هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3538 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الجُهَنِيُّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ النَّاسَ ، كَانُوا يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَإِنِّي كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِي حَتَّى لاَ آكُلُ الخَمِيرَ وَلاَ أَلْبَسُ الحَبِيرَ ، وَلاَ يَخْدُمُنِي فُلاَنٌ وَلاَ فُلاَنَةُ ، وَكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي بِالحَصْبَاءِ مِنَ الجُوعِ ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ ، هِيَ مَعِي ، كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي ، وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا العُكَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ ، فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3538 حدثنا أحمد بن أبي بكر ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو عبد الله الجهني ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن الناس ، كانوا يقولون أكثر أبو هريرة وإني كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني حتى لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير ، ولا يخدمني فلان ولا فلانة ، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع ، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية ، هي معي ، كي ينقلب بي فيطعمني ، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته ، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء ، فنشقها فنلعق ما فيها
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Abu Huraira:

The people used to say, Abu Huraira narrates too many narrations. In fact I used to keep close to Allah's Messenger (ﷺ) and was satisfied with what filled my stomach. I ate no leavened bread and dressed no decorated striped clothes, and never did a man or a woman serve me, and I often used to press my belly against gravel because of hunger, and I used to ask a man to recite a Qur'anic Verse to me although I knew it, so that he would take me to his home and feed me. And the most generous of all the people to the poor was Ja`far bin Abi Talib. He used to take us to his home and offer us what was available therein. He would even offer us an empty folded leather container (of butter) which we would split and lick whatever was in it.

D'après Abu Sa'îd alMaqbury, Abu Hurayra () [dit]: «Les gens disent qu'Abu Hurayra exagère(3); mais moi, Abu Hurayra, et pour ne pas avoir faim, je restais avec le Messager d'Allah (ç)...; je ne mangeais pas de pain levé, ni mettais de manteaux délicats, je n'étais servi ni par un tel ni par une telle; à cause de la faim, je mettais des pierres contre mon ventre; [des fois], et pour être invité à manger, je demandais à quelqu'un de me réciter un verset que je connaissais parfaitement... Mais le plus bon envers les pauvres était Ja'far ibn Abu Tâlib: il nous emmenait chez lui et nous donnait à manger [tout] ce qu'il avait dans sa maison, à un point où il lui arrivait de nous apporter quelque pot de beurre vide(4), et nous de lécher ce qui y restait.»

":"ہم سے احمد بن ابی بکر نے بیان کیا ، کہا ہم سے محمد بن ابراہیم بن دینار ابوعبداللہ جہنی نے بیان کیا ، ان سے ابن ابی ذئب نے ، ان سے سعید مقبری نے اور ان سے حضرت ابوہریرہ رضی اللہ عنہ نے بیان کیا کہلوگ کہتے ہیں کہ ابوہریر ہ ( رضی اللہ عنہ ) بہت احادیث بیان کرتا ہے ، حالانکہ پیٹ بھرنے کے بعد میں رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کے ساتھ ہروقت رہتا تھا ، میں خمیری روٹی نہ کھاتا اور نہ عمدہ لباس پہنتا تھا ( یعنی میرا وقت علم کے سوا کسی دوسری چیز کے حاصل کرنے میں نہ جاتا ) اور نہ میری خدمت کے لیے کوئی فلاں یا فلانی تھی بلکہ میں بھوک کی شدت کی وجہ سے اپنے پیٹ سے پتھر باندھ لیا کرتا ۔ بعض وقت میں کسی کو کوئی آیت اس لیے پڑھ کر اس کا مطلب پوچھتا تھا کہ وہ اپنے گھر لے جا کر مجھے کھانا کھلا دے ، حالانکہ مجھے اس آیت کا مطلب معلوم ہوتا تھا ، مسکینوں کے ساتھ سب سے بہتر سلوک کرنے والے حضرت جعفر بن ابی طالب رضی اللہ عنہ تھے ، ہمیں اپنے گھر لے جاتے اور جو کچھ بھی گھر میں موجود ہوتا وہ ہم کو کھلاتے ۔ بعض اوقات تو ایسا ہوتا کہ صرف شہد یا گھی کی کپی ہی نکال کر لاتے اور اسے ہم پھاڑ کر اس میں جو کچھ ہوتا اسے ہی چاٹ لیتے ۔

D'après Abu Sa'îd alMaqbury, Abu Hurayra () [dit]: «Les gens disent qu'Abu Hurayra exagère(3); mais moi, Abu Hurayra, et pour ne pas avoir faim, je restais avec le Messager d'Allah (ç)...; je ne mangeais pas de pain levé, ni mettais de manteaux délicats, je n'étais servi ni par un tel ni par une telle; à cause de la faim, je mettais des pierres contre mon ventre; [des fois], et pour être invité à manger, je demandais à quelqu'un de me réciter un verset que je connaissais parfaitement... Mais le plus bon envers les pauvres était Ja'far ibn Abu Tâlib: il nous emmenait chez lui et nous donnait à manger [tout] ce qu'il avait dans sa maison, à un point où il lui arrivait de nous apporter quelque pot de beurre vide(4), et nous de lécher ce qui y restait.»

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [3708] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ هُوَ أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ مَدَنِيُّونَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدِيثٌ آخَرُ غَيْرُ هَذَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِسَبَبِ كَثْرَةِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا .

     قَوْلُهُ  إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَيْ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُهُ فِي الْعِلْمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى لَكِنَّهُ أَجَابَ بِأَنَّهُ لَوْلَا آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى مثل قَول بن عُمَرَ لَمَّا ذُكِرَ لَهُ أَنَّهُ يَرْوِي فِي حَدِيثِ مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي كتاب الْجَنَائِز واعتراف بن عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ لَهُ بِالْحِفْظِ وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ وَأَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ طَرِيقِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقِيلَ لَهُ مَا نَدْرِي هَذَا الْيَمَانِيُّ أَعْلَمُ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنْكُمْ أَوْ هُوَ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ قَالَ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ سَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ وَعَلِمَ مَا لَمْ نَعْلَمْ إِنَّا كُنَّا أَقْوَامًا لَنَا بُيُوتَاتُ وَأَهْلُونَ وَكُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ثُمَّ نَرْجِعُ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِسْكِينًا لَا مَالَ لَهُ وَلَا أَهْلَ إِنَّمَا كَانَتْ يَدُهُ مَعَ يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُمَا دَارَفَمَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي مَدْخَلِهِ مِنْ طَرِيقِ أَشْعَثَ عَنْ مَوْلًى لِطَلْحَةَ قَالَ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَالِسًا فَمَرَّ رَجُلٌ بِطَلْحَةَ فَقَالَ لَهُ لَقَدْ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ طَلْحَةُ قَدْ سَمِعْنَا كَمَا سَمِعَ وَلَكِنَّهُ حَفِظَ وَنَسِينَا وَأَخْرَجَ بن سَعْدٍ فِي بَابِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَتْوَى مِنَ الصَّحَابَةِ فِي طَبَقَاتِهِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّكَ لَتُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا ماسمعته مِنْهُ قَالَ شَغَلَكِ عَنْهُ يَا أُمَّهْ الْمِرْآةُ وَالْمُكْحُلَةُ وَمَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْهُ شَيْءٌ .

     قَوْلُهُ  بِشَبَعِ بَطْنِي فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ شَبَعَ أَيْ لِأَجْلِ الشَّبَعِ .

     قَوْلُهُ  حِينَ لَا آكُلُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ حَتَّى وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ .

     قَوْلُهُ  وَلَا أَلْبَسُ الْحَبِيرَ بِالْمُوَحَّدَةِ قَبْلَهَا مُهْمَلَةٌ مَفْتُوحَةٌ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ الْحَرِيرَ وَالْأَوَّلُ أَرْجَحُ وَالْحَبِيرُ مِنَ الْبُرْدِ مَا كَانَ مُوَشًّى مُخَطَّطًا يُقَالُ بُرْدٌ حَبِيرٌ وَبُرْدٌ حِبَرَةٌ بِوَزْنِ عِنَبَةٍ عَلَى الْوَصْفِ وَالْإِضَافَةِ .

     قَوْلُهُ  لَأَسْتَقْرِي الرَّجُلَ أَيْ أَطْلُبُ مِنْهُ الْقِرَى فَيَظُنُّ أَنِّي أَطْلُبُ مِنْهُ الْقِرَاءَةَ وَوَقَعَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي رِوَايَةٍ لِأَبِي نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ وَجَدَ عُمَرَ فَقَالَ أَقْرِينِي فَظَنَّ أَنَّهُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فَأَخَذَ يُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُطْعِمْهُ قَالَ وَإِنَّمَا أَرَدْتُ مِنْهُ الطَّعَامَ .

     قَوْلُهُ  كَيْ يَنْقَلِبَ بِي أَيْ يَرْجِعَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ طَرِيقٍ ضَعِيفَةٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِنْ كُنْتُ لَأَسْأَلُ الرَّجُلَ عَنِ الْآيَةِ أَنَا أَعْلَمُ بِهَا مِنْهُ مَا أَسْأَلُهُ إِلَّا لِيُطْعِمَنِي شَيْئًا وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ وَكُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمْ يُجِبْنِي حَتَّى يَذْهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ .

     قَوْلُهُ  وَكَانَ أَخْيَرَ بِوَزْنِ أَفْضَلَ وَمَعْنَاهُ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ خَيْرَ .

     قَوْلُهُ  لِلْمَسَاكِينِ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِالْإِفْرَادِ وَالْمُرَادُ الْجِنْسُ وَهَذَا التَّقْيِيدُ يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْمُطْلَقُ الَّذِي جَاءَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

     وَقَالَ  مَا احْتَذَى النِّعَالَ وَلَا رَكِبَ الْمَطَايَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ .

     قَوْلُهُ  الْعُكَّةَ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْكَافِ ظَرْفُ السَّمْنِ وَقَولُهُ لَيْسَ فِيهَا شَيْء مَعَ قَوْله فنلعق مَا فِيهَا لاتنافي بَيْنَهُمَا لِأَنَّهُ أَرَادَ بِالنَّفْيِ أَيْ لَا شَيْءَ فِيهَا يُمْكِنُ إِخْرَاجُهُ مِنْهَا بِغَيْرِ قَطْعِهَا وَبِالْإِثْبَاتِ مَا يَبْقَى فِي جَوَانِبِهَا وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ لَيَقُولُ لِامْرَأَتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَطْعِمِينَا فَإِذَا أَطْعَمَتْنَا أَجَابَنِي وَكَانَ جَعْفَرٌ يُحِبُّ الْمَسَاكِينَ وَيَسْكُنُ إِلَيْهِمْ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَنِّيهِ بِأَبِي الْمَسَاكِينِ انْتَهَى وَإِنَّمَا كَانَ يُجِيبُهُ عَنْ سُؤَالِهِ مَعَ مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّهُ إِنَّمَا سَأَلَهُ لِيُطْعِمَهُ لِيَجْمَعَ بَيْنَ الْمَصْلَحَتَيْنِ وَلِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ السُّؤَالُ الَّذِي وَقَعَ حِينَئِذٍ وَقَعَ مِنْهُ عَلَى الْحَقِيقَة

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ مَنَاقِبِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيِّ)
سَقَطَتِ الْأَبْوَابُ كُلُّهَا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَأَبْقَى التَّرَاجِمَ بِغَيْرِ لَفْظِ بَابُ وَثَبَتَ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ الْبَاقِينَ وَجَعْفَرٌ هُوَ أَخُو عَلِيٍّ شَقِيقُهُ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ بِعَشْرِ سِنِينَ وَاسْتُشْهِدَ بِمُؤْتَةَ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ فِي الْمَغَازِي وَقَدْ جَاوَزَ الْأَرْبَعِينَ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي هُوَ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي أَوَّلِ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ مَعَ الْكَلَامِ عَلَيْهِ فِي عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَةِ

[ قــ :3538 ... غــ :3708] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ هُوَ أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ مَدَنِيُّونَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدِيثٌ آخَرُ غَيْرُ هَذَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِسَبَبِ كَثْرَةِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا .

     قَوْلُهُ  إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَيْ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُهُ فِي الْعِلْمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى لَكِنَّهُ أَجَابَ بِأَنَّهُ لَوْلَا آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى مثل قَول بن عُمَرَ لَمَّا ذُكِرَ لَهُ أَنَّهُ يَرْوِي فِي حَدِيثِ مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي كتاب الْجَنَائِز واعتراف بن عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ لَهُ بِالْحِفْظِ وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ وَأَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ طَرِيقِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقِيلَ لَهُ مَا نَدْرِي هَذَا الْيَمَانِيُّ أَعْلَمُ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنْكُمْ أَوْ هُوَ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ قَالَ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ سَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ وَعَلِمَ مَا لَمْ نَعْلَمْ إِنَّا كُنَّا أَقْوَامًا لَنَا بُيُوتَاتُ وَأَهْلُونَ وَكُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ثُمَّ نَرْجِعُ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِسْكِينًا لَا مَالَ لَهُ وَلَا أَهْلَ إِنَّمَا كَانَتْ يَدُهُ مَعَ يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُمَا دَارَ فَمَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي مَدْخَلِهِ مِنْ طَرِيقِ أَشْعَثَ عَنْ مَوْلًى لِطَلْحَةَ قَالَ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَالِسًا فَمَرَّ رَجُلٌ بِطَلْحَةَ فَقَالَ لَهُ لَقَدْ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ طَلْحَةُ قَدْ سَمِعْنَا كَمَا سَمِعَ وَلَكِنَّهُ حَفِظَ وَنَسِينَا وَأَخْرَجَ بن سَعْدٍ فِي بَابِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَتْوَى مِنَ الصَّحَابَةِ فِي طَبَقَاتِهِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّكَ لَتُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا ماسمعته مِنْهُ قَالَ شَغَلَكِ عَنْهُ يَا أُمَّهْ الْمِرْآةُ وَالْمُكْحُلَةُ وَمَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْهُ شَيْءٌ .

     قَوْلُهُ  بِشَبَعِ بَطْنِي فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ شَبَعَ أَيْ لِأَجْلِ الشَّبَعِ .

     قَوْلُهُ  حِينَ لَا آكُلُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ حَتَّى وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ .

     قَوْلُهُ  وَلَا أَلْبَسُ الْحَبِيرَ بِالْمُوَحَّدَةِ قَبْلَهَا مُهْمَلَةٌ مَفْتُوحَةٌ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ الْحَرِيرَ وَالْأَوَّلُ أَرْجَحُ وَالْحَبِيرُ مِنَ الْبُرْدِ مَا كَانَ مُوَشًّى مُخَطَّطًا يُقَالُ بُرْدٌ حَبِيرٌ وَبُرْدٌ حِبَرَةٌ بِوَزْنِ عِنَبَةٍ عَلَى الْوَصْفِ وَالْإِضَافَةِ .

     قَوْلُهُ  لَأَسْتَقْرِي الرَّجُلَ أَيْ أَطْلُبُ مِنْهُ الْقِرَى فَيَظُنُّ أَنِّي أَطْلُبُ مِنْهُ الْقِرَاءَةَ وَوَقَعَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي رِوَايَةٍ لِأَبِي نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ وَجَدَ عُمَرَ فَقَالَ أَقْرِينِي فَظَنَّ أَنَّهُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فَأَخَذَ يُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُطْعِمْهُ قَالَ وَإِنَّمَا أَرَدْتُ مِنْهُ الطَّعَامَ .

     قَوْلُهُ  كَيْ يَنْقَلِبَ بِي أَيْ يَرْجِعَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ طَرِيقٍ ضَعِيفَةٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِنْ كُنْتُ لَأَسْأَلُ الرَّجُلَ عَنِ الْآيَةِ أَنَا أَعْلَمُ بِهَا مِنْهُ مَا أَسْأَلُهُ إِلَّا لِيُطْعِمَنِي شَيْئًا وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ وَكُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمْ يُجِبْنِي حَتَّى يَذْهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ .

     قَوْلُهُ  وَكَانَ أَخْيَرَ بِوَزْنِ أَفْضَلَ وَمَعْنَاهُ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ خَيْرَ .

     قَوْلُهُ  لِلْمَسَاكِينِ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِالْإِفْرَادِ وَالْمُرَادُ الْجِنْسُ وَهَذَا التَّقْيِيدُ يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْمُطْلَقُ الَّذِي جَاءَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

     وَقَالَ  مَا احْتَذَى النِّعَالَ وَلَا رَكِبَ الْمَطَايَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ .

     قَوْلُهُ  الْعُكَّةَ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْكَافِ ظَرْفُ السَّمْنِ وَقَولُهُ لَيْسَ فِيهَا شَيْء مَعَ قَوْله فنلعق مَا فِيهَا لاتنافي بَيْنَهُمَا لِأَنَّهُ أَرَادَ بِالنَّفْيِ أَيْ لَا شَيْءَ فِيهَا يُمْكِنُ إِخْرَاجُهُ مِنْهَا بِغَيْرِ قَطْعِهَا وَبِالْإِثْبَاتِ مَا يَبْقَى فِي جَوَانِبِهَا وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ لَيَقُولُ لِامْرَأَتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَطْعِمِينَا فَإِذَا أَطْعَمَتْنَا أَجَابَنِي وَكَانَ جَعْفَرٌ يُحِبُّ الْمَسَاكِينَ وَيَسْكُنُ إِلَيْهِمْ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَنِّيهِ بِأَبِي الْمَسَاكِينِ انْتَهَى وَإِنَّمَا كَانَ يُجِيبُهُ عَنْ سُؤَالِهِ مَعَ مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّهُ إِنَّمَا سَأَلَهُ لِيُطْعِمَهُ لِيَجْمَعَ بَيْنَ الْمَصْلَحَتَيْنِ وَلِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ السُّؤَالُ الَّذِي وَقَعَ حِينَئِذٍ وَقَعَ مِنْهُ عَلَى الْحَقِيقَة

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب مَنَاقِبُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيِّ -رضي الله عنه-.

     وَقَالَ  النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي»
هذا ( باب مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي) أبي عبد الله أسلم قديمًا وهاجر الهجرتين وهو شقيق علي وأسنّ منه بعشر سنين ( -رضي الله عنه-) وسقط لأبي ذر لفظ باب وثبت له الهاشمي.
( وقال النبي) ولأبي ذر: وقال له النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) مما وصله في عمرة القضاء ( أشبهت خلقي) بفتح الخاء وسكون اللام ( وخُلُقي) بضمهما.


[ قــ :3538 ... غــ : 3708 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: "أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَإِنِّي كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِشِبَعِ بَطْنِي حَتَّى لاَ آكُلُ الْخَمِيرَ وَلاَ أَلْبَسُ الْحَبِيرَ وَلاَ يَخْدُمُنِي فُلاَنٌ وَلاَ فُلاَنَةُ، وَكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ مِنَ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ هِيَ مَعِي كَىْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي.
وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمساكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَىْءٌ، فَيَشُقّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا".
[الحديث 3708 - طرفه في: 5432] .

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن أبي بكر) واسم أبي بكر القاسم بن الحرث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف أبو مصعب الزهري المدني قال: ( حدّثنا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو عبد الله الجهني عن ابن أبي ذئب) محمد بن عبد الرحمن ( عن سعيد المقبري) بضم الموحدة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- ( أن الناس كانوا يقولون أكثر أبو هريرة) من رواية الحديث ( وإني كنت ألزم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بشبع بطني) بموحدة فشين معجمة مكسورتين فموحدة مفتوحة، ولأبي ذر عن الكشميهني: ليشبع بلام مكسورة فتحتية مفتوحة وسكون المعجمة بلفظ المضارع ( حتى) وللأربعة عن الحموي والمستملي حين ( لا آكل الخمير) بالميم أي الخبز الذي جعل في عجينه الخمير، وفي نسخة الخبير بالموحدة والزاي أي الخبز المأدوم قاله في المصابيح والعمدة، وزاد والخبز
بضم المعجمة وبالزاي الادم وتبع في ذلك الكرماني ( ولا لبس الحبير) بالحاء المهملة المفتوحة وبعد الموحدة المكسورة تحتية ساكنة فراء من البرود ما كان موشّى مخططًا، ولابن عساكر وأبي ذر عن الكشميهني: الحرير ( ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بالحصباء من الجوع) لتنكسر حرارة شدة الجوع ببرودة الحصباء ( وإن كنت لأستقرئ الرجل) بالهمز أي أطلب منه أن يقرئني ( الآية) من القرآن العزيز ( هي) أي والحال أن تلك الآية ( معي) أي أحفظها.

وقال الحافظ ابن حجر والزركشي: أي أطلب منه القري أي الضيافة كما وقع مبينًا في رواية أبي نعيم في الحلية عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه وجد عمر -رضي الله عنه- فقال: أقرئني فظن أنه من القراءة وأخذ يقرئه القرآن ولم يطعمه قال: وإنما أردت منه الطعام، وهذا الذي قالاه يرده قوله الآية كما قاله العيني وصاحب المصابيح.
فالحمل على أنهما قضيتان أوجه.
وأجاب في انتقاض الاعتراض بأنه إذا حمل على التعدد فحيث يكون في القصة استقرئ بالهمز أو مع التصريح بالآية فهو من القراءة جزمًا وحيث لا بل يكون بتسهيل الهمزة أمكنت إرادة التورية كما في رواية أبي نعيم انتهى.

قلت: وهذا الحديث رواه المؤلّف في الأطعمة من طريق عبد الرحمن بن أبي شيبة، عن ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن أبي سعيد كما هنا استقرئ بالهمز وذكر الآية.
ورواه أيضًا الترمذي في المناقب عن أبي سعيد الأشج عن إسماعيل بن إبراهيم التيمي عن إبراهيم بن إسحاق المخزومي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة بلفظ: إن كنت لاستقرئ الرجل من أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الآية من القرآن وأنا أعلم بها منه ما أسأله إلا ليطعمني شيئًا؟ فكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب لم يجبني حتى يذهب بي إلى منزله فيقول لامرأته: يا أسماء أطعمينا فإذا أطعمتنا أجابني، وكان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه، وكان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يكنيه بأبي المساكين ثم قال: هذا حديث غريب وأبو إسحاق المخزومي هو إبراهيم بن الفضل المديني، وقد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه فقد ثبت أن قوله: استقرئ بالهمز من القراءة مع التصريح بالآية، فتعين الحمل على التعدد جميعًا بين ما ذكر ورواية أبي نعيم المذكورة.

وهذا الحديث قد رواه ابن ماجه في الزهد عن عبد الله بن سعيد الكندي، عن إسماعيل بن إبراهيم التيمي، عن أبي إسحاق المخزومي لكنه لم يقل فيه وكنت أستقرئ الرجل الآية هي معي ( كي ينقلب) أي يرجع ( بي) إلى منزله ( فيطعمني) شيئًا ( وكان أخير الناس) بإثبات الهمزة قبل الخاء بوزن أفضل ومعناه لأبي ذر عن الكشميهني خير بحذفها لغتان فصيحتان ( للمسكين) بالإفراد جنس، ولأبي ذر: للمساكن ( جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا) إلى منزله ( فيطعمنا ما كان في بيته) فما في موضع نصب مفعول ثان لقوله: فيطعمنا ( حتى إن كان ليخرج) بضم الياء من الإخراج ( إلينا العكة) وعاء السمن ( التي ليس فيها شيء) يمكن إخراجه منها بغير شقها ( فيشقها فنلعق ما فيها) أي في جوانبها بعد الشق.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابُُ مَنَاقِبِ جَعْفَرِ بنِ أبِي طالِبٍ الهاشِمِيِّ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَنَاقِب جَعْفَر بن أبي طَالب، أَخ عَليّ بن أبي طَالب شقيقه، وَكَانَ أسن مِنْهُ بِعشر سِنِين، وَاسْتشْهدَ بمؤتة على مَا يَجِيء بَيَانه، إِن شَاءَ الله تَعَالَى، سنة ثَمَان من الْهِجْرَة، وكنيته: أَبُو عبد الله الطيار ذُو الجناحين وَذُو الهجرتين الشجاع الْجواد، كَانَ مُتَقَدم الْإِسْلَام، هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَكَانَ هُوَ سَبَب إِسْلَام النَّجَاشِيّ، ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ أمره رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، على جَيش غَزْوَة مُؤْتَة، على مَا يَجِيء بَيَانه، وَلما قطعت يَدَاهُ فِي غَزْوَة مُؤْتَة جعل الله لَهُ جناحين يطير بهما فِي الْجنَّة مَعَ الْمَلَائِكَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَلَفْظَة: بابُُ، هُنَا وَفِيمَا بعده من الْأَبْوَاب كلهَا سَقَطت فِي رِوَايَة أبي ذَر، وَثبتت فِي رِوَايَة البَاقِينَ.

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي
هَذَا التَّعْلِيق رَوَاهُ البُخَارِيّ مَوْصُولا مطولا فِي: بابُُ عمْرَة الْقَضَاء، من حَدِيث الْبَراء، وَمر الْكَلَام فِي أول مَنَاقِب عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فِي قَوْله: ( أَنْت مني وَأَنا مِنْك) .



[ قــ :3538 ... غــ :3708 ]
- حدَّثنا أحْمَدُ بنُ أبِي بَكْرٍ حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ إبْرَاهِيمَ بنِ دِينارٍ أبُو عَبْدِ الله الجُهَنِيُّ عنْ ابنِ أبِي ذِئْبٍ عنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ أنَّ النَّاسَ كانُوا يَقُولُونَ أكْثَرَ أبُو هُرَيْرَةَ وإنِّي كُنْتُ ألْزَمُ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِشِبَعٍ بَطْنِي حَتَّى لاَ آكُلُ الخَمِيرَ ولاَ ألْبَسُ الحَبِيرَ وَلاَ يَخْدُمُنِي فُلانٌ ولاَ فُلاَنَةُ وكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي بالحَصْبَاءِ مِنَ الجُوعِ وإنْ كُنْتُ لأَسْتَقْرِىءُ الرَّجُلَ الآيَةَ هِيَ مَعِي كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فيُطْعِمَنِي وكانَ أخْيَرَ النَّاسِ لَلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بنُ أَبِي طالِبٍ كانُ يَقْلِبُ بِنَا فيُطْعِمُنا مَا كانَ فِي بَيْتِهِ حتَّى إنْ كانَ لَيُخْرِجُ إلَيْنَا العُكَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ فَنَشُقُّهَا فنَلْعَقُ مَا فِيهَا.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( وَكَانَ أخيرُ النَّاس) إِلَى آخِره، لِأَن هَذَا منقبة حَسَنَة.

وَأحمد بن أبي بكر واسْمه قَاسم بن الْحَارِث بن زُرَارَة بن مُصعب بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَبُو مُصعب الْقرشِي الزُّهْرِيّ، وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن دِينَار، يروي عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذِئْب عَن سعيد المَقْبُري، وَهَؤُلَاء كلهم مدنيون.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْأَطْعِمَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي شيبَة عَن ابْن أبي فديك.

قَوْله: ( أَكثر أَبُو هُرَيْرَة) أَي: فِي رِوَايَة الحَدِيث.
قَوْله: ( بشبع) أَي: بِسَبَب شبع بَطْني وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: لشبع بَطْني، أَي: لأجل شبع بَطْني، بِكَسْر الشين وَفتح الْبَاء.
قَوْله: ( حَتَّى لَا أكل) هَذِه رِوَايَة الْكشميهني وَفِي رِوَايَة غَيره: حِين لَا أكل، وَهُوَ الْأَوْجه.
قَوْله: الخمير، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الْمِيم، وَهُوَ الْخبز الَّذِي خمر وَجعل فِي عجينه الخميرة، ويروى: الخبيز، بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَفِي آخِره زَاي، وَهُوَ الْخبز المأدوم، والخبزة بِضَم الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وبالزاي: الْأدم.
قَوْله: وَلَا ألبس الحبير، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة وبالراء فِي آخِره: الْجَدِيد وَالْحسن، وَقيل: الثَّوْب المحبر كالبرود اليمانية،.

     وَقَالَ  الْهَرَوِيّ: الحبير ثِيَاب تصبغ بِالْيمن، ويروى: وَلَا ألبس الْحَرِير.
قَوْله: ( فلَان وفلانة) أَرَادَ بِهِ من يخْدم من الذُّكُور وَالْإِنَاث قَوْله: ( وَكنت ألصق بَطْني) وَفَائِدَة: إلصاق الْبَطن: بالحصباء إنكسار حرارة شدَّة الْجُوع.
وَقَوله: ( وَإِن كنت لاستقرىء الرجل) قَالَ بَعضهم: أَي اطلب مِنْهُ القِرى، فيظن أَنِّي أطلب مِنْهُ الْقِرَاءَة، قَالَ: وَوَقع بَيَان ذَلِك فِي رِوَايَة لأبي نعيم فِي ( الْحِلْية) : عَن أبي هُرَيْرَة أَنه وجد عمر فَقَالَ: أقريني، فَظن أَنه من الْقِرَاءَة، فَأخذ يقرئه الْقُرْآن وَلم يطعمهُ، قَالَ: وَإِنَّمَا أردْت مِنْهُ الطَّعَام.
انْتهى.
قلت: هَذَا الَّذِي قَالَه غير صَحِيح، وَيظْهر فَسَاده من قَوْله: كنت لأستقرىء الرجل الْآيَة هِيَ معي، أَي: وَالْحَال أَن تِلْكَ الْآيَة معي، وَهِي جملَة إسمية وَقعت حَالا بِغَيْر وَاو.
قَالَ الْكرْمَانِي: أَي: الْآيَة معي.
أَي: كنت أحفظها، وَالْحَاصِل أَن أَبَا هُرَيْرَة يَقُول لوَاحِد من النَّاس: إِنِّي أطلب قِرَاءَة آيَة من الْقُرْآن، وَالْحَال أَنه يحفظها، وَلَكِن يتخيل فِي قَصده من هَذَا أَن يُؤَدِّيه إِلَى بَيته فيطعمه شَيْئا، وَهُوَ معنى قَوْله: ( كي يَنْقَلِب بِي) أَي: يرجع بِي إِلَى منزله فيطعمني شَيْئا وَالدَّلِيل على هَذَا مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة: إِن كنت لأسأل الرجل عَن الْآيَة، وَأَنا أعلم بهَا مِنْهُ، مَا أسأله إلاَّ ليطعمني شَيْئا.
واستدلال هَذَا الْقَائِل على الْمَعْنى الَّذِي فسره بِمَا رَوَاهُ أَبُو نعيم لَا يفِيدهُ أصلا، لِأَنَّهُ قَضِيَّة أُخْرَى مَخْصُوصَة بِمَا وَقع بَينه وَبَين عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَالَّذِي هُنَا أَعم من ذَلِك.
قَوْله: ( وَكَانَ أخير النَّاس) على وزن أفعل التَّفْضِيل، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: وَكَانَ خير النَّاس، لُغَتَانِ فصيحتان مستعملتان.
قَوْله: ( للْمَسَاكِين) ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: للمسكين، بِالْإِفْرَادِ وَهُوَ جنس يتَنَاوَل الْمَسَاكِين، وَكَانَ جَعْفَر يُسمى بِأبي الْمَسَاكِين.
وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يكنيه بِهَذَا.
قَوْله: ( مَا كَانَ فِي بَيته) فِي مَحل النصب لِأَنَّهُ مفعول ثَان: ليطعمنا.
قَوْله: ( حَتَّى إِن كَانَ) ، كلمة: إِن، هَذِه مُخَفّفَة من المثقلة.
قَوْله: ( ليخرج) ، بِضَم الْيَاء، من الْإِخْرَاج، و: العكة، بِالنّصب مَفْعُوله، وَهِي بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْكَاف: وعَاء السّمن.
قَوْله: ( فنلعق) ، بنُون الْمُتَكَلّم مَعَ الْغَيْر، من لعق يلعق من بابُُ علم يعلم، لعقاً بِفَتْح اللاَّم وَهُوَ: اللحس.
فَإِن قلت: بَين قَوْله: ( لَيْسَ فِيهَا شَيْء) وَبَين قَوْله: ( فنلعق) مُنَافَاة ظَاهرا.
قلت: لَا مُنَافَاة، لِأَن معنى قَوْله: ( لَيْسَ فِيهَا شَيْء) يَعْنِي: يُمكن إِخْرَاجه مِنْهَا بِغَيْر قطعهَا، وَمعنى قَوْله: ( فنلعق) يَعْنِي: بعد الشق نلعق مِمَّا يبْقى فِي جوانبها.
فَافْهَم.