3837 حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : حَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ ، وَهِيَ البُوَيْرَةُ فَنَزَلَتْ : { مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ } |
3837 حدثنا آدم ، حدثنا الليث ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم نخل بني النضير وقطع ، وهي البويرة فنزلت : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله } |
Narrated Ibn `Umar:
Allah's Messenger (ﷺ) had the date-palm trees of Bani Al-Nadir burnt and cut down at a place called Al- Buwaira. Allah then revealed: What you cut down of the date-palm trees (of the enemy) Or you left them standing on their stems. It was by Allah's Permission. (59.5)
شرح الحديث من فتح الباري لابن حجر
[ قــ :3837 ... غــ :4031] .
قَوْلُهُ حَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ نَخْلَ النَّضِيرِ .
قَوْلُهُ وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ بِالْمُوَحَّدَةِ مُصَغَّرُ بُؤْرَةٍ وَهِيَ الْحُفْرَةُ وَهِيَ هُنَا مَكَانٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَبَيْنَ تَيْمَاءَ وَهِيَ مِنْ جِهَةِ قِبْلَةِ مَسْجِدِ قَبَاءَ إِلَى جِهَةِ الْغَرْبِ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا الْبُوَيْلَةُ بِاللَّامِ بَدَلَ الرَّاءِ قَوْله فَنزل مَا قطعْتُمْ من لينَة هِيَ صِنْفٌ مِنَ النَّخْلِ قَالَ السُّهَيْلِيُّ فِي تَخْصِيصِهَا بِالذِّكْرِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ الَّذِي يَجُوزُ قَطْعُهُ مِنْ شَجَرِ الْعَدُوِّ مَا لَا يَكُونُ مُعَدًّا لِلِاقْتِيَاتِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَاتُونَ الْعَجْوَةَ وَالْبَرْنِيَّ دُونَ اللِّينَةِ وَفِي الْجَامِعِ اللِّينَةُ النَّخْلَةُ وَقِيلَ الدِّفْلُ وَعَنِ الْفَرَّاءِ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ النَّخْلِ سِوَى الْعَجْوَةِ فَهُوَ مِنَ اللِّينِ .
قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة أخبرنَا حبَان هُوَ بن هِلَالٍ وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ ثَقِيلَةٌ وَإِسْحَاق الرَّاوِي عَنهُ هُوَ بن رَاهْوَيْهِ .
قَوْلُهُ وَلَهَا يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ لَهَانَ بِاللَّامِ بَدَلَ الْوَاوِ وَسَقَطَتِ اللَّامُ وَالْوَاوُ مِنْ رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ وَقَولُهُ سَرَاةِ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ جَمْعُ سَرِيٍّ وَهُوَ الرَّئِيسُ وَقَولُهُ حَرِيقٌ بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرٌ أَيْ مُشْتَعِلٌ وَإِنَّمَا قَالَ حَسَّانُ ذَلِكَ تَعْيِيرًا لِقُرَيْشٍ لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَغْرُوهُمْ بِنَقْضِ الْعَهْدِ وَأَمَرُوهُمْ بِهِ وَوَعَدُوهُمْ أَنْ يَنْصُرُوهُمْ إِنْ قَصَدَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَوْلُهُ فَأَجَابَهُ أَبُو سُفْيَانَ بن الْحَارِث أَي بن عبد الْمطلب وَهُوَ بن عَمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ حِينَئِذٍ لَمْ يُسْلِمْ وَقَدْ أَسْلَمَ بَعْدُ فِي الْفَتْحِ وَثَبَتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُنَيْنٍ وَذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَنَّ اسْمه الْمُغيرَة وَجزم بن قُتَيْبَة أَن الْمُغيرَة أَخُوهُ وَبِه جزم بن عَبْدِ الْبَرِّ وَالسُّهَيْلِيُّ .
قَوْلُهُ سَتَعْلَمُ أَيُّنَا مِنْهَا بِنُزْهٍ بِنُونٍ ثُمَّ زَايٍ سَاكِنَةٍ أَيْ بِبُعْدٍ وَزْنًا وَمَعْنًى وَيُقَالُ بِفَتْحِ النُّونِ أَيْضًا وَقَولُهُ وَتَعْلَمُ أَيَّ أَرْضَيْنَا بِالتَّثْنِيَةِ وَقَولُهُ تَضِيرُ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَكَسْرِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الضَّيْرِ وَهُوَ بِمَعْنَى الضُّرِّ وَيُطْلَقُ الضَّيْرُ وَيُرَادُ بِهِ الْمَضَرَّةُ وَنِسْبَةُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ وَجَوَابُهَا لِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ هُوَ الْمَشْهُورُ كَمَا وَقَعَ فِي هَذَا الصَّحِيحِ وَعِنْدَ مُسْلِمٍ بَعْضُ ذَلِكَ وَعِنْدَ شَيْخِ شُيُوخِنَا أَبِي الْفَتْحِ بْنِ سَيِّدِ النَّاسِ فِي عُيُونِ الْأَثَرِ لَهُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ أَنَّ الَّذِي قَالَ لَهُ وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ هُوَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ وَأَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ عَزَّ بَدَلَ هَانَ وَأَنَّ الَّذِي أَجَابَ بِقَوْلِهِ أَدَامَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ صَنِيعِ الْبَيْتَيْنِ هُوَ حَسَّانُ قَالَ وَهُوَ أَشْبَهُ مِنَ الرِّوَايَةِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي الْبُخَارِيِّ اه وَلَمْ يَذْكُرْ مُسْتَنَدًا لِلتَّرْجِيحِ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الَّذِي فِي الصَّحِيحِ أَصَحُّ وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا يُظَاهِرُونَ كُلَّ مَنْ عَادَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَيَعِدُونَهُمُ النَّصْرَ وَالْمُسَاعَدَةَ فَلَمَّا وَقَعَ لِبَنِي النَّضِيرِ مِنَ الْخِذْلَانِ مَا وَقَعَ قَالَ حَسَّانُ الْأَبْيَاتَ الْمَذْكُورَةَ مُوَبِّخًا لِقُرَيْشٍ وَهُمْ بَنُو لُؤَيٍّ كَيْفَ خذلوا أَصْحَابهم وَقد ذكر بن إِسْحَاقَ أَنَّ حَسَّانَ قَالَ ذَلِكَ فِي غَزْوَةِ بَنِي قُرَيْظَةَ وَأَنَّهُ إِنَّمَا ذَكَرَ بَنِي النَّضِيرِ اسْتِطْرَادًا فَمِنَ الْأَبْيَاتِ الْمَذْكُورَةِ أَلَا يَا سَعْدُ سَعْدَ بَنِي مُعَاذٍ فَمَا فَعَلَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ وَفِيهَا وَقَدْ قَالَ الْكَرِيمُ أَبُو حُبَابٍ أَقِيمُوا قَيْنُقَاعَ وَلَا تَسِيرُوا وَأَوَّلُهَا تَقَاعَدَ مَعْشَرٌ نَصَرُوا قُرَيْشًا وَلَيْسَ لَهُمْ بِبَلْدَتِهِمْ نَصِيرُ هُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ فَضَيَّعُوهُ فَهُمْ عُمْيٌ عَنِ التَّوْرَاةِ بُورُ كَفَرْتُمْ بِالْقُرْآنِ لَقَدْ لَقِيتُمْ بِتَصْدِيقِ الَّذِي قَالَ النَّذِيرُ وَفِي جَوَابِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِث فِي قَوْله وَتعلم أَيَّ أَرْضَيْنَا تَضِيرُ مَا يُرَجِّحُ مَا وَقَعَ فِي الصَّحِيحِ لِأَنَّ أَرْضَ بَنِي النَّضِيرِ مُجَاوِرَةٌ لِأَرْضِ الْأَنْصَارِ فَإِذَا خَرِبَتْ أَضَرَّتْ بِمَا جَاوَرَهَا بِخِلَافِ أَرْضِ قُرَيْشٍ فَإِنَّهَا بَعِيدَةٌ مِنْهَا بُعْدًا شَدِيدًا فَلَا تُبَالِي بِخَرَابِهَا فَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ يَقُولُ تَخَرَّبَتْ أَرْضُ بَنِي النَّضِيرِ وَتَخْرِيبُهَا إِنَّمَا يَضُرُّ أَرْضَ مَنْ جَاوَرَهَا وَأَرْضُكُمْ هِيَ الَّتِي تُجَاوِرُهَا فَهِيَ الَّتِي تَتَضَرَّرُ لَا أَرْضُنَا وَلَا يَتَهَيَّأُ مِثْلُ هَذَا فِي عَكْسِهِ إِلَّا بِتَكَلُّفٍ وَهُوَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْمِيرَةَ كَانَتْ تُحْمَلُ مِنْ أَرْضِ بَنِي النَّضِيرِ إِلَى مَكَّةَ فَكَانُوا يَرْتَفِقُونَ بِهَا فَإِذَا خَرِبَتْ تَضُرُّهُمْ بِخِلَافِ الْمَدِينَةِ فَإِنَّهَا فِي غِنْيَةٍ عَنْ أَرْضِ بَنِي النَّضِيرِ بِغَيْرِهَا كَخَيْبَرَ وَنَحْوِهَا فَيُتَّجَهُ بَعْضُ اتِّجَاهٍ لَكِنْ إِذَا تَعَارَضَا كَانَ مَا فِي الصَّحِيحِ أَصَحُّ وَيُحْتَمَلُ إِنْ كَانَ مَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ مَحْفُوظًا أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ ضَمَّنَ فِي جَوَابِهِ بَيْتًا مِنْ قَصِيدَةِ حَسَّانَ فَاهْتَدَمَهُ فَلَمَّا قَالَ حَسَّانُ وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ اهْتَدَمَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ وَعَزَّ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ وَهُوَ عَمَلٌ سَائِغٌ وَكَأَنَّ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ اسْتَبْعَدَ أَنْ يَدْعُوَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ عَلَى أَرْضِ الْكَفَرَةِ مِثْلَهُ بِالتَّحْرِيقِ فِي قَوْلِهِ أَدَامَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ صَنِيعٍ وَالْجَوَابُ عَنْهُ أَنَّ اسْمَ الْكَفَرَةِ وَإِنْ جَمَعَهُمْ لَكِنَّ الْعَدَاوَةَ الدِّينِيَّةَ كَانَتْ قَائِمَةً بَيْنَهُمْ كَمَا بَيْنَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَعَبَدَةِ الْأَوْثَانِ مِنَ التَّبَايُنِ وَأَيْضًا فَ.
قَوْلُهُ وَحَرَّقَ فِي نَوَاحِيهَا السَّعِيرُ يُرِيدُ بِنَوَاحِيهَا الْمَدِينَةَ فَيَرْجِعُ ذَلِكَ دُعَاءً عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَيْضًا وَلِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ قَصِيدَةٌ عَلَى هَذَا الْوَزْنِ وَالرَّوِيِّ أَيْضا ذكرهَا بن إِسْحَاقَ أَوَّلُهَا لَقَدْ مُنِيَتْ بِغَدْرَتِهَا الْحُبُورُ كَذَاكَ الدَّهْرُ ذُو صَرْفٍ يَدُورُ يَقُولُ فِيهَا فَغُودِرَ مِنْهُمْ كَعْبٌ صَرِيعًا فَذَلَّتْ عِنْدَ مَصْرَعِهِ النَّضِيرُ يُشِيرُ إِلَى كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ الَّذِي سَيُذْكَرُ قَتْلُهُ عَقِبَ هَذَا وَفِيهَا فَذَاقُوا غِبَّ أَمْرِهِمْ وَبَالًا لِكُلِّ ثَلَاثَةٍ مِنْهُمْ بَعِيرُ فَأُجْلُوا عَامِدِينَ بِقَيْنُقَاعَ وَغُودِرَ مِنْهُمْ نَخْلٌ وَدُورُ