هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
5065 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
5065 حدثني محمد بن رافع ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن جعفر الجزري ، عن يزيد بن الأصم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله فيغفر لهم
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Abu Huraira reported Allah's Messenger (ﷺ) having said:

By Him in Whose Hand is my life, if you were not to commit sin, Allah would sweep you out of existence and He would replace (you by) those people who would commit sin and seek forgiveness from Allah, and He would have pardoned them.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.



المعنى العام

يراجع في باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه والتوبة

المباحث العربية

( والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة) وفي الرواية الثانية لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها أي أشد فرحا من فرح أحدكم بوجود ضالته بعد أن فقدها وفقد الأمل في الحصول عليها وفي الرواية الثالثة لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل ... قال النووي قال العلماء فرح الله تعالى هو رضاه وقال المازري الفرح ينقسم إلى وجوه منها السرور والسرور يقارنه الرضا بالمسرور به قال فالمراد هنا أن الله تعالى يرضى توبة عبده أشد مما يرضى واجد ضالته بالفلاة فعبر عن الرضا بالفرح تأكيدا لمعنى الرضا في نفس السامع ومبالغة في تقريره اهـ

وقال الخطابي الفرح الذي يتعارفه الناس بينهم غير جائز على الله وقال ابن العربي كل صفة تقتضي التغير لا يجوز أن يوصف الله بحقيقتها فإن ورد شيء من ذلك حمل على معنى يليق به وقد يعبر عن الشيء بسببه أو بثمرته الحاصلة عنه فإن من فرح بشيء جاء لفاعله بما سأل وبذل له ما طلب فعبر عن عطاء الباري وواسع كرمه بالفرح

وقال ابن أبي جمرة كنى عن إحسان الله للتائب وتجاوزه عنه بالفرح لأن عادة الملك إذا فرح بفعل أحد أن يبالغ في الإحسان إليه

وقال القرطبي في المفهم هذا مثل قصد به بيان سرعة قبول الله توبة عبده التائب وأنه يقبل عليه بمغفرته ويعامله معاملة من يفرح بعمله ووجه هذا المثل أن العاصي وقع بسبب معصيته في قبضة الشيطان وأسره وقد أشرف على الهلاك فإذا لطف الله به ووفقه للتوبة خرج من شؤم تلك المعصية وتخلص من أسر الشيطان ومن المهلكة التي أشرف عليها فأقبل الله عليه بمغفرته ورحمته وإلا فالفرح الذي هو من صفات المخلوقين محال على الله تعالى لأنه اهتزاز وطرب يجده الشخص من نفسه عند ظفره بغرض يستكمل به نقصانه أو يدفع به عن نفسه ضررا أو نقصا وكل ذلك محال على الله فإنه الكامل بذاته الغني بوجوده الذي لا يلحقه نقص ولا قصور فعبر عن ثمرة الفرح بالفرح على طريقة العرب في تسمية الشيء باسم ما جاوره أو بسببه قال وهذا القانون جار في جميع ما أطلق على الله تعالى على صفة من الصفات التي لا تليق به

( من رجل في أرض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها حتى أدركه العطش ثم قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده) دوية اتفق العلماء على أنها بفتح الدال وتشديد الواو المكسورة وتشديد الياء المفتوحة وفي ملحق الرواية الثالثة من رجل بداوية من الأرض بزيادة ألف وهي بتشديد الياء أيضا وكلاهما صحيح قال أهل اللغة الدوية الأرض القفر والفلاة الخالية وقال الخليل هي المفازة قالوا ويقال دوية وداوية فأما الدوية فمنسوب إلى الدو بتشديد الواو وهي البرية التي لا نبات فيها وأما الداوية فهي على إبدال إحدى الواوين ألفا كما قيل في النسب إلى طي طائي

والمهلكة بفتح الميم وبفتح اللام وكسرها وهي موضع مخوف الهلاك ويقال لها مفازة قيل إنه من قولهم فوز الرجل بتشديد الواو المفتوحة إذا هلك وقيل سميت مفازة على سبيل التفاؤل بفوزه ونجاته منها كما يقال للديغ سليم.

وفي الرواية الرابعة من رجل حمل زاده ومزاده على بعير والمزاد والمزادة الماء ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض فأدركته القائلة فنزل فقال تحت شجرة فغلبته عينه وانسل بعيره فاستيقظ فسعى شرفا أي جرى مكانا عاليا من الأرض لينظر منه هل يراها؟ فلم ير شيئا ... فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه فبينما هو قاعد إذ جاءه بعيره يمشي حتى وضع خطامه في يده فلله أشد فرحا بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله أي وعليه زاده وماؤه ومتاعه.

وفي الرواية الخامسة كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب وعليها له طعام وشراب فطلبها حتى شق عليه ثم مرت بجذل شجرة بكسر الجيم وفتحها وسكون الذال وهو أصل الشجرة القائم فتعلق زمامها فوجدها متعلقة به قلنا شديدا أي نراه فرح فرحا شديدا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والله لله أشد فرحا بتوبة عبده من الرجل براحلته ويجمع بين الروايات بأن الشجرة التي تعلقت بها كانت بجواره وفي الرواية السادسة كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه أي فنام فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها أي بعد البحث عنها أيس من استردادها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح فقلب اللفظ المراد وهو أنت ربي وأنا عبدك الشاكر لفضلك قال القاضي عياض ما قاله الإنسان من مثل هذا في حال دهشته وذهوله لا يؤاخذ به

وفي الرواية السابعة لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم إذا استيقظ على بعيره في الكلام مضاف محذوف أي إذا استيقظ على انسلال بعيره وهربه قد أضله أضل الرجل بعيره ففي رواية فأضلها بأرض فلاة وقال القاضي عياض هكذا هو في جميع النسخ إذا استيقظ على بعيره واتفقت عليه رواة صحيح مسلم قال قال بعضهم وهو وهم وصوابه إذا سقط على بعيره أي وقع عليه وصادفه من غير قصد قال ورواية استيقظ صحيحة لكن السياق يدل على سقط وصحته كما في البخاري فنام نومة فرفع رأسه فإذا راحلته عنده اهـ وهكذا حمل القاضي عياض استيقاظ الرجل على النومة الثانية وحملناه على النومة الأولى والله أعلم

( لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون يغفر لهم) في الرواية التاسعة لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم وفي الرواية العاشرة والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم فعبر عن التوبة بالاستغفار والاستغفار الذي هو طلب المغفرة يعتبر توبة والله أعلم

فقه الحديث

مضى الكلام عن التوبة وشروطها وقبولها ووقت صلاحيتها قبل أبواب عند باب التوبة ونضيف هنا ما يستفاد من هذا الحديث

يؤخذ منه

1- جواز سفر المرء وحده لأن الشارع لا يضرب المثل إلا بما يجوز ويحمل حديث النهي عن ذلك على الكراهة جمعا بين النصوص

2- وفيه تسمية المفازة التي ليس فيها ما يؤكل ولا يشرب مهلكة

3- وأن من ركن إلى الله كفاه وجعل له من ضيقه مخرجا

4- وفيه بركة الاستسلام لأمر الله بعد استنفاد الوسائل المشروعة

5- وفيه ضرب المثل بما يصل إلى الأفهام من الأمور المحسوسة

والله أعلم