بَابُ تَجَنُّبِ الْإِفْضَاءِ إِلَى الْأَحْبَابِ مَخَافَةَ الْمَلَلِ وَالْإِعْرَاضِ
607 وَأَنْشَدَنِي أَبُو صَخْرٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ : أَنْشَدَنِي حَمْدَانَ بْنُ يَحْيَى قَالَ : أَنْشَدَنِي أَبُو نُوَاسٍ : كَمْ حَدِيثٍ مُعْجَبٍ لِي عِنْدَكَا لَوْ قَدْ نَبَذْتُ بِهِ إِلَيْكَ لَسَرَّكَا مِمَّا يَزِيدُ عَلَى الْإِعَادَةِ حَدُّهُ حُلْوٌ إِذَا بَرِمَ الْحَدِيثَ أَمَلَّكَا أَتَتَبَّعُ الظُّرَفَاءَ أَكْتُبُ عِنْدَهُمْ كَيْمَا أُحَدِّثَ مَنْ أُحِبُّ فَيَضْحَكَا |
608 حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ دَلُّوَيْهِ الطَّيَالِسِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : مَا عَلِمْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِغَيْرِ إِذْنٍ وَهِيَ غَضْبَى ثُمَّ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , حَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ لَكَ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ ذِرَاعَهَا , ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دُونَكِ فَانْتَصِرِي فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا قَدْ يَبِسَ رِيقُهَا فِي فَمِهَا , فَلَمْ تَزِدْ شَيْئًا , فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ |
609 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ , عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ قَالَ : كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ نَدِيمًا لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَكِرَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَطَرِبَ , وَبَعَثَ إِلَى زَوْجَتِهِ أُمِّ خَالِدٍ لِتَأْتِيَهِ , وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَأَحَبِّهِمْ إِلَيْهِ , فَأَبَتْ , فَأَقْسَمَ عَلَيْهَا , فَأَتَتْهُ فِي جَوَارِيهَا , فَقَالَ لَهَا يَزِيدُ : أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ لَمَا قُمْتِ فَسَقَيْتِنِي , فَبَكَتْ وَقَالَتْ : أَلِمِثْلِي يُقَالُ هَذَا ؟ فَلَمَّا رَأَى يَزِيدُ بُكَاءَهَا وَكَرَاهِيَتَهَا لِذَلِكَ أَذِنَ لَهَا فِي الِانْصِرَافِ وَقَالَ فِي ذَلِكَ : وَمَا نَحْنُ يَوْمَ اسْتَعْبَرَتْ أُمُّ خَالِدٍ بِمَرْضَى ذَوِي دَاءٍ وَلَا بِصِحَاحِ وَقَامَتْ لِسَقْيِ الشَّرْبِ خَمْرًا عُيُونُهُمْ مُخَضَّبَةُ الْأَطْرَفِ ذَاتُ وِشَاحِ لَهَا عُكَنٌ بِيضٌ كَأَنَّ غُصُونَهَا إِذَا شَفَّ عَنْهَا السَّابِرِيُّ قِدَاحُ |
610 حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ قَالَ : كَانَ الْمَأْمُونُ يَهْوَى جَارِيَةً مِنْ جَوَارِيهِ يُقَالُ لَهَا تَنْزِيفٌ , فَبَعَثَ إِلَيْهَا لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي خَادِمًا يَأْمُرُهَا بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِ , فَصَارَ الْخَادِمُ إِلَيْهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ , فَقَالَتْ : لَا وَاللَّهِ لَا أَجِيئُهُ , فَإِنْ كَانَتِ الْحَاجَةُ لَهُ فَلْيَصِرْ إِلَيَّ , فَلَمَّا اسْتَبْطَأَ الْمَأْمُونُ الْخَادِمَ أَنْشَأَ يَقُولُ : لَقِيتُكِ مُشْتَاقًا فَفُزْتُ بِنَظْرَةٍ وَأَغْفَلْتِنِي حَتَّى أَسَأْتُ بِكِ الظَّنَّا وَنَاجَيْتُ مَنْ أَهْوَى وَكُنْتُ مُقَرَّبًا فَيَالَيْتَ شِعْرِي عَنْ دُنُوِّكِ مَا أَغْنَا وَرَدَدْتُ طَرْفًا فِي مَحَاسِنِ وَجْهِهَا وَمَتَّعْتُ بِاسْتِمَاعِ نَغْمَتِهَا أُذُنَا أَرَى أَثَرًا فِي صَحْنِ خَدِّكِ لَمْ يَكُنْ لَقَدْ سَرَقَتْ عَيْنَاكِ مِنْ حُسْنِهَا حُسْنًا قَالَ الْخَادِمُ : لَا وَاللَّهِ يَا سَيِّدِي , إِلَّا أَنَّهَا قَالَتْ مَا حَكَيْتُ لَكَ , فَقَالَ : إِذًا وَاللَّهِ أَقُومُ إِلَيْهَا |