حديث رقم - من كتاب الشريعة للآجري - مُقَدِّمَة

نص الحديث

568 أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، إِمْلَاءً عَلَيَّ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ : مَنْ أَرَادَ الْحِظَّةَ فَلْيَتَوَاضَعْ فِي الطَّاعَةِ فَقَالَ لِي : وَيْحَكَ ، وَأَيُّ شَيْءٍ التَّوَاضُعُ ؟ إِنَّمَا التَّوَاضُعُ أَنْ لَا تُعْجَبَ بِعَمَلِكَ ، وَكَيْفَ يُعْجَبُ عَاقِلٌ بِعَمَلِهِ ؟ وَإِنَّمَا نَعُدُّ الْعَمَلَ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، يَنْبَغِي أَنْ يَشْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى وَيُتَواضَعَ ، إِنَّمَا يُعْجَبُ بِعَمَلِهِ الْقَدَرِيُّ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَعْمَلُ ، فَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُسْتَعَمَلُ ، فَكَيْفَ يُعْجَبُ ؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : يُقَالُ لِلْقَدَرِيِّ : يَا مَنْ لَعِبَ بِهِ الشَّيْطَانُ ، يَا مَنْ يُنْكِرُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الشَّرَّ ، أَلَيْسَ إِبْلِيسُ أَصْلَ كُلِّ شَرٍّ ؟ أَلَيْسَ اللَّهُ خَلْقَهُ ؟ أَلَيْسَ اللَّهُ تَعَالَى خَلَقَ الشَّيَاطِينَ وَأَرْسَلَهُمْ عَلَى مَنْ أَرَادَ لِيُضِلُّوهُمْ عَنْ طَرِيقِ الرُّشْدِ ؟ فَأَيُّ حُجَّةٍ لَكَ يَا قَدَرِيُّ ؟ يَا مَنْ قَدْ حُرِمَ التَّوْفِيقَ ، أَلَيْسَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ : { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } إِلَى قَوْلِهِ { إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ } ؟ وَقَالَ تَعَالَى : { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ } وَقَالَ تَعَالَى { أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } ؟ *

اختر أحد أحاديث التخريج لعرضه هنا

اختر طريقة التخريج المناسبة لك :