هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3163 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ كَثِيرٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، رَفَعَهُ ، قَالَ خَمِّرُوا الآنِيَةَ ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ العِشَاءِ ، فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً ، وَأَطْفِئُوا المَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ ، فَإِنَّ الفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ البَيْتِ ، قَالَ : ابْنُ جُرَيْجٍ وَحَبِيبٌ ، عَنْ عَطَاءٍ فَإِنَّ لِلشَّيَاطِينِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3163 حدثنا مسدد ، حدثنا حماد بن زيد ، عن كثير ، عن عطاء ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، رفعه ، قال خمروا الآنية ، وأوكوا الأسقية ، وأجيفوا الأبواب واكفتوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا وخطفة ، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد ، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت ، قال : ابن جريج وحبيب ، عن عطاء فإن للشياطين
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Jabir bin `Abdullah:

The Prophet (ﷺ) said, Cover your utensils and tie your water skins, and close your doors and keep your children close to you at night, as the Jinns spread out at such time and snatch things away. When you go to bed, put out your lights, for the mischief-doer (i.e. the rat) may drag away the wick of the candle and burn the dwellers of the house. Ata said, The devils. (instead of the Jinns).

Suivant 'Atâ', Jâbir ibn 'Abd Allah fit remonter [le hadîth suivant jusqu'au Prophète]: Couvrez les vases, [attachez] l'ouverture des outres, fermez les portes [de vos maisons] et retenez vos enfants à l'arrivée de la nuit; car les djinns se répandent rapidement [en ce moment]...Eteignez les lampes avant de dormir, car il se pourrait que la souris vienne tirer la mèche et brûler les membres de la maison. Ibn Jurayj et Habîb, en se référant à 'Atâ', avance la version suivante: car le diable...

":"ہم سے مسدد نے بیان کیا ، کہا ہم سے حماد بن زید نے بیان کیا ، ان سے کثیر نے ، ان سے عطاء نے اور ان سے حضرت جابر بن عبداللہ رضی اللہ عنہما نے کہنبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا ، پانی کے برتنوں کو ڈھک لیا کرو ، مشکیزوں ( کے منہ ) کو باندھ لیا کرو ، دروازے بند کر لیا کرو اور اپنے بچوں کو اپنے پاس جمع کر لیا کرو ، کیونکہ شام ہوتے ہی جنات ( روئے زمین پر ) پھیلتے ہیں اور اچکتے پھرتے ہیں اور سوتے وقت چراغ بجھا لیا کرو ، کیونکہ موذی جانور ( چوہا ) بعض اوقات جلتی بتی کو کھینچ لاتا ہے اور اس طرح سارے گھر کو جلا دیتا ہے ۔ ابن جریج اور حبیب نے بھی اس کو عطاء سے روایت کیا ، اس میں جنات کے بدل شیاطین مذکور ہیں ۔

Suivant 'Atâ', Jâbir ibn 'Abd Allah fit remonter [le hadîth suivant jusqu'au Prophète]: Couvrez les vases, [attachez] l'ouverture des outres, fermez les portes [de vos maisons] et retenez vos enfants à l'arrivée de la nuit; car les djinns se répandent rapidement [en ce moment]...Eteignez les lampes avant de dormir, car il se pourrait que la souris vienne tirer la mèche et brûler les membres de la maison. Ibn Jurayj et Habîb, en se référant à 'Atâ', avance la version suivante: car le diable...

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [3316] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا كَثِيرٌ هُوَ بن شِنْظِيرٍ بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ النُّونِ بَعْدَهَا ظَاءٌ مُعْجمَة بَصرِي قد قَالَ فِيهِ بن مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ قَالَ الْحَاكِمُ مُرَادُهُ بِذَلِكَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ مَا يَشْتَغِلُ بِهِ وَقد قَالَ فِيهِ بن مَعِينٍ مَرَّةً صَالِحٌ وَكَذَا قَالَ أَحْمَدُ.

     وَقَالَ  بن عَدِيٍّ أَرْجُو أَنْ تَكُونَ أَحَادِيثُهُ مُسْتَقِيمَةً.

.

قُلْتُ وَمَا لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ تُوبِعَ عَلَيْهِ كَمَا تَرَاهُ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ وَآخَرُ فِي السَّلَامِ عَلَى الْمُصَلِّي وَلَهُ مُتَابِعٌ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ .

     قَوْلُهُ  رَفَعَهُ كَذَا هُنَا وَوَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ وَجْهَيْنِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

     قَوْلُهُ  خَمِّرُوا الْآنِيَةَ أَيْ غَطُّوهَا وَمَضَى فِي الرِّوَايَةِ الَّتِي فِي صِفَةِ إِبْلِيسَ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تُعَرِّضَ عَلَيْهِ شَيْئًا وَهُوَ بِضَمِّ الرَّاءِ وَبِكَسْرِهَا وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِذَلِكَ فِي الْأَشْرِبَةِ .

     قَوْلُهُ  وَأَوْكِئُوا بِكَسْرِ الْكَافِ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ أَيِ ارْبُطُوهَا وَشُدُّوهَا وَالْوِكَاءُ اسْمُ مَا يُسَدُّ بِهِ فَمُ الْقِرْبَةِ .

     قَوْلُهُ  وَأَجِيفُوا بِالْجِيمِ وَالْفَاءِ أَيْ أَغْلِقُوهَا تَقُولُ أَجَفْتُ الْبَابَ إِذَا أَغْلَقْتُهُ.

     وَقَالَ  الْقَزَّازُ تَقُولُ جفأت الْبَاب أغلقته قَالَ بن التِّينِ لَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهُ هَكَذَا غَيْرَهُ وَفِيهِ نَظَرٌ فَإِنَّ أَجِيفُوا لَامُهُ فَاءٌ وَجَفَأْتُ لَامُهُ هَمْزَةٌ زَادَ فِي الرِّوَايَةِ الْمَاضِيَةِ وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا .

     قَوْلُهُ  وَاكْفِتُوا بِهَمْزَةِ وَصْلٍ وَكَسْرِ الْفَاءِ وَيَجُوزُ ضَمُّهَا بَعْدَهَا مُثَنَّاةٌ أَيْ ضُمُّوهُمْ إِلَيْكُمْ وَالْمَعْنَى امْنَعُوهُمْ مِنَ الْحَرَكَةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ .

     قَوْلُهُ  عِنْدَ الْمَسَاءِ فِي الرِّوَايَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ فِي هَذَا الْبَابِ إِذَا جَنَحَ اللَّيْلُ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ .

     قَوْلُهُ  فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطَفَةً بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْفَاءِ فِي الرِّوَايَةِ الْمَاضِيَةِ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ وَإِذَا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فَإِذَا ذَهَبَ وَكَأَنَّهُ ذَكَّرَهُ بِاعْتِبَارِ الْوَقْتِ .

     قَوْلُهُ  فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ هِيَ الْفَأْرَةُ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ ذَلِكَ فِي الْحَجِّ .

     قَوْلُهُ  اجْتَرَّتْ بِالْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ رُبَّمَا جرت وَسَيَأْتِي فِي الاسْتِئْذَان حَدِيث بن عُمَرَ مَرْفُوعًا لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِين تناموا قَالَ النَّوَوِيُّ هَذَا عَامٌّ يَدْخُلُ فِيهِ نَارُ السِّرَاجِ وَغَيْرُهُ.

.
وَأَمَّا الْقَنَادِيلُ الْمُعَلَّقَةُ فَإِنْ خِيفَ بِسَبَبِهَا حَرِيقٌ دَخَلَتْ فِي ذَلِكَ وَإِنْ حَصَلَ الْأَمْنُ مِنْهَا كَمَا هُوَ الْغَالِبُ فَلَا بَأْسَ بِهَا لِانْتِفَاءِ الْعِلَّةِ.

     وَقَالَ  الْقُرْطُبِيُّ جَمِيعُ أَوَامِرِ هَذَا الْبَابِ مِنْ بَابِ الْإِرْشَادِ إِلَى الْمَصْلَحَةِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ لِلنَّدْبِ وَلَا سِيَّمَا فِي حَقِّ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِنِيَّةِ امْتِثَالِ الْأَمْرِ.

     وَقَالَ  بن الْعَرَبِيّ ظنقَوْمٌ أَنَّ الْأَمْرَ بِغَلْقِ الْأَبْوَابِ عَامٌّ فِي الْأَوْقَاتِ كُلِّهَا وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَإِنَّمَا هُوَ مُقَيَّدٌ بِاللَّيْلِ وَكَأَنَّ اخْتِصَاصَ اللَّيْلِ بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّهَارَ غَالِبًا مَحَلُّ التَّيَقُّظِ بِخِلَافِ اللَّيْلِ وَالْأَصْلُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَى الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يَسُوقُ الْفَأْرَةَ إِلَى حَرْقِ الدَّارِ .

     قَوْلُهُ  قَالَ بن جريج وحبِيب عَن عَطاء فَإِن للشَّيْطَان يَعْنِي أَن بن جُرَيْجٍ وَحَبِيبًا وَهُوَ الْمُعَلِّمُ رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ كَمَا رَوَاهُ كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا فِي رِوَايَتِهِمَا فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ بَدَلَ قَوْلِ كَثِيرٍ فِي رِوَايَتِهِ فَإِن للجن وَرِوَايَة بن جُرَيْجٍ قَدْ تَقَدَّمَتْ مَوْصُولَةً فِي أَوَائِلِ هَذَا الْبَابِ وَرِوَايَةُ حَبِيبٍ وَصَلَهَا أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ حَبِيبٍ الْمَذْكُور الحَدِيث الثَّالِث عشر حَدِيث بن مَسْعُودٍ فِي قِصَّةِ الْحَيَّةِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [ قــ :3163 ... غــ :3316] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا كَثِيرٌ هُوَ بن شِنْظِيرٍ بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ النُّونِ بَعْدَهَا ظَاءٌ مُعْجمَة بَصرِي قد قَالَ فِيهِ بن مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ قَالَ الْحَاكِمُ مُرَادُهُ بِذَلِكَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ مَا يَشْتَغِلُ بِهِ وَقد قَالَ فِيهِ بن مَعِينٍ مَرَّةً صَالِحٌ وَكَذَا قَالَ أَحْمَدُ.

     وَقَالَ  بن عَدِيٍّ أَرْجُو أَنْ تَكُونَ أَحَادِيثُهُ مُسْتَقِيمَةً.

.

قُلْتُ وَمَا لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ تُوبِعَ عَلَيْهِ كَمَا تَرَاهُ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ وَآخَرُ فِي السَّلَامِ عَلَى الْمُصَلِّي وَلَهُ مُتَابِعٌ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ .

     قَوْلُهُ  رَفَعَهُ كَذَا هُنَا وَوَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ وَجْهَيْنِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

     قَوْلُهُ  خَمِّرُوا الْآنِيَةَ أَيْ غَطُّوهَا وَمَضَى فِي الرِّوَايَةِ الَّتِي فِي صِفَةِ إِبْلِيسَ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تُعَرِّضَ عَلَيْهِ شَيْئًا وَهُوَ بِضَمِّ الرَّاءِ وَبِكَسْرِهَا وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِذَلِكَ فِي الْأَشْرِبَةِ .

     قَوْلُهُ  وَأَوْكِئُوا بِكَسْرِ الْكَافِ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ أَيِ ارْبُطُوهَا وَشُدُّوهَا وَالْوِكَاءُ اسْمُ مَا يُسَدُّ بِهِ فَمُ الْقِرْبَةِ .

     قَوْلُهُ  وَأَجِيفُوا بِالْجِيمِ وَالْفَاءِ أَيْ أَغْلِقُوهَا تَقُولُ أَجَفْتُ الْبَابَ إِذَا أَغْلَقْتُهُ.

     وَقَالَ  الْقَزَّازُ تَقُولُ جفأت الْبَاب أغلقته قَالَ بن التِّينِ لَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهُ هَكَذَا غَيْرَهُ وَفِيهِ نَظَرٌ فَإِنَّ أَجِيفُوا لَامُهُ فَاءٌ وَجَفَأْتُ لَامُهُ هَمْزَةٌ زَادَ فِي الرِّوَايَةِ الْمَاضِيَةِ وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا .

     قَوْلُهُ  وَاكْفِتُوا بِهَمْزَةِ وَصْلٍ وَكَسْرِ الْفَاءِ وَيَجُوزُ ضَمُّهَا بَعْدَهَا مُثَنَّاةٌ أَيْ ضُمُّوهُمْ إِلَيْكُمْ وَالْمَعْنَى امْنَعُوهُمْ مِنَ الْحَرَكَةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ .

     قَوْلُهُ  عِنْدَ الْمَسَاءِ فِي الرِّوَايَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ فِي هَذَا الْبَابِ إِذَا جَنَحَ اللَّيْلُ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ .

     قَوْلُهُ  فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطَفَةً بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْفَاءِ فِي الرِّوَايَةِ الْمَاضِيَةِ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ وَإِذَا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فَإِذَا ذَهَبَ وَكَأَنَّهُ ذَكَّرَهُ بِاعْتِبَارِ الْوَقْتِ .

     قَوْلُهُ  فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ هِيَ الْفَأْرَةُ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ ذَلِكَ فِي الْحَجِّ .

     قَوْلُهُ  اجْتَرَّتْ بِالْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ رُبَّمَا جرت وَسَيَأْتِي فِي الاسْتِئْذَان حَدِيث بن عُمَرَ مَرْفُوعًا لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِين تناموا قَالَ النَّوَوِيُّ هَذَا عَامٌّ يَدْخُلُ فِيهِ نَارُ السِّرَاجِ وَغَيْرُهُ.

.
وَأَمَّا الْقَنَادِيلُ الْمُعَلَّقَةُ فَإِنْ خِيفَ بِسَبَبِهَا حَرِيقٌ دَخَلَتْ فِي ذَلِكَ وَإِنْ حَصَلَ الْأَمْنُ مِنْهَا كَمَا هُوَ الْغَالِبُ فَلَا بَأْسَ بِهَا لِانْتِفَاءِ الْعِلَّةِ.

     وَقَالَ  الْقُرْطُبِيُّ جَمِيعُ أَوَامِرِ هَذَا الْبَابِ مِنْ بَابِ الْإِرْشَادِ إِلَى الْمَصْلَحَةِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ لِلنَّدْبِ وَلَا سِيَّمَا فِي حَقِّ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِنِيَّةِ امْتِثَالِ الْأَمْرِ.

     وَقَالَ  بن الْعَرَبِيّ ظن قَوْمٌ أَنَّ الْأَمْرَ بِغَلْقِ الْأَبْوَابِ عَامٌّ فِي الْأَوْقَاتِ كُلِّهَا وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَإِنَّمَا هُوَ مُقَيَّدٌ بِاللَّيْلِ وَكَأَنَّ اخْتِصَاصَ اللَّيْلِ بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّهَارَ غَالِبًا مَحَلُّ التَّيَقُّظِ بِخِلَافِ اللَّيْلِ وَالْأَصْلُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَى الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يَسُوقُ الْفَأْرَةَ إِلَى حَرْقِ الدَّارِ .

     قَوْلُهُ  قَالَ بن جريج وحبِيب عَن عَطاء فَإِن للشَّيْطَان يَعْنِي أَن بن جُرَيْجٍ وَحَبِيبًا وَهُوَ الْمُعَلِّمُ رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ كَمَا رَوَاهُ كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا فِي رِوَايَتِهِمَا فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ بَدَلَ قَوْلِ كَثِيرٍ فِي رِوَايَتِهِ فَإِن للجن وَرِوَايَة بن جُرَيْجٍ قَدْ تَقَدَّمَتْ مَوْصُولَةً فِي أَوَائِلِ هَذَا الْبَابِ وَرِوَايَةُ حَبِيبٍ وَصَلَهَا أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ حَبِيبٍ الْمَذْكُور الحَدِيث الثَّالِث عشر حَدِيث بن مَسْعُودٍ فِي قِصَّةِ الْحَيَّةِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3163 ... غــ : 3316 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ كَثِيرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- رَفَعَهُ قَالَ: «خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ، وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ المَسَاءِ، فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ».

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَحَبِيبٌ عَنْ عَطَاءٍ: "فَإِنَّ لِلشَّيَاطِينِ".

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) أبو الحسن الأسدي البصري قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) أي ابن درهم الجهضمي ( عن كثير) بالمثلثة ابن شنظير بكسر الشين والظاء المعجمتين بينهما نون ساكنة وبعد التحتية الساكنة راء البصري وليس له في البخاري سوى هذا الحديث، وتوبع عليه كما في آخره وآخر في السلام على المصلي، وله متابع عند مسلم من رواية أبي الزبير عن جابر ( عن عطاء) هو ابن أبي رباح ( عن جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنهما- رفعه) أي إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه ( قال) قال الكرماني: وإنما قال رفعه لأنه أعم من أن يكون بالواسطة أو بدونها وأن يكون الرفع مقارنًا لرواية الحديث أم لا.
فأراد الإشارة إليه.
وقال في الفتح: وقع عند الإسماعيلى من وجهين عن حماد بن زيد قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( خمّروا الآنية) بالخاء المعجمة والميم المشددة غطوها ( وأوكوا الأسقية) بفتح الهمزة وسكون الواو وضم الكاف من غير همز شدوها بالوكاء وهو الخيط ( وأجيفوا الأبواب) بفتح الهمزة وكسر الجيم وبعد التحتية الساكنة فاء أغلقوها ( واكفتوا صبيانكم) بهمزة وصل وكسر الفاء بعدها فوقية، وفي بعض النسخ بضم الفاء أي ضموهم ( عند العشاء) بكسر العين المهملة وضبب عليها في الفرع كأصله، ولأبوي ذر والوقت: عند المساء ( فإن للجن) حينئذ ( انتشارًا وخطفة) بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة وفتح الفاء أخذًا للشيء بسرعة ( واطفئوا المصابيح) بهمزة قطع
وسكون المهملة وكسر الفاء بعدها همزة مضمومة ( عند الرقاد) أي عند إرادة النوم ( فإن الفويسقة) الفأرة ( ربما اجترت الفتيلة) من المصباح بالجيم الساكنة والفوقية والراء المشددة المفتوحتين ( فأحرقت أهل البيت) والأوامر في هذا الباب من باب الإرشاد إلى المصلحة أو للندبية خصوصًا من ينوي بفعلها الامتثال.

( قال ابن جريج) : عبد الملك بن عبد العزيز فيما وصله المؤلّف في أوائل هذا الباب، ( وحبيب) بفتح الحاء المهملة المعلم فيما وصله أحمد وأبو يعلى من طريق حماد بن سلمة عنه كلاهما ( عن عطاء) هو ابن أبي رباح ( فإن للشيطان) ولأبي ذر: فإن للشياطين بدل قوله فإن للجن ولا تضاد بينهما إذ لا محذور في انتشار المصنفين أو هما حقيقة واحدة يختلفان بالصفات قاله الكرماني.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3163 ... غــ :3316 ]
- حدَّثنا مُسَدَّدٌ قالَ حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ عنْ كَثِيرٍ عنْ عَطاءٍ عنْ جابِرِ بنِ عَبْدِ الله رَضِي الله تَعَالَى عنهُما رَفَعَهُ قَالَ خَمِّرُوا الآنِيَةَ وأوْكُوا الأسْقِيَةَ وأجِيفُوا الأبْوابَ وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ العِشَاءِ فإنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَاراً وخَطْفَةً وَاطفِؤُوا المَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ فإنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الفَتِيلَةَ فأحْرَقَتْ أهْلَ الْبَيْتِ.
.


قد مر هَذَا الحَدِيث فِي: بابُُ صفة إِبْلِيس عَن قريب.
قَوْله: ( رَفعه) أَي: إِلَى رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لِأَنَّهُ أَعم من أَن يكون بالواسطة أَو بِدُونِهَا، وَأَن يكون الرّفْع مُقَارنًا لرِوَايَة الحَدِيث أَولا، فَأَشَارَ إِلَيْهِ.
( وَكثير) ضد الْقَلِيل ابْن شنظير، بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون وَكسر الظَّاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره رَاء: أَبُو قُرَّة الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ،.

     وَقَالَ  ابْن معِين فِيهِ: لَيْسَ بِشَيْء،.

     وَقَالَ  الْحَاكِم: مُرَاده بذلك أَنه لَيْسَ لَهُ من الحَدِيث مَا يشْتَغل بِهِ، وَقد قَالَ فِيهِ بن معِين مرّة: صَالح، وَكَذَا قَالَ أَحْمد،.

     وَقَالَ  ابْن عدي: أَرْجُو أَن تكون أَحَادِيثه مُسْتَقِيمَة، وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى هَذَا الحَدِيث.

قَوْله ( خمروا) من التخمير بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَهُوَ التغطية قَوْله ( أوكوا) من الإيكاء أَي شدوها بالوكاء وَهُوَ الْخَيط
قَوْله: ( وأجيفوا) ، بِالْجِيم وَالْفَاء من الإجافة، يُقَال: أجفت الْبابُُ، أَي: رَددته..
     وَقَالَ  الْقَزاز: تَقول جفأت الْبابُُ أغلقته،.

     وَقَالَ  ابْن التِّين: لم أر من ذكره هَكَذَا غَيره، وَفِيه نظر، فَإِن أجيفوا لامه فَاء، وجفأت لامه همزَة.
قلت: معنى جفأت، مَهْمُوز اللَّام: فرغت، يُقَال: جفأت الْقدر إِذا فرغته.
وَفِي حَدِيث جُبَير: أَنه حرم الْحمر الْأَهْلِيَّة فجفؤا الْقُدُور: أَي فرغوها وقلبوها، وروى: فأجفئوا، قَالَ ابْن الْأَثِير: وَهِي لُغَة فِيهِ قَليلَة..
     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: جفأت الْقدر إِذا كفأتها أَو أملتها فَصَبَبْت مَا فِيهَا، وَلَا تقل: أجفأتها، وَأما الَّذِي فِي حَدِيث: فأجفأوا قدورهم بِمَا فِيهَا، فَهِيَ لُغَة مَجْهُولَة.
انْتهى، وَالَّذِي فِي الحَدِيث ذكره ابْن الْأَثِير فِي: بابُُ أجوف معتل الْعين بِالْوَاو، ثمَّ قَالَ: وَفِي حَدِيث الْحَج أَنه دخل الْبَيْت وأجاف الْبابُُ أَي: رده عَلَيْهِ، وَمِنْه الحَدِيث: ( أجيفوا أبوابكم) أَي: ردوهَا.
قَوْله: ( وأكفتوا) بِهَمْزَة الْوَصْل أَي: ضمُّوا صِبْيَانكُمْ عِنْد الْعشَاء وامنعوهم من الْحَرَكَة فِي ذَلِك الْوَقْت، من كفت الشَّيْء أكفته كفتاً من بابُُ ضرب يضْرب إِذا ضممته إِلَى نَفسك.
قَوْله: ( عِنْد الْعشَاء) ، ويروى: ( عِنْد الْمسَاء) ، وَفِي الرِّوَايَة الْمُتَقَدّمَة: ( إِذا جنح اللَّيْل أَو إِذا أمسيتم فكفوا صِبْيَانكُمْ) .
قَوْله: ( وخطفة) ، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الطَّاء الْمُهْملَة وبالفاء: وَهُوَ استلاب الشَّيْء وَأَخذه بِسُرْعَة، يُقَال: خطف الشَّيْء يخطفه من بابُُ علم، وَكَذَا اختطفه يختطفه، وَيُقَال فِيهِ: خطف يخطف من بابُُ ضرب يضْرب، وَهُوَ قَلِيل.
قَوْله: ( عِنْد الرقاد) ، أَي: عِنْد النّوم.
قَوْله: ( فَإِن الفويسقة) أَي: الْفَأْرَة.
قَوْله: ( اجْتَرَّتْ) ، بِالْجِيم وَتَشْديد الرَّاء، وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ: رُبمَا جرت، وَبَقِيَّة الْكَلَام فِيهِ مرت فِي: بابُُ صفة الشَّيْطَان.

قالَ ابنُ جُرَيْجٍ وحَبِيبٌ عنْ عَطَاءٍ فإنَّ للشَّيْطَانِ
أَي: قَالَ عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج وحبِيب بن أبي قريبَة أَبُو مُحَمَّد الْمعلم الْبَصْرِيّ، أَرَادَ أَنَّهُمَا رويا هَذَا الحَدِيث عَن عَطاء بن أبي رَبَاح، كَمَا فِي رِوَايَة ابْن شنظير، إلاَّ أَنَّهُمَا قَالَا: فَإِن للشَّيْطَان، بدل قَول كثير بن شنظير: فَإِن للجن، والتوفيق بَين الرِّوَايَتَيْنِ بِأَن يُقَال: لَا مَحْذُور فِي القَوْل بانتشار الصِّنْفَيْنِ، وَقيل: هما حَقِيقَة وَاحِدَة يَخْتَلِفَانِ بِالصِّفَاتِ.

أما تَعْلِيق ابْن جريج فقد وَصله البُخَارِيّ فِي أول هَذَا الْبابُُ.
وَأما تَعْلِيق حبيب فقد وَصله أَحْمد وَأَبُو يعلى من رِوَايَة حَمَّاد بن سَلمَة عَن حبيب الْمَذْكُور.