مُحَرَّقٍ جَادَتْ عَلَيْهِ رَوَاعِدٌ وَبُرُوقُ هَلْ تَنْفَعَنَّكَ ذِمَّةٌ مَرْعِيَّةٌ فِيهَا أَدَاءُ أَمَانَةٍ وَحُقُوقُ |