إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15693 سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ الْخَوَّاصَ ، يَقُولُ : الْفَقِيرُ يَعْمَلُ عَلَى الْإِخْلَاصِ وَجِلَاءِ الْقَلْبِ وَحُضُورِهِ لِلْعَمَلِ ، وَالْغَنِيُّ يَعْمَلُ عَلَى كَثْرَةِ الْوَسَاوِسِ وَتَفْرِقَةِ الْقَلْبِ فِي مَوَاضِعِ الْأَعْمَالِ ، وَالْفَقِيرُ ضَعَّفَ بُدْنَهُ فِي الْعَمَلِ قُوَّةُ مَعْرِفَتِهِ وَصِحَّةُ تَوَكُّلِهِ ، وَالْفَقِيرُ يَعْمَلُ عَلَى إِدْرَاكِ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَبُلُوغِ ذُرْوَتِهِ ، وَالْغَنِيُّ يَعْمَلُ عَلَى نُقْصَانٍ فِي إِيمَانِهِ وَضَعْفٍ مِنْ مَعْرِفَتِهِ ، وَالْفَقِيرُ يَفْتَخِرُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيَصُولُ بِهِ وَالْغَنِيُّ يَفْتَخِرُ بِالْمَالِ وَيَصُولُ بِالدُّنْيَا ، وَالْفَقِيرُ يَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَ ، وَالْغَنِيُّ مُقَيَّدٌ مَعَ مَالِهِ ، وَالْفَقِيرُ يَكْرَهُ إِقْبَالَ الدُّنْيَا ، وَالْغَنِيُّ يُحِبُّ إِقْبَالَهَا ، وَالْفَقِيرُ فَوْقَ مَا يَقُولُ وَالْغَنِيُّ دُونَ مَا يَقُولُ ، وَالنَّاسُ رَجُلَانِ رَجُلٌ وَعَبْدٌ ، فَالرَّجُلُ مَهْمُومٌ بِتَدْبِيرِ نَفْسِهِ مَتْعَوبٌ بِالسَّعْيِ فِي مَصْلَحَتِهِ وَالْعَبْدُ طَرَحَ نَفْسَهُ فِي ظِلِّ الرُّبُوبِيَّةِ وَكَانَ مِنْ حَيْثُ الْعُبُودِيَّةُ وَعَلَى قَدْرِ حُسْنِ قَبُولِ الْعَبْدِ عَنِ اللَّهِ تَكُونُ مَعُونَةُ اللَّهِ لَهُ ، وَالْمُتَوَكِّلُونَ الْوَاثِقُونَ بِضَمَانِهِ غَابُوا عَنِ الْأَوْهَامِ وَعُيُونِ النَّاظِرِينَ ، فَعَظُمَ خَطَرُ مَا أَوْصَلَهُمْ إِلَيْهِ وَجَلَّ قَدْرُ مَا حَمَلَهُمْ عَلَيْهِ وَعَظُمَتْ مَنْزِلَتُهُمْ لَدَيْهِ ، فَيَا طِيبَ عَيْشٍ لَوْ عَقَلَ ، وَيَا لَذَّةَ وَصْلٍ لَوْ كَشَفَ ، وَيَا رِفْعَةَ قَدْرٍ لَوْ وَصَفَ ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ :
مَعَطَّلَةٌ أَجْسَامُهُمْ لَا عُيُونُهُمْ
تَرَى مَا عَلَيْهِمْ مِنْ قَضَايَاهُ قَدْ يَجْرِي

جَوَارِحُهُمْ عَنْ كُلِّ لَهْوٍ وَزِينَةٍ
مُحْجَبَةٌ مَا أَنْ تَمُرَّ إِلَى أَمْرِ

فَهُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي أَهْلِ أَرْضِهِ
مُلُوكٌ كِرَامٌ فِي الْبَرَارِي وَفِي الْبَحْرِ

رُءُوسُهُمْ مَكْشُوفَةٌ فِي بِلَادِهِمْ
وَهُمْ بِصَوَابِ الْأَمْرِ أَسْبَابُهُمْ تَجْرِي

عُدُولٌ ثِقَاتٌ فِي جَمِيعِ صِفَاتِهِمْ
أَرَقُّ عِبَادِ اللَّهِ مَعَ صِحَّةِ السِّرِّ

هَنِيئًا لِمَغْبُوطٍ يَصُولُ بِسَيِّدٍ
يُعَادِلُ قُرْبَ الْأَمْرِ وَالْبُعْدَ فِي الْفِكْرِ

فَيَا زُلْفَةً لِلْعَبْدِ عِنْدَ مَلِيكِهِ
فَصَارَ كَمَنْ فِي الْمَهْدِ رُبِّيَ وَفِي الْحِجْرِ

وَيَا حَسْرَةَ الْمَحُجُوبِ عَنْ قَدْرِ رَبِّهِ
بِأَدْنَاسِهِ فِي نَفْسِهِ وَهُوَ لَا يَدْرِي
قَالَ : وَالْعَارِفُ بِاللَّهِ يَحْمِلُهُ اللَّهُ بِمَعْرِفَتِهِ ، وَسَائِرُ النَّاسِ تَحْمِلُهُمْ بُطُونُهُمْ وَمَنْ نَظَرَ الْأَشْيَاءَ بِعَيْنِ الْفِنَاءِ كَانَتْ رَاحَتُهُ فِي مُفَارَقَتِهَا ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا إِلَّا لِوَقْتِهِ قَالَ : وَالرِّزْقُ لَيْسَ فِيهِ تَوَكُّلٌ إِنَّمَا فِيهِ صَبْرٌ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِهِ فِي وَقْتِهِ الَّذِي وَعَدَ وَإِنَّمَا يَقْوَى صَبْرُ الْعَبْدِ عَلَى قَدْرِ مَعْرِفَتِهِ بِمَا صَبَرَ لَهُ أَوْ لِمَنْ صَبَرَ عَلَيْهِ ، وَالصَّبْرُ يُنَالُ بِالْمَعْرِفَةِ وَعَلَى الصَّابِرِ حَمْلُ مُؤُونَةِ الصَّبْرِ حَتَّى يَسْتَحِقَّ ثَوَابَ الصَّابِرِينَ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْجَزَاءَ بَعْدَ الصَّبْرِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } ، فَالْجَزَاءُ إِنَّمَا وَقَعَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ مَا أَتَمَّ حَمْلَ الْبَلَوَى

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15694 وَقَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : الْحَرَكَةُ لِلْمُرِيدِينَ طَهَارَةٌ وَلِسَائِرِ النَّاسِ إِبَاحَةٌ وَلِلْمَخْصُوصِينَ عُقُوبَةٌ لَهُمْ إِذَا مَالُوا إِلَى مَا فِيهِ الْحَظُّ لِأَنْفُسِهِمْ لِأَنَّ الْأَسْبَابَ إِنَّمَا تُبْطِئُ عَلَى الْعَارِفِينَ وَتَمْتَنِعُ عَنِ الْحَرَكَةِ إِلَيْهِمْ لِمَا فِيهِمْ مِنَ الْحَرَكَةِ إِلَيْهَا فَإِذَا فَنِيَتْ آثَارُهَا تَحَرَّكَتْ إِلَيْهِمْ وَأَقْبَلَ الْمَلِكُ بِكُلِّيَّتِهِ عَلَيْهِمْ ، وَكَفَى بِالثِّقَةِ بِاللَّهِ مَعَ صِدْقِ الِانْقِطَاعِ إِلَيْهِ حِيَاطَةً مِنَ الْعَبْدِ لِنَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ ، وَكُلُّ مَرِيدٍ يَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ وَهُمُومُ الْأَرْزَاقِ قَائِمَةٌ فِي قَلْبِهِ فَإِنَّهُ لَا يُفْلِحُ وَلَايَنْفُذُ فِي تَوَجُّهِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15695 قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : عَلَامَةُ حَقِيقَةِ الْمَعْرِفَةِ بِالْقَلْبِ خَلْعُ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ وَتَرْكُ التَّمَلُّكِ مَعَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ مِنْ مُلْكِهِ ، وَدَوَامُ حُضُورِ الْقَلْبِ بِالْحَيَاءِ مِنَ اللَّهِ ، وَشِدَّةُ انْكِسَارِ الْقَلْبِ مِنْ هَيْبَةِ اللَّهِ ، فَهَذِهِ الْأَحْوَالُ دَلَائِلُ الْمَعَارِفِ وَالْحَقِيقَةِ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى هَذِهِ الْأَحْوَالِ فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : التَّوَكُّلُ عَلَى ثَلَاثِ دَرَجَاتٍ : عَلَى الصَّبْرِ وَالرِّضَا وَالْمَحَبَّةِ لِأَنَّهُ إِذَا تَوَكَّلَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى تَوَكُّلِهِ بِتَوَكُّلِهِ لِمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ وَإِذَا صَبَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَرْضَى بِجَمِيعِ مَا حُكِمَ عَلَيْهِ وَإِذَا رَضِيَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِكُلِّ مَا فَعَلَ بِهِ مُوَافَقَةً لَهُ قَالَ الشَّيْخُ : كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ فِي التَّوَكُّلِ الْمُنْخَلِعِينَ مِنْ حُظُوظِهِمُ التَّارِكِينَ لِأَحْكَامِ نُفُوسِهِمْ ، فَكَانَ الْحَقُّ يَحْمِلُهُمْ وَيُلَطِّفُهُمْ بِلَطَائِفِ لُطْفِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15696 مِنْ ذَلِكَ مَا أَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْحَرْبِيَّ ، يَقُولُ : قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصِ : حَدِّثْنِي بِأَحْسَنَ ، شَيْءٍ مَرَّ عَلَيْكَ فَقَالَ : خَرَجْتُ مِنْ مَكَّةَ عَنْ طَرِيقِ الْجَادَّةِ ، وَاعْتَقَدْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى أَلَّا أَذُوقَ شَيْئًا أَوْ أَنْظُرَ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ فَلَمَّا صِرْتُ بِالرَّبَذَةِ إِذْ أَنَا بِأَعْرَابِيٍّ يَعْدُو وَبِيَدِهِ السَّيْفُ مَسْلُولٌ وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى قَعْبُ لَبَنٍ فَصَاحَ بِي : يَا إِنْسَانُ ، فَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهِ فَلَحِقَنِي فَقَالَ : اشْرَبْ هَذَا وَإِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَكَ ، فَقُلْتُ : هَذَا شَيْءٌ لَيْسَ لِي فِيهِ شَيْءٌ فَأَخَذْتُ فَشَرِبْتُهُ فَلَا وَاللَّهِ مَا عَارَضَنِي شَيْءٌ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ بَلَغْتُ الْقَادِسِيَّةَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15697 وَفِيمَا حَدَّثَ بِهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ ، يَقُولُ : رَكِبْتُ الْبَحْرَ وَكَانَ مَعِي فِي الْمَرْكَبِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ فَتَأَمَّلْتُهُ أَيَّامًا كَثِيرَةً لَا أَرَاهُ يَذُوقَ شَيْئًا وَلَا يَتَحَرَّكُ وَلَا يَنْزَعِجُ مِنْ مَكَانِهِ وَلَا يَتَطَهَّرُ وَلَا يَشْتَغِلُ بِشَيْءٍ وَهُوَ مُلْتَفٌّ بِعَبَاءٍ مَطْرُوحٌ فِي زَاوِيَةٍ وَلَا يُفَاتِحُ أَحَدًا وَلَا يَنْطِقُ فَسَأَلْتُهُ وَكَلَّمْتُهُ فَوَجَدْتُهُ مُجَرَّدًا مُتَوَكِّلًا يَتَكَلَّمُ فِيهِ بِأَحْسَنِ كَلَامٍ وَيَأْتِي بِأَكْمَلِ بَيَانٍ ، فَلَمَّا أَنِسَ بِي وَسَكَنَ إِلَيَّ قَالَ لِي : يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فِيمَا تَدَّعِيهِ فَالْبَحْرُ بَيْنَنَا حَتَّى نَعْبُرَ إِلَى السَّاحِلِ وَكُنَّا فِي اللُّجَجِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاذُلَّاهُ إِنْ تَأَخَّرْتُ عَنْ هَذَا الْكَافِرِ فَقُلْتُ لَهُ : قُمْ بِنَا فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ بِأَنْ زَجَّ بِنَفْسِهِ فِي الْبَحْرِ وَرَمَيْتُ بِنَفْسِي خَلْفَهُ فَعَبَرْنَا جَمِيعًا إِلَى السَّاحِلِ فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، نَصْطَحِبُ عَلَى شَرِيطَةِ أَلَا نَأْوِي الْمَسَاجِدَ وَلَا الْبِيَعَ وَلَا الْكَنَائِسَ وَلَا الْعُمْرَانَ فَنُعْرِفُ فَقُلْتُ : لَكَ ذَلِكَ حَتَّى أَتَيْنَا مَدِينَةً فَأَقَمْنَا عَلَى مَزْبَلَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ أَتَاهُ كَلْبٌ فِي فَمِهِ رَغِيفَانِ فَطَرَحَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَانْصَرَفَ فَأَكَلَ وَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئًا ثُمَّ أَتَانِي شَابٌّ ظَرِيفٌ نَظِيفٌ حَسَنُ الْوَجْهِ وَالْبَزَّةِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ وَمَعَهُ طَعَامٌ نَظِيفٌ فِي مِنْدِيلٍ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيَّ وَقَالَ لِي : كُلْ وَغَابَ عَنِّي فَلَمْ أَرَ لَهُ أَثَرًا فَقُلْتُ لِلْيَهُودِيِّ : هَلُمَّ ، فَلَمْ يَفْعَلْ ثُمَّ أَسْلَمَ وَقَالَ لِي : يَا إِبْرَاهِيمُ ، أَصْلُنَا صَحِيحٌ إِلَّا أَنَّ الَّذِي لَكُمْ أَحْسَنُ وَأَصْلَحُ وَأَظْرَفُ ، وَحَسَنُ إِسْلَامُهُ وَصَارَ أَحَدَ أَصْحَابِنَا الْمُتَحَقِّقِينَ بِالتَّصَوُّفِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15698 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ ، وَقَدْ سَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَهُوَ يَتَأَوَّهُ : مَا هَذَا التَّأَوُّهُ ؟ فَقَالَ : أَوِّهْ كَيْفَ يُفْلِحُ مَنْ يَسُرُّهُ مَا يَضُرَّهُ ؟ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
تَعَوَّدْتُ مَسَّ الضُّرِّ حَتَّى أَلِفْتُهُ
وَأَحْوَجَنِي طُولُ الْبَلَاءِ إِلَى الصَّبْرِ

وَقَطَعْتُ أَيَّامِي مِنَ النَّاسِ آيِسًا
لِعِلْمِي بِصُنْعِ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَا أَدْرِي

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15699 وَذَكَرَ خَيْرٌ النَّسَّاجُ قَالَ : قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ : عَطِشْتُ عَطَشًا شَدِيدًا بِالْحَاجِزِ فَسَقَطْتُ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ فَإِذَا أَنَا بِمَاءٍ ، قَدْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِي وَجَدْتُ بَرْدَهُ عَلَى فُؤَادِي فَفَتَحْتُ عَيْنِي فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ قَطُّ عَلَى فَرَسٍ أَشْهَبَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ خَضِرٌ وَعِمَامَةٌ صَفْرَاءُ وَبِيَدِهِ قَدَحٌ أَظُنُّهُ قَالَ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ مِنْ جَوْهَرٍ فَسَقَانِي مِنْهُ شَرْبَةً وَقَالَ لِي : ارْتَدِفْ خَلْفِي فَارْتَدَفْتُ فَلَمْ يَبْرَحْ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى قَالَ لِي : مَا تَرَى ؟ قُلْتُ : الْمَدِينَةَ ، قَالَ : انْزِلْ وَاقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ : أَخُوكَ رِضْوَانٌ يَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلَامَ يُحْكَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، لَطَائِفُ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ لِلْمُتَحَقِّقِينَ الْمُخْلَصِينَ فِي التَّوَكُّلِ اقْتَصَرْنَا مِنْهَا عَلَى مَا ذَكَرْنَا ، وَمَنْ وَثِقَ بِاللَّهِ وَسَكَنَ إِلَى ضَمَانِهِ فِيمَا ضَمِنَ مِنَ الْكِفَايَةِ فَالْأَلْطَافُ عَنْهُ لَا تَنْقَطِعُ ، وَمَوَادُّ إِنْعَامِهِ عَلَيْهِ غَيْرُ مُمْتَنِعٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،