ذِكْرُ النُّوشَجَانُ ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ النَّصْرَانِيِّ كَاتِبِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ فَيْرُوزَ بْنَ يَزْدَجِرْدَ كَتَبَ إِلَى بَعْضِ مُلُوكِ الرُّومِ يَسْتَهْدِيهِ كَبِيرًا مِنْ حُكَمَائِهِمْ وَحَاذِقًا مِنْ أَطِبَّائِهِمْ ، فَاخْتَارَ مِنْ بُلْدَانِ مَمْلَكَتِهِ رَجُلًا ، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى فَيْرُوزَ ، قَالَ لَهُ : أَيُّهَا الْحَكِيمُ ، أَنْهَضْنَاكَ إِلَى أَرْضِنَا لِتَخْتَارَ مِنْ بُلْدَانِ مَمْلَكَتِنَا لَنَا بَلَدًا تَصِحُّ بِهِ هَذِهِ الْأَرْكَانُ الْأَرْبَعَةُ الْكِبَارُ الَّتِي بِسَلَامَتِهَا يَطُولُ بَقَاءُ الْحَيَوَانِ ، وَبِاعْتِدَالِهَا تَصْحَبُ الْأَجْسَامَ الصِّحَّةُ وَتُزَايِلُهَا الْعِلَّةُ ، يَعْنِي بِالْأَرْكَانِ الْأَرْضَ ، وَالْمَاءَ ، وَالْهَوَاءَ ، وَالنَّارَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، وَكَيْفَ أُدْرِكُ ذَلِكَ ، قَالَ : اسْتَقْرِ بُلْدَانَ مَمْلَكَتِنَا ، فَمَا وَقَعَ اخْتِيَارُكَ عَلَيْهِ فَاكْتُبْ إِلَيَّ مِنْهُ لِأَتَقَدَّمَ بِالزِّيَادَةِ فِيهِ ، وَأَتَّخِذَهُ دَارَ مَمْلَكَتِي ، وَأَتَحَوَّلُ إِلَيْهِ ، فَانْتَدَبَ الرُّومِيُّ طَائِفًا فِي بُلْدَانِ مَمْلَكَتِهِ وَوَقَعَ اخْتِيَارُهُ عَلَى أَصْبَهَانَ ، فَأَقَامَ بِهَا ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنِّي طُفْتُ فِي مَمْلَكَتِكَ فَانْتَهَيْتُ إِلَى بَلَدٍ لَا يَشُوبُ شَيْئًا مِنْ أَرْكَانِهِ فَسَادٌ ، وَقَدْ نَزَلْتُ أَنَا مِنْهُ فِيمَا بَيْنَ حِصْنَيْ قَرْيَةِ يوان ، فَإِنْ رَأَى الْمَلِكُ أَنْ يُقْطِعَنِي مَا بَيْنَ الْحِصْنَيْنِ مِنْ أَرْضِ يوان وَيُطْلِقَ لِي بِنَاءَ كَنِيسَةٍ وَدَارٍ ، فَأَطْلَقَ لَهُ مَسْأَلَتَهُ ، فَبَنَى دَارَهُ بِإِزَاءِ الْحِصْنَيْنِ ، وَوَقَعَتْ رُقْعَتُهَا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ دَارُ النُّوشَجَانِ وَإِسْحَاقَ مِنْ يوان إِلَى السَّاعَةِ وَبَنَى الْبِيعَةَ بِإِزَاءِ الْحِصْنِ الْآخَرِ وَعَنَى بِالْحِصْنِ الْآخَرِ مَوْضِعَ رُقْعَةِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ الْيَوْمَ ، إِذْ كَانَ حِينَئِذٍ حِصْنَانٍ مِنْ حُصُونِ قَرْيَةِ يوان ، وَوَقَعَتْ رُقْعَةُ الْبَيْعَةِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الَّذِي عَلَى طَرَفِ مَيْدَانِ سُلَيْمَانَ وَبِنَاؤُهُ بَاقٍ إِلَى السَّاعَةِ وَتَقَدَّمَ الْمَلِكُ فَيْرُوزُ إِلَى أَرْدَسَابُورَ بْنِ آذَرْمَانَانَ الْأَصْبَهَانِيِّ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ بِإِتْمَامِ بِنَاءِ سُورَةِ مَدِينَةِ جَيٍّ وَتَعْلِيقِ أَبْوَابِهَا ، فَعَزَمَ فَيْرُوزُ عَلَى التَّحَوُّلِ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى أَصْبَهَانَ ثُمَّ انْتَقَضَ عَزْمُهُ بِخُرُوجِهِ إِلَى أَرْضِ الْهَياطِلَةِ وَهَلَاكُهُ هُنَاكَ ثُمَّ وَلِيَ الْأَمْرَ قَبَاذُ بْنُ فَيْرُوزَ فَلَمَّا اسْتَقَرَّ فِي الْمُمَلَّكَةِ تَقَدَّمَ إِلَى الرُّومِيِّ أَنْ يَخْتَارَ لَهُ بَلَدًا مُعْتَدِلَ الْهَوَاءِ فِي الْأَزْمِنَةِ الْأَرْبَعَةِ الْمُتَوَسِّطِ فِي حَالِ اللُّدُونَةِ ، وَالرُّطُوبَةِ ، وَالْيُبُوسَةِ ، نَسِيمُهُ خَفِيفٌ رَقِيقٌ مُضِيءٌ يَسْتَرْوِحُ إِلَيْهِ الْقُلُوبَ ، وَيَنْفَسِحُ لَهُ الْأَبْصَارُ وَيَخْتَارُ لَهُ مِنَ الْأَحْطَابِ أَطَنَّهَا صَوْتًا ، وَأَطْيَبَهَا رَائِحَةً ، الَّتِي الْتِهَابُهَا صَافٍ ، وَحَرُّهَا مُتَوَسِّطٌ وَدُخَانُهَا مَعَ قِلَّتِهِ عَذِيُّ ، وَيَخْتَارُ لَهُ مِنَ الْمِيَاهِ الْفُرَاتِ الزُّلَالَ الصَّافِيَ الْعَذْبَ ، الْخَفِيفَ الْوَزْنِ ، السَّرِيعَ الِامْتِزَاجِ بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ ، الْبَعِيدَ الْيَنْبُوعِ ، الْمُنْحَرِفَ مِنَ الْغَرْبِ إِلَى الشَّرْقِ ، الشَّدِيدَ الْجِرْيَةِ ، الدَّائِمَ الِاقْتِبَالِ لِلْمَطَالِعِ ، فَلَا يَشُوبُهُ طَعْمٌ كَرِيهٌ ، وَلَا رَائِحَةٌ مُنْكَرَةٌ ، وَلَا غَالِبُ الْبَيَاضِ ، وَلَا نَاصِعُ الْخُضْرَةِ ، وَلَا أَوْرَقُ الْقَتَمَةِ لِطِيبَةِ التُّرْبَةِ وَأَنْ يَخْتَارَ لَهُ مِنَ الْبُلْدَانِ أَطْيَبَهَا تُرْبَةً ، وَأَسْطَعَهَا رَائِحَةً ، وَأَصْفَاهَا هَوَاءً ، وَأَنْقَاهَا جَوًّا ، وَأَزْهَرَهَا كَوَاكِبَ ، وَأَوْضَحَهَا ضِيَاءً ، الَّتِي لَا عُيُونُ الْكِبْرِيتِ بِقُرْبِهَا ، وَإِذَا احْتُفِرَ فِيهَا آبَارٌ لَمْ يُحْتَجْ إِلَى طَمِّهَا ، الْقَرِيبَةَ اللِّينَةَ ، الْمُعْتَدِلَةَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ فِي الْأَزْمِنَةِ الْأَرْبَعَةِ ، لَا قَرِيبَةٌ مِنَ الْفَلَكِ وَلَا بَعِيدَةٌ مِنْهُ ، لَا مُرْتَفِعَةٌ صُعُودًا ، وَلَا مُنْخَفِضَةٌ هُبُوطًا ، وَلَا مُتَدَانِيَةٌ ، وَلَا مُتَبَايِنَةٌ مِنَ الْبِحَارِ ، مُوَازِيَةٌ لِوَسَطِ الْأَرْضِ ، وَحَيْثُ يَقِلُّ فِيهَا هُبُوبُ الرِّيَاحِ الْعَوَاصِفِ جَازَهَا نَهْرٌ عَظِيمٌ ، فَقَالَ الرُّومِيُّ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، وَجَدْتُ أَكْثَرَ هَذِهِ الْأَوْصَافِ الَّتِي يَفُوتُهَا الْقَلِيلُ مِنْهَا فِي إِيرَانَ شَهْرَ وَهُوَ أَصْبَهَانُ وَلَمَّا مَاتَ بِلَاشُ أَخُو قَبَّاذَ وَكَانَ لِلْعُلُومِ مُحِبًّا ، وَإِلَى الْآدَابِ مُشْتَاقًا ، نَظَرَ قَبَّاذٌ فِي كُتُبِهِ فَاسْتَحْسَنَ تَذْكِرَةَ الرُّومِيِّ الْمُسْتَوْطِنِ أَصْبَهَانَ فَفَرَّقَ الْمُهَنْدِسِينَ فِي بُلْدَانِ مَمْلَكَتِهِ ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فِي نَفْضِ الْبِقَاعِ ، وَوَزْنِ الْمِيَاهِ ، وَسَوْفِ التُّرَابِ ، وَالْفَحْصِ عَنْ أَخْلَاقِ سُكَّانِ الْبُلْدَانِ ، وَأَعْرَاقِهِمْ ، فَانْتَدَبُوا لِمَا أَمَرَهُمْ وَكَتَبُوا إِلَيْهِ وَأَعْلَمُوهُ ، وَجَدْنَا أَخْصَبَ بِقَاعِ مَمْلَكَةِ الْكَرِيمِ السَّعِيدِ الرَّءُوفِ عَشَرَةَ مَوَاضِعَ : أَرْمِينِيَةُ وَأَذَرْبِيجَانُ ، وَدسنين ، وَمَاهْ دِينَارَ ، وَمَاهْ نِهَاوَنْدَ ، وَماه كران ، وَكَرْمَانَ ، وَأَصْبَهَانُ ، وَقُومِسُ ، وَطَبَرِسْتَانُ ، وَوَجَدْنَا أَخَفَّ بِقَاعِ مَمْلَكَتِهِ مَاءً عَشَرَةَ مَوَاضِعَ : دِجْلَةَ ، وَالْفُرَاتِ ، وَزَرْنَرْوَذَ أَصْبَهَانَ ، وَمَاءُ سُورَانَ ، وَمَاءُ ذَاتِ الْمَطَامِيِر مِنْ قُرَى حُلْوَانَ ، وَمَاءُ هفنجاني ، وَمَاءُ جُنْدِيَسَابُورَ ، وَمَاءُ بَلْخٍ ، وَمَاءُ سَمَرْقَنْدَ قَالَ صَاحِبُ كِتَابِ أَصْبَهَانَ : وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِ الرُّومِيِّ مِنْ خِفَّةِ الْمِيَاهِ أَنَّ الْمُوَفَّقَ كَانَ يُنْقَلُ إِلَيْهِ الْمَاءُ مَطْبُوخًا مِنْ زرنروذِ أَصْبَهَانَ لَمَّا عُزِلَ عَنْ أَصْبَهَانَ إِلَى بَغْدَادَ إِلَى أَنْ مَاتَ وَعَادَ الْحَدِيثُ إِلَى قَوْلِ الرُّومِيِّ ، قَالَ : وَوَجَدْنَا أَسْرَى بِقَاعِ مَمْلَكَتِهِ فَوَاكِهَ سَبْعَةِ مَوَاضِعَ : طرسفون وَهُوَ الْمَدَائِنُ ، وَبلاشون وَهُوَ حُلْوَانُ ، وَماسبذان ، وَنَهَاوَنْدُ ، وَأَصْبَهَانُ ، وَالرَّيُّ ، وَنَيْسَابُورُ وَوَجَدْنَا أَقْحَطَ مَوَاضِعِ مَمْلَكَتِهِ ثَمَانِيَةَ مَوَاضِعَ : مِيسَانَ ، مِيسَانَ ، وَلكلتانيةَ ، وَبادريا ، وَباكسيا ، وَماسبذان وَوَجَدْنَا أَعْقَلَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ : أَصْبَهَانَ ، وَالْحِيرَةَ ، وَالْمَدَائِنَ ، وَمَاءَ دِينَارٍ ، وَنَيْسَابُورَ ، وَإِصْطَخْرَ ، وَالرَّيَّ ، وَطَبَرِسْتَانَ ، وَنَشْوَى وَوَجَدْنَا أَوْبَأَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ : النوبندجان ، وَسَابُورُ خُوَاسْتَ ، وَجُرْجَانَ ، وَحُلْوَانَ ، وَبَرْذَعَةَ ، وَإِصْطَخْرَ ، وَزنجان وَوَجَدْنَا أَمْكَرَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ : ماسبذان ، وَمِهْرِجَانَ ، وَخُوزِسْتَانَ ، وَالرَّيَّ ، وَالرُّويانَ ، وَأَذَرْبِيجَانَ ، وَأَرْمِينِيَّةَ ، وَالْمَوْصِلَ ، وَشَهْرَزُورَ ، وَالصَّامَغَانَ وَوَجَدْنَا أَبْصَرَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ بِالْخَرَاجِ : أَصْبَهَانَ ، وَكَسْكَرَ ، وَعَبَرْتَا ، وَحُلْوَانَ ، وَماسبذان ، وَهُرْمُشِيرَ وَوَجَدْنَا أَبْخَلَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ : مَرْوَ ، وَإِصْطَخْرَ ، وَدَارَابْجِرْدَ ، وَخُوزَ ، وَخُوزِسْتَانَ ، وَمَاهْ سبذان ، وَدبيل ، وَمَاهَ دِينَارس ، وَحُلْوَان ، وَماسبذان وَوَجَدْنَا أَسْفَلَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ : الْبَنْدِيجَانَ ، وَبادرايا ، وَباكسيا ، وَبهندف ، وَقهور ، وَخُوزِسْتَانَ وَوَجَدْنَا أَقَلَّ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ نَظَرًا فِي الْعَوَاقِبِ : طَبَرِسْتَانَ ، وَأَرْمِينِيَّةَ ، وَقُومِسَ ، وَكوستان ، وَهراةَ ، وَكَرْمَانَ ، وَماه كران ، وَشَهْرَزُورَ فَلَمَّا نَظَرَ قَبَّاذٌ فِيمَا ذُكِرَ لَهُ مِنَ الْبُلْدَانِ مَيَّزَ مَا بَيْنَ الْمَدَائِنِ إِلَى نَهْرِ بَلْخٍ ، فَلَمْ يَجِدْ بُقْعَةً أَنْزَهَ وَلَا أَعْذَبَ مَاءً وَلَا أَلَذَّ نَسِيمًا مِمَّا بَيْنَ قرماسين إِلَى عَقَبَةِ هَمَذَانَ ، فَأَنْشَأَ قرماسين وَبَنَى فِيهَا لِنَفْسِهِ بِنَاءً مُعَمَّدًا عَلَى أَلْفِ كَرْمٍ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْبِنَاءِ ، قَالَ : كردمان شَاهَانْ فَسُمِّيَ كردمان شَاهَانْ ، ثُمَّ عُرِّبَ فَقِيلَ قرماسين وَمَعْنَاهُ قَدْ بَنَيْتَ مَسْكَنَ الْمُلُوكِ فَلَمَّا مَيَّزَ قَبَّاذٌ مَمْلَكَتَهُ وَعَرَفَ الْبِقَاعَ وَمَسَحَ الْبِلَادَ وَعَدَّ الْفَرَاسِخَ نَقَلَ الْأَشْرَافَ مِنْ فَارِسَ وَخُرَاسَانَ وَبِلَادِ الفهلويين وَهِيَ أَصْبَهَانُ ، وَالرَّيُّ ، وَهَمَذَانُ ، وَمَاءُ نِهَاوَنْدَ ، وَمَاءُ دِينَارٍ ، فَأَسْكَنَهُمْ حَافَتَيْ دِجْلَةَ ، ثُمَّ أَنْزَلَ أَهْلَ الصِّنَاعَاتِ بَطْنَ جوخي ، ثُمَّ أَنْزَلَ التُّجَّارَ هُرْمُشِيرَ ، وَالْأَطِبَّاءَ جُنْدِيَسَابُورَ ، وَالْحَاكَةَ السُّوسَ وَتُسْتَرَ ، وَالْحَجَّامِينَ بادرايا وَباكسايا وَرَوَى صَاحِبُ كِتَابِ أَصْبَهَانَ ، وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، وَلَمْ يَذْكُرْ إِسْنَادَهُ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ السِّيَرِ : أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ وَلَّى عَلَى أَصْبَهَانَ وَهْزَاذَ بْنَ يَزْدَادَ الْأَنْبَارِيَّ ، وَكَانَ ابْنَ عَمٍّ لِكَاتِبِهِ زَاذَانَ فَرُّوخَ الْمَجُوسِيِّ ، فَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ فِي بَعْضِ أَوْقَاتِهِ فِي مُقَامِهِ بِأَصْبَهَانَ يَسْأَلُهُ نَظَرًا لِأَهْلِهَا بِبَعْضِ خَرَاجِهِمْ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ كِتَابًا ، هَذِهِ نُسْخَةُ بَعْضِهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَأَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي اسْتَعْمَلْتُكَ يَا وَهْزَاذُ عَلَى أَصْبَهَانَ أَوْسَعِ الْمَمْلَكَةِ رُقْعَةً وَعَمَلًا ، وَأَكْثَرِهَا خَرَاجًا بَعْدَ فَارِسَ وَالْأَهْوَازِ ، وَأَزْكَاهَا أَرْضًا حشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ وَالْوَرْدُ ، وَجَبَلُهَا الْفِضَّةُ وَالْإِثْمِدُ ، وَأَشْجَارُهَا الْجَوْزُ ، وَاللَوْزُ ، وَالْكُرُومُ الْكَرِيمَةُ وَالْجِلَوْزُ ، وَالفواكهُ الْعَذْبَةُ ، طَيْرُهَا عَوَامِلُ الْعَسَلِ ، وَمَاؤُهَا فُرَاتٌ ، وَخَيْلِهَا الْمَاذِيَانَاتُ الْجِيَادُ ، أَنْظَفُ بِلَادِ اللَّهِ طَعَامًا ، وَأَلْطَفِهَا شَرَابًا ، وَأَصَحِّهَا تُرَابًا ، وَأَوْفَقِهَا هَوَاءً ، وَأَرْخَصِهَا لَحْمًا ، وَأَطْوَعِهَا أَهْلًا ، وَأَكْثَرِهَا صَيْدًا ، فَأَنَخْتَ عَلَيْهَا يَا وَهْزَاذُ بِكَلْكَلٍ اضْطُرَّ أَهْلُهَا إِلَى مَسْأَلَتِكَ مَا سَأَلْتَ لَهُمْ لِتَفُوزَ بِمَا يُوضَعُ عَنْهُمْ ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ بَاطِلًا وَإِلَّا أُبْعِدُكَ عَنْ ظَنِّ السُّوءِ فَسَتُرَدُّ فَتَعْلَمُ ، وَإِنْ صَدَقْتَ فِي بَعْضِهِ وَقَدْ أَخْرَبْتَ الْبَلَدَ ، أَتَظُنُّ يَا وَهْزَاذُ أَنْ أُنَفِّذَ لَكَ مَا مَوَّهْتَ وَسَحَرْتَ مِنَ الْقَوْلِ وَقَعَدْتَ تُشِيرَ عَلَيْنَا بِهِ ، فَعَضَّ يَا وَهْزَاذَ عَلَى غُرْلَةِ أَيْرِ أَبِيكَ ، وَمُصَّ بَظْرَ أُمِّكَ ، وَايْمُ اللَّهِ ، لَتَبْعَثَنَّ إِلَيَّ بِخَرَاجِ أَصْبَهَانَ كُلِّهِ ، أَوْ لَأَجْعَلَنَّكَ طَوَابِيقَ عَلَى أَبْوَابِ مَدِينَتِهَا ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَوْفَقَ الْأَمْرَيْنِ لَهَا أَوْ ذَرْ ، وَالسَّلَامُ وَحكى أَبُو مَعْشَرٍ أَنَّ الْمُلُوكَ طَلَبُوا لِمُسْتَوْدَعِ الْعُلُومِ مِنَ الظُّرُوفِ أَصْبَرَهَا عَلَى الْأَحْدَاثِ وَأَبْقَاهَا عَلَى الدَّهْرِ وَأَبْعَدَهَا مِنَ التَّعَفُّنِ وَالدُّرُوسِ فَاخْتَارُوا لَهَا لِحَاءَ شَجَرِ التُّوزِ ، وَاقْتَدَى بِهِمْ أَهْلُ الْهِنْدِ وَالصِّينِ فَاخْتَارُوهَا أَيْضًا لِقِسِيِّهِمُ الَّتِي يَرْمُونَ عَنْهَا ؛ لِصَلَابَتِهَا وَبَقَائِهَا عَلَى الْقَسِّيِّ غَابِرَ الدَّهْرِ ، فَلَمَّا كَتَبُوا مُسْتَوْدَعَ عُلُومِهِمْ فِي أَجْوَدِ مَا وَجَدُوهُ مِنَ الظُّرُوفِ طَلَبُوا لَهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْأَرْضِ وَبُلْدَانِ الْأَقَالِيمِ أَصَحَّهَا تُرْبَةً ، وَأَقَلَّهَا عُفُونَةً ، وَأَبْعَدَهَا مِنَ الزَّلَازِلِ وَالْخُسُوفِ ، وَأَعْلَكَهَا طِينًا ، وَأَبْقَاهَا عَلَى الدَّهْرِ بِنَاءً فَانْتَفَضُوا بِلَادَ الْمَمْلَكَةِ وَبِقَاعِهَا فَلَمْ يَجِدُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ أَجْمَعَ لِهَذِهِ الْأَوْصَافِ مِنْ أَصْبَهَانَ ، ثُمَّ فَتَّشُوا عَنْ بِقَاعِ هَذَا الْبَلَدِ فَلَمْ يَجِدُوا فِيهَا أَفْضَلَ مِنْ رُسْتَاقِ جَيِّ ، وَلَا وَجَدُوا فِي رُسْتَاقِ جَيٍّ أَجْمَعَ لِمَا رَامُوهُ مِنْ مَدِينَةِ جَيٍّ فَجَاءُوا إِلَى قهندز هُوَ فِي دَاخِلِ الْمَدِينَةِ حَتَّى بُنِيَ بِنَاءٌ عَجِيبٌ مُحْكَمٌ وَثِيقٌ فَأَوْدَعُوهُ عُلُومَهُمْ وَقَدْ بَقِيَ إِلَى زَمَانِنَا هَذَا وَهُوَ يُسَمَّى سارويه وَلَقَدْ تَهَدَّمَتْ مِنْ هَذِهِ الْمَصْنَعَةِ قَبْلَ زَمَانِنَا بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ نَاحِيَةٌ فَوَجَدُوا فِي أَزَجٍ مَعْقُودٍ مِنْ طِينِ الشيفتق كُتُبًا كَثِيرَةً مِنْ كُتُبِ الْأَوَائِلِ كُلُّهَا فِي لِحَاءِ التُّوزِ مُودَعَةً أَصْنَافَ الْعُلُومِ مِنْ عُلُومِ الْأَوَائِلِ بِالْكِتَابَةِ الْفَارِسِيَّةِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ النُّوشَجَانُ ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ النَّصْرَانِيِّ كَاتِبِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ فَيْرُوزَ بْنَ يَزْدَجِرْدَ كَتَبَ إِلَى بَعْضِ مُلُوكِ الرُّومِ يَسْتَهْدِيهِ كَبِيرًا مِنْ حُكَمَائِهِمْ وَحَاذِقًا مِنْ أَطِبَّائِهِمْ ، فَاخْتَارَ مِنْ بُلْدَانِ مَمْلَكَتِهِ رَجُلًا ، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى فَيْرُوزَ ، قَالَ لَهُ : أَيُّهَا الْحَكِيمُ ، أَنْهَضْنَاكَ إِلَى أَرْضِنَا لِتَخْتَارَ مِنْ بُلْدَانِ مَمْلَكَتِنَا لَنَا بَلَدًا تَصِحُّ بِهِ هَذِهِ الْأَرْكَانُ الْأَرْبَعَةُ الْكِبَارُ الَّتِي بِسَلَامَتِهَا يَطُولُ بَقَاءُ الْحَيَوَانِ ، وَبِاعْتِدَالِهَا تَصْحَبُ الْأَجْسَامَ الصِّحَّةُ وَتُزَايِلُهَا الْعِلَّةُ ، يَعْنِي بِالْأَرْكَانِ الْأَرْضَ ، وَالْمَاءَ ، وَالْهَوَاءَ ، وَالنَّارَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، وَكَيْفَ أُدْرِكُ ذَلِكَ ، قَالَ : اسْتَقْرِ بُلْدَانَ مَمْلَكَتِنَا ، فَمَا وَقَعَ اخْتِيَارُكَ عَلَيْهِ فَاكْتُبْ إِلَيَّ مِنْهُ لِأَتَقَدَّمَ بِالزِّيَادَةِ فِيهِ ، وَأَتَّخِذَهُ دَارَ مَمْلَكَتِي ، وَأَتَحَوَّلُ إِلَيْهِ ، فَانْتَدَبَ الرُّومِيُّ طَائِفًا فِي بُلْدَانِ مَمْلَكَتِهِ وَوَقَعَ اخْتِيَارُهُ عَلَى أَصْبَهَانَ ، فَأَقَامَ بِهَا ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنِّي طُفْتُ فِي مَمْلَكَتِكَ فَانْتَهَيْتُ إِلَى بَلَدٍ لَا يَشُوبُ شَيْئًا مِنْ أَرْكَانِهِ فَسَادٌ ، وَقَدْ نَزَلْتُ أَنَا مِنْهُ فِيمَا بَيْنَ حِصْنَيْ قَرْيَةِ يوان ، فَإِنْ رَأَى الْمَلِكُ أَنْ يُقْطِعَنِي مَا بَيْنَ الْحِصْنَيْنِ مِنْ أَرْضِ يوان وَيُطْلِقَ لِي بِنَاءَ كَنِيسَةٍ وَدَارٍ ، فَأَطْلَقَ لَهُ مَسْأَلَتَهُ ، فَبَنَى دَارَهُ بِإِزَاءِ الْحِصْنَيْنِ ، وَوَقَعَتْ رُقْعَتُهَا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ دَارُ النُّوشَجَانِ وَإِسْحَاقَ مِنْ يوان إِلَى السَّاعَةِ وَبَنَى الْبِيعَةَ بِإِزَاءِ الْحِصْنِ الْآخَرِ وَعَنَى بِالْحِصْنِ الْآخَرِ مَوْضِعَ رُقْعَةِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ الْيَوْمَ ، إِذْ كَانَ حِينَئِذٍ حِصْنَانٍ مِنْ حُصُونِ قَرْيَةِ يوان ، وَوَقَعَتْ رُقْعَةُ الْبَيْعَةِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الَّذِي عَلَى طَرَفِ مَيْدَانِ سُلَيْمَانَ وَبِنَاؤُهُ بَاقٍ إِلَى السَّاعَةِ وَتَقَدَّمَ الْمَلِكُ فَيْرُوزُ إِلَى أَرْدَسَابُورَ بْنِ آذَرْمَانَانَ الْأَصْبَهَانِيِّ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ بِإِتْمَامِ بِنَاءِ سُورَةِ مَدِينَةِ جَيٍّ وَتَعْلِيقِ أَبْوَابِهَا ، فَعَزَمَ فَيْرُوزُ عَلَى التَّحَوُّلِ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى أَصْبَهَانَ ثُمَّ انْتَقَضَ عَزْمُهُ بِخُرُوجِهِ إِلَى أَرْضِ الْهَياطِلَةِ وَهَلَاكُهُ هُنَاكَ ثُمَّ وَلِيَ الْأَمْرَ قَبَاذُ بْنُ فَيْرُوزَ فَلَمَّا اسْتَقَرَّ فِي الْمُمَلَّكَةِ تَقَدَّمَ إِلَى الرُّومِيِّ أَنْ يَخْتَارَ لَهُ بَلَدًا مُعْتَدِلَ الْهَوَاءِ فِي الْأَزْمِنَةِ الْأَرْبَعَةِ الْمُتَوَسِّطِ فِي حَالِ اللُّدُونَةِ ، وَالرُّطُوبَةِ ، وَالْيُبُوسَةِ ، نَسِيمُهُ خَفِيفٌ رَقِيقٌ مُضِيءٌ يَسْتَرْوِحُ إِلَيْهِ الْقُلُوبَ ، وَيَنْفَسِحُ لَهُ الْأَبْصَارُ وَيَخْتَارُ لَهُ مِنَ الْأَحْطَابِ أَطَنَّهَا صَوْتًا ، وَأَطْيَبَهَا رَائِحَةً ، الَّتِي الْتِهَابُهَا صَافٍ ، وَحَرُّهَا مُتَوَسِّطٌ وَدُخَانُهَا مَعَ قِلَّتِهِ عَذِيُّ ، وَيَخْتَارُ لَهُ مِنَ الْمِيَاهِ الْفُرَاتِ الزُّلَالَ الصَّافِيَ الْعَذْبَ ، الْخَفِيفَ الْوَزْنِ ، السَّرِيعَ الِامْتِزَاجِ بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ ، الْبَعِيدَ الْيَنْبُوعِ ، الْمُنْحَرِفَ مِنَ الْغَرْبِ إِلَى الشَّرْقِ ، الشَّدِيدَ الْجِرْيَةِ ، الدَّائِمَ الِاقْتِبَالِ لِلْمَطَالِعِ ، فَلَا يَشُوبُهُ طَعْمٌ كَرِيهٌ ، وَلَا رَائِحَةٌ مُنْكَرَةٌ ، وَلَا غَالِبُ الْبَيَاضِ ، وَلَا نَاصِعُ الْخُضْرَةِ ، وَلَا أَوْرَقُ الْقَتَمَةِ لِطِيبَةِ التُّرْبَةِ وَأَنْ يَخْتَارَ لَهُ مِنَ الْبُلْدَانِ أَطْيَبَهَا تُرْبَةً ، وَأَسْطَعَهَا رَائِحَةً ، وَأَصْفَاهَا هَوَاءً ، وَأَنْقَاهَا جَوًّا ، وَأَزْهَرَهَا كَوَاكِبَ ، وَأَوْضَحَهَا ضِيَاءً ، الَّتِي لَا عُيُونُ الْكِبْرِيتِ بِقُرْبِهَا ، وَإِذَا احْتُفِرَ فِيهَا آبَارٌ لَمْ يُحْتَجْ إِلَى طَمِّهَا ، الْقَرِيبَةَ اللِّينَةَ ، الْمُعْتَدِلَةَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ فِي الْأَزْمِنَةِ الْأَرْبَعَةِ ، لَا قَرِيبَةٌ مِنَ الْفَلَكِ وَلَا بَعِيدَةٌ مِنْهُ ، لَا مُرْتَفِعَةٌ صُعُودًا ، وَلَا مُنْخَفِضَةٌ هُبُوطًا ، وَلَا مُتَدَانِيَةٌ ، وَلَا مُتَبَايِنَةٌ مِنَ الْبِحَارِ ، مُوَازِيَةٌ لِوَسَطِ الْأَرْضِ ، وَحَيْثُ يَقِلُّ فِيهَا هُبُوبُ الرِّيَاحِ الْعَوَاصِفِ جَازَهَا نَهْرٌ عَظِيمٌ ، فَقَالَ الرُّومِيُّ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، وَجَدْتُ أَكْثَرَ هَذِهِ الْأَوْصَافِ الَّتِي يَفُوتُهَا الْقَلِيلُ مِنْهَا فِي إِيرَانَ شَهْرَ وَهُوَ أَصْبَهَانُ وَلَمَّا مَاتَ بِلَاشُ أَخُو قَبَّاذَ وَكَانَ لِلْعُلُومِ مُحِبًّا ، وَإِلَى الْآدَابِ مُشْتَاقًا ، نَظَرَ قَبَّاذٌ فِي كُتُبِهِ فَاسْتَحْسَنَ تَذْكِرَةَ الرُّومِيِّ الْمُسْتَوْطِنِ أَصْبَهَانَ فَفَرَّقَ الْمُهَنْدِسِينَ فِي بُلْدَانِ مَمْلَكَتِهِ ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فِي نَفْضِ الْبِقَاعِ ، وَوَزْنِ الْمِيَاهِ ، وَسَوْفِ التُّرَابِ ، وَالْفَحْصِ عَنْ أَخْلَاقِ سُكَّانِ الْبُلْدَانِ ، وَأَعْرَاقِهِمْ ، فَانْتَدَبُوا لِمَا أَمَرَهُمْ وَكَتَبُوا إِلَيْهِ وَأَعْلَمُوهُ ، وَجَدْنَا أَخْصَبَ بِقَاعِ مَمْلَكَةِ الْكَرِيمِ السَّعِيدِ الرَّءُوفِ عَشَرَةَ مَوَاضِعَ : أَرْمِينِيَةُ وَأَذَرْبِيجَانُ ، وَدسنين ، وَمَاهْ دِينَارَ ، وَمَاهْ نِهَاوَنْدَ ، وَماه كران ، وَكَرْمَانَ ، وَأَصْبَهَانُ ، وَقُومِسُ ، وَطَبَرِسْتَانُ ، وَوَجَدْنَا أَخَفَّ بِقَاعِ مَمْلَكَتِهِ مَاءً عَشَرَةَ مَوَاضِعَ : دِجْلَةَ ، وَالْفُرَاتِ ، وَزَرْنَرْوَذَ أَصْبَهَانَ ، وَمَاءُ سُورَانَ ، وَمَاءُ ذَاتِ الْمَطَامِيِر مِنْ قُرَى حُلْوَانَ ، وَمَاءُ هفنجاني ، وَمَاءُ جُنْدِيَسَابُورَ ، وَمَاءُ بَلْخٍ ، وَمَاءُ سَمَرْقَنْدَ قَالَ صَاحِبُ كِتَابِ أَصْبَهَانَ : وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِ الرُّومِيِّ مِنْ خِفَّةِ الْمِيَاهِ أَنَّ الْمُوَفَّقَ كَانَ يُنْقَلُ إِلَيْهِ الْمَاءُ مَطْبُوخًا مِنْ زرنروذِ أَصْبَهَانَ لَمَّا عُزِلَ عَنْ أَصْبَهَانَ إِلَى بَغْدَادَ إِلَى أَنْ مَاتَ وَعَادَ الْحَدِيثُ إِلَى قَوْلِ الرُّومِيِّ ، قَالَ : وَوَجَدْنَا أَسْرَى بِقَاعِ مَمْلَكَتِهِ فَوَاكِهَ سَبْعَةِ مَوَاضِعَ : طرسفون وَهُوَ الْمَدَائِنُ ، وَبلاشون وَهُوَ حُلْوَانُ ، وَماسبذان ، وَنَهَاوَنْدُ ، وَأَصْبَهَانُ ، وَالرَّيُّ ، وَنَيْسَابُورُ وَوَجَدْنَا أَقْحَطَ مَوَاضِعِ مَمْلَكَتِهِ ثَمَانِيَةَ مَوَاضِعَ : مِيسَانَ ، مِيسَانَ ، وَلكلتانيةَ ، وَبادريا ، وَباكسيا ، وَماسبذان وَوَجَدْنَا أَعْقَلَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ : أَصْبَهَانَ ، وَالْحِيرَةَ ، وَالْمَدَائِنَ ، وَمَاءَ دِينَارٍ ، وَنَيْسَابُورَ ، وَإِصْطَخْرَ ، وَالرَّيَّ ، وَطَبَرِسْتَانَ ، وَنَشْوَى وَوَجَدْنَا أَوْبَأَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ : النوبندجان ، وَسَابُورُ خُوَاسْتَ ، وَجُرْجَانَ ، وَحُلْوَانَ ، وَبَرْذَعَةَ ، وَإِصْطَخْرَ ، وَزنجان وَوَجَدْنَا أَمْكَرَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ : ماسبذان ، وَمِهْرِجَانَ ، وَخُوزِسْتَانَ ، وَالرَّيَّ ، وَالرُّويانَ ، وَأَذَرْبِيجَانَ ، وَأَرْمِينِيَّةَ ، وَالْمَوْصِلَ ، وَشَهْرَزُورَ ، وَالصَّامَغَانَ وَوَجَدْنَا أَبْصَرَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ بِالْخَرَاجِ : أَصْبَهَانَ ، وَكَسْكَرَ ، وَعَبَرْتَا ، وَحُلْوَانَ ، وَماسبذان ، وَهُرْمُشِيرَ وَوَجَدْنَا أَبْخَلَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ : مَرْوَ ، وَإِصْطَخْرَ ، وَدَارَابْجِرْدَ ، وَخُوزَ ، وَخُوزِسْتَانَ ، وَمَاهْ سبذان ، وَدبيل ، وَمَاهَ دِينَارس ، وَحُلْوَان ، وَماسبذان وَوَجَدْنَا أَسْفَلَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ : الْبَنْدِيجَانَ ، وَبادرايا ، وَباكسيا ، وَبهندف ، وَقهور ، وَخُوزِسْتَانَ وَوَجَدْنَا أَقَلَّ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ نَظَرًا فِي الْعَوَاقِبِ : طَبَرِسْتَانَ ، وَأَرْمِينِيَّةَ ، وَقُومِسَ ، وَكوستان ، وَهراةَ ، وَكَرْمَانَ ، وَماه كران ، وَشَهْرَزُورَ فَلَمَّا نَظَرَ قَبَّاذٌ فِيمَا ذُكِرَ لَهُ مِنَ الْبُلْدَانِ مَيَّزَ مَا بَيْنَ الْمَدَائِنِ إِلَى نَهْرِ بَلْخٍ ، فَلَمْ يَجِدْ بُقْعَةً أَنْزَهَ وَلَا أَعْذَبَ مَاءً وَلَا أَلَذَّ نَسِيمًا مِمَّا بَيْنَ قرماسين إِلَى عَقَبَةِ هَمَذَانَ ، فَأَنْشَأَ قرماسين وَبَنَى فِيهَا لِنَفْسِهِ بِنَاءً مُعَمَّدًا عَلَى أَلْفِ كَرْمٍ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْبِنَاءِ ، قَالَ : كردمان شَاهَانْ فَسُمِّيَ كردمان شَاهَانْ ، ثُمَّ عُرِّبَ فَقِيلَ قرماسين وَمَعْنَاهُ قَدْ بَنَيْتَ مَسْكَنَ الْمُلُوكِ فَلَمَّا مَيَّزَ قَبَّاذٌ مَمْلَكَتَهُ وَعَرَفَ الْبِقَاعَ وَمَسَحَ الْبِلَادَ وَعَدَّ الْفَرَاسِخَ نَقَلَ الْأَشْرَافَ مِنْ فَارِسَ وَخُرَاسَانَ وَبِلَادِ الفهلويين وَهِيَ أَصْبَهَانُ ، وَالرَّيُّ ، وَهَمَذَانُ ، وَمَاءُ نِهَاوَنْدَ ، وَمَاءُ دِينَارٍ ، فَأَسْكَنَهُمْ حَافَتَيْ دِجْلَةَ ، ثُمَّ أَنْزَلَ أَهْلَ الصِّنَاعَاتِ بَطْنَ جوخي ، ثُمَّ أَنْزَلَ التُّجَّارَ هُرْمُشِيرَ ، وَالْأَطِبَّاءَ جُنْدِيَسَابُورَ ، وَالْحَاكَةَ السُّوسَ وَتُسْتَرَ ، وَالْحَجَّامِينَ بادرايا وَباكسايا وَرَوَى صَاحِبُ كِتَابِ أَصْبَهَانَ ، وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، وَلَمْ يَذْكُرْ إِسْنَادَهُ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ السِّيَرِ : أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ وَلَّى عَلَى أَصْبَهَانَ وَهْزَاذَ بْنَ يَزْدَادَ الْأَنْبَارِيَّ ، وَكَانَ ابْنَ عَمٍّ لِكَاتِبِهِ زَاذَانَ فَرُّوخَ الْمَجُوسِيِّ ، فَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ فِي بَعْضِ أَوْقَاتِهِ فِي مُقَامِهِ بِأَصْبَهَانَ يَسْأَلُهُ نَظَرًا لِأَهْلِهَا بِبَعْضِ خَرَاجِهِمْ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ كِتَابًا ، هَذِهِ نُسْخَةُ بَعْضِهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَأَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي اسْتَعْمَلْتُكَ يَا وَهْزَاذُ عَلَى أَصْبَهَانَ أَوْسَعِ الْمَمْلَكَةِ رُقْعَةً وَعَمَلًا ، وَأَكْثَرِهَا خَرَاجًا بَعْدَ فَارِسَ وَالْأَهْوَازِ ، وَأَزْكَاهَا أَرْضًا حشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ وَالْوَرْدُ ، وَجَبَلُهَا الْفِضَّةُ وَالْإِثْمِدُ ، وَأَشْجَارُهَا الْجَوْزُ ، وَاللَوْزُ ، وَالْكُرُومُ الْكَرِيمَةُ وَالْجِلَوْزُ ، وَالفواكهُ الْعَذْبَةُ ، طَيْرُهَا عَوَامِلُ الْعَسَلِ ، وَمَاؤُهَا فُرَاتٌ ، وَخَيْلِهَا الْمَاذِيَانَاتُ الْجِيَادُ ، أَنْظَفُ بِلَادِ اللَّهِ طَعَامًا ، وَأَلْطَفِهَا شَرَابًا ، وَأَصَحِّهَا تُرَابًا ، وَأَوْفَقِهَا هَوَاءً ، وَأَرْخَصِهَا لَحْمًا ، وَأَطْوَعِهَا أَهْلًا ، وَأَكْثَرِهَا صَيْدًا ، فَأَنَخْتَ عَلَيْهَا يَا وَهْزَاذُ بِكَلْكَلٍ اضْطُرَّ أَهْلُهَا إِلَى مَسْأَلَتِكَ مَا سَأَلْتَ لَهُمْ لِتَفُوزَ بِمَا يُوضَعُ عَنْهُمْ ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ بَاطِلًا وَإِلَّا أُبْعِدُكَ عَنْ ظَنِّ السُّوءِ فَسَتُرَدُّ فَتَعْلَمُ ، وَإِنْ صَدَقْتَ فِي بَعْضِهِ وَقَدْ أَخْرَبْتَ الْبَلَدَ ، أَتَظُنُّ يَا وَهْزَاذُ أَنْ أُنَفِّذَ لَكَ مَا مَوَّهْتَ وَسَحَرْتَ مِنَ الْقَوْلِ وَقَعَدْتَ تُشِيرَ عَلَيْنَا بِهِ ، فَعَضَّ يَا وَهْزَاذَ عَلَى غُرْلَةِ أَيْرِ أَبِيكَ ، وَمُصَّ بَظْرَ أُمِّكَ ، وَايْمُ اللَّهِ ، لَتَبْعَثَنَّ إِلَيَّ بِخَرَاجِ أَصْبَهَانَ كُلِّهِ ، أَوْ لَأَجْعَلَنَّكَ طَوَابِيقَ عَلَى أَبْوَابِ مَدِينَتِهَا ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَوْفَقَ الْأَمْرَيْنِ لَهَا أَوْ ذَرْ ، وَالسَّلَامُ وَحكى أَبُو مَعْشَرٍ أَنَّ الْمُلُوكَ طَلَبُوا لِمُسْتَوْدَعِ الْعُلُومِ مِنَ الظُّرُوفِ أَصْبَرَهَا عَلَى الْأَحْدَاثِ وَأَبْقَاهَا عَلَى الدَّهْرِ وَأَبْعَدَهَا مِنَ التَّعَفُّنِ وَالدُّرُوسِ فَاخْتَارُوا لَهَا لِحَاءَ شَجَرِ التُّوزِ ، وَاقْتَدَى بِهِمْ أَهْلُ الْهِنْدِ وَالصِّينِ فَاخْتَارُوهَا أَيْضًا لِقِسِيِّهِمُ الَّتِي يَرْمُونَ عَنْهَا ؛ لِصَلَابَتِهَا وَبَقَائِهَا عَلَى الْقَسِّيِّ غَابِرَ الدَّهْرِ ، فَلَمَّا كَتَبُوا مُسْتَوْدَعَ عُلُومِهِمْ فِي أَجْوَدِ مَا وَجَدُوهُ مِنَ الظُّرُوفِ طَلَبُوا لَهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْأَرْضِ وَبُلْدَانِ الْأَقَالِيمِ أَصَحَّهَا تُرْبَةً ، وَأَقَلَّهَا عُفُونَةً ، وَأَبْعَدَهَا مِنَ الزَّلَازِلِ وَالْخُسُوفِ ، وَأَعْلَكَهَا طِينًا ، وَأَبْقَاهَا عَلَى الدَّهْرِ بِنَاءً فَانْتَفَضُوا بِلَادَ الْمَمْلَكَةِ وَبِقَاعِهَا فَلَمْ يَجِدُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ أَجْمَعَ لِهَذِهِ الْأَوْصَافِ مِنْ أَصْبَهَانَ ، ثُمَّ فَتَّشُوا عَنْ بِقَاعِ هَذَا الْبَلَدِ فَلَمْ يَجِدُوا فِيهَا أَفْضَلَ مِنْ رُسْتَاقِ جَيِّ ، وَلَا وَجَدُوا فِي رُسْتَاقِ جَيٍّ أَجْمَعَ لِمَا رَامُوهُ مِنْ مَدِينَةِ جَيٍّ فَجَاءُوا إِلَى قهندز هُوَ فِي دَاخِلِ الْمَدِينَةِ حَتَّى بُنِيَ بِنَاءٌ عَجِيبٌ مُحْكَمٌ وَثِيقٌ فَأَوْدَعُوهُ عُلُومَهُمْ وَقَدْ بَقِيَ إِلَى زَمَانِنَا هَذَا وَهُوَ يُسَمَّى سارويه وَلَقَدْ تَهَدَّمَتْ مِنْ هَذِهِ الْمَصْنَعَةِ قَبْلَ زَمَانِنَا بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ نَاحِيَةٌ فَوَجَدُوا فِي أَزَجٍ مَعْقُودٍ مِنْ طِينِ الشيفتق كُتُبًا كَثِيرَةً مِنْ كُتُبِ الْأَوَائِلِ كُلُّهَا فِي لِحَاءِ التُّوزِ مُودَعَةً أَصْنَافَ الْعُلُومِ مِنْ عُلُومِ الْأَوَائِلِ بِالْكِتَابَةِ الْفَارِسِيَّةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

73 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُذَكِّرَ ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الدَّقَّاقَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ بَعْضَ الْمُحَدِّثِينِ ، يَقُولُ : دَخَلَ أَيُّوبُ بْنُ زِيَادٍ الْأَصْبَهَانِيُّ عَلَى الْمَأْمُونِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : يَا أَيُّوبُ ، صِفْ لِي أَصْبَهَانَ وَأَوْجِزْ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَوَاؤُهَا طَيِّبٌ ، وَمَاؤُهَا عَذْبٌ ، وَحَشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ ، وَجِبَالُهَا الْعَسَلُ ، غَيْرَ أَنَّهَا لَا تَخْلُوَ مِنْ خِلَالٍ أَرْبَعٍ : جَوْرُ السُّلْطَانِ ، وَغَلَاءُ الْأَسْعَارِ ، وَقِلَّةُ الْأَمْطَارِ ، وَفَقْدُ مِيَاهٍ ، فَأَطْرَقَ الْمَأْمُونُ سَاعَةً وَبِيَدِهِ قَضِيبٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، وَقَالَ : يَا أَيُّوبُ ، لَعَلَّ قُرَّاءَهَا مُنَافِقُونَ ، وَتُجَّارَهَا مُرْبِئُونَ ، وَتُنَّاءَهَا شَرَبَةُ خُمُورٍ ، وَفِي أَطْرَافِهَا لَا يُصَلُّونَ كَذَا رُوِيَ : دَخَلَ أَيُّوبُ عَلَى الْمَأْمُونِ ، وَوَهِمَ الْمُذَكِّرُ أَوْ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ فِيهِ ، فَإِنَّ أَيُّوبَ بْنَ زِيَادٍ الَّذِي كَانَ عَامِلًا عَلَى أَصْبَهَانَ الَّذِي بَنَى الْمَسْجِدَ وَالسُّوقَ كَانَ يَلِي عَلَى أَصْبَهَانَ مِنْ قِبَلِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ ، وَلَمْ يَعِشْ إِلَى خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

74 سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ يَقُولُ غَيْرَ مَرَّةٍ : سَمِعْتُ مَنْ يَحْكِي : أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ صَاحِبَ مَيْدَانِ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيِّ دَخَلَ عَلَى الْمَأْمُونِ ، فَقَالَ لَهُ : صِفْ لِي أَصْبَهَانَ وَأَوْجِزْ ، فَقَالَ : هَوَاؤُهَا طَيِّبٌ ، وَمَاؤُهَا عَذْبٌ ، وَحَشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ ، وَجِبَالُهَا الْعَسَلُ ، غَيْرَ أَنَّهَا لَا تَخْلُوَ مِنْ خِلَالٍ أَرْبَعٍ : جَوْرُ سُلْطَانٍ ، وَغَلَاءُ الْأَسْعَارِ ، وَقِلَّةُ أَمْطَارٍ ، وَقِلَّةُ مِيَاهٍ ، فَأَطْرَقَ الْمَأْمُونُ سَاعَةً ، وَبِيَدِهِ قَضِيبٌ يَنْكُتُ بِهِ الْأَرْضَ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، لَعَلَّ قُرَّاءَهَا مُنَافِقُونَ ، وَتُجَّارَهَا مُرْبِئُونَ ، وَتُنَّاءَهَا شَرَبَةُ خُمُورٍ ، وَفِي أَطْرَافِهَا لَا يُصَلُّونَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

75 سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ حَيَّانَ فِي آخَرِينَ يَقُولُونَ : سَمِعْنَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدوسٍ الطَّحَّانَ الْفَقِيهَ ، يَقُولُ : قَالَ لِي ابْنُ زُغْبَةَ بِمِصْرَ : بَلَغَنِي يَا أَهْلَ أَصْبَهَانَ : أَنَّ سَهْلَكُمْ زَعْفَرَانُ ، وَجَبَلَكُمْ عَسَلٌ ، وَلَكُمْ فِي كُلِّ ذَرَا عَيْنُ مَاءٍ عَذْبٍ ، فَقُلْتُ : كَذَلِكَ بَلَدُنَا ، فَقَالَ : لَا أُصَدِّقُ هَذَا ، هَذِهِ الْجَنَّةُ بِعَيْنِهَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

76 سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ الْعُكْبُرِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ ابْنَ بِنْتِ مَنِيعٍ ، يَقُولُ : حدثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قال حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : لَوْلَا أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ فَارِسَ ثُمَّ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

77 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ قَالَا : حدثنا أَبُو خَلِيفَةَ ، قال حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، قال حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : لَوْ لَمْ أَكُنْ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ ، أَوْ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

78 وَقَالَ حُجَيْن بْن الْمُثَنَّى ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ، يَقُولُ : لَوْ تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ بَلَدٍ ، لَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

79 حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُسْتَةَ ، قال حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْمُؤَذِّنُ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الْمَكِّيُّ ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، قال حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ ، سَمِعْتُ عَمِّي إِدْرِيسَ يَقُولُ ، سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ ، يَقُولُ : كَتَبَ نُمْرُوذُ بْنُ كَنْعَانَ يَسْتَمِدُّ الرِّجَالَ وَالْأَمْوَالَ وَالْأَنْفُسَ أَنْ يُحَارِبُوا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، قَالَ : فَكَتَبُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ الْبُلْدَانِ : نَعَمْ نَعَمْ ، مَا خَلَا أَصْبَهَانَ ، وَإِنَّهُمْ قَالُوا : لَا طَاقَةَ لَنَا بِإِلَهِ السَّمَاءِ ، وَنُحَارِبُ مَنْ شِئْتَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، قَالَ : فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ ، فَعَذُبَ مَاؤُهُمْ ، وَطَابَ هَوَاؤُهُمْ ، وَكَثُرَ فَاكِهَتُهُمْ ، وَصَحَّ تُرْبَتُهُمْ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ قَالَ وَهْبٌ : وَبَلَغَنِي أَنَّ الْمَيِّتَ يُدْفَنُ بِأَصْبَهَانَ فَبَعْدَ مِائَةِ سَنَةٍ تَرَاهُ جَافًّا فِي قَبْرِهِ رَوَاهُ الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَرِ ، عَنْ وَهْبٍ ، نَحْوَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

80 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قال حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارِسِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الضَّرَّابَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، قال حدثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَهُ ، عَنْ خَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : لَمَّا تَأْبَى نُمْرُوذُ ، وَجَحَدَ قُدْرَةَ الرَّبِّ تَعَالَى بَعَثَ إِلَى أَهْلِ النَّوَاحِي يَحْشُرُهُمْ لِمُحَارَبَةِ رَبِّ الْعِزَّةِ ، فَتَفَرَّقُوا وَصَارُوا فِي جِبَالِ أَصْبَهَانَ ، وَقَالُوا : كَلَّا ، لَا نَجْحَدُ قُدْرَةَ الرَّبِّ رَبِّ السَّمَاءِ ، فَأَنْبَتَ اللَّهُ فِي تُرْبَتِهَا الزَّعْفَرَانَ ، وَأَلْقَى فِي جِبَالِهَا الشَّهْدَ ، فَبِهَا سُمِّيَ أَصْبَهَانَ أَي أصبه كافربد قَالَ إِسْحَاقُ : وَبَنَى ماربين يُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَذَلِكَ أَنَّهُ يُقَالُ : كَانَ يَجُولُ فِي الدُّنْيَا فَدَخَلَ أَصْبَهَانَ فَنَزَلَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ماربين وَإِنَّمَا سُمِّيَ ماربين لِأَنَّهُمْ بَصُرُوا بِحَيَّةٍ ارْتَفَعَتْ مِنَ الْأَرْضِ فَقِيلَ لِيُوشَعَ ماربين أَيِ انْظُرْ إِلَى الْحَيَّةِ فَسُمِّيَ ماربين بِهَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

81 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُورَكٍ ، قال حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، قال حدثنا شَاذَةُ بْنُ الْمِسْوَرِ ، قال حدثنا نُصَيْرُ بْنُ الْأَزْهَرِ ، قال حدثنا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّاجِيُّ ، قَالَ : وَجَدْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : زَعَمَ أَنَّ نُمْرُوذَ بْنَ كَنْعَانَ كَتَبَ فِي الْبِلَادِ يَسْتَمِدُّهُمْ لِمُحَارَبَةِ رَبِّهِ تَعَالَى ، فَأَجَابُوهُ كُلُّهُمْ إِلَّا أَهْلَ أَصْبَهَانَ فَإِنَّهُمْ قَالُوا : نَحْنُ لَا طَاقَةَ لَنَا بِمُحَارَبَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أَوْ قَالَ : رَبِّ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُمْ ، فَطَيَّبَ مَاءَهُمْ ، وَطَيَّبَ فَوَاكِهَهُمْ ، وَطَيَّبَ هَوَاءَهُمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،