هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3377 وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَرْبُ خَدْعَةٌ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3377 وحدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحرب خدعة
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

This hadith has also been narrated on the authority of Abu Huraira.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة.



المعنى العام

للحرب أساليبها وفنونها وهي تعتمد في كثير من أحوالها على خداع كل طرف للطرف الآخر فليس الفوز فيها للقوة دائما بل كثيرا ما تكون الحيلة سبب النصر وكثيرا ما يكون إخفاء الخطط والتظاهر بغير ما في العزم والتصميم سببا في الفوز وقد كان صلى الله عليه وسلم يبعث من يفت في عضد الأعداء وعزيمتهم ويخوفهم من قوة المسلمين وقد يكون في ذلك غير الصدق ولو التزم المسلمون الصدق في أخبارهم حين الحرب مع الكفار ولو التزم أبو بكر الصدق حين سأله الكفار عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة لساءت النتيجة على الإسلام وقد نام علي رضي الله عنه مكان الرسول صلى الله عليه وسلم خدعة وكانت أسماء رضي الله عنها ترعى أغنامها في طريق الغار خدعة فالحرب خدعة رخص الإسلام في هذا الخداع للصالح العام ولدفع الضرر الأشد ولجلب المصلحة الأعظم .

المباحث العربية

( الحرب خدعة) في خدعة ثلاث لغات مشهورات اتفقوا على أن أفصحهن خدعة بفتح الخاء وإسكان الدال قال ثعلب وغيره: وهي لغة النبي صلى الله عليه وسلم والثانية بضم الخاء وإسكان الدال والثالثة بضم الخاء وفتح الدال وحكى المنذري لغة رابعة بالفتح فيهما وحكى مكي لغة خامسة كسر أوله مع إسكان الدال أما فتح الخاء وإسكان الدال فعلى بناء المصدر من وصف الفاعل باسم المصدر أي إنها تخدع أهلها أو من وصف المفعول باسم المصدر كما يقال: هذا الدرهم ضرب الأمير أي مضروبه وقال الخطابي: إنها على بناء اسم المرة أي الحرب خدعة واحدة وأي خدعة؟ فمن خدعته مرة صرعته وأهلكته ولا عودة له أو على معنى -إن كان للمسلمين- اخدعوا أعداءكم في الحرب ولو مرة واحدة وإن كان من الكفار فالمعنى احذروا خداع الكفار ومكرهم ولو كان خداعهم لمرة واحدة فلا ينبغي التهاون بهم لما ينشأ عنهم من المفسدة ولو قل.

وأما ضم الخاء وفتح الدال فعلى صيغة المبالغة أي كثيرة الخداع كهمزة ولمزة

وأما ضم الخاء مع إسكان الدال فعلى المصدر.

وأما الفتح فيهما فهو جمع خادع أي أهلها بهذه الصفة وكأنه قال: أهل الحرب خادعون.

هذا ويقال: خدعت الرجل أخدعه خدعا وخدعا وخديعة وخدعة إذا أظهرت له خلاف ما تخفي ورجل خداع وخدوع وخدع وخدعة إذا كان خبا وقال ابن العربي: الخديعة في الحرب تكون بالتورية وتكون بالكمين وتكون بخلف الوعد.

فقه الحديث

قال النووي: اتفق العلماء على جواز خداع الكفار في الحرب وكيف أمكن الخداع إلا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يحل.
اهـ.

وفي الحديث التحريض على أخذ الحذر في الحرب وفيه الإشارة إلى استعمال الرأي في الحرب بل الاحتياج إليه آكد من الشجاعة.

ويجرنا هذا الحديث إلى حكم الكذب في الحرب وعند الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا لا يحل الكذب إلا في ثلاث تحدث الرجل امرأته ليرضيها والكذب في الحرب وفي الإصلاح بين الناس

وقد اختلف العلماء في جواز الكذب في هذه الثلاث؟ أو تقييده بالتلويح والتعريض فقال النووي: الظاهر إباحة حقيقة نفس الكذب في الأمور الثلاثة لكن التعريض أولى وقال ابن العربي: الكذب في الحرب من المستثنى الجائز بالنص رفقا بالمسلمين لحاجتهم إليه لضعفهم وليس للعقل في تحريمه ولا في تحليله أثر إنما هو إلى الشرع.

وقال ابن بطال: سألت بعض شيوخي فقال: الكذب المباح في الحرب ما يكون من المعاريض لا التصريح بالتأمين مثلا.

وقال المهلب: لا يجوز الكذب الحقيقي في شيء من الدين أصلا.
اهـ.

وعندي أن الترخيص بالكذب في هذه الأمور الثلاثة نصا وفي غيرها قياسا إنما هو من قبيل احتمال أخف الضررين واحتمال أخف الضررين واجب أو مقدم ندبا على الأقل ولا يقال حينئذ إن فعل الضرر الأقل مباح في حد ذاته وكذا الكذب في الأمور الثلاثة ونحوها لا نقول إن الكذب حلال وجائز في حد ذاته ولكنها تبيحه بالنسبة للضرر المترتب على عدمه ومن غير هذه الثلاثة مثلا: لو أن مجرما قاتلا سفاكا يجري وراء إنسان ليقتله ظلما فرأيت هذا المظلوم يختبئ في خندق فسألك المجرم: قل رأيته؟ وأين هو؟ فهل تدل عليه ليقتله؟ أم تكذب؟ وهل تعاقب على الكذب حينئذ أو تثاب؟ الجواب واضح.
والله أعلم.