بَابُ ذِكْرِ الْهَوَى وَالْحِيلَةِ فِي دَفْعِهِ عَنِ الْخِيَانَةِ
735 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الرَّبَعِيُّ , حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ , عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ الْعُرَنِيِّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : الْقَرِيبُ مَنْ قَرَّبَتْهُ الْمَوَدَّةُ وَإِنْ بَعُدَ نَسَبُهُ , وَالْبَعِيدُ مَنْ بَاعَدَتْهُ الْعَدَاوَةُ وَإِنْ قَرُبَ نَسَبُهُ , أَلَا لَا شَيْءَ أَقْرَبُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ يَدٍ إِلَى جَسَدٍ , وَإِنَّ الْيَدَ إِذَا فَسَدَتْ قُطِعَتْ , وَإِذَا قُطِعَتْ حُسِمَتْ |
737 حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ الْغُبَرِيُّ , حَدَّثَنَا مِنْهَالُ بْنُ حَمَّادٍ , حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْعِجْلِيُّ , عَنْ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى يَبْدُوَ لَكَ مِنْهُ مَا يَغْلِبُ |
740 حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : كَانَ هَارُونُ الرَّشِيدُ يَسْتَنْشِدُنِي قَوْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ : إِنِّي وَإِنْ أَقَصَرْتُ عَنْ غَيْرِ بُغْضَةٍ لَرَاعٍ لِأَسْبَابِ الْمَوَدَّةِ حَافِظُ وَلَا زَالَ يَدْعُونِي إِلَى الْهَجْرِ مَا أَرَى فَآبَى وَتُثْنِينِي عَلَيْكَ الْحَفَائِظُ وَأَخْنَعُ لِلْعُتْبَى وَأُغْضِي عَلَى الْقَذَى أُلَايِنُ طَوْرًا مَرَّةً وَأُغَالِظُ وَأَنْتَظِرُ الْإِقْبَالَ بِالْوُدِّ مِنْكُمُ وَأَصْبِرُ حَتَّى أَوْجَعَتْنِي الْمَغَائِظُ وَجَرَّبْتُ مَا يُسْلِي الْمُحِبَّ عَنِ الْهَوَى فَأَقْصَرْتُ وَالتَّجْرِيبُ لِلْمَرْءِ وَاعِظُ |
741 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ يَهْوَى جَارِيَةً مِنْ جَوَارِي الْفَرَحِيَّاتِ , فَصَدَّتْهُ وَحَالَتْ إِلَى غَيْرِهِ وَعَلِمَ بِذَلِكَ , فَخَافَتْ مَوْلَاتُهَا عَلَى نَفْسِهَا مِنْهُ , وَهُوَ إِذْ ذَاكَ أَمِيرٌ عَلَى مَدِينَةِ السَّلَامِ , فَأَمَرَتْ جَارِيَتَهَا أَنْ تُكْتَبَ إِلَيْهِ رُقْعَةً لَطِيفَةً تَسْتَعْطِفُهُ فِيهَا , فَوَافَتْهُ الرُّقْعَةُ وَهُوَ مُفَكِّرٌ فِي حَالِ الْجَارِيَةِ , فَمَا اسْتَتَمَّ قِرَاءَتَهَا حَتَّى قَالَ : قَالَتْ سَلَوْتُ عَنِ الْهَوَى فَأَجَبْتُهَا إِي وَالْمُهَيْمِنِ ذِي الْجَلَالِ الْوَاحِدِ وَسَلَخْتُ حُبَّكِ مِنْ فُؤَادِي كُلَّهُ سَلْخَ النَّهَارِ مِنَ الظَّلَامِ الرَّاكِدِ قَالَتْ : فَعُدْ , فَالْعَوْدُ أَحْمَدُ عِنْدَنَا فَأَجَبْتُهَا : هَيْهَاتَ لَسْتُ بِعَائِدِ إِنِّي وَجَدَّتُكِ فِي الْهَوَى ذَوَّاقَةً لَا تَصْبِرِينَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدِ ثُمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاسٍ وَكَتَبَ إِلَيْهَا : سَأَلْتُكِ بِالرَّحْمَنِ إِلَّا هَجَرْتِنِي فَوَاللَّهِ مَا أَمْسَيْتُ مِنِّي عَلَى ذِكْرِ أَمِيطِي الْأَذَى عَمَّنْ قَلَاكِ وَعَرِّضِي لِغَيْرِي بِهِ وَاسْتَرْزِقِي اللَّهَ فِي سِتْرِ فَلَوْ كُنْتِ لِي عَيْنًا إِذًا لَفَقَأْتُهَا وَلَوْ كُنْتِ لِي أُذْنًا رَمَيْتُكَ بَالْوَقْرِ وَلَوْ كُنْتِ لِي كَفًّا إِذًا لَقَطَعْتُهَا وَلَوْ كُنْتِ لِي قَلْبًا نَزَعْتُكِ مِنْ صَدْرِي فَقَدْ كُنْتُ أَبْكِي مِنْ صُدُودِكِ مَرَّةً فَبِاللَّهِ إِلَّا مَا صَدَدْتُ إِلَى الْحَشْرِ وَإِنِّي وَإِنْ حَنَّتْ إِلَيْكِ ضَمَائِرِي فَمَا قَدْرُ حُبِّي أَنْ يَذِلَّ لَهُ قَدْرِي ثُمَّ أَضْرَبَ عَنْ ذِكْرِ الْجَارِيَةِ |
743 وَأَنْشَدَنِي الدُّولَابِي : هَوَيْتُكِ لَمْ أَكْتَسِبْ لَذَّةً تُعَابُ وَلَمْ أَعْدُ شَأْوَ النَّظَرْ فَلَمَّا رَأَيْتُكِ ذَوَّاقَةً تَشُوبِينَ صَفْوَ الْهَوَى بِالْكَدَرْ صَرَفْتُ وُجُوهَ الْهَوَى عَنْكُمُ بِقَلْبٍ يُطِيعُ إِذَا مَا أُمِرْ وَمَازِلْتُ أُقْرِعُ بَيْنَ السُّلُوِّ وَبَيْنَ الصَّبَابَةِ حَتَّى تَمُرْ |