بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ التَّوَاضُعِ فِي الْمَجْلِسِ وَغَيْرِهِ
689 سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ : يُرْوَى عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى فِرَاشِهِ ، وَتَحْتَ الْفِرَاشِ حَصِيرٌ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وِسَادَتَانِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : اجْلِسْ يَا أَبَا إِسْحَاقَ وَأَشَارَ إِلَى الْوِسَادَةِ ، فَنَحَّاهَا كَعْبٌ ، وَجَلَسَ دُونَهَا ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ فِيمَا أَوْصَى بِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَنْ لَا تَغْشَى السُّلْطَانَ حَتَّى يَمَلَّكَ ، وَلَا تَقْعُدْ عَنْهُ حَتَّى يَنْسَاكَ ، وَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مَجْلِسَ رَجُلٍ أَوِ اثْنَيْنِ ، فَعَسَى أَنْ يَأْتِيَ مَنْ هُوَ أَخَصُّ بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ مِنْكَ ، فَتُزَالَ عَنْهُ ، فَيَكُونَ زِيَادَةً لَهُ ، وَنُقْصَانًا عَلَيْكَ |
690 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَائِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ ، يَقُولُ : اطَّلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قُلُوبِ الْآدَمَيِّينَ ، فَلَمْ يَجِدْ فِيهِمْ قَلْبًا أَشَدَّ تَوَاضُعًا مِنْ قَلْبِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَخَصَّهُ مِنْهُ بِالْكَلَامِ لِتَوَاضُعِهِ |