بَابُ : أخفى
919 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ |
920 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ , وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ , اقْرَأُوا { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } |
921 حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , عَنْ قَبَاثِ بْنِ رَزِينٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ : السُّنَّةُ أَنْ تُقْطَعَ الْيَدُ الْمُسْتَخْفِيَةُ , وَلَا تُقْطَعُ الْيَدُ الْمُسْتَعْلِنَةُ قَوْلُهُ : خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ الذِّكْرَ : الدُّعَاءُ , وَقَالُوا : خَيْرُهُ مَا أَخْفَاهُ الرَّجُلُ , وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ الشُّهْرَةُ , وَانْتِشَارُ خَبَرِ الرَّجُلِ , فَقَالَ : خَيْرُهُ مَا كَانَ خَفِيًّا لَيْسَ بِظَاهِرٍ , لِأَنَّ سَعْدًا أَجَابَ ابْنَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَرَادَهُ عَلَيْهِ , وَدَعَاهُ إِلَيْهِ مِنَ الظُّهُورِ وَطَلَبِ الْخِلَافَةِ , فَحَدَّثَهُ بِمَا سَمِعَ قَوْلُهُ : مَا أُخْفِيَ لَهُمْ هَذَا مِنَ الْغَيْبِ وَالسِّتْرِ |
922 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي رَجَاءٍ , عَنِ الْحَسَنِ : أَخْفَى لَهُمْ بِالْخُفْيَةِ خُفْيَةً , وَبِالْعَلَانِيَةِ عَلَانِيَةً قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ } فَلَمْ يَخْتَلِفِ الْقُرَّاءُ وَالْمُفَسِّرُونَ أَنَّ ذَلِكَ مَا سَتَرَهُ اللَّهُ لَهُمْ |
923 حَدَّثَنَا هَارُونُ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , عَنْ أَبِي صَخْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ : أَخْفَوْا لِلَّهِ أَعْمَالًا وَأَخْفَى لَهُمْ ثَوَابًا , فَلَوْ قَدِمُوا عَلَيْهِ أَقَرَّ تِلْكَ الْأَعْيُنَ |
924 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ , حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ , عَنِ الْغِطْرِيفِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَوْلُهُ : { مَا أُخْفِيَ لَهُمْ } قَالَ : الْعَبْدُ يَعْمَلُ سِرًّا أَسَرَّهُ إِلَى اللَّهِ فَأَسَرَّ اللَّهُ لَهُ قُرَّةَ عَيْنٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَالَ تَعَالَى : { فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } فَأَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّ السِّرَّ : مَا أَسْرَرْتَهُ فِي نَفْسِكَ , وَأَخْفَى مِنْ ذَلِكَ : مَا لَمْ تُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَكَ وَقَالُوا أَقْوَالًا كُلَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الْكِتْمَانِ لَا الْإِظْهَارِ وَكَذَلِكَ { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ } يَعْنِي مَا يَسْتُرُونَ وَقَالَ : وَيَعْلَمُ مَا يُخْفُونَ وَمَا يُعْلِنُونَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : { رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ } وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ , وَالْعَرَبِيَّةِ , وَالشِّعْرِ وَقَالَ تَمِيمُ بْنُ أُبَيٍّ فِيمَا أَنْشَدَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ : لَقَدْ طَالَ مَا أَخْفَيْتُ حُبَّكَ فِي الْحَشَا وَفِي الْقَلْبِ حَتَّى كَادَ فِي الْقَلْبِ يَجْرَحُ قَدِيمًا وَلَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ عَالِمٌ وَإِنْ كَانَ مَوْمُوقًا يَوَدُّ وَيَنْصَحُ قَوْلُهُ : تُقْطَعُ الْيَدُ الْمُسْتَخْفِيَةُ هَذَا لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ أَنَّهُ مِنَ الِاسْتِخْفَاءِ : الِاسْتِتَارِ وَالتَّغَيُّبِ , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ } حَدَّثَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ : اسْتَخْفَيْتُ مِنْكَ , وَلَا تَقُلِ : اخْتَفَيْتُ أَيْ : اسْتَتَرْتُ , وَأَنْشَدَنَا مُصْعَبٌ : غَلَا التَّمْرُ وَاسْتَخْفَى جُبَيْرٌ وَفَرَّخَتْ عَصَافِيرُ فِي رَاءُوقَةِ الْمُتَثَلِّمِ وَقَالَ آخَرُ : وَإِنَّكُمَا يَا ابْنِي جَنَابٍ وُجِدْتُمَا كَمَنْ دَبَّ يَسْتَخْفِي وَفِي الْحَلْقِ جُلْجُلُ وَأَظُنُّهُمْ سَمَّوُا الْجِنَّ الْخَافِيَ لِاسْتِتَارِهِمْ . أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : الْخَافِي : الْجِنُّ وَالْجَمِيعُ الْخَوَافِي وَالْخَوَافِي مِنَ السَّعَفِ مَا دُونَ الْقِبْلَةِ , وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَهَا الْعَوَاهِنَ , وَالْخَوَافِي مَا دُونَ رِيشَاتِ الْعَشْرِ الَّتِي مِنْ مُقَدَّمِ الْجَنَاحِ |
925 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ : أَنَا أَغْتَالُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنَا دَلِيلٌ خِرِّيتٌ , وَمَعِي خِنْجَرٌ مِثْلُ خَافِيَةِ النَّسْرِ , فَأُسَوِّرُهُ ثُمَّ آخُذُ فِي عَيْرٍ عَدْوًا قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَالْعَيْرُ : الْجَبَلُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ : الْخَوَافِي : السَّعَفَاتُ اللَّوَاتِي يَلِينَ الْقِبْلَةَ عِنْدَ أَهْلِ نَجْدٍ , وَهِيَ الْعَوَاهِنُ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ وَخَوَافِي الرِّيشِ قَوَادِمُهُ , الْوَاحِدُ خَافِيَةٌ وَقَادِمَةٌ قَالَ الشَّاعِرُ : خَوَافِيَ رِيشٍ بُزَّ عَنْهُنَّ مَنْكِبُ وَالْخَفِيَّةُ : غَيْضَةٌ مُلْتَفَّةٌ يَتَّخِذُ فِيهَا الْأَسَدُ عِرِّيسَتَهُ وَيُقَالُ : بَلْ هِيَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ مِنْ مَسَابِعِ الْأَسَدِ , وَكَذَلِكَ شَرًى قَالَ : أُسُودُ شَرًى لَاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ تَسَاقَيْنَ حَتَّى كُلُّهُنَّ حَوَارِدُ وَقَالَ الْأَشْهَبُ بْنُ رُمَيْلَةَ : أُسُودُ كَرَا لَاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةً تَسَاقَوْا عَلَى حَرْدٍ دِمَاءَ الْأَسَاوِدِ وَعِرِّيسَةُ الْأَسَدِ : مَوْضِعُهُ الَّذِي يَأْلَفُهُ وَيَأْوِي إِلَيْهِ قَالَ : يَا طَيِّئَ السَّهْلِ وَالْأَجْبَالِ مَوْعِدُكُمْ كَمُبْتَغِي الصَّيْدِ فِي عَرِّيسَةِ الْأَسَدِ وَالْخَفِيَّةُ : بِئْرٌ كَانَتْ قَدِيمَةً فَانْدَفَنَتْ ثُمَّ حُفِرَتْ وَالْجَمِيعُ خَفَايَا وَالْخَفِيَّاتُ وَخَفَتَ صَوْتُهُ مِنَ الْجُوعِ , وَخَفَتَ الرَّجُلُ : إِذَا مَاتَ وَانْقَطَعَ كَلَامُهُ , وَخَافَتَ الرَّجُلُ بِقِرَاءَتِهِ , وَزَرْعٌ خَافِتٌ : لَمْ يَبْلُغْ طُولَهُ وَالرَّجُلُ يُخَافِتُ الْمَضْغَ , وَالْإِبِلُ تُخَافِتُ الْمَضْغَ لِلْجَرِيَّةِ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ : يُخَافِتْنَ بَعْضَ الْمَضْغِ مِنْ خِيفَةِ الرَّدَى وَيُصْغِينَ لِلسَّمْعِ انْتِصَاتَ الْقَنَاقِنِ الْمَعْنَى : أَنَّهُ ذَكَرَ الْأَرَاوِي أَنَّهُنَّ يُخَافِتْنَ بَعْضَ مَضْغِهِنَّ , أَيْ يَكْتُمْنَ خِيفَةَ الرَّدَى : الْهَلَاكُ , أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ الصَّائِدُ فَيَصِيدَهُنَّ وَيُصْغِينَ بِأَسْمَاعِهِنَّ لِلْحِسِّ : يَسْمَعْنَهُ وَيَنْصِبْنَ رُءُوسَهُنَّ لِذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُ الْقُنَاقِنُ وَهُوَ الْمُهَنْدِسُ إِذَا اسْتَمَعَ لِيَعْلَمَ مَوْضِعَ الْمَاءِ لِيسَتْخِرَجَهُ وَجَمِيعُ الْقُنَاقِنِ قَنَاقِنُ |