هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1091 حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ زِيَادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ المُغِيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ - أَوْ سَاقَاهُ - فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ : أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  أو ساقاه فيقال له فيقول : أفلا أكون عبدا شكورا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

عن المُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ - أَوْ سَاقَاهُ - فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ : أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا .

Narrated Al-Mughira:

The Prophet (ﷺ) used to stand (in the prayer) or pray till both his feet or legs swelled. He was asked why (he offered such an unbearable prayer) and he said, should I not be a thankful slave.

Ziyâd dit avoir entendu alMughîra () dire: «Le Prophète () priait si bien que ses pieds — ou ses jambes — s'entamaient. Aux interrogations des fidèles, il répondait: Ne devraisje pas être un serviteur reconnaissant? »

":"ہم سے ابونعیم نے بیان کیا ، کہا کہ ہم سے مسعر نے بیان کیا ، ان سے زیاد بن علاقہ نے ، انہوں نے بیان کیا کہ میں نے مغیرہ بن شعبہ رضی اللہ عنہ کو یہ کہتے سنا کہنبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم اتنی دیر تک کھڑے ہو کر نماز پڑھتے رہتے کہ آپ صلی اللہ علیہ وسلم کے قدم یا ( یہ کہا کہ ) پنڈلیوں پر ورم آ جاتا ، جب آپ صلی اللہ علیہ وسلم سے اس کے متعلق کچھ عرض کیا جاتا تو فرماتے ” کیا میں اللہ کا شکرگزار بندہ نہ بنوں “ ۔

Ziyâd dit avoir entendu alMughîra () dire: «Le Prophète () priait si bien que ses pieds — ou ses jambes — s'entamaient. Aux interrogations des fidèles, il répondait: Ne devraisje pas être un serviteur reconnaissant? »

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1130] .

     قَوْلُهُ  إِنْ كَانَ لَيَقُومُ أَوْ لَيُصَلِّي إِنْ مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ وليقوم بِفَتْحِ اللَّامِ وَفِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ لَيَقُومُ يُصَلِّي وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ .

     قَوْلُهُ  حَتَّى تَرِمُ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ مِنَ الْوَرَمِ هَكَذَا سُمِعَ وَهُوَ نَادِرٌ وَفِي رِوَايَةِ خَلَّادِ بْنِ يَحْيَى حَتَّى تَرِمَ أَوْ تَنْتَفِخَ قَدَمَاهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ زِيَادٍ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ .

     قَوْلُهُ  قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ وَفِي رِوَايَةِ خَلَّادٍ قَدَمَاهُ وَلَمْ يَشُكَّ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي تَفْسِيرِ الْفَتْحِ حَتَّى تَوَرَّمَتْ وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ حَتَّى تَزْلَعَ قَدَمَاهُ بِزَايٍ وَعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ وَلَا اخْتِلَافَ بَيْنَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فَإِنَّهُ إِذَا حَصَلَ الِانْتِفَاخُ أَوِ الْوَرَمُ حَصَلَ الزَّلَعُ وَالتَّشَقُّقُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

     قَوْلُهُ  فَيُقَالُ لَهُ لَمْ يَذْكُرِ الْمَقُولَ وَلَمْ يُسَمِّ الْقَائِلَ وَفِي تَفْسِيرِ الْفَتْحِ فَقِيلَ لَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ فَقِيلَ لَهُ أَتَتَكَلَّفُ هَذَا وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ الْبَزَّارِ فَقِيلَ لَهُ تَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ جَاءَكَ مِنَ اللَّهِ أَنْ قَدْ غَفَرَ لَكَ .

     قَوْلُهُ  أَفَلَا أَكُونُ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا وَزَادَتْ فِيهِ فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا الْحَدِيثَ وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ أَفَلَا أَكُونُ لِلسَّبَبِيَّةِ وَهِيَ عَنْ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ أَأَتْرُكُ تَهَجُّدِي فَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا وَالْمَعْنَى أَنَّ الْمَغْفِرَةَ سَبَبٌ لِكَوْنِ التَّهَجُّدِ شُكْرًا فَكيف اتركه قَالَ بن بَطَّالٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَخْذُ الْإِنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ بِالشِّدَّةِ فِي الْعِبَادَةِ وَإِنْ أَضَرَّ ذَلِكَ بِبَدَنِهِ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ مَعَ عِلْمِهِ بِمَا سَبَقَ لَهُ فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ فَضْلًا عَمَّنْ لَمْ يَأْمَنْ أَنَّهُ اسْتَحَقَّ النَّارَ انْتَهَى وَمَحَلُّ ذَلِكَ مَا إِذَا لَمْ يُفْضِ إِلَى الْمَلَالِ لِأَنَّ حَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ أَكْمَلَ الْأَحْوَالِ فَكَانَ لَا يَمَلُّ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ وَإِنْ أَضَرَّ ذَلِكَ بِبَدَنِهِ بَلْ صَحَّ أَنَّهُ قَالَ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ كَمَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ فَأَمَّا غَيْرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا خَشِيَ الْمَلَلَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكْرِهَ نَفْسَهُ وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ .

     قَوْلُهُ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَفِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ الصَّلَاةِ لِلشُّكْرِ وَفِيهِ أَنَّ الشُّكْرَ يَكُونُ بِالْعَمَلِ كَمَا يَكُونُ بِاللِّسَانِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى اعْمَلُوا آل دَاوُد شكرا.

     وَقَالَ  الْقُرْطُبِيُّ ظَنَّ مَنْ سَأَلَهُ عَنْ سَبَبِ تَحَمُّلِهِ الْمَشَقَّةَ فِي الْعِبَادَةِ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْبُدُ اللَّهَ خَوْفًا مِنَ الذُّنُوبِ وَطَلَبًا لِلْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ فَمَنْ تَحَقَّقَ أَنَّهُ غُفِرَ لَهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى ذَلِكَ فَأَفَادَهُمْ أَنَّ هُنَاكَ طَرِيقًا آخَرَ لِلْعِبَادَةِ وَهُوَ الشُّكْرُ عَلَى الْمَغْفِرَةِ وَإِيصَالُ النِّعْمَةِ لِمَنْ لَا يَسْتَحِقُّ عَلَيْهِ فِيهَا شَيْئًا فَيَتَعَيَّنُ كَثْرَةُ الشُّكْرِ عَلَى ذَلِكَ وَالشُّكْرُ الِاعْتِرَافُ بِالنِّعْمَةِ وَالْقِيَامُ بِالْخِدْمَةِ فَمَنْ كَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُ سُمِّيَ شَكُورًا وَمِنْ ثَمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَقَلِيلٌ من عبَادي الشكُور وَفِيهِ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ مِنَ الِاجْتِهَادِ فِي الْعِبَادَةِ وَالْخَشْيَةِ مِنْ رَبِّهِ قَالَ الْعُلَمَاءُ إِنَّمَا أَلْزَمَ الْأَنْبِيَاءُ أَنْفُسَهُمْ بِشِدَّةِ الْخَوْفِ لِعِلْمِهِمْ بِعَظِيمِ نِعْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ وَأَنَّهُ ابْتَدَأَهُمْ بِهَا قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا فَبَذَلُوا مَجْهُودَهُمْ فِي عِبَادَتِهِ لِيُؤَدُّوا بَعْضَ شُكْرِهِ مَعَ أَنَّ حُقُوقَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَقُومَ بِهَا الْعِبَادُ وَاللَّهُ أَعْلَمُتَكْمِلَةٌ قِيلَ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ لِيُنَبِّهَ عَلَى أَنَّ قِيَامَ جَمِيعِ اللَّيْلِ غَيْرُ مَكْرُوهٍ وَلَا تُعَارِضُهُ الْأَحَادِيثُ الْآتِيَةُ بِخِلَافِهِ لِأَنَّهُ يُجْمَعُ بَيْنَهَا بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُدَاوِمُ عَلَى قِيَامِ جَمِيعِ اللَّيْلِ بَلْ كَانَ يَقُومُ وَيَنَامُ كَمَا أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ وَأَخْبَرَتْ عَنْهُ عَائِشَةُ أَيْضًا وَسَيَأْتِي نَقْلُ الْخِلَافِ فِي إِيجَابِ قِيَامِ اللَّيْلِ فِي بَابِ عَقْدِ الشَّيْطَان أَن شَاءَ الله تَعَالَى ( قَوْله بَاب من نَام عِنْد السحر ف) ي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَالْكُشْمِيهَنِيِّ السُّحُورِ وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا وَجْهٌ وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ وَأَوْرَدَ الْمُصَنِّفُ فِيهِ ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ أَحَدُهَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَالْآخَرَانِ لِعَائِشَةَ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1130] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ -رضي الله عنه- يَقُولُ: "إِنْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيَقُومُ -لِيُصَلِّيَ- حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ -أَوْ سَاقَاهُ- فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا"؟ [الحديث طرفاه في: 4836، 6471] .
وبه قال: ( حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين ( قال: حدّثنا مسعر) بكسر الميم وسكون السين المهملة، ابن كدام العامري الهلالي ( عن زياد) بكسر الزاي وتخفيف الياء ابن علاقة الثعلبي ( قال: سمعت المغيرة) بن شعبة ( رضي الله عنه، يقول) : ( إن كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليقوم ليصلّي) بكسر همزة إن وتخفيف النون، وحذف ضمير الشأن تقديره: إنه كان، وبفتح لام ليقوم للتأكيد، وكسر لام ليصلّي.
ولكريمة: ليقوم يصلّي، بحذف لام، يصلّي، وللأربعة: أو ليصلّي، مع فتح اللام على الشك .. ( حتى ترم قدماه) بكسر الراء وتخفيف الميم منصوبة بلفظ المضارع، ويجوز رفعها ( -أو ساقاه-) شك من الراوي، وفي رواية خلاد بن يحيى: حتى ترم، أو تنتفخ قدماه ( فيقال له:) { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2] .
وفي حديث عائشة: لِم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك؟ ( فيقول) : ( أفلا) الفاء مسبب عن محذوف، أي: أأترك قيامي وتهجدي لما غفر لي فلا ( أكون عبدًا شكورًا) يعني: غفران الله لي سبب لأن أقوم وأتهجد شكرًا له.
فكيف أتركه؟ كأن المعنى: ألا أشكره، وقد أنعم عليّ وخصني بخير الدارين.
فإن الشكور من أبنية المبالغة يستدعي نعمة خطيرة، وتخصيص العبد بالذكر مشعر بغاية الإكرام والقرب من الله تعالى، ومن ثم وصفه به في مقام الإسراء، ولأن العبودية تقتضي صحة النسبة، وليست إلاّ بالعبادة، والعبادة عين الشكر، وفيه أخذ الإنسان على نفسه بالشّدة في العبادة، وإن أضر ذلك ببدنه.
لكن، ينبغي تقييد ذلك بماذا لم يفض إلى الملال، لأن حالة النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانت أكمل الأحوال، فكان لا يمل من العبادة، وإن أضر ذلك ببدنه، بل صح أنه قال: "وجعلت قرة عيني في الصلاة" رواه النسائي.
فأما غيره، عليه الصلاة والسلام، فإذا خشي الملل ينبغي له أن لا يكدّ نفسه حتى يمل.
نعم الأخذ بالشدة أفضل لأنه إذا كان هذا فعل المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكيف من جهل حاله وأثقلت ظهره الأوزار، ولا يأمن عذاب النار؟ ورواة هذا الحديث كوفيون، وهو من الرباعيات، وفيه التحديث والعنعنة والسماع والقول، وأخرجه أيضًا في: الرقاق والتفسير، ومسلم في: أواخر الكتاب، والترمذي: في الصلاة، وكذا النسائي وابن ماجة.
7 - باب مَنْ نَامَ عِنْدَ السَّحَرِ ( باب من نام عند السحر) بفتحتين قبيل الصبح، وللكشميهني والأصيلي: عند السحور: بفتح السين وضم الحاء.
ما يتسحر به، ولا يكون إلا قبيل الصبح أيضًا.
1131 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنهما- أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ «أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا».
[الحديث 1131 - أطرافه في: 1152، 1153، 1974، 1975، 1976، 1977، 1978، 1979، 1980، 3418، 3419، 3420، 5052، 5053، 5054، 5199، 6134، 6277] .
وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني ( قال: حدّثنا سفيان) بن عيينة ( قال: حدّثنا عمرو بن دينار أن عمرو بن أوس) بفتح الهمزة وسكون الواو، الثقفي الطائفي التابعي الكبير، وليس بصحابي، نعم، أبوه صحابي وعمرو في الموضعين بالواو ( أخبره أن عبد اللهبن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، أخبره أن رسول الله، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال له) أي: لابن عمرو: ( أحب الصلاة) أي: أكثر ما يكون محبوبًا ( إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام) أي: أحب، بمعنى محبوبًا ( إلى الله، صيام) وفي رواية: وأحب الصوم إلى الله صوم ( داود) .
واستعمال: أحب، بمعنى: محبوب قليل، لأن الأكثر في أفعل التفضيل أن يكون بمعنى الفاعل، ونسبة المحبة فيهما إلى الله تعالى على معنى إرادة الخير لفاعلهما.
( وكان) داود، عليه الصلاة والسلام، ( ينام نصف الليل ويقوم ثلثه) في الوقت الذي ينادي فيه الرب تعالى: هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ ( وينام سدسه) ليستريح من نصب القيام في بقية الليل.
وإنما كان هذا أحب إلى الله تعالى، لأنه أخذ بالرفق على النفوس التي يخشى منها السآمة التي هي سبب إلى ترك العبادة، والله تعالى يحب أن يوالي فضله، ويديم إحسانه، قاله الكرماني.
وإنما كان ذلك أرفق، لأن النوم بعد القيام يريح البدن، ويذهب ضرر السهر، وذبول الجسم، بخلاف السهر إلى الصباح، وفيه من المصلحة أيضًا استقبال صلاة الصبح وأذكار النهار بنشاط وإقبال، ولأنه أقرب إلى عدم الرياء، لأن من نام السدس الأخير أصبح ظاهر اللون، سليم القوى، فهو أقرب إلى أن يخفى عمله الماضي على من يراه، أشار إليه ابن دقيق العيد.
( ويصوم يومًا ويفطر يومًا) وقال ابن المنير: كان داود عليه الصلاة والسلام يقسم ليله ونهاره لحق ربه وحق نفسه، فأما الليل فاستقام له ذلك في كل ليلة، وأما النهار فلما تعذر عليه أن يجزئه بالصيام لأنه لا يتبعض، جعل عوضًا من ذلك أن يصوم يومًا ويفطر يومًا، فيتنزل ذلك منزلة التجزئة في شخص اليوم.
ورواة هذا الحديث مكيُّون إلاّ شيخ المؤلّف فمدني، وفيه: رواية تابعي عن تابعي عن صحابي، والتحديث والإخبار، وأخرجه أيضًا في: أحاديث الأنبياء.
ومسلم في: الصوم، وكذا أبو داود وابن ماجة والنسائي فيه، وفي الصلاة أيضًا.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (قَولُهُ بَابُ قِيَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَ)
كَذَا لِلْكُشْمِيهَنِيِّ مِنْ طَرِيقَيْنِ عَنْهُ وَزَادَ فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ وَلِلْبَاقِينَ قِيَامُ اللَّيْلِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

     قَوْلُهُ  .

     .

     وَقَالَتْ  
عَائِشَةُ كَانَ يَقُومُ كَذَا لِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَلِغَيْرِهِ قَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

     قَوْلُهُ  حَتَّى تَفَطَّرَ بِتَاءٍ وَاحِدَةٍ وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ تتفظر بِمُثَنَّاتَيْنِ .

     قَوْلُهُ  وَالْفُطُورُ الشُّقُوقُ كَذَا ذَكَرَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي الْمَجَازِ .

     قَوْلُهُ  انْفَطَرَتْ انْشَقَّتْ هَذَا التَّفْسِير رَوَاهُ بن أَبِي حَاتِمٍ مَوْصُولًا عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَالْحَسَنِ وَغَيْرِهِمَا ذَلِكَ وَكَذَا حَكَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيُّ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ وَصَلَهُ الْمُصَنِّفُ فِي تَفْسِيرِ سُورَة الْفَتْح قَوْله عَن زِيَاد هُوَ بن عِلَاقَةَ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي الرِّقَاقِ عَنْ خَلَّادِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مِسْعَرٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ تَنْبِيهٌ هَكَذَا رَوَاهُ الْحُفَّاظُ مِنْ أَصْحَابِ مِسْعَرٍ عَنْهُ وَخَالَفَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَحْدَهُ فَرَوَاهُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ.

     وَقَالَ  الصَّوَابُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ زِيَادٍ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي قَتَادَةَ الْحَرَّانِيِّ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَر عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ وَأَخْطَأَ فِيهِ أَيْضًا وَالصَّوَابُ مِسْعَرٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ

[ قــ :1091 ... غــ :1130] .

     قَوْلُهُ  إِنْ كَانَ لَيَقُومُ أَوْ لَيُصَلِّي إِنْ مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ وليقوم بِفَتْحِ اللَّامِ وَفِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ لَيَقُومُ يُصَلِّي وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ .

     قَوْلُهُ  حَتَّى تَرِمُ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ مِنَ الْوَرَمِ هَكَذَا سُمِعَ وَهُوَ نَادِرٌ وَفِي رِوَايَةِ خَلَّادِ بْنِ يَحْيَى حَتَّى تَرِمَ أَوْ تَنْتَفِخَ قَدَمَاهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ زِيَادٍ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ .

     قَوْلُهُ  قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ وَفِي رِوَايَةِ خَلَّادٍ قَدَمَاهُ وَلَمْ يَشُكَّ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي تَفْسِيرِ الْفَتْحِ حَتَّى تَوَرَّمَتْ وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ حَتَّى تَزْلَعَ قَدَمَاهُ بِزَايٍ وَعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ وَلَا اخْتِلَافَ بَيْنَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فَإِنَّهُ إِذَا حَصَلَ الِانْتِفَاخُ أَوِ الْوَرَمُ حَصَلَ الزَّلَعُ وَالتَّشَقُّقُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

     قَوْلُهُ  فَيُقَالُ لَهُ لَمْ يَذْكُرِ الْمَقُولَ وَلَمْ يُسَمِّ الْقَائِلَ وَفِي تَفْسِيرِ الْفَتْحِ فَقِيلَ لَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ فَقِيلَ لَهُ أَتَتَكَلَّفُ هَذَا وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ الْبَزَّارِ فَقِيلَ لَهُ تَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ جَاءَكَ مِنَ اللَّهِ أَنْ قَدْ غَفَرَ لَكَ .

     قَوْلُهُ  أَفَلَا أَكُونُ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا وَزَادَتْ فِيهِ فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا الْحَدِيثَ وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ أَفَلَا أَكُونُ لِلسَّبَبِيَّةِ وَهِيَ عَنْ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ أَأَتْرُكُ تَهَجُّدِي فَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا وَالْمَعْنَى أَنَّ الْمَغْفِرَةَ سَبَبٌ لِكَوْنِ التَّهَجُّدِ شُكْرًا فَكيف اتركه قَالَ بن بَطَّالٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَخْذُ الْإِنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ بِالشِّدَّةِ فِي الْعِبَادَةِ وَإِنْ أَضَرَّ ذَلِكَ بِبَدَنِهِ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ مَعَ عِلْمِهِ بِمَا سَبَقَ لَهُ فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ فَضْلًا عَمَّنْ لَمْ يَأْمَنْ أَنَّهُ اسْتَحَقَّ النَّارَ انْتَهَى وَمَحَلُّ ذَلِكَ مَا إِذَا لَمْ يُفْضِ إِلَى الْمَلَالِ لِأَنَّ حَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ أَكْمَلَ الْأَحْوَالِ فَكَانَ لَا يَمَلُّ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ وَإِنْ أَضَرَّ ذَلِكَ بِبَدَنِهِ بَلْ صَحَّ أَنَّهُ قَالَ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ كَمَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ فَأَمَّا غَيْرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا خَشِيَ الْمَلَلَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكْرِهَ نَفْسَهُ وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ .

     قَوْلُهُ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَفِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ الصَّلَاةِ لِلشُّكْرِ وَفِيهِ أَنَّ الشُّكْرَ يَكُونُ بِالْعَمَلِ كَمَا يَكُونُ بِاللِّسَانِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى اعْمَلُوا آل دَاوُد شكرا.

     وَقَالَ  الْقُرْطُبِيُّ ظَنَّ مَنْ سَأَلَهُ عَنْ سَبَبِ تَحَمُّلِهِ الْمَشَقَّةَ فِي الْعِبَادَةِ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْبُدُ اللَّهَ خَوْفًا مِنَ الذُّنُوبِ وَطَلَبًا لِلْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ فَمَنْ تَحَقَّقَ أَنَّهُ غُفِرَ لَهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى ذَلِكَ فَأَفَادَهُمْ أَنَّ هُنَاكَ طَرِيقًا آخَرَ لِلْعِبَادَةِ وَهُوَ الشُّكْرُ عَلَى الْمَغْفِرَةِ وَإِيصَالُ النِّعْمَةِ لِمَنْ لَا يَسْتَحِقُّ عَلَيْهِ فِيهَا شَيْئًا فَيَتَعَيَّنُ كَثْرَةُ الشُّكْرِ عَلَى ذَلِكَ وَالشُّكْرُ الِاعْتِرَافُ بِالنِّعْمَةِ وَالْقِيَامُ بِالْخِدْمَةِ فَمَنْ كَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُ سُمِّيَ شَكُورًا وَمِنْ ثَمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَقَلِيلٌ من عبَادي الشكُور وَفِيهِ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ مِنَ الِاجْتِهَادِ فِي الْعِبَادَةِ وَالْخَشْيَةِ مِنْ رَبِّهِ قَالَ الْعُلَمَاءُ إِنَّمَا أَلْزَمَ الْأَنْبِيَاءُ أَنْفُسَهُمْ بِشِدَّةِ الْخَوْفِ لِعِلْمِهِمْ بِعَظِيمِ نِعْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ وَأَنَّهُ ابْتَدَأَهُمْ بِهَا قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا فَبَذَلُوا مَجْهُودَهُمْ فِي عِبَادَتِهِ لِيُؤَدُّوا بَعْضَ شُكْرِهِ مَعَ أَنَّ حُقُوقَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَقُومَ بِهَا الْعِبَادُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ تَكْمِلَةٌ قِيلَ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ لِيُنَبِّهَ عَلَى أَنَّ قِيَامَ جَمِيعِ اللَّيْلِ غَيْرُ مَكْرُوهٍ وَلَا تُعَارِضُهُ الْأَحَادِيثُ الْآتِيَةُ بِخِلَافِهِ لِأَنَّهُ يُجْمَعُ بَيْنَهَا بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُدَاوِمُ عَلَى قِيَامِ جَمِيعِ اللَّيْلِ بَلْ كَانَ يَقُومُ وَيَنَامُ كَمَا أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ وَأَخْبَرَتْ عَنْهُ عَائِشَةُ أَيْضًا وَسَيَأْتِي نَقْلُ الْخِلَافِ فِي إِيجَابِ قِيَامِ اللَّيْلِ فِي بَابِ عَقْدِ الشَّيْطَان أَن شَاءَ الله تَعَالَى
(

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قِيَامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ
.

     .

     وَقَالَتْ  
عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: حَتَّى تَفَطَّرَ قَدَمَاهُ.
وَالْفُطُورُ: الشُّقُوقُ.
انْفَطَرَتْ: انْشَقَّتْ.

( باب قيام النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) زاد الحموي في نسخة، والمستملي، والكشميهني، والأصيلي: الليل.

وسقط عند أبي الوقت وابن عساكر ( حتى ترم قدماه) بفتح المثناة الفوقية، وكسر الراء من الورم.

وسقط ذلك أي: حتى ترم قدماه من رواية أبوي ذر، والوقت، والأصيلي.


وللكشميهني في نسخة، والحموي والمستملي: باب قيام الليل للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

( وقالت عائشة رضي الله عنها) مما وصله في سورة الفتح من التفسير ( حتى) وللكشميهني كان يقوم، ولأبي ذر، عن الحموي والمستملي: قام حتى ( تفطر قدماه) بحذف إحدى التاءين وتشديد الطاء وفتح الراء، بصيغة المضارع.

وللأصيلي: قام رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى تتفطر قدماه، بمثناتين فوقيتين على الأصل وفتح الراء.

( والفطور: الشقوق) كما فسره به أبو عبيدة في المجاز: ( انفطرت: انشقت) .
كذا فسره الضحاك، فيما رواه ابن أبي حاتم عنه موصولاً.


[ قــ :1091 ... غــ : 1130 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ -رضي الله عنه- يَقُولُ: "إِنْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيَقُومُ -لِيُصَلِّيَ- حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ -أَوْ سَاقَاهُ- فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا"؟ [الحديث 1130 - طرفاه في: 4836، 6471] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين ( قال: حدّثنا مسعر) بكسر الميم وسكون السين المهملة، ابن كدام العامري الهلالي ( عن زياد) بكسر الزاي وتخفيف الياء ابن علاقة الثعلبي ( قال: سمعت المغيرة) بن شعبة ( رضي الله عنه، يقول) :
( إن كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليقوم ليصلّي) بكسر همزة إن وتخفيف النون، وحذف ضمير الشأن تقديره: إنه كان، وبفتح لام ليقوم للتأكيد، وكسر لام ليصلّي.

ولكريمة: ليقوم يصلّي، بحذف لام، يصلّي، وللأربعة: أو ليصلّي، مع فتح اللام على الشك ..
( حتى ترم قدماه) بكسر الراء وتخفيف الميم منصوبة بلفظ المضارع، ويجوز رفعها ( -أو ساقاه-) شك من الراوي، وفي رواية خلاد بن يحيى: حتى ترم، أو تنتفخ قدماه ( فيقال له:) { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2] .
وفي حديث عائشة: لِم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك؟ ( فيقول) :
( أفلا) الفاء مسبب عن محذوف، أي: أأترك قيامي وتهجدي لما غفر لي فلا ( أكون عبدًا شكورًا) يعني: غفران الله لي سبب لأن أقوم وأتهجد شكرًا له.
فكيف أتركه؟ كأن المعنى: ألا أشكره، وقد أنعم عليّ وخصني بخير الدارين.

فإن الشكور من أبنية المبالغة يستدعي نعمة خطيرة، وتخصيص العبد بالذكر مشعر بغاية الإكرام والقرب من الله تعالى، ومن ثم وصفه به في مقام الإسراء، ولأن العبودية تقتضي صحة النسبة، وليست إلاّ بالعبادة، والعبادة عين الشكر، وفيه أخذ الإنسان على نفسه بالشّدة في العبادة، وإن أضر ذلك ببدنه.


لكن، ينبغي تقييد ذلك بماذا لم يفض إلى الملال، لأن حالة النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانت أكمل الأحوال، فكان لا يمل من العبادة، وإن أضر ذلك ببدنه، بل صح أنه قال: "وجعلت قرة عيني في الصلاة" رواه النسائي.

فأما غيره، عليه الصلاة والسلام، فإذا خشي الملل ينبغي له أن لا يكدّ نفسه حتى يمل.
نعم الأخذ بالشدة أفضل لأنه إذا كان هذا فعل المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكيف من جهل حاله وأثقلت ظهره الأوزار، ولا يأمن عذاب النار؟
ورواة هذا الحديث كوفيون، وهو من الرباعيات، وفيه التحديث والعنعنة والسماع والقول، وأخرجه أيضًا في: الرقاق والتفسير، ومسلم في: أواخر الكتاب، والترمذي: في الصلاة، وكذا النسائي وابن ماجة.