الْقَوْلُ فِي فَضْلِ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَةِ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

139 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ يَقُولُ : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ : وَسُئِلَ عَنْ أَحْمَدَ ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ : مَا أَشْبَهُ السُّكَّ بِاللُّكِ يُرِيدُ فِقْهَ أَحْمَدَ وَعِلْمَهُ بِغَوَامِضِ الْحَدِيثِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

140 أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الضَّبِّيُّ قَالَ : اسْتَأْذَنَ شَرِيكٌ عَلَى أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ كَاتِبِ الْمَهْدِيِّ فَدَخَلَ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَأَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَقَالَ لِشَرِيكٍ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إِنَّ أَصْحَابَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا فِي أَمْرٍ ، وَقَدْ ضَمِنْتُ عَنْكَ بِأَنْ تَقْضِيَ بَيْنَهُمْ ، فَقَالَ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ الِاخْتِلَافُ قَدِيمٌ ، وَإِنْ أَعْفَيْتَنِي كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ قَالَ : لَا ، إِنَّهُ لَابُدَّ قَالَ : فَفِيمَ اخْتَلَفُوا ؟ قَالَ : زَعَمَ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَنَّ النَّبِيذَ بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ ، وَزَعَمَ الْبَصْرِيُّونَ إِنَّهُ حَرَامٌ كَالْخَمْرِ ، فَقَالَ شَرِيكٌ : حدثنا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ : شَرِبَ نَبِيذًا كَأَشَدِّ النَّبِيذِ وَثَنَا وَجَعَلَ يَذْكُرُ الْحَدِيثَ وَمَا جَاءَ فِيهِ مِنَ الرُّخْصَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

141 وَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، فِيمَا كَتَبَ بِهِ إِلَيْنَا أَنَّ مَنْصُورَ بْنَ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ : سَمِعْتُ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَأَبُو مُصْعَبٍ ، وَعِنْدَهُ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ ، وَابْنٌ لِأَبِي مُوسَى يُقَالُ لَهُ : أَبُو بِلَالِ بْنُ الْأَشْعَرِيِّ ، وَخَالِدُ بْنُ هِلَالٍ الْمَخْزُومِيُّ ، فَتَذَاكَرُوا النَّبِيذَ ، فَتَحَدَّثُوا فِيهِ ، فَتَكَلَّمَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ ، فَرَخَّصُوا فِي النَّبِيذِ ، وَذَكَرَ الْحِجَازِيُّونَ التَّشْدِيدَ ، فَقَالَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّا نَأْكُلُ لُحُومَ هَذِهِ الْإِبِلِ ، وَلَيْسَ يَقْطَعُهُ فِي بُطُونِنَا إِلَّا النَّبِيذُ الشَّدِيدُ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ : { مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ } فَقَالَ شَرِيكٌ لِلْحَسَنِ : شَغَلَكَ عَنْ هَذَا جُلُوسُكَ عَلَى الطَّنَافِسِ فِي صُدُورِ الْمَجَالِسِ ، هَذَا أَمْرٌ لَمْ تَسْهَرْ فِيهِ عَيْنَاكَ ، وَلَمْ يَسْمُلْ فِيهِ ثَوْبَاكَ ، وَلَمْ تَتَمَزَّقْ فِيهِ خُفَّاكَ ، أَصْحَابُ هَذَا يَطْلُبُونَهُ فِي مَظَانِّهِ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ : فَأَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذَا ؟ قَالَ : هَيْهَاتَ ، أَهْلُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ صِيَانَةٍ مِنْ أَنْ يُعَرَّضُوا لِلْتَكْذِيبِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَشْرَبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : بَلَغَنَا أَنَّ سُفْيَانَ تَرَكَ النَّبِيذَ ، فَقَالَ شَرِيكٌ : أَنَا رَأَيْتُهُ يَشْرَبُ فِي بَيْتِ حَبْرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ ، مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَالْحَدِيثُ عَلَى لَفْظِ أَبِي يَعْلَى ، عَنْ مَنْصُورٍ قَدْ سَبَقَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

142 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ نَصْرٍ النَّحْوِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ الْكِسَائِيَّ عَنْ قَوْلِهِ : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ مَا مَعْنَاهَا ؟ فَقَالَ : التَّحِيَّاتُ مِثْلُ الْبَرَكَاتِ قُلْتُ : مَا مَعْنَى الْبَرَكَاتِ ؟ فَقَالَ : مَا سَمِعْتُ فِيهَا شَيْئًا وَسَأَلْتُ عَنْهَا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ فَقَالَ : هُوَ شَيْءٌ تَعَبَّدَ لِلَّهِ بِهِ عِبَادُهُ فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ ، فَقُلْتُ : إِنِّي سَأَلْتُ الْكِسَائِيَّ وَمُحَمَّدًا عَنْ قَوْلِهِ : التَّحِيَّاتِ ، فَأَجَابَانِي بِكَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ : إِنَّهُ لَا عِلْمَ لَهُمَا بِالشِّعْرِ ، وَبِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ التَّحِيَّةُ : الْمُلْكُ وَأَنْشَدَنِي :
أَؤُمُّ بِهَا أَبَا قَابُوسَ حَتَّى
أُنِيخَ عَلَى تَحِيَّتِهِ بِجُنْدِي

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

143 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَّانَ الْأَنْمَاطِيُّ ، حدثنا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حدثنا مُطَهَّرُ بْنُ الْهَيْثَمِ ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يُقَادُ الْبَعِيرُ بَيْنَ اثْنَيْنِ قَالَ أَبُو هَمَّامٍ : سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ الضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ يَقُولُ : لَا يَرْكَبَانِهِ جَمِيعًا بَلْ يَمْشِيَانِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

144 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْجَوْنِيُّ ، حدثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ ، سَمِعَ مِنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِنَاتِهَا قَالَ يُونُسُ : فَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ : مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ ، أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَتَى الطَّيْرَ فِي وَكْرِهَا ، فَنَفَرَهَا ، فَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الْيَمِينِ مَضَى لِحَاجَتِهِ ، وَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الشِّمَالِ رَجَعَ فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَرُ : لَا تَطْرُقُوا الطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا فَإِنَّهُ نَهَى عَنْ صَيْدِهَا لَيْلًا قَالَ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ : هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ : مَكِنَاتِهَا وَأَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُونَ : وُكُنَاتِهَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ :
وَقَدِ اغْتَدَى وَالطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا
وَالْوُكْنَةُ : اسْمٌ لِكُلِّ وَكْرٍ وَعِشٍّ ، وَالْوَكْرُ مَوْضِعُ الطَّائِرِ الَّذِي يَبْيَضُ فِيهِ ، وَيَفْرَخُ ، وَهُوَ الْخُرُوقُ فِي الْحِيطَانِ وَالشَّجَرِ ، وَيُقَالُ : وَكَنَ الطَّائِرُ يَكِنُ وُكُونًا إِذَا حَضَنَ عَلَى بَيْضِهِ ، وَهَذَا وَنَحْوُهُ مِمَّا لَا يَعْرِفُ مَعْنَاهُ إِلَّا أَهْلُ الْحَدِيثِ كَثِيرٌ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا : قُلْتُ لِسُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيِّ فِي حَدِيثٍ يَذْكُرُ فِيهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ضَرَبَاتُهُ أَبْكَارٌ تَقْصُرُ مَعَهَا الْأَعْمَارُ ؟ قَالَ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يَقْضِيَ عَلَى الْمَضْرُوبِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَحَدِيثٌ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ : أَمِيرُ الْقَوْمِ أَقْطَفُهُمْ دَابَّةً قَالَ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لَهُمْ أَنْ يَسِيرُوا بِسَيْرِهِ ، لِأَنَّ الْمَقْطُوفَ ، يَتَبَاطَأَ فِي السَّيْرِ لِئَلَّا يُحِيطَ بِهِ الْعَدُوُّ ، وَيَعْرِضُ لَهُ السَّبْعُ قَالَ : وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ عَلَى كُلِّ هُدْبَةٍ شَيْطَانًا قَالَ هَذَا مَثَلٌ فِي الِاجْتِمَاعِ وَالِافْتِرَاقِ ، يَقُولُ : اجْتَمِعُوا وَلَا تَفَرَّقُوا ، وَكُونُوا سَدًى وَلُحمَةً ، فَإِنَّكُمْ إِذَا تَفَرَّقْتُمْ كُنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ الْهُدْبِ ، كَانَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ يَدْعُوهُ إِلَى أَنْوَاعِ الْخِلَافِ ، وَإِذَا اجْتَمَعْتُمْ كُنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ السَّدَيِّ وَاللُّحْمَةِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ : الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

145 حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ ، حدثنا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَبَرَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ : تَوَّقْهُ وَتَبَقَّهْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

146 حَدَّثَنَاهُ الْحَضْرَمِيُّ ، حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ ، حدثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَيَّارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ : يَا أَبَا بَكْرٍ تَوَقَّ وَتَبَقَّ وَهَذَا عَلَى وَجْهِ الدُّعَاءِ ، وَتَقْدِيرُهُ : وَقَاكَ اللَّهُ وَأَبْقَاكَ وَأَخْرَجَهُ مَخْرَجَ الْأَمْرِ كَمَا قَالَ لِلْآخَرِ : عِشْ حَمِيدًا ، وَالْبَسْ جَدِيدًا ، وَمُتْ شَهِيدًا ، وَكَمَا قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ : يَا أَمِينَ اللَّهِ عِشْ أَبَدًا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ : تَوَقَّ الْمَحَارِمَ لِتَصِلَ إِلَى بَقَاءِ الْأَبَدِ ، وَالْهَاءُ عِمَادٌ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : { فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } وَأَشْبَاهِهِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : قَالَ لَنَا حَسْنُونُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ : قَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ : قَالَ لَنَا ابْنُ وَهْبٍ : قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ ، لَيْسَ يُرِيدُ فَقْرَ الْقِلَّةِ ، إِنَّمَا أَرَادَ فَقْرَ الْقَلْبِ وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ يَقُولُ : يَزْعُمُونَ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ أَغْمَارٌ ، وَحَمَلَةُ أَسْفَارٌ ، وَكَيْفَ يَلْحَقُ هَذَا النَّعْتُ قَوْمًا ضَبَطُوا هَذَا الْعِلْمَ ، حَتَّى فَرَّقُوا بَيْنَ الْيَاءِ وَالتَّاءِ ؟ فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ رَوُوا حَدِيثَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَمَا يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ فِي الْيَمِّ ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ ، فَقَالُوا : تَرْجِعُ بِالتَّاءِ ، جَعَلُوا الْفِعْلَ لِلْأُصْبُعِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ ، وَرَوَى أَهْلُ الْبَصْرَةِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ هَذَا الْحَدِيثَ ، فَقَالُوا : يَرْجِعُ بِالْيَاءِ ، جَعَلُوا الْفِعْلَ لِلْيَمِّ قَالَ الْقَاضِي : وَضَبَطُوا الْحَرْفَيْنِ يَشْتَرِكَانِ فِي الصُّورَةِ ، يُعْجَمُ أَحَدُهُمَا وَلَا يُعْجَمُ الْآخِرُ ، كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يُنْضَحُ عَلَى بَوْلِ الصَّبِيِّ ، بِالْحَاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ ، وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : نَضَخَهُ بِالْمَاءِ ، بِالْخَاءِ ، وَالنَّضْخُ بِالْخَاءِ مُعْجَمَةٌ فَوْقَ النَّضْحِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ، أَنَّ التُّوزِيَّ قَالَ : النَّضْخُ مُجْتَمِعٌ ، وَالنَّضْحُ مُتَفَرِّقٌ وَكَذَلِكَ النَّهْشِ وَالنَّهْسِ بِالشِّينِ ، وَالسِّينِ ، وَالرَّضْخِ وَالرَّضْحِ ، وَالْقَبْضِ وَالْقَبْصِ وَحَفَظُوا مَنْ قَالَ : كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيَتَ فِي حُفَالَةٍ مِنَ النَّاسِ ؟ بِالْفَاءِ ، وَمَنْ قَالَهُ بِالثَّاءِ وَمَنْ رَوَى رَحْمَةً مِهْدَاةً بِكَسْرِ الْمِيمِ مِنَ الْهِدَايَةِ ، وَمَنْ رَوَاهُ بِالضَّمِّ مِنَ الْهَدِيَّةِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُخَاضَرةِ بِالضَّادِ ، و وَهِيَ بَيْعُ الْبَقْلِ وَالْكُرَّاثِ قَبْلَ أَنْ يُجَزَّ جَزُّهُ , وَعَنِ الْمُخَاصَرَةِ بِالصَّادِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ ، وَرُوِيَ أَيْضًا الِاخْتِصَارُ ، وَهُوَ أَنْ يُمْسِكَ الرَّجُلُ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ فِي الصَّلَاةِ وَنَهَى عَنِ الْقَزْعِ بِالْقَافِ وَالزَّايِ الْمُعْجَمَةِ ، وَهُوَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَ الصَّبِيِّ ، وَيَتْرُكَ وَسْطَهُ ، وَعَنِ الْفَرَعِ بِالْفَاءِ وَالرَّاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ ، وَهُوَ ذَبَائِحُهُمْ لِآلِهَتِمْ وَعَنِ الْقَرْعِ بِالْقَافِ وَالرَّاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ ، وَهُوَ الِانْتِبَاذُ فِي الْقَرْعِ ، يَعْنِي ظَرْفَ الدُّبَّاءِ وَضَبَطُوا اخْتِلَافَ حَرَكَةِ الْأَسْمَاءِ الْمُتَّفِقَةِ صُوَرُهَا ، فَمُيِّزَ عَبِيدَةُ مِنْ عُبَيْدَةَ ، وَعُمَارَةُ مِنْ عِمَارَةَ ، وَعُبَادَةُ مِنْ عَبَادَةَ ، وَحَبَّانُ مِنْ حِبَّانَ ، وَسُلَيْمٌ مِنْ سَلِيمٍ ، وَمَعْقِلٌ مِنْ مُعَقَّلٍ ، وَمُعَمَّرٌ مِنْ مَعْمَرٍ ، وَحَبِيبٌ مِنْ حُبَيْبٍ ، وَبَشِيرٌ مِنْ بُشَيْرٍ وَتَوَصَّلُوا إِلَى مَعْرِفَةِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَلْقَابِ وَالْأَنْسَابِ ، فَقَالُوا : فُلَانٌ الْبَدْرِيُّ شَهِدَ بَدْرًا ، وَأَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ كَانَ يَنْزِلُ مَاءَ بَدْرٍ ، وَلَيْسَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَفُلَانٌ الْقَارِئُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْقَارِيِّ مِنَ الْقَارَةِ ، وَهُمْ بَنُو الْهُونُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَعُمَيْرٌ مَوْلَى آبِي اللَّحْمَ عَلَى وَزْنِ فَاعِلِ مِنَ الْأَبَاةِ لِأَنَّهُ كَانَ يَأْبَى أَنْ يَأْكُلَ اللَّحْمَ ، فَلُقِّبَ بِهِ وَلَيْسَ بِكُنْيَةٍ وَيَزِيدُ الْفَقِيرُ كَانَ يَأْلَمُ فَقَارُ ظَهْرِهِ حَتَّى يَنْحَنِي لَهَا ، وَلَيْسَ مِنَ الْفَقْرِ ، وَعَمَّارُ الدُّهَنِيُّ مَفْتُوحٌ الْهَاءُ مِنْ بَنِي دَهَنٍ حَيُّ مِنْ بَجِيلَةَ ، وَهُمْ أَحْمَسُ بْنُ الْغَوْثِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ أَرَاشِ بن الْغَوْثِ بْنِ نَبَتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَإٍ , وَبَجِيلَةُ أُمٌّ ، فَنُسِبَ وَلَدُهَا إِلَيْهَا ، وَالضَّحَّاكُ الْمِشْرَقِيُّ مَكْسُورُ الْمِيمِ ، مَفْتُوحُ الرَّاءِ مَنْسُوبٌ إِلَى مِشْرَقٍ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ الَّذِي رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمِشْرَقِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ فِئَةً مُخْتَلِفَةٌ تَخْرُجُ ، يَقْتُلُهَا أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ ، وَالضَّحَّاكُ هَذَا فَارِسٌ شَرِيفٌ قَاتَلَ مَعَ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ الْقَاضِي : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبُرِّيِّ يَوْمًا : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، مَنْ هُمْ ؟ قُلْتُ : لَا أَدْرِي ، قَالَ : الثَّوْرِيُّ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَأَبُو حَمْزَةَ لَوْ قَالَ قَائِلٌ كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكً فَهَذَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبُرِّيِّ مُفِيدًا عَلَى وَجْهِ الِاخْتِبَارِ ، وَلَوْ سَأَلَ سَائِلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ ، فَقَالَ : دِينَارٌ أَبُوهُ أَوْ جَدِّهِ أَوْ أَبُو جَدِّهِ ، فَأَيُّهُمَا أَجَابَ الْمَسْؤُولُ فَقَدْ أَخْطَأَ ، لَأَنَّ دِينَارًا زَوْجُ أُمِّهِ عُرِفَ بِهِ ، فَنُسِبَ إِلَيْهِ ، وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ وَكَذَلِكَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، وَأَخْضَرُ زَوْجُ أُمِّهِ وَكَذَلِكَ أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، يَظُنُّ أَكْثَرُ النَّاسِ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ عُطَارِدِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ ، وَهُوَ أَبُو رَجَاءٍ عِمْرَانُ بْنُ مِلْحَانَ مِنَ الْيَمَنِ ، سَبَاهُ بَنُو عُطَارِدِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَبَقِيَ فِيهِمْ وَنُسِبَ إِلَيْهِمْ ، وَهُوَ عُطَارِدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

فَأَمَّا الْمَعْرُفُونَ بِأَجْدَادَهِمِ الْمَنْسُوبُونَ إِلَيْهِمْ دُونَ آبَائِهِمْ كَابْنِ أَبْجَرَ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ ، وَبَنِي أَبِي شَيْبَةَ فَهُمْ كَثِيرُونَ : فَأَمَّا ابْنُ أَبْجَرَ فَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَيَّانَ بْنِ أَبْجَرَ وَابْنُ جُرَيْجٍ إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ وَبَنُو أَبِي شَيْبَةَ إِنَّمَا هُمْ بَنُو مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَهُمْ عُثْمَانُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَالْقَاسِمُ ، وَاسْمُ أَبِي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ وَكَذَلِكَ بَنُو الْمَاجِشُونِ ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي عَقِبِهِ الْآخَرُ ، فَسُمِّيَ ابْنُ الْمَاجِشُونِ ، وَمَاجِشُونُ لَقَبٌ كَانَ جَدُّهُمْ بِهِ يُعْرَفُ ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ سُفْيَانَ الْفَسَوِيَّ يَقُولُ : هُمْ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ انْتَقَلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَكَانَ أَحَدُهُمْ يَلْقَى الْآخَرَ ، فَيَقُولُ : شُونِي شُونِي ، يُرِيدُ بِذَلِكَ كَيْفَ أَنْتَ فَلُقِّبُوا بِالْمَاجِشُونِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

وَمِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ يُعْرَفُ بِجَدِّهِ وَيُنْسَبُ إِلَيْهِ أَحْمَرُ بْنُ جَزْءٍ ، وَهُوَ ابْنُ سَوَاءِ بْنِ جَزْءٍ وَحَمَلُ بْنُ النَّابِغَةِ ، وَهُوَ حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ هُذَلِيُّ وَمُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ ، وَهُوَ مُجَمِّعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،