أوَّلُ الكِتَابِ
21 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ ، قَالَ رَجُلٌ : بَيْنَا أَسِيرُ فِي أَرْضِ الرُّومِ ذَاتَ يَوْمٍ سَمِعْتُ هَاتِفًا فَوْقَ رَأْسِ الْجَبَلِ وَهُوَ يَقُولُ : يَا رَبِّ عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ كَيْفَ يَرْجُو أَحَدًا غَيْرَكَ ؟ ثُمَّ دَعَا الثَّانِيَةَ فَقَالَ : يَا رَبِّ عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ كَيْفَ يَسْتَعِينُ عَلَى أَمْرِهِ غَيْرَكَ ؟ ثُمَّ دَعَا الثَّالِثَةَ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ كَيْفَ يَتَعَرَّضُ لِشَيْءٍ مِنْ غَضَبِكَ بِرِضَا غَيْرِكَ ؟ قَالَ : فَنَادَيْتُهُ فَقُلْتُ : أَجِنِّيُّ أَنْتَ أَمْ إِنْسِيُّ ؟ قَالَ : بَلْ إِنْسِيٌّ اشْغَلْ نَفْسَكَ بِمَا يَعْنِيكَ عَمَّا لَا يَعْنِيكَ |
22 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا فِي السُّوقِ ، إِذْ أَخَذَ أَحَدٌ بِقَفَايَ فَقَالَ : يَا وُهَيْبُ خَفِ اللَّهَ عَلَى قُدْرَتِهِ عَلَيْكَ وَاسْتَحْيِ مِنَ اللَّهِ فِي قُرْبِهِ مِنْكَ فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا |
23 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ ، قَالَا : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، قَالَ : إِنَّا لَوُقُوفٌ بِجَبَلِ عَرَفَاتٍ وَإِذَا شَابَّانِ عَلَيْهِمَا الْعَبَاءُ الْقَطَوَانِيُّ يُنَادِي أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ يَا حَبِيبُ ، فَيَقُولُ الْآخَرُ : أَيْنَكَ أَيُّهَا الْمُحِبُّ ، قَالَ : تَرَى الَّذِي تَحَابَبْنَا فِيهِ وَتَوَادَدْنَا لَهُ مُعَذِّبَنَا غَدًا فِي الْقَبْرِ ؟ قَالَ : فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا سَمِعَتْهُ الْآذَانُ وَلَمْ تَرَهُ الْأَعْيُنُ يَقُولُ : لَا لَيْسَ بِفَاعِلٍ وَهَذَا لَفْظُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ |
24 حَدَّثَنِي مُشْرِفُ بْنُ أَبَانَ أَبُو ثَابِتٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ، وَلَيْسَ بِالْقُرَشِيِّ قَالَ : كُنْتُ أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ أَوْ كُنْتُ نَائِمًا فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ : يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ كَمْ مُنَظَّفِ الثَّوْبِ حَسَنِ الصُّورَةِ يَتَقَلَّبُ بَيْنَ الْجُبِّ وَجَهَنَّمَ غَدًا |
25 حَدَّثَنِي أَبُو ثَابِتٍ الْخَطَّابُ ، حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ جَرِيرٍ : تَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ كَانَ سَبَبَ تَوْبَتِي ؟ خَرَجْتُ مَعَ أَحْدَاثٍ بِالْكُوفَةِ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ آتِيَ الْمَعْصِيَةَ هَتَفَ بِي هَاتِفٌ : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } |
26 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ غَيْضَةً فَقَالَ : لَوْ خَلَوْتُ هَاهُنَا بِمَعْصِيَةٍ مَنْ كَانَ يَرَانِي فَسَمِعَ صَوْتًا يَمْلَأُ مَا بَيْنَ حَافَّتَيِ الْغَيْضَةِ { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } |
27 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ بِأَرْضِ طَبَرِسْتَانَ قَالَ : وَصَلَ أَرْضًا أَشِبَةً كَثِيرَةَ الشَّجَرِ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ نَظَرَ إِلَى وَرَقِ الشَّجَرِ قَدْ جَفَّ فَتَسَاقَطَ وَتَرَاكَمَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ فَجَعَلَ يُفَكِّرُ فِي نَفْسِهِ وَهُوَ يَسِيرُ أَتَرَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحْصِي هَذَا كُلَّهُ ؟ فَسَمِعَ مُنَادِيًا يُنَادِي { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } |
28 حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ ، حَدَّثَنَا مِسْكِينٌ أَبُو فَاطِمَةَ ، عَنْ مُزْرِعِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا بِرَجُلٍ نَأَى عَنِ النَّاسِ ، وَهُوَ يَقُولُ : مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ وَصَلَّى قَبْلَ الْإِمَامِ وَصَلَّى مَعَ الْإِمَامِ وَصَلَّى بَعْدَ الْإِمَامِ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَ الْإِمَامِ وَلَا مَعَ الْإِمَامِ وَلَا بَعْدَ الْإِمَامِ كُتِبَ مِنَ الْفَائِزِينَ ثُمَّ غَابَ فَلَمْ أَرَهُ فَلَمَّا كَانَ فِي الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ رَأَيْتُهُ نَائِيًا مِنَ النَّاسِ وَهُوَ يَقُولُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ ثُمَّ غَابَ فَلَمْ أَرَهُ فَدَخَلْتُ مِنْ بَابِ الصَّفَا فَطَلَبْتُهُ بِأَبْطُحِ مَكَّةَ فَلَمْ أَجِدْهُ فَسَأَلْتُ عَلَيْهِ أَصْحَابِي قَالَ : فَأَخْبَرْتُهُمْ فَقَالُوا : الْخَضِرُ قُلْتُ : الْخَضِرُ ؟ |
29 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحْرِزُ بْنُ أَبِي خَدِيجٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَجُلًا فِي الطَّوَافِ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الثِّيَابِ مُنِيفًا عَلَى النَّاسِ قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عِنْدَ هَذَا عِلْمٌ قَالَ : فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ : تُعَلِّمُنَا شَيْئًا فَقُلْ شَيْئًا ، فَلَمْ يُكَلِّمُنِي حَتَّى فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ ثُمَّ أَتَى الْمَقَامَ فَصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ خَفَّفَ فِيهِمَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قُلْنَا : وَمَاذَا قَالَ رَبُّنَا ؟ قَالَ الْهَاتِفُ أَسْمَعُهُ قَالَ : أَنَا اللَّهُ الْمَلِكُ الَّذِي لَا يَزُولُ فَهَلُمُّوا إِلَيَّ أَجْعَلْكُمْ مُلُوكًا لَا تَزُولُونَ ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قُلْنَا : وَمَاذَا قَالَ رَبُّنَا ؟ قَالَ : أَنَا اللَّهُ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ فَهَلُمُّوا إِلَيَّ أَجْعَلْكُمْ أَحْيَاءً لَا تَمُوتُونَ ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قُلْنَا : مَاذَا قَالَ رَبُّنَا ؟ قَالَ : أَنَا اللَّهُ الْمَلِكُ الَّذِي إِذَا أَرَدْتُ أَمْرًا أَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَهَلُمُّوا إِلَيَّ أَجْعَلْكُمْ إِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَقُولُوا لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ ، قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : فَذَكَرْتُهُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَقَالَ : كَانَ ذَلِكَ الْخَضِرَ وَلَكِنْ لَمْ تَعْقِلْ |
30 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : سُمِعَ صَوْتٌ يَوْمَ أُصِيبَ عُمَرُ بِتَبَالَةَ لَيْلًا لِيَبْكِ عَلَى الْإِسْلَامِ مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَقَدْ أَوْشَكُوا هَلْكَى وَمَا قَدُمَ الْعَهْدُ فَأَدْبَرَتِ الدُّنْيَا وَأَدْبَرَ خَيْرُهَا وَقَدْ مَلَّهَا مَنْ كَانَ يُوقِنُ بِالْوَعْدِ |