الْقَوْلُ فِي فَضْلِ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَةِ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

129 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ ، حدثنا هَارُونُ الْفَرَوِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : كَانَ يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ ، وَلَا يَجْلِسُ مَعَنَا عِنْدَ أَبِيهِ ، فَكَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ أَبُوهُ يَقُولُ : هَاهْ إِنَّ مِمَّا يُطَيِّبُ نَفْسِي أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ لَا يُورَثُ ، وَأَنَّ أَحَدًا لَمْ يَخْلُفْ أَبَاهُ فِي مَجْلِسِهِ إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

130 حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الزُّهْرِيُّ ، حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ ، حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ قَالَ : دَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، فَرَأَى حِلَقَ الْعِلْمِ وَالذِّكْرَ ، فَأَعْجَبَ بِهَا ، فَأَشَارَ إِلَى حَلْقَةٍ ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ الْحَلْقَةِ ؟ فَقِيلَ لِعَطَاءٍ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : لِمَكْحُولٍ ، وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : لِمُجَاهِدٍ وَكُلُّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ الَّذِينَ بِالْيَمَنِ ، فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَبَعَثَ إِلَى حَيَاءِ قُرَيْشٍ فَجَمَعَهُمْ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، كُنَّا فِيمَا قَدْ عَلِمْتُمْ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبِهَذَا الدِّينِ ، فَحَقَّرْتُمُوهُ حَتَّى غَلَبَكُمْ أَبْنَاءُ الْفُرْسِ ، فَلَمْ يَرُدَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَإِنَّهُ قَالَ : ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : مَا رَأَيْتُ كَهَذَا الْحَيِّ مِنَ الْفُرْسِ ، مُلِكُوا مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ ، فَلَمْ يَحْتَاجُوا إِلَيْنَا ، وَمَلَكْنَاهَا فَمَا اسْتَغْنَيْنَا عَنْهُمْ سَاعَةً

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

131 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ، حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ كَامِلَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ : قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ : مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ فِلَسْطِينَ ؟ قَالُوا : رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ : فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْأُرْدُنِّ ؟ قَالُوا : عُبَادَةُ بْنُ نُسِيِّ قَالَ : فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ دِمَشْقٍ ؟ قَالُوا : يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانَيُّ قَالَ : فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ حِمْصَ ؟ قَالُوا : عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ قَالَ : فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ ؟ قَالُوا : عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ . قَالَ : يَا لَكِنْدَةَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

132 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ ، أَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ، حدثنا ابْنُ عُلَاثَةَ ، حدثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ : قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْبَصْرَةَ ، فَاسْتَقْبَلَهُ خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ سَيِّدِ أَهْلِ هَذَا الْمِصْرِ مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ : أَعَرَبِيُّ أَوْ مَوْلَى ؟ قَالَ : مَوْلَى قَالَ : مَوْلَى لِمَنْ ؟ قَالَ : لِلْأَنْصَارِ قَالَ : فَبِمَ سَادَهُمْ ؟ فَقَالَ : احْتَاجُوا إِلَيْهِ فِي دِينِهِمْ ، وَاسْتَغْنَى هُوَ عَنْ دُنْيَاهُمْ . فَقَالَ الْبَدَوِيُّ : كَفَى بِهَذَا سُؤْدُدًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

133 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْعَابِدِيُّ ، حدثنا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ : ابْتَنَى مُعَاوِيَةُ بِالْأَبْطَحِ مَجْلِسًا ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَمَعَهُ ابْنُهُ قَرَظَةُ ، فَإِذَا هُوَ بِجَمَاعَةٍ عَلَى رِحَالٍ ، وَشَابٌّ مِنْهُمْ قَدْ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ يُغَنِّي :
بَيْنَمَا يَذْكُرْنَنِي أَبْصَرْنَنِي
عِنْدَ قَيْدِ الْمَيْلِ يَسْعَى بِي الْأَغَرْ

قُلْنَ تَعْرِفْنَ الْفَتَى قُلْنَا نَعَمْ
قَدْ عَرَفْنَاهُ وَهَلْ يَخْفَى الْقَمَرْ
قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ : خَلُّوا لَهُ الطَّرِيقَ فَلْيَذْهَبْ قَالَ : ثُمَّ إِذَا هُوَ بِجَمَاعَةٍ ، وَإِذَا رَجُلٌ يُسْأَلُ يُقَالُ لَهُ : رَمَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ ، وَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ ، لِأَشْيَاءَ أُشْكِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ مَنَاسِكِ الْحَجِّ قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَالْتَفَتَ إِلَى ابْنِهِ قَرَظَةَ ، قَالَ : هَذَا وَأَبِيكَ الشَّرَفُ ، هَذَا وَاللَّهِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَشَرَفُ الْآخِرَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

134 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، أَنَّ الزُّبَيْرَ ، حَدَّثَهُمْ ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : كَتَبَ بَعْضُ مُلُوكِ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى عَمِّي يَسْأَلُهُ عَنِ الْخُنْثَى : مِنْ أَيْنَ يُورَثُ ؟ قَالَ : مِنْ حَيْثُ يَخْرُجُ الْمَاءُ ، فَإِنْ خَرَجَ مِنْهُمَا جَمِيعًا فَمِنْ أَيِّهِمَا سَبَقَ . قَالَ مَعْنٌ : فَسَمِعَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ يَسْكُنُ بِلَادَ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ : أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ الشَّاعِرُ لَهُ حِينَ قَضَى بِهَذَا ؟ فَقُلْتُ : لَا ، وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : قَالَ :
وَمُهِمَّةٌ أَعْيَى الْقُضَاةَ قَضَاؤُهَا
تَذَرُ الْفَقِيهَ يَشُكُّ شَكَّ الْجَاهِلِ

عَجَّلْتُ قَبْلَ حَنِيذِهَا بِشِوَائِهَا
وَقَطَعْتُ مِفْصَلَهَا بِحُكْمٍ فَاصِلِ

فَتَرَكْتُهَا بَعْدَ الْعَمَايَةِ سُنَّةً
لِلْمُقْتَدِينَ وَلِلْإِمَامِ الْعَادِلِ
قَالَ الْحِزَامِيُّ : فَسَمِعَنِي الْمُؤَمَّلُ بْنُ طَالُوتَ ، فَقَالَ : هَذَا فَائِدُ بْنُ أَقْرَمَ الْبَلَوِيُّ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ يَذْكُرُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ :
يَأْبَى الْجَوَابَ فَمَا يُرَاجَعُ هَيْبَةً
وَالسَّائِلُونَ نَوَاكِسُ الْأَذْقَانِ

هَدْيُ التُّقَى وَعِزُّ سُلْطَانِ الْهُدَى
فَهُوَ الْعَزِيزُ وَلَيْسَ ذَا سُلْطَانِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

135 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ النَّحْوِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْخِصَافُ ، حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى غُنْدَرٍ أَكْتُبُ عَنْهُ ، وَكَانَ يَسْتَثْقِلُنِي لِلْمَذْهَبِ فَأَتَيْتُهُ يَوْمًا ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ عِنْدَهُ ، فَلَمَّا رَآنِي أَظْهَرَ اسْتِثْقَالًا ، وَأَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُهُمْ لِكَرَاهَتِهِ لِي ، فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، حَدِيثَ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ : أَنْ يَهُودِيَّيْنِ نَظَرَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَالَا إِلَيْهِ ، فَقَالَا : نَسْأَلُكَ عَنِ التِّسْعِ الْآيَاتِ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُوسَى قَالَ : فَأَخْبَرْهُمَا بِهَا ، فَقَالَا لَهُ : نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيُّ قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكُمَا أَنْ تُسْلِمَا ؟ قَالَا : نَخَافُ أَنْ تَقْتُلَنَا يَهُودُ فَقَالَ : نَعَمْ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، فَأَيُّ شَيْءٍ لِصَاحِبِكَ فِي هَذَا ؟ قُلْتُ : إِنَّهُمَا قَالَا : نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيُّ ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَى الْيَهُودِيَّةِ ، فَلَمْ يَجْعَلْ ذَلِكَ رِدَّةً مِنْهُمَا فَالْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ ، فَقَالَ : أَتُحْسِنُونَ أَنْتُمْ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : أُحِبُّ أَنْ تَلْزَمَنِي وَتَبَسَّطَ إِلَيَّ ، ثُمَّ قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَتَرَكْتُهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

136 حَدَّثَنَا شَيْخُنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ذَكَرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمَهُ ، وَأَحْسَبُهُ يُوسُفَ بْنَ الصَّاد قَالَ : وَقَفَتِ امْرَأَةٌ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ فِي جَمَاعَةٍ يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ ، فَسَمِعَتْهُمْ يَقُولُونَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَوَاهُ فُلَانٌ ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ غَيْرُ فُلَانٍ فَسَأَلَتْهُمُ الْمَرْأَةُ عَنِ الْحَائِضِ تَغْسِلُ الْمَوْتَى ، وَكَانَتْ غَاسِلَةً ، فَلَمْ يُجِبْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ ، فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ فَقِيلَ لَهَا : عَلَيْكِ بِالْمُقْبِلِ ، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ ، وَقَدْ دَنَا مِنْهَا ، فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ : نَعَمْ تَغْسِلُ الْمَيِّتَ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَحْنَفِ ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا : أَمَا إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ ، وَلِقَوْلِهَا : كُنْتُ أُفَرِّقُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَاءِ وَأَنَا حَائِضٌ قَالَ أَبُو ثَوْرٍ : فَإِذَا فَرَّقَتْ رَأْسَ الْحَيِّ بِالْمَاءِ فَالْمَيِّتُ أَوْلَى بِهِ ، فَقَالُوا : نَعَمْ رَوَاهُ فُلَانٌ ، وَنَعْرِفُهُ مِنْ طَرِيقِ كَذَا ، وَخَاضُوا فِي الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : فَأَيْنَ كُنْتُمْ إِلَى الْآنَ أَخْبَرَنِي السَّاجِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ حَدَّثَهُمْ قَالَ : لَمَّا وَضَعَ أَبُو عُبَيْدٍ كُتُبَ الْفِقْهِ وَالرَّدِّ بَلَغَ ذَلِكَ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَرَابِيسِيَّ بَعْضُ كُتُبِهِ ، فَنَظَرَ فِيهِ ، فَإِذَا هُوَ يَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِحُجَجٍ لِلشَّافِعِيِّ وَيَحْكِي لَفْظَهُ ، وَهُوَ لَا يَذْكُرُ الشَّافِعِيَّ ، فَغَضِبَ حُسَيْنٌ وَلَقِيَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عُبَيْدٍ ، تَقُولُ فِي كُتُبِكَ : قَالَ ابْنُ الْحَسَنِ ، وَقَالَ فُلَانٌ ، وَتُدْغِمُ ذِكْرَ الشَّافِعِيِّ ، وَقَدْ سَرَقْتَ احْتِجَاجَهُ مِنْ كُتُبِهِ ، مَا أَنْتَ وَهَلْ تُحْسِنُ أَنْتَ شَيْئًا إِنَّمَا أَنْتَ رَاوِيَةٌ ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ ضَرَبَ صَدْرَ رَجُلٍ ، فَكَسَرَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ ، فَأَجَابَهُ بِالْخَطَإِ ، فَقَالَ : أَنْتَ لَا تُحْسِنُ مَسْأَلَةً وَاحِدَةً ، تَضَعُ الْكُتُبَ فَلَمْ يَقُمْ حَتَّى بَيَّنَ أَمْرَهُ أَخْبَرَنِي أَبِي ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ : قَدِمْتُ الْكُوفَةَ ، فَعُنِيتُ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ فَجَمَعْتُهُ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ لَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : هَاتِ يَا عَلِيُّ مَا عِنْدَكَ ، فَقُلْتُ : مَا أَحَدٌ يُفِيدُنِي عَنِ الْأَعْمَشِ شَيْئًا قَالَ : فَغَضِبَ ، فَقَالَ : هَذَا كَلَامُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَمَنْ يَضْبِطُ الْعِلْمَ وَمَنْ يُحِيطُ بِهِ ؟ مِثْلُكَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا مَعَكَ شَيْءٌ تَكْتُبُ فِيهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : اكْتُبْ قُلْتُ : ذَاكِرَانِي فَلَعَلَّهُ عِنْدِي قَالَ : اكْتُبْ ، لَسْتُ أُمْلِي عَلَيْكَ إِلَّا مَا لَيْسَ عِنْدَكَ قَالَ : فَأَمْلَى عَلَيَّ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا حَدِيثًا ثُمَّ قَالَ : لَا تَعُدْ قُلْتُ : لَا أَعُودُ قَالَ عَلِيٌّ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَنَةٍ جَاءَ سُلَيْمَانُ إِلَى الْبَابِ ، فَقَالَ : امْضِ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى أَفْضَحَهُ الْيَوْمَ فِي الْمَنَاسِكِ ، قَالَ عَلِيٌّ : وَكَانَ سُلَيْمَانُ مِنْ أَعْلَمِ أَصْحَابِنَا بِالْحَجِّ ، قَالَ فَذَهَبْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : هَاتَا مَا عِنْدَكُمَا وَأَظُنُّكَ يَا سُلَيْمَانُ صَاحِبَ الْخُطْبَةِ قَالَ : نَعَمْ ، مَا أَحَدٌ يُفِيدُنَا فِي الْحَجِّ شَيْئًا ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ : يَا سُلَيْمَانُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَضَى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ ، فَوَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ ، فَانْدَفَعَ سُلَيْمَانُ فَرَوَى يَتَفَرَّقَانِ حَيْثُ اجْتَمَعَا ، وَيَجْتَمِعَانِ حَيْثُ تَفَرَّقَا قَالَ : أرْوِ وَمَتَى يَجْتَمِعَانِ ، وَمَتَى يَفْتَرِقَانِ ؟ فَسَكَتَ سُلَيْمَانُ ، فَقَالَ : اكْتُبْ وَأَقْبَلَ يُلْقِي عَلَيْهِ الْمَسَائِلَ ، وَيُمْلِي عَلَيْهِ ، حَتَّى كَتَبْنَا ثَلَاثِينَ مَسْأَلَةً فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ يَرْوِي الْحَدِيثَ وَالْحَدِيثَيْنِ ، وَيَقُولُ : سَأَلْتُ مَالِكًا ، وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ قَالَ : فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ : لَا تَعُدْ ثَانِيًا تَقُولُ مَا قُلْتَ فَقُمْنَا وَخَرَجْنَا قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سُلَيْمَانُ ، فَقَالَ : إِيشْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ صُلْبِ مَهْدِيٍّ هَذَا ؟ كَأَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَهُمْ ، سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

137 أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ التُّسْتَرِيُّ ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ التِّرْمِذِيُّ ، وَقَدْ كَتَبْتُ أَنَا عَنْهُ ، وَلَمْ أَسْمَعْ هَذَا مِنْهُ ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا عُقْرَ فِي الْإِسْلَامِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ التِّرْمِذِيُّ : فَسَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدٍ عَنِ الْعَقْرِ ، فَقَالَ : لَا أَدْرِي ، ثُمَّ سَأَلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ عَنْهَا ، فَقَالَ : لَا أَدْرِي ثُمَّ سَأَلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ عَنْهَا ، فَقَالَ : لَا أَدْرِي ثُمَّ سَأَلُوا أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ : فَقَالَ : لَا أَدْرِي ، فَقِيلَ : سَلُوا أَهْلَهَا فَقَالُوا لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : مَا مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا عُقْرَ فِي الْإِسْلَامِ ؟ فَقَالَ : كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ السَّيِّدُ عَقَرُوا عَلَى قَبْرِهِ ، فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : لَا عُقْرَ فِي الْإِسْلَامِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ : فَأَخْبَرْتُ أَبَا عُمَرَ هِلَالَ بْنَ الْعَلَاءِ الرَّقِّيَّ ، فَأُعْجِبَ بِقَوْلِ أَحْمَدَ وَأَنْشَدَ :
وَإِذَا مَرَرْتَ بِقَبْرِهِ فَاعْقِرْ بِهِ
كُوَمَ الْهِجَانِ وَكُلَّ طَرَفٍ سَابِحِ
ثُمَّ قَالَ لِي : عُقِرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى قَبْرِ رَبِيعَةَ بْنِ مُكْدَمٍ ، وَفِي الْإِسْلَامِ عَلَى قَبْرِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْمُهَلَّبِ ، عَقَرَ عَلَيْهِ كَعْبُ بْنُ أَبِي سُودٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

138 حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْحَرَّانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلِ يَقُولُ : الرِّيَاسَةُ فِي الْحَدِيثِ بِلَا دِرَايَةِ رِيَاسَةٌ نَذِلَةٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،