عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ نُسَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلاَنَ بْنِ مُضَرَ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    10140 قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ العَبْدَرِيُّ ؛ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ، يَعْنِي ابْنَ حَسَنَةَ ، قَالَ : كَانَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ قَدْ حَضَرَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ حِينَ هُزِمَ الأَعَاجِمُ ، فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ يَضْرِبَ قَيْرَوَانَهُ بِالْكُوفَةِ ، وَأَنِ ابْعَثْ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ ؛ فَإِنَّ لَهُ مِنَ الإِسْلاَمِ مَكَانًا ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا.وَقَدْ رَجَوْتُ جَزْءَهُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، وَالْبَصْرَةُ تُسَمَّى يَوْمَئِذٍ أَرْضَ الْهِنْدِ ، فَيَنْزِلَهَا وَيَتَّخِذَ بِهَا لِلْمُسْلِمِينَ قَيْرَوَانًا ، وَلاَ يَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ بَحْرًا فَدَعَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ ، وَأَخْبَرَهُ بِكِتَابِ عُمَرَ ، فَأَجَابَ ، وَخَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ فِي ثَمَانِي مِئَةِ رَجُلٍ ، فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا الْبَصْرَةَ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْبَصْرَةُ بَصْرَةً ؛ لأَنَّهَا كَانَتْ فِيهَا حِجَارَةٌ سُودٌ. فَلَمَّا نَزَلَهَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ ضَرَبَ قَيْرَوَانَهُ وَنَزَلَهَا ، وَضَرَبَ الْمُسْلِمُونَ أَخْبِيَتَهُمْ وَخِيَامَهُمْ ؛ وَضَرَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ خَيْمَةً لَهُ مِنْ أَكْسِيَةٍ ، ثُمَّ رَمَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالرِّجَالِ ، فَلَمَّا كَثُرُوا بَنَى رَهْطٌ مِنْهُمْ فِيهَا سَبْعَ دَسَاكِرَ مِنْ لِبْنٍ ، مِنْهَا فِي الْخُرَيْبَةِ اثْنَتَانِ ، وَفِي الزَّابُوقَةِ وَاحِدَةٌ ، وَفِي بَنِيٍ تَمِيمٍ اثْنَتَانِ ، وَفِي الأَزْدِ اثْنَتَانِ ، ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ خَرَجَ إِلَى فُرَاتِ الْبَصْرَةِ فَفَتَحَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ . وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ يَغْزُونَ جِبَالَ فَارِسَ مِمَّا يَلِيهَا. وَجَاءَ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ أَنِ انْزِلْهَا بِالْمُسْلِمِينَ ، فَيَكُونُوا بِهَا ، وَلْيَغْزُوا عَدُوَّهُمْ مِنْ قَرِيبٍ ، وَكَانَ عُتْبَةُ خَطَبَ النَّاسَ ، وَهِيَ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْبَصْرَةِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ ، وَأُومِنُ بِهِ ، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَمَّا بَعْدُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءً ، وَآذَنَتْ أَهْلَهَا بِوَدَاعٍ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ ، أَلاَ وَإِنَّكُمْ تَارِكُوهَا لاَ مَحَالَةَ ، فَاتْرُكُوهَا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ ، أَلاَ وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنْ يُؤْتَى بِالْحَجَرِ الضَّخْمِ ، فَيُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ ، فَيَهْوِي سَبْعِينَ عَامًا حَتَّى يَبْلُغَ قَعْرَهَا ، وَاللَّهِ لَتُمْلأَنَّ ، أَلاَ وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنَّ لِلْجَنَّةِ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ ، عَرْضُ مَا بَيْنَ جَانِبَيِ الْبَابِ مَسِيرَةُ خَمْسِينَ عَامًا ، وَايْمُ اللهِ لَتَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا سَاعَةٌ وَهِيَ كَظِيظَةٌ مِنَ الزِّحَامِ . وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَابِعَ سَبْعَةٍ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقُ الْبَشَامِ ، وشَوْكُ الْقَتَادِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا ، وَلَقَدِ الْتَقَطْتُ بُرْدَةً يَوْمَئِذٍ فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ،وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا مِنَّا ، أَيُّهَا الرَّهْطُ السَّبْعَةُ ، إِلاَّ أَمِيرٌ عَلَى مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَارِ ، وَإِنَّهُ لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلاَّ تَنَاسَخَهَا مُلْكٌ ، فَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يُدْرِكَنَا ذَلِكَ الزَّمَانُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السُّلْطَانُ مَلِكًا ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا ، وَفِي أَنْفُسِ النَّاسِ صَغِيرًا ، وَسَتُجَرِّبُونَ الأُمَرَاءَ بَعْدَنَا ، وَتُجَرِّبُونَ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ. قَالَ : فَبَيْنَا عُتْبَةُ عَلَى خُطْبَتِهِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفَ بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ فِيهِ : أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيَّ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ اقْتَنَى بِالْبَصْرَةِ خَيْلاَّ حِينَ لاَ يَقْتَنِيهَا أَحَدٌ ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَأَحْسِنْ جِوَارَ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، وَأَعِنْهُ عَلَى مَا اسْتَعَانَكَ عَلَيْهِ ، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَوَّلَ مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا بِالْبَصْرَةِ وَاتَّخَذَهَا ، ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ سَارَ إِلَى مَيْسَانَ وَأَبْزِقِبَاذَ فَافْتَتَحَهَا ، وَقَدْ خَرَجَ إِلَيْهِ الْمَرْزُبَانُ صَاحِبُ الْمَذَارِ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ فَقَاتَلَهُمْ ، فَهَزَمَ اللَّهُ الْمَرْزُبَانَ ، وَأَخَذَ الْمَرْزُبَانُ سَلَمًا ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، وَأَخَذَ قِبَاءَهُ ومِنْطِقَتَهُ ، فِيهَا الذَّهَبُ وَالْجَوْهَرُ ، فَبَعَثَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَلَمَّا قَدِمَ سَلَبُ الْمَرْزُبَانِ الْمَدِينَةَ سَأَلَ النَّاسُ الرَّسُولَ عَنْ حَالِ النَّاسِ ، فَقَالَ الْقَادِمُ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، عَمَّ تَسْأَلُونَ ؟ تَرَكْتُ وَاللَّهِ النَّاسَ يَهْتَالُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَنَشَطَ النَّاسُ. وَأَقْبَلَ عُمَرُ يُرْسِلُ الرِّجَالَ إِلَيْهِ الْمِئَةَ وَالْخَمْسِينَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مَدَدًا لِعُتْبَةَ إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَكَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ إِلَى عُتْبَةَ ، وَهُوَ عَامِلُهُ ، فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ عُتْبَةُ ، فَاسْتَأْذَنَ عُمَرَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ ، فَقَدِمَ عُتْبَةُ عَلَى عُمَرَ ، فَشَكَا إِلَيْهِ تُسَلُّطَ سَعْدٍ عَلَيْهِ ، فَسَكَتَ عَنْهُ عُمَرُ فَأَعَادَ ذَلِكَ عُتْبَةُ مِرَارًا ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَى عُمَرَ قَالَ : وَمَا عَلَيْكَ يَا عُتْبَةُ أَنْ تُقِرَّ بِالإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَشَرَفٌ . فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ : أَلَسْتُ مِنْ قُرَيْشٍ ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ ، وَلِي صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدِيمَةٌ لاَ تُنْكَرُ وَلاَ تُدْفَعُ فَقَالَ عُمَرُ : لاَ يُنْكَرُ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِكَ قَالَ عُتْبَةُ : أَمَا إِذَا صَارَ الأَمْرُ إِلَى هَذَا ، فَوَاللَّهِ لاَ أَرْجِعُ إِلَيْهَا أَبَدًا فَأَبَى عُمَرُ إِلاَّ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَيْهَا ، فَرَدَّهُ ، فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ. وَكَانَ عَمَلُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ، أَصَابَهُ بَطْنٌ فَمَاتَ بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ ، فَقَدِمَ سُوَيْدٌ غُلاَمُهُ بِمَتَاعِهِ وَتَرِكَتِهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ ، وَكَانَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ نُسَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلاَنَ بْنِ مُضَرَ ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ : وَسَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يُكَنِّيهِ أَبَا غَزْوَانَ ، وَكَانَ رَجُلاَّ طِوَالاَّ جَمِيلاَّ قَدِيمَ الإِسْلاَمِ ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ، وَشَهِدَ بَدْرًا.

10139 قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ ، قَالاَ : اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ ، فَهُوَ الَّذِي فَتَحَهَا وَبَصَّرَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا ، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ الأُبُلَّةَ ، وَبَنَى مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ بِقَصَبٍ ، وَلَمْ يَبْنِ بِهَا دَارًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَقَدْ رُوِيَ لَنَا ؛ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ كَانَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِالْقَادِسِيَّةِ ، فَوَجَّهَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ بِكِتَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،