أَحْمَدُ النُّورِيُّ
15482 سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ النُّورِيَّ قَائِمًا حِيَالَ الْكَعْبَةِ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ كَأَنَّهُ يَسْأَلُ شَيْئًا ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : كَفَى حُزْنًا أَنِّي أُنَادِيكَ دَائِبًا كَأَنِّي بَعِيدٌ أَوْ كَأَنَّكَ غَائِبُ وَأَسْأَلُ مِنْكَ الْفَضْلَ مِنْ غَيْرِ رَغْبَةٍ وَلَمْ أَرَ مَثَلِي زَاهِدًا فِيكَ رَاغِبُ |
15483 سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيَّ ، يَقُولُ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ بِنَيْسَابُورَ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ النُّورِيِّ قَالَ : أَعْلَى مَقَامَاتِ أَهْلِ الْحَقَائِقِ انْقِطَاعُهُمْ عَنِ الْخَلَائِقِ ، وَسَبِيلُ الْمُحِبِّينَ التَّلَذُّذُ بِمَحْبُوبِهِمْ وَسَبِيلُ الرَّاجِينَ التَّأْمِيلُ لِمَأْمُولِهِمْ وَسَبِيلُ الْفَانِينَ الْفِنَاءُ فِي مَحْبُوبِهِمْ وَمَأْمُولِهِمْ وَسَبِيلُ الْبَاقِينَ الْبَقَاءُ بِبَقَائِهِ ، وَمَنِ ارْتَفَعَ عَنِ الْفِنَاءِ وَالْبَقَاءِ فَحِينَئِذٍ لَا فَنَاءَ وَلَا بَقَاءَ وَقَالَ : إِنَّ الْمَحَبَّةَ لِلْمَحْبُوبِ تَتَزَايَدُ مِنْ لَطَائِفِ الْمَحْبُوبِ |
15484 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ قَالَ : أَنْشَدَنَا النُّورِيُّ : كَادَتْ سَرَائِرُ سِرِّي أَنْ تُسِرَّ بِمَا أَوْلَيْتَنِي مِنْ سُرُورٍ لَا أُسَمِّيهِ فَصَاحَ لِلسِّرِّ سِرٌّ مِنْكَ يَرْقُبُهُ كَيْفَ السُّرُورُ بِسِرٍّ دُونَ مُبْدِيهِ فَظَلَّ يَلْحَظُهُ سِرًّا لِيَلْحَظَهُ وَالْحَقُّ يَلْحَظُنِي أَلَّا أُرَاعِيهِ وَأَقْبَلَ السِّرُّ يُغْنِي الْكَلَّ عَنْ صِفَتِي وَأَقْبَلَ الْحَقُّ يُغْنِينِي وَيُغْنِيهِ |
15485 حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْقَنَّادَ ، يَقُولُ : كَتَبْتُ إِلَى النُّورِيِّ وَأَنَا حَدِيثٌ : إِذَا كَانَ كُلُّ الْكَلِّ فِي النُّورِ فَانِيًا أَبِنْ لِي عَنْ أَيِّ الْوُجُودَيْنِ أُخْبِرُ ؟ فَأَجَابَنِي فِي الْحَالِ : إِذَا كُنْتَ فِيمَا لَيْسَ بِالْوَصْفِ فَانِيًا فَوَقْتُكَ فِي الْأَوْصَافِ عِنْدِي تَحَيُّرُ |
15486 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ قَالَ : كَتَبَ النُّورِيُّ إِلَى الْجُنَيْدِ يَسْأَلُهُ عَنِ السِّرِّ وَوَصَفَهُ فِي شِعْرِهِ ثَلَاثَةَ أَوْصَافِ : يُنَاجِيكَ سِرُّ سَائِلٍ عَنْ ثَلَاثَةٍ سَرَائِرُهُمْ كَتْمٌ وَإِعْلَانُهُمْ سَتْرُ فَتًى ضَاعَ كَتْمُ السِّرِّ بَيْنَ ضُلُوعِهِ عَنِ إدْرَاكِهِ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ سِرُّ فَأَسْبَلَ أَسْتَارَ التَّخَفُّرِ صَائِنًا لِكُلِّ حَدِيثٍ أَنْ يَكُونَ هُوَ السِّرُّ فَكَتَّامُ سِرٍّ مُدْرِكُ الْكَتْمِ لَمْ يَنَلْ سِوَى حَدِّ كَتْمِ السِّرِّ مِنْ ظَنِّهِ ذِكْرُ فَكَاتَمَهُ الْمَكْنُونَ ثُمَّ تَكَاتَمْتَ جَوَانِحُهُ فَالْكُلُّ مِنْ بَثِّهِ صُفْرُ ضَنِينٌ بِمَا يَهْوَاهُ مَا لَاحَ لَائِحٌ يُقَارِبُهُ إِلَّا احْتَمَى صَوْبَهَا الْفِكْرُ وَمُكْتُتِمٌ وَافَى الضَّمَائِرَ وَامْتَطَى لِمُودِعِهِ جَحْدًا وَلَيْسَ بِهِ غَدْرُ لَامَهُمْ تَاجُ الْفَخَارِ ذَكَرْتُهُ وَمَنْ شَرْبُهُ فِي حَالَةِ الْمَنْهَلِ الْغَمْرُ فَقَالَ الْجُنَيْدُ : وَاللَّهِ مَا رَمَيْتُ بِسِرِّي إِلَى أَحَدِهِمَا لِأُفَضِّلَهُ عَلَى الْآخَرِ إِلَّا جَذَبَنِي إِلَيْهِ وَقَدْ أَرْجَأْتُ أَمْرَهُمَا إِلَى اللَّهِ |
15487 سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْقَنَّادَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ النُّورِيَّ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ غُلَامًا جَمِيلًا بِبَغْدَادَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أُرَدِّدَ النَّظَرَ فَقُلْتُ لَهُ : لِمَ تَلْبَسُونَ النِّعَالَ الصَّرَّارَةَ وَتَمْشُونَ فِي الطُّرُقَاتِ ؟ قَالَ : أَحْسَنْتَ أَتُحْسِنُ الْعِلْمَ ؟ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : تَأَمَّلْ بِعَيْنِ الْحَقِّ إِنْ كُنْتَ نَاظِرًا إِلَى صِفَةٍ فِيهَا بَدَائِعُ فَاطِرٍ وَلَا تُعْطِ حَظَّ النَّفْسِ مِنْهَا لِمَا بِهَا وَكُنَّ نَاظِرًا بِالْحَقِّ قُدْرَةَ قَادِرِ وَمِنْ مَسَانِيدِ حَدِيثِهِ فِيمَا أَخْبَرَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ غَالِبٍ ، فِي كِتَابِهِ وَقَدْ لَقِيتُهُ وَسَمِعْتُ مِنْهُ فِي غَيْرِ شَيْءٍ |
15488 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدِّهْقَانُ قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّورِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْبَغَوِيِّ الصُّوفِيُّ فَقُلْتُ لَهُ : مَا الَّذِي تَحْفَظُ عَنِ السَّرِيِّ السَّقَطِيِّ فَقَالَ : حدثنا السَّرِيُّ عَنْ مَعْرُوفٍ الْكَرْخِيِّ ، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَضَى لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ حَاجَةً كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ خَدَمَ اللَّهَ عُمْرَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدِّهْقَانُ : فَذَهَبْتُ إِلَى السَّرِيِّ السَّقَطِيِّ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ : سَمِعْتُ مَعْرُوفَ بْنَ فَيْرُوزَ يَقُولُ : خَرَجْتُ إِلَى الْكُوفَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الزُّهَّادِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ السَّمَّاكِ فَقَالَ : حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، مِثْلَهُ |