هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1005 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِفْتَاحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ : لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ ، وَلاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي الأَرْحَامِ ، وَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ، وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ المَطَرُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1005 حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : لا يعلم أحد ما يكون في غد ، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا ، وما تدري نفس بأي أرض تموت ، وما يدري أحد متى يجيء المطر
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  عن ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِفْتَاحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ : لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ ، وَلاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي الأَرْحَامِ ، وَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ، وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ المَطَرُ .

Narrated Ibn `Umar:

Allah's Messenger (ﷺ) (p.b.u.h) said, Keys of the unseen knowledge are five which nobody knows but Allah . . . nobody knows what will happen tomorrow; nobody knows what is in the womb; nobody knows what he will gain tomorrow; nobody knows at what place he will die; and nobody knows when it will rain.

Ibn 'Umar dit: «Le Messager d'Allah (r ) dit: La clé du Mystère est dans cinq choses qui ne sont connues que par Allah: personne ne sait ce qu'arrivera demain; personne ne sait ce qu'il y aura dans les matrices; aucun ne sait ce qu'il obtiendra demain; aucun ne sait sur quelle terre il mourra et aucun ne sait quand viendra la pluie.

":"ہم سے محمد بن یوسف فریابی نے بیان کیا ، انہوں نے کہا کہ ہم سے سفیان ثوری نے بیان کیا ، انہوں نے کہا کہ ہم سے عبداللہ بن دینار نے بیان کیا ، اور ان سے عبداللہ بن عمر رضی اللہ عنہما نے کہرسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ غیب کی پانچ کنجیاں ہیں جنہیں اللہ تعالیٰ کے سوا اور کوئی نہیں جانتا ۔ کسی کو نہیں معلوم کہ کل کیا ہونے والا ہے ، کوئی نہیں جانتا کہ ماں کے پیٹ میں کیا ہے ، کل کیا کرنا ہو گا ، اس کا کسی کو علم نہیں ۔ نہ کوئی یہ جانتا ہے کہ اسے موت کس جگہ آئے گی اور نہ کسی کو یہ معلوم کہ بارش کب ہو گی ۔

Ibn 'Umar dit: «Le Messager d'Allah (r ) dit: La clé du Mystère est dans cinq choses qui ne sont connues que par Allah: personne ne sait ce qu'arrivera demain; personne ne sait ce qu'il y aura dans les matrices; aucun ne sait ce qu'il obtiendra demain; aucun ne sait sur quelle terre il mourra et aucun ne sait quand viendra la pluie.

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1039] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ هُوَ الْفِرْيَابِيُّ وَسُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ .

     قَوْلُهُ  مِفْتَاحُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ مَفَاتِحُ .

     قَوْلُهُ  وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ إِلَّا اللَّهُ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِنُزُولِ الْمَطَرِ وَقْتًا مُعَيَّنًا لَا يَتَخَلَّفُ عَنْهُ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى فَوَائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي تَفْسِيرِ لُقْمَانَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى خَاتِمَةٌ اشْتَمَلَتْ أَبْوَابُ الِاسْتِسْقَاءِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ عَلَى أَرْبَعِينَ حَدِيثًا الْمُعَلَّقُ مِنْهَا تِسْعَةٌ وَالْبَقِيَّةُ مَوْصُولَةٌ الْمُكَرَّرُ فِيهَا وَفِيمَا مَضَى سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ حَدِيثًا وَالْخَالِصُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَافَقَهُ مُسْلِمٌ عَلَى تَخْرِيجِهَا سِوَى حَدِيثِ بن عُمَرَ الَّذِي فِيهِ شِعْرُ أَبِي طَالِبٍ وَحَدِيثِ أَنَسٍ عَنْ عُمَرَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ بِالْعَبَّاسِ وَحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ فِي الِاسْتِسْقَاءِ عَلَى رِجْلَيْهِ وَحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ فِي صِفَةِ تَحْوِيلِ الرِّدَاءِ وَإِنْ كَانَ أَخْرَجَ أَصْلَهُ وَحَدِيثِ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ صَيِّبًا نَافِعًا وَأَصْلُهُ أَيْضًا فِيهِ وَحَدِيثِ أَنَسٍ كَانَ إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ وَسَيَأْتِي بَيَانُ مَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِيهِ مِنَ الْآثَارِ عَن الصَّحَابَة وَغَيرهم أثران وَالله أعلم( أَبْوَابُ الْكُسُوفِ) ثَبَتَتْ الْبَسْمَلَةُ فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ وَالتَّرْجَمَةُ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ كِتَابٌ بَدَلَ أَبْوَابٍ وَالْكُسُوفُ لُغَةُ التَّغَيُّرِ إِلَى سَوَادٍ وَمِنْهُ كَسَفَ وَجْهُهُ وَحَالُهُ وَكَسَفَتِ الشَّمْسُ اسْوَدَّتْ وَذَهَبَ شُعَاعُهَا وَاخْتُلِفَ فِي الْكُسُوفِ وَالْخُسُوفِ هَلْ هُمَا مُتَرَادِفَانِ أَوْ لَا كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبا( قَولُهُ بَابُ الصَّلَاةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ) أَيْ مَشْرُوعِيَّتِهَا وَهُوَ أَمْرٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ لَكِنِ اخْتُلِفَ فِي الْحُكْمِ وَفِي الصِّفَةِ فَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ وَصَرَّحَ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ بِوُجُوبِهَا وَلَمْ أَرَهُ لِغَيْرِهِ إِلَّا مَا حُكِيَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ أَجْرَاهَا مَجْرَى الْجُمُعَةِ وَنَقَلَ الزَّيْنُ بْنُ الْمُنِيرِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ أَوْجَبَهَا وَكَذَا نَقَلَ بَعْضُ مُصَنِّفِي الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهَا وَاجِبَةٌ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى الصِّفَةِ قَرِيبًا .

     قَوْلُهُ  حَدثنَا خَالِد هُوَ بن عبد الله الطَّحَّان وَيُونُس هُوَ بن عُبَيْدٍ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ وَتَرْجَمَةُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ مُتَّصِلَةٌ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ مُنْقَطِعَةٌ عِنْدَ أَبِي حَاتِمٍ وَالدَّارَقُطْنِيِّ وَسَيَأْتِي التَّصْرِيحُ بِالْإِخْبَارِ فِيهِ بَعْدِ أَرْبَعَةِ أَبْوَابٍ وَهُوَ يُؤَيِّدُ صَنِيعَ الْبُخَارِيِّ .

     قَوْلُهُ  فَانْكَسَفَتْ يُقَالُ كَسَفَتِ الشَّمْسُ بِفَتْحِ الْكَافِ وَانْكَسَفَتْ بِمَعْنًى وَأَنْكَرَ الْقَزَّازُ انْكَسَفَتْ وَكَذَا الْجَوْهَرِيُّ حَيْثُ نَسَبَهُ لِلْعَامَّةِ وَالْحَدِيثُ يَرُدُّ عَلَيْهِ وَحُكِيَ كُسِفَتْ بِضَمِّ الْكَافِ وَهُوَ نَادِرٌ .

     قَوْلُهُ  فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ زَادَ فِي اللِّبَاسِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ يُونُسَ مُسْتَعْجِلًا وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ يُونُسَ مِنَ الْعَجَلَةِ وَلِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَزِعَ فَأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حَتَّى أَدْرَكَ بِرِدَائِهِ يَعْنِي أَنَّهُ أَرَادَ لُبْسَ رِدَائِهِ فَلَبِسَ الدِّرْعَ مِنْ شُغْلِ خَاطِرِهِ بِذَلِكَ وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ جَرَّ الثَّوْبِ لَا يُذَمُّ إِلَّا مِمَّنْ قَصَدَ بِهِ الْخُيَلَاء وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى بَيَانُ السَّبَبِ فِي الْفَزَعِ كَمَا سَيَأْتِي

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1039] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مِفْتَاحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ: لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ، وَلاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي الأَرْحَامِ، وَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ».
[الحديث أطرافه في: 4627، 4697، 4778، 7379] .
وبالسند قال: ( حدّثنا محمد بن يوسف) الفريابي ( قال: حدّثنا سفيان) الثوري ( عن عبد الله بن دينار عن) عبد الله ( بن عمر) بن الخطاب، رضي الله عنهما ( قال: قال رسول الله) ولأبي الوقت في نسخة، وأبي ذر، وابن عساكر: النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله) قال الزجاج: فمن ادعى علم شيء منها فقد كفر بالقرآن العظيم.
والمفتاح، بكسر الميم وسكون الفاء، وللكشميهني: مفاتح بوزن مساجد.
أي: خزائن الغيب، جمع مفتح الميم.
وهو المخزن.
ويؤيده تفسير السدي فيما رواه الطبري قال: مفاتح الغيب: خزائن الغيب؛ أو المراد: ما يتوصل به إلى المغيبات مستعار من المفاتح الذي هو جمع مفتح، بالكسر، وهو المفتاح.
ويؤيده قراءة ابن السميقع { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} [الأنعام: 59] والمعنى: إنه الموصل إلى المغيبات، المحيط علمه بها، لا يعلمها إلا هو، فيعلم أوقاتها وما في تعجيلها وتأخيرها من الحكم، فيظهرها على ما اقتضته حكمته، وتعلقت به مشيئته.
والحاصل أن المفتاح يطلق على ما كانمحسوسًا مما يحل غلقًا: كالقفل، وعلى ما كان معنويًّا.
وذكر خمسًا وإن كان الغيب لا يتناهى، لأن العدد لا ينفي زائدًا عليه، أو لأن هذه الخمس هي التي كانوا يدعون علمها: ( لا يعلم أحد) غيره تعالى ( ما يكون في غد) ، شامل لعلم وقت قيام الساعة وغيره، وفي رواية سالم عن أبيه، في سورة الأنعام، قال: مفاتيح الغيب خمس { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] ...
إلى آخر سورة لقمان.
( ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام) أذكر أم أنثى، شقي أم سعيد إلا حين أمره الملك بذاك.
( ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدًا) من خير أو شر، وربما تعزم على شيء وتفعل خلافه.
( وما تدري نفس بأي أرض تموت) كما لا تدري في أي وقت تموت.
روي أن مالك الموت مرّ على سليمان بن داود، عليهما الصلاة والسلام، فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه، فقال الرجل: من هذا؟ فقال: ملك الموت.
فقال: كأنه يريدني، فأمر الريح أن تحملني وتلقيني بالهند، ففعل.
ثم أتى ملك الموت سليمان، فسأله عن نظره ذلك، قال: كنت متعجبًا منه إذ أمرت أن أقبض روحه بالهند في آخر النهار، وهو عندك.
( وما يدري أحد متى يجيء المطر) زاد الإسماعيلي: إلا الله، أي: إلا عند أمر الله به، فإنه يعلم حينئذ، وهو يرد على القائل: إن لنزول المطر وقتًا معينًا لا يتخلف عنه.
وعبر بالنفس في قوله: "وما تدري نفس بأي أرض تموت".
وفي قوله: "ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدًا" وفي الثلاثة الأخرى بلفظ: أحد، لأن النفس هي الكاسبة، وهي التي تموت.
قال الله تعالى: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38] { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185] فلو عبر: بأحد، لاحتمل أن يفهم منه: لا يعلم أحد ماذا تكسب نفسه، أو: بأيض أر تموت نفسه، فتفوت المبالغة المقصودة بنفي علم النفس أحوالها، فكيف غيرها؟ وعدل عن لفظ القرآن، وهو: تدري إلى لفظ: تعلم، في ماذا تكسب غدًا لإرادة زيادة المبالغة، إذ نفي العام مستلزم نفي الخاص من غير عكس، فكأنه قال: لا تعلم أصلاً سواء احتالت أم لا.
وبقية مباحث الحديث تأتي إن شاء الله تعالى في سورة الأنعام، والرعد، ولقمان.
بسم الله الرحمن الرحيم ( بسم الله الرحمن الرحيم) كذا ثبتت البسملة، هنا في رواية كريمة، وسقطت لغيرها، وهي ثابتة في اليونينية.
16 - كتاب الكسوف هو بالكاف: للشمس والقمر، أو بالخاء: للقمر، وبالكاف: للشمس، خلاف يأتي قريبًا إن شاء الله تعالى، حيث عقد المؤلّف له بابًا.
والكسوف هو التغير إلى السواد، ومنه: كسف وجهه إذا تغير، والخسوف بالخاء المعجمة: النقصان، قاله الأصمعي.
والخسف أيضًا: الذال، والجمهور على أنهما يكونان لذهاب ضوء الشمس والقمر بالكلية، وقيل: بالكاف في الابتداء، وبالخاء في الانتهاء.
وقيل بالكاف: لذهاب جميع الضوء، وبالخاء لبعضه.
وقيل: بالخاء لذهاب كل اللون، وبالكاف: لتغيره.
وزعم بعض علماء الهيئة أن كسوف الشمس لا حقيقة له، فإنها لا تتغير في نفسها، وإنما القمر يحول بيننا وبينها ونورها باق، وأما كسوف القمر فحقيقة، فإن ضوءه من ضوء الشمس، وكسوفه بحيلولة ظل الأرض بين الشمس وبينه بنقطة التقاطع، فلا يبقى فيه ضوء البتة، فخسوفه ذهاب ضوئه حقيقة.
اهـ.
وأبطله ابن العربي بأنهم: زعموا أن الشمس أضعاف القمر، وكيف يحجب الأصغر الأكبر إذا قابله.
وفي أحكام الطبري في الكسوف فوائد: ظهور التصرف في هذين الخلقين العظيمين، وإزعاج القلوب الغافلة، وإيقاظها، وليرى الناس نموذج القيامة، وكونهما يفعل بهما ذلك ثم يعادان، فيكون تنبيهًا على خوف المكر، ورجاء العفو، والإعلام بأنه قد يؤاخذ من لا ذنب له، فكيف من له ذنب؟.
وللمستملي: أبواب الكسوف بدل: كتاب الكسوف.
1 - باب الصَّلاَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ ( باب) مشروعية ( الصلاة في كسوف الشمس) وهي: سنة مؤكدة لفعله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأمره، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
والصارفعن الوجوب ما سبق في العيد، وقول الشافعي في الأم: لا يجوز تركها، حملوه على الكراهة لتأكدها، ليوافق كلامه في مواضع أخر، والمكروه قد يوصف بعدم الجواز من جهة إطلاق الجائز على مستوى الطرفين، وصرح أبو عوانة في صحيحه بوجوبها، وإليه ذهب بعض الحنفية.
واختاره صاحب الأسرار.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1039] حدثنا محمد بن يوسف: نا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قال النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] : " مفتاح الغيب خمس، لا يعلمها إلا الله، لا يعلم أحد ما يكون في غد [إلا الله] ، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ما تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر.
قد سبق في الباب المشار إليه: الإشارة إلى اختصاص الله بعلم هذه الخمس، التي هي مفاتح الغيب، التي قال فيها: ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) [الأنعام: 59] .
وهذه الخمس المذكورة في حديث ابن عمر، ليس فيها علم الساعة، بل فيها ذكر متى يجيء المطر، بدل الساعة.
وهذا مما يدل على أن علم الله الذي استأثر به دون خلقه لم ينحصر في خمس، بل هو أكثر من ذلك، مثل علمه بعدد خلقه، كما قال: ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس) [الأنعام: 59] .
ومثل استئثاره بعلمه بذاته وصفاته وأسمائه، كما قال: ( ولا يحيطون به علما) [طه: 110] .
وفي حديث ابن مسعود - في ذكر أسمائه -: " أو استأثرت به في علم الغيب عندك ".
وإنما ذكرت هذه الخمس لحاجة الناس إلى معرفة اختصاص الله بعلمها، والعلم بمجموعها مما اختص الله بعلمه، وكذلك العلم القاطع بكلفرد فرد من أفرادها.
وأما الاطلاع على شيء يسير من أفرادها بطريق غير قاطع، بل يحتمل الخطأ والإصابة فهو غير منفي؛ لأنه لا يدخل في العلم الذي اختص الله به، ونفاه عن غيره.
وتقدم - أيضا - أن النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] أوتي علم كل شيء، إلا هذه الخمس.
فأما اطلاع الله سبحانه له على شيء من أفرادها، فإنه غير منفي - أيضا -، وهو داخل في قوله تعالى: ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ( 26) إلا من ارتضى من رسول) [الجن: 26، 27] الآية.
ولكن علم الساعة مما اختص الله به، ولم يطلع عليه غيره، كما تقدم في حديث سؤال جبريل للنبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] ، وكذلك جملة العلم بما في غد.
وقد قالت جارية بحضرته [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] : وفينا نبي يعلم ما في غد، فنهاها النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] عن قول ذلك.
وقد خرجه البخاري في " النكاح ".
وأما العلم بما في الأرحام، فينفرد الله تعالى بعلمه، قبل أن يأمر ملك الأرحام بتخليقه وكتابته، ثم بعد ذلك قد يطلع الله عليه من يشاء من خلقه، كما أطلع عليه ملك الأرحام.
فإن كان من الرسل فإنه يطلع عليه علما يقينا، وإن كان من غيرهم من الصديقين والصالحين، فقد يطلعه الله تعالى عليه ظاهرا.
كما روى الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن أبا بكر لما حضرته الوفاة قال لها - في كلام ذكره -: إنما هو أخواك وأختاك.
قالت:فقلت هذا أخواي، فمن أختاي؟ قال: ذو بطن ابنة خارجة، فإني أظنها جارية.
ورواه هشام، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت له عند ذلك: إنما هي أسماء؟ فقال: وذات بطن بنت خارجة، أظنها جارية.
ورواه هشام، عن أبيه: قد ألقي في روعي، أنها جارية، فاستوصي بها خيرا.
فولدت أم كلثوم.
وأما علم النفس بما تكسبه غدا، وبأي أرض تموت، ومتى يجيء المطر، فهذا على عمومه لا يعلمه إلا الله.
وأما الاطلاع على بعض أفراده، فإن كان بإطلاع من الله لبعض رسله، كان مخصوصا من هذا العموم، كما أطلع النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] على كثير من الغيوب المستقبلة، وكان يخبر بها.
فبعضها يتعلق بكسبه، مثل إخباره أنه يقتل أمية بن خلف، وأخبر سعد بن معاذ بذلك أمية بمكة ، وقال أمية: والله، ما يكذب محمد.
وأكثره لا يتعلق بكسبه، مثل إخباره عن الصور المستقبلة في أمته وغيرهم ، وهو كثير جدا.
وقد أخبر بتبوك، أنه " تهب الليلة ريح شديدة، فلا يقومن أحد "، وكان كذلك.
والاطلاع على هبوب بعض الرياح نظير الاطلاع على نزول بعض الأمطار في وقت معين.
وكذلك إخباره [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] ابنته فاطمة في مرضه، أنه مقبوض من مرضه.
وقد روي عنه [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] ، أنه قال: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ".
خرجه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري، والنسائي من حديث أم سلمة، عن النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] .
وهو دليل على أنه علم موضع موته ودفنه.
وقد روي عنه، أنه قال: " لم يقبض نبي إلا دفن حيث يقبض ".
خرجه ابن ماجه وغيره.
وأما إطلاع غير الأنبياء على بعض أفراد ذلك فهو - كما تقدم - لا يحتاج إلى استثنائه؛ لأنه لا يكون علما يقينا، بل ظنا غالبا، وبعضه وهم، وبعضه حدس وتخمين، وكل هذا ليس بعلم، فلا يحتاج إلى استثنائه مما انفرد الله سبحانه وتعالى بعلمه، كما تقدم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم 16 - كتاب الكسوف 1 - باب الصلاة في كسوف الشمس فيه أربعة أحاديث: الحديث الأول:

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ لَا يَدْرِي مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى)
عَقَّبَ التَّرْجَمَةَ الْمَاضِيَةَ بِهَذِهِ لِأَنَّ تِلْكَ تَضَمَّنَتْ أَنَّ الْمَطَرَ إِنَّمَا يَنْزِلُ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَأَنَّهُ لَا تَأْثِيرَ لِلْكَوَاكِبِ فِي نُزُولِهِ وَقَضِيَّةُ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ إِلَّا هُوَ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ وَصَلَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي الْإِيمَانِ وَفِي تَفْسِيرِ لُقْمَانَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي سُؤَالِ جِبْرِيلَ عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ لَكِنْ لَفْظُهُ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ فِي التَّفْسِير بِلَفْظ وَخمْس وروى بن مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْبَجَلِيِّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ خَمْسٌ مِنَ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ علم السَّاعَة الْآيَةَ

[ قــ :1005 ... غــ :1039] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ هُوَ الْفِرْيَابِيُّ وَسُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ .

     قَوْلُهُ  مِفْتَاحُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ مَفَاتِحُ .

     قَوْلُهُ  وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ إِلَّا اللَّهُ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِنُزُولِ الْمَطَرِ وَقْتًا مُعَيَّنًا لَا يَتَخَلَّفُ عَنْهُ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى فَوَائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي تَفْسِيرِ لُقْمَانَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى خَاتِمَةٌ اشْتَمَلَتْ أَبْوَابُ الِاسْتِسْقَاءِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ عَلَى أَرْبَعِينَ حَدِيثًا الْمُعَلَّقُ مِنْهَا تِسْعَةٌ وَالْبَقِيَّةُ مَوْصُولَةٌ الْمُكَرَّرُ فِيهَا وَفِيمَا مَضَى سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ حَدِيثًا وَالْخَالِصُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَافَقَهُ مُسْلِمٌ عَلَى تَخْرِيجِهَا سِوَى حَدِيثِ بن عُمَرَ الَّذِي فِيهِ شِعْرُ أَبِي طَالِبٍ وَحَدِيثِ أَنَسٍ عَنْ عُمَرَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ بِالْعَبَّاسِ وَحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ فِي الِاسْتِسْقَاءِ عَلَى رِجْلَيْهِ وَحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ فِي صِفَةِ تَحْوِيلِ الرِّدَاءِ وَإِنْ كَانَ أَخْرَجَ أَصْلَهُ وَحَدِيثِ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ صَيِّبًا نَافِعًا وَأَصْلُهُ أَيْضًا فِيهِ وَحَدِيثِ أَنَسٍ كَانَ إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ وَسَيَأْتِي بَيَانُ مَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِيهِ مِنَ الْآثَارِ عَن الصَّحَابَة وَغَيرهم أثران وَالله أعلم

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب لا يدري متى يجيء المطر إلا الله
وقال أبو هريرة، عن النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] : " خمس لا يعلمهن إلا الله
".

حديث أبي هريرة هذا، قد خرجه في " كتاب: الإيمان " في حديث سؤال
جبريل النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] عن الإسلام
والإيمان والإحسان، وأنه تلا عند ذلك هذه الآية:
( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث) [لقمان: 34] الآية، وقد تقدم ذكره
والكلام عليه.

[ قــ :1005 ... غــ :1039 ]
- حدثنا محمد بن يوسف: نا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن
ابن
عمر، قال: قال النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] : " مفتاح الغيب خمس، لا يعلمها إلا الله، لا يعلم أحد
ما يكون في غد [إلا الله] ،
ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس
ما تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد
متى يجيء
المطر.

قد سبق في الباب المشار إليه: الإشارة إلى اختصاص الله بعلم هذه
الخمس، التي هي مفاتح
الغيب، التي قال فيها: ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) [الأنعام: 59] .
وهذه الخمس المذكورة في
حديث ابن عمر، ليس فيها علم الساعة، بل
فيها ذكر متى يجيء المطر، بدل الساعة.

وهذا مما يدل على أن
علم الله الذي استأثر به دون خلقه لم ينحصر في
خمس، بل هو أكثر من ذلك، مثل علمه بعدد خلقه، كما قال: ( وما تسقط
من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس)
[الأنعام: 59] .

ومثل استئثاره بعلمه بذاته وصفاته وأسمائه، كما قال:
( ولا يحيطون به علما) [طه: 110] .

وفي حديث ابن مسعود - في ذكر أسمائه -: " أو استأثرت به في
علم الغيب
عندك ".
وإنما ذكرت هذه الخمس لحاجة الناس إلى معرفة اختصاص الله بعلمها،
والعلم بمجموعها مما اختص الله بعلمه، وكذلك العلم القاطع بكل فرد فرد من أفرادها.

وأما الاطلاع على شيء يسير من أفرادها
بطريق غير قاطع، بل يحتمل الخطأ
والإصابة فهو غير منفي؛ لأنه لا يدخل في العلم الذي اختص الله به، ونفاه
عن غيره.

وتقدم - أيضا - أن النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] أوتي علم كل شيء، إلا هذه الخمس.

فأما اطلاع الله سبحانه له على
شيء من أفرادها، فإنه غير منفي - أيضا -،
وهو داخل في قوله تعالى: ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا
( 26) إلا من ارتضى من رسول)
[الجن: 26، 27] الآية.

ولكن علم الساعة مما اختص الله به، ولم يطلع عليه غيره، كما تقدم في
حديث سؤال جبريل للنبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] ، وكذلك جملة العلم بما في غد.

وقد قالت جارية
بحضرته [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] : وفينا نبي يعلم ما في غد، فنهاها النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -]
عن قول ذلك.

وقد خرجه البخاري في " النكاح ".

وأما العلم بما في الأرحام، فينفرد الله تعالى بعلمه، قبل أن يأمر ملك
الأرحام بتخليقه وكتابته، ثم بعد ذلك قد يطلع
الله عليه من يشاء من خلقه،
كما أطلع عليه ملك الأرحام.

فإن كان من الرسل فإنه يطلع عليه علما يقينا، وإن
كان من غيرهم من
الصديقين والصالحين، فقد يطلعه الله تعالى عليه ظاهرا.

كما روى الزهري، عن عروة،
عن عائشة، أن أبا بكر لما حضرته الوفاة
قال لها - في كلام ذكره -: إنما هو أخواك وأختاك.
قالت: فقلت هذا أخواي، فمن أختاي؟ قال: ذو بطن ابنة خارجة، فإني أظنها جارية.

ورواه هشام، عن أبيه، عن عائشة، أنها
قالت له عند ذلك: إنما هي
أسماء؟ فقال: وذات بطن بنت خارجة، أظنها جارية.

ورواه هشام، عن أبيه: قد
ألقي في روعي، أنها جارية، فاستوصي بها
خيرا.
فولدت أم كلثوم.

وأما علم النفس بما تكسبه غدا، وبأي
أرض تموت، ومتى يجيء المطر،
فهذا على عمومه لا يعلمه إلا الله.

وأما الاطلاع على بعض أفراده، فإن كان
بإطلاع من الله لبعض رسله، كان
مخصوصا من هذا العموم، كما أطلع النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] على كثير من الغيوب المستقبلة،
وكان يخبر بها.

فبعضها يتعلق بكسبه، مثل إخباره أنه يقتل أمية بن خلف، وأخبر سعد بن
معاذ بذلك أمية بمكة
، وقال أمية: والله، ما يكذب محمد.

وأكثره لا يتعلق بكسبه، مثل إخباره عن الصور المستقبلة في أمته وغيرهم
،
وهو كثير جدا.

وقد أخبر بتبوك، أنه " تهب الليلة ريح شديدة، فلا يقومن أحد "،
وكان كذلك.

والاطلاع على هبوب بعض الرياح نظير الاطلاع على نزول بعض الأمطار في
وقت معين.
وكذلك إخباره [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] ابنته فاطمة في مرضه، أنه مقبوض من مرضه.

وقد روي عنه [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] ، أنه قال: " ما بين قبري
ومنبري روضة من رياض
الجنة ".

خرجه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري، والنسائي من
حديث أم سلمة، عن النبي [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] .

وهو دليل على أنه علم موضع موته ودفنه.

وقد روي عنه، أنه قال: " لم يقبض نبي إلا دفن حيث يقبض ".

خرجه ابن ماجه وغيره.

وأما إطلاع غير الأنبياء على بعض أفراد ذلك فهو - كما تقدم
- لا يحتاج إلى
استثنائه؛ لأنه لا يكون علما يقينا، بل ظنا غالبا، وبعضه وهم، وبعضه حدس
وتخمين، وكل
هذا ليس بعلم، فلا يحتاج إلى استثنائه مما انفرد الله سبحانه
وتعالى بعلمه، كما تقدم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب لاَ يَدْرِي مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ إِلاَّ اللَّهُ
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ».

( باب) بالتنوين ( لا يدري) أحد ( متى يجيء المطر إلا الله) تعالى.

( وقال أبو هريرة) رضي الله عنه: ( عن النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في سؤال جبريل عليه السلام إياه عن الإيمان والإسلام: ( خمس لا يعلمهن إلا الله) .
رواه المؤلّف في الإيمان، وتفسير لقمان، لكن بلفظ: في خمس.


[ قــ :1005 ... غــ : 1039 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مِفْتَاحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ: لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ، وَلاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي الأَرْحَامِ، وَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ».
[الحديث 1039 - أطرافه في: 4627، 4697، 4778، 7379] .

وبالسند قال: ( حدّثنا محمد بن يوسف) الفريابي ( قال: حدّثنا سفيان) الثوري ( عن عبد الله بن دينار عن) عبد الله ( بن عمر) بن الخطاب، رضي الله عنهما ( قال: قال رسول الله) ولأبي الوقت في نسخة، وأبي ذر، وابن عساكر: النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله) قال الزجاج: فمن ادعى علم شيء منها فقد كفر بالقرآن العظيم.

والمفتاح، بكسر الميم وسكون الفاء، وللكشميهني: مفاتح بوزن مساجد.
أي: خزائن الغيب، جمع مفتح الميم.
وهو المخزن.
ويؤيده تفسير السدي فيما رواه الطبري قال: مفاتح الغيب: خزائن الغيب؛ أو المراد: ما يتوصل به إلى المغيبات مستعار من المفاتح الذي هو جمع مفتح، بالكسر، وهو المفتاح.
ويؤيده قراءة ابن السميقع { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} [الأنعام: 59] والمعنى: إنه الموصل إلى المغيبات، المحيط علمه بها، لا يعلمها إلا هو، فيعلم أوقاتها وما في تعجيلها وتأخيرها من الحكم، فيظهرها على ما اقتضته حكمته، وتعلقت به مشيئته.

والحاصل أن المفتاح يطلق على ما كان محسوسًا مما يحل غلقًا: كالقفل، وعلى ما كان معنويًّا.

وذكر خمسًا وإن كان الغيب لا يتناهى، لأن العدد لا ينفي زائدًا عليه، أو لأن هذه الخمس هي التي كانوا يدعون علمها:
( لا يعلم أحد) غيره تعالى ( ما يكون في غد) ، شامل لعلم وقت قيام الساعة وغيره، وفي رواية سالم عن أبيه، في سورة الأنعام، قال: مفاتيح الغيب خمس { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] ... إلى آخر سورة لقمان.


( ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام) أذكر أم أنثى، شقي أم سعيد إلا حين أمره الملك بذاك.

( ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدًا) من خير أو شر، وربما تعزم على شيء وتفعل خلافه.

( وما تدري نفس بأي أرض تموت) كما لا تدري في أي وقت تموت.

روي أن مالك الموت مرّ على سليمان بن داود، عليهما الصلاة والسلام، فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه، فقال الرجل: من هذا؟ فقال: ملك الموت.
فقال: كأنه يريدني، فأمر الريح أن تحملني وتلقيني بالهند، ففعل.
ثم أتى ملك الموت سليمان، فسأله عن نظره ذلك، قال: كنت متعجبًا منه إذ أمرت أن أقبض روحه بالهند في آخر النهار، وهو عندك.

( وما يدري أحد متى يجيء المطر) زاد الإسماعيلي: إلا الله، أي: إلا عند أمر الله به، فإنه يعلم حينئذ، وهو يرد على القائل: إن لنزول المطر وقتًا معينًا لا يتخلف عنه.

وعبر بالنفس في قوله: "وما تدري نفس بأي أرض تموت".
وفي قوله: "ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدًا" وفي الثلاثة الأخرى بلفظ: أحد، لأن النفس هي الكاسبة، وهي التي تموت.
قال الله تعالى: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38] { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185] فلو عبر: بأحد، لاحتمل أن يفهم منه: لا يعلم أحد ماذا تكسب نفسه، أو: بأيض أر تموت نفسه، فتفوت المبالغة المقصودة بنفي علم النفس أحوالها، فكيف غيرها؟ وعدل عن لفظ القرآن، وهو: تدري إلى لفظ: تعلم، في ماذا تكسب غدًا لإرادة زيادة المبالغة، إذ نفي العام مستلزم نفي الخاص من غير عكس، فكأنه قال: لا تعلم أصلاً سواء احتالت أم لا.

وبقية مباحث الحديث تأتي إن شاء الله تعالى في سورة الأنعام، والرعد، ولقمان.


بسم الله الرحمن الرحيم
( بسم الله الرحمن الرحيم) كذا ثبتت البسملة، هنا في رواية كريمة، وسقطت لغيرها، وهي ثابتة في اليونينية.


هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (بابٌُ لَا يَدْرِي مَتَى يَجِيءُ المَطَرُ إلاّ الله)

أَي: هَذَا بابُُ تَرْجَمته لَا يدْرِي وَقت مَجِيء الْمَطَر إلاّ الله، وَلما كَانَ الْبابُُ السَّابِق يتَضَمَّن أَن الْمَطَر إِنَّمَا ينزل بِقَضَاء الله تَعَالَى، وَأَنه لَا تَأْثِير للكواكب فِي نُزُوله ذكر هَذَا الْبابُُ بِهَذِهِ التَّرْجَمَة ليبين أَن أحدا لَا يعلم مَتى يَجِيء، وَلَا يعلم ذَلِك إلاّ الله عز وَجل، لِأَن نُزُوله إِذا كَانَ بِقَضَائِهِ وَلَا يُعلمهُ أحد غَيره فَكَذَلِك لَا يعلم أحد إبان مَجِيئه.

وَقَالَ أبُو هُرَيْرَةَ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ إلاّ الله

هَذَا قِطْعَة من حَدِيث وَصله البُخَارِيّ فِي الْإِيمَان، وَفِي تَفْسِير لُقْمَان من طَرِيق أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي سُؤال جِبْرِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، عَن الْإِيمَان وَالْإِسْلَام، لَكِن لَفظه: فِي خمس لَا يعلمهُنَّ إلاّ الله، وَوَقع فِي بعض الرِّوَايَات فِي التَّفْسِير بِلَفْظ: وَخمْس، وروى ابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير من طَرِيق يحيى بن أَيُّوب البَجلِيّ عَن جده عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه: (خمس من الْغَيْب لَا يعلمهُنَّ إلاّ الله: { إِن الله عِنْده علم السَّاعَة ... } (لُقْمَان: 43) .
إِلَى آخِره الْآيَة.



[ قــ :1005 ... غــ :1039 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ قَالَ حَدثنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الله بنِ دِينار عنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِفْتَاحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إلاّ الله لَا يَعْلَمْ أحدٌ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ ولاَ يَعْلَمُ أحَدٌ مَا يَكُونُ فِي الأرْحَامِ وَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدا وَمَا تَدْرِي نفْسٌ بِأيِّ أرْضٍ تَمُوتُ وَمَا يَدْرِي أحَدٌ مَتَى يَجِيءُ المَطَرُ..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَرِجَاله قد ذكرُوا غير مرّة، وَمُحَمّد بن يُوسُف هُوَ الْفرْيَابِيّ، وسُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ، وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ مطولا فِي: بابُُ سُؤال جِبْرِيل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْإِيمَان والاسلام، وَلَفظه فِيهِ: (فِي خمس لَا يعلمهُنَّ إِلَّا الله ثمَّ تَلا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الله عِنْده علم السَّاعَة) الْآيَة.

قَوْله: (مِفْتَاح الْغَيْب) وَفِي رِوَايَة الْكشميهني (مفاتح الْغَيْب) ، ذكر الطَّبَرَانِيّ أَن: المفاتيح جمع مِفْتَاح، والمفاتح جمع مفتح، وهما فِي الأَصْل كل مَا يتوسل بِهِ إِلَى اسْتِخْرَاج المغلقات الَّتِي يتَعَذَّر الْوُصُول إِلَيْهَا، وَهُوَ إِمَّا اسْتِعَارَة مكنية بِأَن يَجْعَل الْغَيْب كالمخزن المستوثق بالإغلاق فيضاف إِلَيْهِ مَا هُوَ من خَواص المخزن الْمَذْكُور، وَهُوَ الْمِفْتَاح وَهُوَ الِاسْتِعَارَة الترشيحية، وَيجوز أَن يكون اسْتِعَارَة مصرحة بِأَن يَجْعَل مَا يتَوَصَّل بِهِ إِلَى معرفَة الْغَيْب للمخزون، وَيكون لفظ الْغَيْب قرينَة لَهُ، والغيب مَا غَابَ عَن الْخلق، وَسَوَاء كَانَ محصلاً فِي الْقُلُوب أَو غير مُحَصل، وَلَا غيب عِنْد الله عز وَجل.

وَهَهُنَا أسئلة: الأول: أَن الغيوب الَّتِي لَا يعلمهَا إِلَّا الله كَثِيرَة، وَلَا يعلم مبلغها إِلَّا الله تَعَالَى،.

     وَقَالَ  الله تَعَالَى: { وَمَا يعلم جنود رَبك إلاّ هُوَ} (المدثر: 13) .
فَمَا وَجه التَّخْصِيص بالخمس؟ وَأجِيب: بأوجه.
.
الأول: أَن التَّخْصِيص بِالْعدَدِ لَا يدل على نفي الزَّائِد، وَالثَّانِي: أَن ذكر هَذَا الْعدَد فِي مُقَابلَة مَا كَانَ الْقَوْم يَعْتَقِدُونَ أَنهم يعْرفُونَ من الْغَيْب هَذِه الْخمس.
وَالثَّالِث: لأَنهم كَانُوا يسألونه عَن هَذِه الْخمس.
وَالرَّابِع: أَن أُمَّهَات الْأُمُور هَذِه، لِأَنَّهَا إِمَّا أَن تتَعَلَّق بِالآخِرَة وَهُوَ علم السَّاعَة، وَإِمَّا بالدنيا، وَذَلِكَ إِمَّا مُتَعَلق بالجماد أَو بِالْحَيَوَانِ.
وَالثَّانِي إِمَّا بِحَسب مبدأ وجوده أَو بِحَسب معاده أَو بِحَسب معاشه.

السُّؤَال الثَّانِي: من أَيْن يعلم مِنْهُ علم السَّاعَة، وَقد ذكر الله الْخَمْسَة حَيْثُ قَالَ: { إِن الله عِنْده علم السَّاعَة} (لُقْمَان: 43) .
وَأجِيب: بِأَن الأول من هَذِه إِشَارَة إِلَيْهِ إِذْ يحْتَمل وُقُوع أَشْرَاط السَّاعَة فِي الْغَد.

السُّؤَال الثَّالِث: أَنه قَالَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ نفس، وَفِي ثَلَاثَة مَوَاضِع: أحد وَأجِيب: بِأَن النَّفس هِيَ الكاسبة وَهِي المائتة، قَالَ تَعَالَى: { كل نفس بِمَا كسبت رهينة} (المدثر: 83) ..
     وَقَالَ  تَعَالَى: { الله يتوفى الْأَنْفس حِين مَوتهَا} (الزمر: 24) .
فَلَو قيل بدلهَا لفظ أحد، فِيهَا لاحتمل أَن يفهم مِنْهُ لَا يعلم أحد مَاذَا تكسب نَفسه أَو بِأَيّ أَرض تَمُوت نَفسه.
فتفوت الْمُبَالغَة الْمَقْصُودَة، وَهِي: أَن النَّفس لَا تعرف حَال نَفسهَا لَا حَالا ومآلاً وَإِذ لم يكن لَهَا طَرِيق إِلَى مَعْرفَتهَا فَكَانَ إِلَى عدم معرفَة مَا عَداهَا أولى.

السُّؤَال الرَّابِع: مَا الْفرق بَين الْعلم والدراية؟ وَأجِيب: بِأَن الدِّرَايَة أخص لِأَنَّهَا علم باحتيال، أَي أَنَّهَا لَا تعرف وَإِن أعملت حيلها.

السُّؤَال الْخَامِس: لم عدل عَن لفظ: الْقُرْآن، وَهُوَ يدْرِي إِلَى لفظ: يعلم فيماذا تكسب غَدا؟ وَأجِيب: لإِرَادَة زِيَادَة الْمُبَالغَة، إِذْ نفي الْعَام مُسْتَلْزم لنفي الْخَاص بِدُونِ الْعَكْس، فَكَأَنَّهُ قَالَ: لَا تعلم أصلا سَوَاء احتالت أم لَا..
     وَقَالَ  ابْن بطال: وَهَذَا يبطل خرص المنجمين فِي تعاطيهم علم الْغَيْب، فَمن ادّعى علم مَا أخبر الله وَرَسُوله، وَأَن الله مُنْفَرد بِعِلْمِهِ فقد كذب الله وَرَسُوله، وَذَلِكَ كفر من قَائِله،.

     وَقَالَ  الزّجاج: من ادّعى أَنه يعلم شَيْئا من هَذِه الْخمس فقد كفر بِالْقُرْآنِ الْعَظِيم.

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم