هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
7119 حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ ، أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ : أَيُّهُمْ هُوَ ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ : هُوَ خَيْرُهُمْ ، فَقَالَ آخِرُهُمْ : خُذُوا خَيْرَهُمْ ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى ، فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ ، وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ ، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ ، فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ ، حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ ، مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً ، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ - يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ - ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ : قَالُوا : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مَعِيَ مُحَمَّدٌ ، قَالَ : وَقَدْ بُعِثَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا ، فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ ، لاَ يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِي الأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ ، فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ ، وَقَالَ : مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِابْنِي ، نِعْمَ الِابْنُ أَنْتَ ، فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ ، فَقَالَ : مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا النِّيلُ وَالفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا ، ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ ، فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ ، فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ ، قَالَ : مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ ، قَالَ : هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ، فَقَالَتِ المَلاَئِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ الأُولَى مَنْ هَذَا ، قَالَ جِبْرِيلُ : قَالُوا : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالُوا : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، وَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتِ الأُولَى وَالثَّانِيَةُ ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الخَامِسَةِ ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ ، فَأَوْعَيْتُ مِنْهُمْ إِدْرِيسَ فِي الثَّانِيَةِ ، وَهَارُونَ فِي الرَّابِعَةِ ، وَآخَرَ فِي الخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظِ اسْمَهُ ، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ ، وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلاَمِ اللَّهِ ، فَقَالَ مُوسَى : رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ ، ثُمَّ عَلاَ بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ، حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ المُنْتَهَى ، وَدَنَا لِلْجَبَّارِ رَبِّ العِزَّةِ ، فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ، فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ : خَمْسِينَ صَلاَةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى ، فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ ؟ قَالَ : عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، قَالَ : إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ : أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ ، فَعَلاَ بِهِ إِلَى الجَبَّارِ ، فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ : يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فَإِنَّ أُمَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ هَذَا ، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى ، فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ ، ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الخَمْسِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ ، فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأَبْصَارًا وَأَسْمَاعًا فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ ، كُلَّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ ، وَلاَ يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الخَامِسَةِ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا ، فَقَالَ الجَبَّارُ : يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ ، كَمَا فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الكِتَابِ ، قَالَ : فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الكِتَابِ ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ ، فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : كَيْفَ فَعَلْتَ ؟ فَقَالَ : خَفَّفَ عَنَّا ، أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ، قَالَ مُوسَى : قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مُوسَى ، قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ قَالَ : وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الحَرَامِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  يعني عروق حلقه ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا ، فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل السماء من هذا ؟ فقال جبريل : قالوا : ومن معك ؟ قال : معي محمد ، قال : وقد بعث ؟ قال : نعم ، قالوا : فمرحبا به وأهلا ، فيستبشر به أهل السماء ، لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم ، فوجد في السماء الدنيا آدم ، فقال له جبريل : هذا أبوك آدم فسلم عليه ، فسلم عليه ورد عليه آدم ، وقال : مرحبا وأهلا بابني ، نعم الابن أنت ، فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان ، فقال : ما هذان النهران يا جبريل ؟ قال : هذا النيل والفرات عنصرهما ، ثم مضى به في السماء ، فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد ، فضرب يده فإذا هو مسك أذفر ، قال : ما هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك ، ثم عرج به إلى السماء الثانية ، فقالت الملائكة له مثل ما قالت له الأولى من هذا ، قال جبريل : قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : مرحبا به وأهلا ، ثم عرج به إلى السماء الثالثة ، وقالوا له مثل ما قالت الأولى والثانية ، ثم عرج به إلى الرابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء الخامسة ، فقالوا مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء السادسة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء السابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، كل سماء فيها أنبياء قد سماهم ، فأوعيت منهم إدريس في الثانية ، وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه ، وإبراهيم في السادسة ، وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله ، فقال موسى : رب لم أظن أن يرفع علي أحد ، ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله ، حتى جاء سدرة المنتهى ، ودنا للجبار رب العزة ، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى الله فيما أوحى إليه : خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة ، ثم هبط حتى بلغ موسى ، فاحتبسه موسى ، فقال : يا محمد ، ماذا عهد إليك ربك ؟ قال : عهد إلي خمسين صلاة كل يوم وليلة ، قال : إن أمتك لا تستطيع ذلك ، فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك ، فأشار إليه جبريل : أن نعم إن شئت ، فعلا به إلى الجبار ، فقال وهو مكانه : يا رب خفف عنا فإن أمتي لا تستطيع هذا ، فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع إلى موسى ، فاحتبسه فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات ، ثم احتبسه موسى عند الخمس ، فقال : يا محمد والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا فضعفوا فتركوه ، فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبدانا وأبصارا وأسماعا فارجع فليخفف عنك ربك ، كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل ليشير عليه ، ولا يكره ذلك جبريل ، فرفعه عند الخامسة ، فقال : يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وأبدانهم فخفف عنا ، فقال الجبار : يا محمد ، قال : لبيك وسعديك ، قال : إنه لا يبدل القول لدي ، كما فرضته عليك في أم الكتاب ، قال : فكل حسنة بعشر أمثالها ، فهي خمسون في أم الكتاب ، وهي خمس عليك ، فرجع إلى موسى ، فقال : كيف فعلت ؟ فقال : خفف عنا ، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها ، قال موسى : قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ، ارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا موسى ، قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه ، قال : فاهبط باسم الله قال : واستيقظ وهو في مسجد الحرام
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Anas bin Malik:

The night Allah's Messenger (ﷺ) was taken for a journey from the sacred mosque (of Mecca) Al-Ka`ba: Three persons came to him (in a dreamy while he was sleeping in the Sacred Mosque before the Divine Inspiration was revealed to Him. One of them said, Which of them is he? The middle (second) angel said, He is the best of them. The last (third) angle said, Take the best of them. Only that much happened on that night and he did not see them till they came on another night, i.e. after The Divine Inspiration was revealed to him. (Fath-ul-Bari Page 258, Vol. 17) and he saw them, his eyes were asleep but his heart was not----and so is the case with the prophets: their eyes sleep while their hearts do not sleep. So those angels did not talk to him till they carried him and placed him beside the well of Zamzam. From among them Gabriel took charge of him. Gabriel cut open (the part of his body) between his throat and the middle of his chest (heart) and took all the material out of his chest and `Abdomen and then washed it with Zamzam water with his own hands till he cleansed the inside of his body, and then a gold tray containing a gold bowl full of belief and wisdom was brought and then Gabriel stuffed his chest and throat blood vessels with it and then closed it (the chest). He then ascended with him to the heaven of the world and knocked on one of its doors. The dwellers of the Heaven asked, 'Who is it?' He said, Gabriel. They said, Who is accompanying you? He said, Muhammad. They said, Has he been called? He said, Yes They said, He is welcomed. So the dwellers of the Heaven became pleased with his arrival, and they did not know what Allah would do to the Prophet (ﷺ) on earth unless Allah informed them. The Prophet (ﷺ) met Adam over the nearest Heaven. Gabriel said to the Prophet, He is your father; greet him. The Prophet (ﷺ) greeted him and Adam returned his greeting and said, Welcome, O my Son! O what a good son you are! Behold, he saw two flowing rivers, while he was in the nearest sky. He asked, What are these two rivers, O Gabriel? Gabriel said, These are the sources of the Nile and the Euphrates. Then Gabriel took him around that Heaven and behold, he saw another river at the bank of which there was a palace built of pearls and emerald. He put his hand into the river and found its mud like musk Adhfar. He asked, What is this, O Gabriel? Gabriel said, This is the Kauthar which your Lord has kept for you. Then Gabriel ascended (with him) to the second Heaven and the angels asked the same questions as those on the first Heaven, i.e., Who is it? Gabriel replied, Gabriel. They asked, Who is accompanying you? He said, Muhammad. They asked, Has he been sent for? He said, Yes. Then they said, He is welcomed.'' Then he (Gabriel) ascended with the Prophet (ﷺ) to the third Heaven, and the angels said the same as the angels of the first and the second Heavens had said. Then he ascended with him to the fourth Heaven and they said the same; and then he ascended with him to the fifth Heaven and they said the same; and then he ascended with him to the sixth Heaven and they said the same; then he ascended with him to the seventh Heaven and they said the same. On each Heaven there were prophets whose names he had mentioned and of whom I remember Idris on the second Heaven, Aaron on the fourth Heavens another prophet whose name I don't remember, on the fifth Heaven, Abraham on the sixth Heaven, and Moses on the seventh Heaven because of his privilege of talking to Allah directly. Moses said (to Allah), O Lord! I thought that none would be raised up above me. But Gabriel ascended with him (the Prophet) for a distance above that, the distance of which only Allah knows, till he reached the Lote Tree (beyond which none may pass) and then the Irresistible, the Lord of Honor and Majesty approached and came closer till he (Gabriel) was about two bow lengths or (even) nearer. (It is said that it was Gabriel who approached and came closer to the Prophet. (Fate Al-Bari Page 263, 264, Vol. 17). Among the things which Allah revealed to him then, was: Fifty prayers were enjoined on his followers in a day and a night. Then the Prophet (ﷺ) descended till he met Moses, and then Moses stopped him and asked, O Muhammad ! What did your Lord en join upon you? The Prophet (ﷺ) replied, He enjoined upon me to perform fifty prayers in a day and a night. Moses said, Your followers cannot do that; Go back so that your Lord may reduce it for you and for them. So the Prophet (ﷺ) turned to Gabriel as if he wanted to consult him about that issue. Gabriel told him of his opinion, saying, Yes, if you wish. So Gabriel ascended with him to the Irresistible and said while he was in his place, O Lord, please lighten our burden as my followers cannot do that. So Allah deducted for him ten prayers where upon he returned to Moses who stopped him again and kept on sending him back to his Lord till the enjoined prayers were reduced to only five prayers. Then Moses stopped him when the prayers had been reduced to five and said, O Muhammad! By Allah, I tried to persuade my nation, Bani Israel to do less than this, but they could not do it and gave it up. However, your followers are weaker in body, heart, sight and hearing, so return to your Lord so that He may lighten your burden. The Prophet (ﷺ) turned towards Gabriel for advice and Gabriel did not disapprove of that. So he ascended with him for the fifth time. The Prophet (ﷺ) said, O Lord, my followers are weak in their bodies, hearts, hearing and constitution, so lighten our burden. On that the Irresistible said, O Muhammad! the Prophet replied, Labbaik and Sa`daik. Allah said, The Word that comes from Me does not change, so it will be as I enjoined on you in the Mother of the Book. Allah added, Every good deed will be rewarded as ten times so it is fifty (prayers) in the Mother of the Book (in reward) but you are to perform only five (in practice). The Prophet (ﷺ) returned to Moses who asked, What have you done? He said, He has lightened our burden: He has given us for every good deed a tenfold reward. Moses said, By Allah! I tried to make Bani Israel observe less than that, but they gave it up. So go back to your Lord that He may lighten your burden further. Allah's Messenger (ﷺ) said, O Moses! By Allah, I feel shy of returning too many times to my Lord. On that Gabriel said, Descend in Allah's Name. The Prophet (ﷺ) then woke while he was in the Sacred Mosque (at Mecca).

":"ہم سے عبد العزیز بن عبداللہ اویسی نے بیان کیا ‘ انہوں نے کہا مجھ سے سلیمان بن بلال نے بیان کیا ‘ ان سے شریک بن عبداللہ بن ابی نے بیان کیا ‘ انہوں نے بیان کیا کہ میں نے انس بن مالک رضی اللہ عنہ سے سنا ‘انہوں نے وہ واقعہ بیان کیا جس رات رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کو مسجد کعبہ سے معراج کے لیے لے جایا گیا کہ وحی آنے سے پہلے آپ کے پاس فرشتے آئے ۔ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم مسجدالحرام میں سوئے ہوئے تھے ۔ ان میں سے ایک نے پوچھا کہ وہ کون ہیں ؟ دوسرے نے جواب دیا کہ وہ ان میں سب سے بہتر ہیں تیسرے نے کہا کہ ان میں جو سب سے بہتر ہیں انہیں لے لو ۔ اس رات کو بس اتنا ہی واقعہ پیش آیا اور آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم نے اس کے بعد انہیں نہیں دیکھا ۔ یہاں تک کہ وہ دوسری رات آئے جب کہ آپ کا دل دیکھ رہا تھا اور آپ کی آنکھیں سو رہی تھیں ۔ لیکن دل نہیں سو رہا تھا ۔ انبیاء کا یہی حال ہوتا ہے ۔ ان کی آنکھیں سوتی ہیں لیکن ان کے دل نہیں سوتے ۔ چنانچہ انہوں نے آپ سے بات نہیں کی ۔ بلکہ آپ کو اٹھا کر زمزم کے کنویں کے پاس لائے ۔ یہاں جبرائیل علیہ السلام نے آپ کا کام سنبھا لا اور آپ کے گلے سے دل کے نیچے تک سینہ چاک کیا اور سینے اور پیٹ کو پاک کر کے زمزم کے پانی سے اسے اپنے ہاتھ سے دھویا یہاں تک کہ آپ کا پیٹ صاف ہو گیا ۔ پھر آپ کے پا سونے کا طشت لایا گیا جس میں سونے کا ایک برتن ایمان وحکمت سے بھرا ہوا تھا ۔ اس سے آپ کے سینے اور حلق کی رگوں کو سیا اور اسے برابر کر دیا ۔ پھر آپ کو لے کر آسمان دنیا پر چڑھے اور اس کے دروازوں میں سے ایک دروازے پر دستک دی ۔ آسمان والوں نے ان سے پوچھا آپ کون ہیں ؟ انہوں نے کہا کہ جبرائیل انہوں نے پوچھا اور آپ کے ساتھ کون ہے ؟ جواب دیا کہ میرے ساتھ محمد صلی اللہ علیہ وسلم ہیں ۔ پوچھا کیا انہیں بلایا گیا ہے ؟ جواب دیا کہ ہاں ۔ آسمان والوں نے کہا خوب اچھے آئے اور اپنے ہی لوگوں میں آئے ہو ۔ آسمان والے اس سے خوش ہوئے ۔ ان میں سے کسی کو معلوم نہیں ہوتا کہ اللہ تعالیٰ زمین میں کیا کرنا چاہتا ہے جب تک وہ انہیں بتا نہ دے ۔ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم نے آسمان دنیا پر آدم علیہ السلام کو پایا ۔ جبرائیل علیہ السلام نے آپ سے کہا کہ یہ آپ کے بزرگ ترین دادا آدم ہیں آپ انہیں سلام کیجئے ۔ آدم علیہ السلام نے سلام کا جواب دیا ۔ کہا کہ خوب اچھے آئے اور اپنے ہی لوگوں میں آئے ہو ۔ مبارک ہو اپنے بیٹے کو ‘ آپ کیا ہی اچھے بیٹے ہیں ۔ آپ نے آسمان دنیا میں دو نہریں دیکھیں جو بہہ رہی تھیں ۔ پوچھا اے جبرائیل ! یہ نہریں کیسی ہیں ؟ جبرائیل علیہ السلام نے جواب دیا کہ یہ نیل اور فرات کا منبع ہے ۔ پھر آپ آسمان پر اور چلے تو دیکھا کہ ایک دوسری نہر ہے جس کے اوپر موتی اور زبر جد کا محل ہے ۔ اس پر اپنا ہاتھ مارا تو وہ مشک ہے ۔ پوچھا جبرائیل ! یہ کیا ہے ؟ جواب دیا کہ یہ کوثر ہے جسے اللہ نے آپ کے لیے محفوظ رکھا ہے ۔ پھر آپ دوسرے آسمان پر چڑھے ۔ فرشتوں نے یہاں بھی وہی سوال کیا جو پہلے آسمان پر کیا تھا ۔ کون ہیں ؟ کہا جریل ۔ پوچھا آپ کے ساتھ کون ہیں ؟ کہا محمد صلی اللہ علیہ وسلم ۔ پوچھا کیا انہیں بلایا گیا ہے ؟ انہوں نے کہا کہ ہاں ۔ فرشتے بولے انہیں مرحبا اور بشارت ہو ۔ پھر آپ کو لے کر تیسرے آسمان پر چڑھے اور یہاں بھی وہی سوال کیا جو پہلے اور دوسرے آسمان پر کیا تھا ۔ پھر چوتھے آسمان پر لے کر چڑھے اور یہاں بھی وہی سوال کیا ۔ پھر پانچویں آسمان پر آپ کو لے کر چڑھے اور یہاں بھی وہی سوال کیا پھر چھٹے آسمان پر آپ کو لے کر چڑھے اور یہاں بھی وہی سوال کیا ۔ پھر آپ کو لے کر ساتویں آسمان پر چڑھے اور یہاں بھی وہی سوال کیا ۔ ہر آسمان پر انبیاء ہیں جن کے نام آپ نے لیے ۔ مجھے یہ یاد ہے کہ ادریس علیہ السلام دوسرے آسمان پر ‘ ہارون علیہ السلام چوتھے آسمان پر ‘ اور دوسرے نبی پانچویں آسمان پر ۔ جن کے نام مجھے یاد نہیں اور ابراہیم علیہ السلام چھٹے آسمان پر اور موسیٰ علیہ السلام ساتویں آسمان پر ۔ یہ انہیں اللہ تعالیٰ نے شرف ہم کلامی کی وجہ سے فضیلت ملی تھی ۔ موسیٰ علیہ السلام نے کہا میرے رب ! میرا خیال نہیں تھا کہ کسی کو مجھ سے بڑھایا جائے گا ۔ پھر جبرائیل علیہ السلام انہیں لے کر اس سے بھی اوپر گئے جس کا علم اللہ کے سوا اور کسی کو نہیں یہاں تک کہ آپ کو سدرۃالمنتہیٰ پر لے کر آئے اور رب العزت تبارک وتعالیٰ سے قریب ہوئے اور اتنے قریب جیسے کمان کے دونوں کنارے یا اس سے بھی قریب ۔ پھر اللہ نے اور دوسری باتوں کے ساتھ آپ کی امت پر دن اور رات میں پچاس نمازوں کی وحی کی ۔ پھر آپ اترے اور جب موسیٰ علیہ السلام کے پاس پہنچے تو انہوں نے آپ کو روک لیا اور پوچھا اے محمد صلی اللہ علیہ وسلم ! آپ کے رب نے آپ سے کیا عہد لیا ہے ؟ فرمایا کہ میرے رب نے مجھ سے دن اور رات میں پچاس نمازوں کا عہد لیا ہے ۔ موسیٰ علیہ السلام نے فرمایا کہ آپ کی امت میں اس کی طاقت نہیں ۔ واپس جائیے اور اپنی اور اپنی امت کی طرف سے کمی کی درخواست کیجئے ۔ چنانچہ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم جبرائیل علیہ السلام کی طرف متوجہ ہوئے اور انہوں نے بھی اشارہ کیا کہ ہاں اگر چاہیں تو بہتر ہے ۔ چنانچہ آپ پھر انہیں لے کر اللہ تعالیٰ کی بار گاہ میں حاضر ہوئے اور اپنے مقام پر کھڑے ہو کر عرض کیا اے رب ! ہم سے کمی کر دے کیونکہ میری امت اس کی طاقت نہیں رکھتی ۔ چنانچہ اللہ تعالیٰ نے دس نمازوں کی کمی کر دی ۔ پھر آپ موسیٰ علیہ السلام کے پاس آئے تو انہوں نے آپ کو روکا ۔ موسیٰ علیہ السلام آپ کو اسی طرح برابر اللہ رب العزت کے پاس واپس کرتے رہے ۔ یہاں تک کہ پانچ نمازیں ہو گئیں ۔ پانچ نمازوں پر بھی انہوں نے آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم کو روکا اور کہا اے محمد صلی اللہ علیہ وسلم میں نے اپنی قوم بنی اسرائیل کا تجرہ بہ اس سے کم پر کیا ہے وہ ناتواں ثابت ہوئے اور انہوں نے چھوڑ دیا ۔ آپ کی امت تو جسم ‘ دل ‘ بدن ‘ نظر اور کان ہر اعتبار سے کمزور ہے ‘ آپ واپس جائیے اور اللہ رب العزت اس میں بھی کمی کر دے گا ۔ ہر مرتبہ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم جبرائیل علیہ السلام کی طرف متوجہ ہوتے تھے تاکہ ان سے مشورہ لیں اور جبرائیل علیہ السلام اسے ناپسند نہیں کرتے تھے ۔ جب وہ آپ کو پانچویں مرتبہ بھی لے گئے تو عرض کیا ۔ اے میر رب ! میری امت جسم ‘ دل ‘ نگاہ اور بند ہر حیثیت سے کمزور ہے ‘ پس ہم سے اور کمی کر دے ۔ اللہ تعالیٰ نے اس پر فرمایا کہ وہ قول میرے یہاں بدلا نہیں جاتا جیسا کہ میں نے تم پر ام الکتاب میں فرض کیا ہے ۔ اور فرمایا کہ ہر نیکی کا ثواب دس گنا ہ ہے پس یہ ام الکتاب میں پچاس نمازیں ہیں لیکن تم پر فرض پانچ ہی ہیں ۔ چنانچہ آپ موسیٰ علیہ السلام کے پاس واپس آئے اور انہوں نے پوچھا کیا ہوا ؟ آپ نے کہا کہ ہم سے یہ تخفیف کی کہ ہر نیکی کے بدلے دس کا ثواب ملے گا ۔ موسیٰ علیہ السلام نے کہا کہ میں نے بنی اسرائیل کو اس سے کم پر آزمایا ہے اور انہوں نے چھوڑ دیا ۔ پس آپ واپس جائیے اور مزید کمی کرائیے ۔ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم نے اس پر کہا اے موسیٰ ! واللہ مجھے اپنے رب سے اب شرم آتی ہے کیونکہ باربار آ جا چکا ہوں ۔ انہوں نے کہا کہ پھر اللہ کا نام لے کر اتر جاؤ ۔ پھر جب آپ بیدار ہوئے تو مسجدالحرام میں تھے ۔ اس کے بعد آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم مسجدالحرام ہی میں تھے کہ جا اٹھے جاگ اٹھنے سے یہ مراد ہے کہ وہ حالت معراج کی جاتی رہی اور آپ اپنی حالت میں آ گئے ۔

شرح الحديث من عمدة القاري

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   
[ قــ :7119 ... غــ :7517 ]
- حدّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ الله، حدّثني سُلَيمانُ عَن شَرِيكِ بنِ عَبدِ الله أنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ مالِكٍ يَقُولُ، لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ الله مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ إنّهُ جاءَهُ ثَلاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَن يُوحَى إلَيْهِ وهْوَ نائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحرامِ، فَقَالَ أوَّلُهُمْ: أيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ.
فَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حتَّى أتَوْهُ لَيْلَةً أُخْراى فِيما يَراى قَلْبُهُ، وتَنامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنامُ قَلْبُهُ، وكَذالِكَ الأنْبِيَاءُ تَنامُ أعْيُنُهُمْ وَلَا تَنامُ قُلُوبُهُمْ، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلاَّهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حتَّى فَرَغَ مِنْ صدْرِهِ وجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ ماءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ، حتَّى أنْقاى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوّاً إِيمَانًا وحِكْمَةً، فَحَشا بِهِ صَدْرَهُ ولَغادِيدَهُ يَعْني: عُرُوقَ حَلْقِهِ ثُمَّ أطْبقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّماءِ الدُّنْيا، فَضَرَبَ بابُُا مِنْ أبْوابِها فَنادَاهُ أهْلُ السَّماءِ: مَنْ هاذَا؟ فَقَالَ: جِبْرِيلُ.
قالُوا: ومَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مَعِي مُحَمَّدٌ.
قَالَ: وقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قالُوا: فَمَرْحَباً بِهِ وأهْلاً، فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أهْلُ السَّماءِ لَا يَعْلَمُ أهْلُ السَّماءِ مَا يُرِيدُ الله بِهِ فِي الأرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ، فَوَجَدَ فِي السَّماءِ الدُّنْيا آدَمَ، فَقَالَ لهُ جِبْرِيلُ: هاذا أبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ورَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ.

     وَقَالَ : مَرَحْباً وأهْلاً بِابْنِي نِعْمَ الابْنُ أنْتَ، فَإِذا هُوَ فِي السَّماءِ الدُّنْيا بِنَهْرَيْنِ يَطِردانِ، فَقَالَ: مَا هاذانِ النَّهَرانِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هاذانِ النَّيلُ والفُراتُ عُنْصُرُهُما، ثُمَّ مَضاى بِهِ فِي السَّماءِ فَإِذا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذا هُوَ مِسْكٌ أذْفَرُ، قَالَ: مَا هاذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هاذا الكَوْثَرُ الّذِي خَبَأ لَكَ رَبُّكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّماءِ الثَّانِيَةِ، فَقالَتِ المَلائِكَةُ لهُ مِثْلَ مَا قالَت لهُ الأُولَى: مَنْ هاذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ.
قالُوا: ومَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قالُوا: وقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قالُوا: مرْحباً بِهِ وأهْلاً، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّماءِ الثَّالِثَةِ وقالُوا لهُ مِثْلَ مَا قالَتِ الأُولَى والثانِيَةُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ فقالُوا لهُ مِثْلَ ذالِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّماءِ الخامِسَةِ فقالُوا لهُ مِثْلَ ذالِكَ، ثمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّادِسَةِ فقالُوا لهُ مِثْلَ ذالِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّماءِ السَّابِعَةِ فقالُوا لهُ مِثْلَ ذالِكَ، كُلُّ سَماءٍ فِيها أنْبِياءٌ قَدْ سَمَّاهُمْ، فأوْعَيْتُ مِنْهُمْ: إدْرِيسَ فِي الثانِيَةِ، وهارُونَ فِي الرَّابِعَةِ، وآخَرَ فِي الخامِسَةِ لَمْ أحْفَظِ اسْمهُ، وإبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ، ومُوساى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلامِ الله، فَقَالَ مُوساى: رَبِّ لَمْ أُظُنَّ أنْ يَرْفَعَ عَلَيَّ أحَدٌ.
ثُمَّ عَلاَ بِهِ فَوْق ذالِكَ بِما لَا يَعْلَمُهُ إلاَّ الله حتَّى جاءَ سِدْرَةَ المُنْتَهاى، ودَنا الجَبَّارُ رَبُّ العزةِ فَتَدَلّى حتَّى كانَ مِنْهُ قابَ قَوْسَينِ أوْ أدْنَى فأوْحاى الله فِيما أوْحاى إلَيْهِ: خَمْسِينَ صَلاةً عَلى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ، ثمَّ هَبَطَ حتَّى بَلَغَ مُوساى فاحْتَبَسَهُ مُوساى فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَاذَا عَهِدَ إلَيْكَ ربُّكَ؟ قَالَ: عَهِدَ إلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ، قَالَ: إنَّ أمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذالِكَ، فارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وعَنْهُمْ، فالْتَفَتَ النبيُّ إِلَى جِبْرِيلَ كأنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذالِكَ، فأشارَ إلَيْهِ جِبْرِيلُ؛ أنْ نَعَمْ، إنْ شِئْتَ.
فَعَلا بِهِ إِلَى الجَبَّارِ فَقَالَ وهْوَ مَكانَهُ: يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا، فإنَّ أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ هاذا، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَواتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوساى فاحْتَبَسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُه مُوساى إِلَى رَبِّهِ حتَّى صارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوات، ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوساى عِنْدَ الخَمْسِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ وَالله لَقَدْ راوَدْتُ بَنِي إسْرائِيلَ قَوْمِي عَلى أدْنَى مِنْ هاذا فَضَعفُوا فَتَرَكُوهُ، فأُمَّتَكَ أضْعَفُ أجْساداً وقُلُوباً وأبْداناً وأبْصاراً وأسْماعاً، فارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ، كلَّ ذالِكَ يَلْتَفِتُ النبيُّ إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ وَلَا يَكْرَهُ ذالِكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الخامِسَةَ فَقَالَ: يَا رَبّ ِ إنَّ أُمَّتِي ضُعَفاءُ أجْسادُهُمْ وقُلُوبُهُمْ وأسْماعُهُمْ وأبْدانُهُمْ، فَخَفِّفْ عَنَّا؟ .
فَقَالَ الجَبَّارُ: يَا مُحَمَّدُ قَالَ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ.
قَالَ: إنّهُ لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الكِتابِ.
قَالَ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أمْثالِها فَهْيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الكِتاب، وهْيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ، فَرَجَعَ إِلَى مُوساى فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: خَفَّفَ عَنَّا، أعْطانا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أمْثالِها.
قَالَ مُوساى: قَدْ وَالله رَاوَدْتُ بَنِي إسْرائِيلَ عَلى أدْنَى مِنْ ذالِكَ فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أيْضاً: قَالَ رسولُ الله يَا مُوساى قَدْ وَالله اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلفْتُ إلَيْهِ.
قَالَ: فاهْبِطْ بِسْمِ الله.
قَالَ: واسْتَيْقَظَ وهْوَ فِي مَسْجِدِ الحَرامِ
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: ومُوسَى فِي السَّابِعَة بتفضيل كَلَام الله
وَعبد الْعَزِيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي الْمدنِي، وَسليمَان هُوَ ابْن بِلَال، وَشريك بن عبد الله بن أبي نمر بِفَتْح النُّون وَكسر الْمِيم الْمدنِي التَّابِعِيّ، وَهُوَ أكبر من شريك بن عبد الله النَّخعِيّ القَاضِي.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ: جَاءَ فِي رِوَايَة شريك أَوْهَام أنكرها الْعلمَاء من جُمْلَتهَا أَنه قَالَ ذَلِك قبل أَن يُوحى إِلَيْهِ، وَهُوَ غلط لم يُوَافق عَلَيْهِ، وَأَيْضًا: الْعلمَاء أَجمعُوا على أَن فرض الصَّلَاة كَانَ لَيْلَة الْإِسْرَاء، فَكيف يكون قبل الْوَحْي؟ قَوْله: ابْن مَالك هُوَ أنس بن مَالك، كَذَا وَقع فِي كثير من النّسخ، وَصرح فِي بَعْضهَا: أنس بن مَالك، رَضِي الله عَنهُ.

ثمَّ إِن البُخَارِيّ أورد حَدِيث الْإِسْرَاء من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن أنس عَن أبي ذَر فِي أَوَائِل كتاب الصَّلَاة، وَأوردهُ من رِوَايَة قَتَادَة عَن أنس عَن مَالك بن صعصعة فِي بَدْء الْخلق وَفِي أَوَائِل الْبعْثَة قبيل الْهِجْرَة وَفِي صفة النَّبِي عَن إِسْمَاعِيل بن أبي أويس.
وَأخرجه مُسلم فِي الْإِيمَان عَن هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي.

قَوْله أَنه جَاءَهُ وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: إِذْ جَاءَهُ.
قَوْله: ثَلَاثَة نفر أَي: من الْمَلَائِكَة.
قَوْله: قبل أَن يُوحى إِلَيْهِ أنكرها الْخطابِيّ وَابْن حزم وَعبد الْحق وَالْقَاضِي عِيَاض وَالنَّوَوِيّ، وَقد مضى الْآن مَا قَالَه النَّوَوِيّ، وَقد صرح هَؤُلَاءِ المذكورون بِأَن شَرِيكا تفرد بذلك.
قيل: فِيهِ نظر، لِأَنَّهُ وَافقه كثير بن خُنَيْس بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح النُّون عَن أنس كَمَا أخرجه سعيد بن يحيى بن سعيد الْأمَوِي فِي الْمَغَازِي من طَرِيقه.
قَوْله: وَهُوَ نَائِم فِي الْمَسْجِد الْحَرَام قد أكد هَذَا بقوله فِي آخر الحَدِيث فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام قَوْله: أَيهمْ هُوَ؟ أَي: مُحَمَّد، وَكَانَ عِنْد رَسُول الله رجلَانِ آخرَانِ.
قيل إنَّهُمَا حَمْزَة بن عبد الْمطلب عَمه وجعفر بن أبي طَالب ابْن عَمه.
قَوْله: فَقَالَ أحدهم أَي: أحد النَّفر الثَّلَاثَة.
قَوْله: أوسطهم هُوَ خَيرهمْ أَي: مطلوبك هُوَ خير هَؤُلَاءِ.
قَوْله: خُذُوا خَيرهمْ لأجل أَن يعرج بِهِ إِلَى السَّمَاء.
قَوْله: وَكَانَت أَي: كَانَت هَذِه الْقِصَّة فِي تِلْكَ اللَّيْلَة لم يَقع شَيْء آخر فِيهَا.
قَوْله: فَلم يرهم أَي: بعد ذَلِك حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَة أُخْرَى لم يعين الْمدَّة الَّتِي بَين المجيئين فَيحمل على أَن الْمَجِيء الثَّانِي كَانَ بَدْء الْوَحْي إِلَيْهِ وحينئذٍ وَقع الْإِسْرَاء والمعراج، وَإِذا كَانَ بَين المجيئين مُدَّة فَلَا فرق بَين أَن تكون تِلْكَ الْمدَّة لَيْلَة وَاحِدَة أَو ليَالِي كَثِيرَة أَو عدَّة سِنِين، وَبِهَذَا يرْتَفع الْإِشْكَال عَن رِوَايَة شريك وَيحصل الْوِفَاق أَن الْإِسْرَاء كَانَ فِي الْيَقَظَة بعد الْبعْثَة وَقبل الْهِجْرَة، فَيسْقط تشنيع الْخطابِيّ وَابْن حزم وَغَيرهمَا بِأَن شَرِيكا خَالف الْإِجْمَاع فِي دَعْوَاهُ أَن الْمِعْرَاج كَانَ قبل الْبعْثَة.
.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: ثَبت فِي الرِّوَايَات الْأُخَر أَن الْإِسْرَاء كَانَ فِي الْيَقَظَة.
وَأجَاب بقوله: إِن قُلْنَا بتعدده فَظَاهر، وَإِن قُلْنَا باتحاده فَيمكن أَن يُقَال: كَانَ فِي أول الْأَمر فِي الْيَقَظَة وَآخره فِي النّوم، وَلَيْسَ فِيهِ مَا يدل على كَونه نَائِما فِي الْقِصَّة كلهَا.
قَوْله: حَتَّى احتملوه أَي: احْتمل هَؤُلَاءِ النَّفر الثَّلَاثَة النَّبِي فوضعوه عِنْد بِئْر زَمْزَم فَإِن قلت: فِي حَدِيث أبي ذَر: فرج سقف بَيْتِي، وَفِي حَدِيث مَالك بن صعصعة: أَنه كَانَ فِي الْحطيم.
قلت: إِذا تعدد الْإِسْرَاء فَلَا إِشْكَال، وَإِذا اتَّحد فالإشكال باقٍ على حَاله.
قَوْله: إِلَى لبته بِفَتْح اللَّام وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة هُوَ مَوضِع القلادة من الصَّدْر،.

     وَقَالَ  الدَّاودِيّ: إِلَى لبته: إِلَى عانته، لِأَن اللبة الْعَانَة.
.

     وَقَالَ  ابْن التِّين: وَهُوَ الْأَشْبَه، وَفِيه الرَّد على من أنكر شقّ الصَّدْر عِنْد الْإِسْرَاء، وَزعم أَن ذَلِك إِنَّمَا وَقع وَهُوَ صَغِير، وَثَبت ذَلِك فِي غير رِوَايَة شريك فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي ذَر، وَوَقع الشق أَيْضا عِنْد الْبعْثَة كَمَا أخرجه أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة قَوْله: ثمَّ أَتَى بطست بِفَتْح الطَّاء وَكسرهَا وَيُقَال بِالْإِدْغَامِ طس، وَهُوَ الْإِنَاء الْمَعْرُوف.
قَوْله: فِيهِ تور بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَسُكُون الْوَاو وبالراء وَهُوَ إِنَاء يشرب فِيهِ.
قَوْله: محشواً كَذَا وَقع بِالنّصب على الْحَال،.

     وَقَالَ  بَعضهم: حَال من الضَّمِير فِي الْجَار وَالْمَجْرُور، وَالتَّقْدِير: بطست كَائِن من ذهب، فَنقل الضَّمِير من اسْم الْفَاعِل إِلَى الْجَار وَالْمَجْرُور.
انْتهى.
قلت: هَذَا كَلَام من لم يشم شَيْئا من الْعَرَبيَّة، وَالَّذِي يتَصَدَّى لشرح مثل هَذَا الْكتاب يتَكَلَّم فِي أَلْفَاظ الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة مثل هَذَا الْكَلَام أَفلا يعلم أَنه يعرض مَا يَقُوله على ذَوي الْأَلْبابُُ والبصائر؟ وَالَّذِي يُقَال: إِن محشواً حَال من التور الْمَوْصُوف بقوله: من ذهب قَوْله: إِيمَانًا قَالَ بَعضهم: مَنْصُوب على التَّمْيِيز، وَهَذَا أَيْضا تصرف واهٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مفعول قَوْله: محشواً لِأَن اسْم الْمَفْعُول يعْمل عمل فعله.
وَقَوله: وَحِكْمَة عطف عَلَيْهِ قبل الْإِيمَان وَالْحكمَة مَعْنيانِ فَكيف يحشى بهما؟ وَأجِيب: بِأَن مَعْنَاهُ أَن الطست كَانَ فِيهِ شَيْء يحصل بِهِ كَمَا لَهما، فَالْمُرَاد سببهما مجَازًا.
قَوْله: فحشا بِهِ صَدره حَشا على بِنَاء الْمَعْرُوف وَفِيه ضمير يرجع إِلَى جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام، وصدره مَنْصُوب على المفعولية، وَهَذَا هَكَذَا رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: حشي، على بِنَاء الْمَجْهُول وصدره مَرْفُوع بِهِ.
قَوْله: ولغاديده بِفَتْح اللَّام وبالغين الْمُعْجَمَة وبالدالين الْمُهْمَلَتَيْنِ جمع لغد،.

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: اللغاديد هِيَ اللحمات يَعْنِي الَّتِي بَين الحنك وصفحة الْعُنُق، وَاحِدهَا لغدود أَو لغديد، وَيُقَال لَهُ أَيْضا: لغد، وَجمعه: ألغاد.
وَقد فَسرهَا فِي الحَدِيث بقوله: يَعْنِي عروق حلقه قَوْله: ثمَّ عرج بِهِ بِفَتْح الرَّاء أَي صعد بِهِ.
قَوْله: إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَإِن قلت: كَيفَ كَانَ مَجِيئه من عِنْد بِئْر زَمْزَم بعد الشق والإطباق إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا؟ قلت: إِن كَانَت الْقِصَّة مُتعَدِّدَة فَلَا إِشْكَال، وَإِن كَانَت متحدة فَفِي الْكَلَام حذف كثير تَقْدِيره: ثمَّ أركبه الْبراق إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ أَتَى بالمعراج.
قَوْله: مَا يُرِيد الله بِهِ فِي الأَرْض كَذَا فِي رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: بِمَا يُرِيد، أَي: على لِسَان من شَاءَ كجبريل، عَلَيْهِ السَّلَام.
قَوْله: يطردان أَي: يجريان.
فَإِن قلت: هَذَا يُخَالف حَدِيث مَالك بن صعصعة فَإِن فِيهِ بعد ذكر سِدْرَة الْمُنْتَهى، فَإِذا فِي أَصْلهَا أَرْبَعَة أَنهَار.
قلت: أصل نبعهما من تَحت سِدْرَة الْمُنْتَهى ومقرهما فِي السَّمَاء الدُّنْيَا وَمِنْهَا ينزلان إِلَى الأَرْض: فالنيل نهر مصر والفرات بِالتَّاءِ الممدودة فِي الْخط وصلا ووقفاً فَهُوَ عَلَيْهِ ريف الْعرَاق.
قَوْله: عنصرهما أَي: عنصر النّيل والفرات،.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي بِضَم الصَّاد وَفتحهَا وَهُوَ مَرْفُوع بالبدلية.
قَوْله: أذفر بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وبالفاء وَالرَّاء مسك جيد إِلَى الْغَايَة شَدِيد ذكاء الرّيح.
فَإِن قلت: الْكَوْثَر فِي الْجنَّة وَالْجنَّة فِي السَّمَاء السَّابِعَة لما روى أَحْمد عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس رَفعه: دخلت الْجنَّة فَإِذا فِيهَا نهر حافتاه خيام اللُّؤْلُؤ فَضربت بيَدي مجْرى مَائه فَإِذا مسك أذفر، فَقَالَ جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام: هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي أَعْطَاك الله تَعَالَى قلت: أُجِيب بِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون فِي هَذَا الْموضع شَيْء مَحْذُوف تَقْدِيره: ثمَّ مضى بِهِ من السَّمَاء الدُّنْيَا إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة، وَفِيه تَأمل.
قَوْله: إِبْرَاهِيم فِي السَّادِسَة ومُوسَى فِي السَّابِعَة قيل: مر فِي آخر كتاب الْفَضَائِل أَن مُوسَى كَانَ فِي السَّادِسَة وَإِبْرَاهِيم فِي السَّابِعَة.
وَأجِيب: بِأَن النَّوَوِيّ قَالَ: إِن كَانَ الْإِسْرَاء مرَّتَيْنِ فَلَا إِشْكَال، وَإِن كَانَ مرّة وَاحِدَة فَلَعَلَّهُ وجده فِي السَّادِسَة ثمَّ ارْتقى هُوَ أَيْضا إِلَى السَّابِعَة.
قَوْله: بتفضيل كَلَام الله أَي: بِسَبَب أَن لَهُ فضلا بِكَلَام الله إِيَّاه، وَهَذَا هَكَذَا فِي رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: بِفضل كَلَام الله.
قَوْله: فَقَالَ موساى: رب لم أَظن أَن يرفع عَليّ أحد، كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة الْكشميهني: أَن يرفع، على صِيغَة الْمَجْهُول، و: أحد، بِالرَّفْع بِهِ وَفِي رِوَايَة غَيره: أَن ترفع عَليّ، صِيغَة الْمَعْلُوم خطاب الله عز وَجل، وَاحِدًا مفعول: ترفع.
.

     وَقَالَ  ابْن بطال: فهم مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، من اخْتِصَاصه بِكَلَام الله عز وَجل لَهُ فِي الدُّنْيَا دون غَيره من الْبشر بقوله تَعَالَى: { قَالَ ياَمُوسَى إِنْى اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَآ ءاتَيْتُكَ وَكُنْ مِّنَ الشَّاكِرِينَ} أَن المُرَاد بِالنَّاسِ هُنَا الْبشر كلهم، فَلَمَّا فضل الله مُحَمَّدًا عَلَيْهِ بِمَا أعطَاهُ من الْمقَام الْمَحْمُود وَغَيره ارْتَفع على مُوسَى وَغَيره بذلك.
قَوْله: ثمَّ علا بِهِ أَي: ثمَّ علا جِبْرِيل بِالنَّبِيِّ، عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام بِمَا لَا يُعلمهُ إلاَّ الله حَتَّى جَاءَ سِدْرَة الْمُنْتَهى أَي: مُنْتَهى علم الْمَلَائِكَة.
أَو مُنْتَهى صعودهم، أَو أَمر الله تَعَالَى أَو أَعمال الْعباد.
قَوْله: ودنا الْجَبَّار قيل: مجَاز عَن قربه الْمَعْنَوِيّ وَظُهُور مَنْزِلَته عِنْد الله وتدلى أَي: طلب زِيَادَة الْقرب وقاب قوسين هُوَ مِنْهُ، عبارَة عَن لطف الْمحل وإيضاح الْمعرفَة، وَمن الله إجَابَته ورفيع دَرَجَته إِلَيْهِ: و: القاب، مَا بَين مقبض الْقوس والسية بِكَسْر السِّين وخفة التَّحْتَانِيَّة وَهِي مَا عطف من طرفيها، وَلكُل قَوس قابان، وَقيل: أَصله قابي قَوس.
.

     وَقَالَ  الْخطابِيّ: لَيْسَ فِي هَذَا الْكتاب حَدِيث أبشع مذاقاً مِنْهُ لقَوْله: ودنا الْجَبَّار فَتَدَلَّى فَإِن الدنو يُوجب تَحْدِيد الْمسَافَة والتدلي يُوجب التَّشْبِيه بالمخلوق الَّذِي تعلق من فَوق إِلَى أَسْفَل، وَلقَوْله: وَهُوَ مَكَانَهُ لَكِن إِذا اعْتبر النَّاظر لَا يشكل عَلَيْهِ وَإِن كَانَ فِي الرُّؤْيَا فبعضها مثل ضرب ليتأول على الْوَجْه الَّذِي يجب أَن يصرف إِلَيْهِ معنى التَّعْبِير فِي مثله، ثمَّ إِن الْقِصَّة إِنَّمَا حَكَاهَا بحليتها أنس بعبارته من تِلْقَاء نَفسه لم يعزها إِلَى رَسُول الله ثمَّ إِن شَرِيكا كثير التفرد بمناكير لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا سَائِر الروَاة، ثمَّ إِنَّهُم أولُوا التدلي فَقيل: تدلى جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام، بعد الِارْتفَاع حَتَّى رَآهُ النَّبِي، متدلياً كَمَا رَآهُ مرتفعاً، وَقيل: تدلى مُحَمَّد شاكراً لرَبه على كرامته، وَلم يثبت فِي شَيْء صَرِيحًا أَن التدلي: مُضَاف إِلَى الله تَعَالَى، ثمَّ أولُوا مَكَانَهُ بمَكَان النَّبِي، قَوْله: مَاذَا عهد إِلَيْك رَبك؟ أَي: أَمرك أَو أَوْصَاك؟ قَالَ: عهد إليّ خمسين صَلَاة فِيهِ حذف تَقْدِيره: عهد إِلَيّ أَن أُصَلِّي وآمر أمتِي أَن يصلوا خمسين صَلَاة.
قَوْله: أَن نعم هَذَا هَكَذَا رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: أَي نعم، وَكلمَة: أَن، بِالْفَتْح وَسُكُون النُّون مفسرة.
فَهِيَ فِي الْمَعْنى هُنَا مثل: أَي.
قَوْله: إِنَّه لَا يُبدل القَوْل لدي قيل: مَا تَقول فِي النّسخ فَإِنَّهُ تَبْدِيل القَوْل؟ وَأجِيب: بِأَنَّهُ لَيْسَ هَذَا تبديلاً بل هُوَ بَيَان انتهاه الحكم.
قَوْله: فِي أم الْكتاب هُوَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ.
قَوْله: قد وَالله راودت قيل: قد حرف لَازم دُخُوله على الْفِعْل، وَأجِيب بِأَنَّهُ دَاخل عَلَيْهِ وَالْقسم مقحم بَينهمَا لتأكيده، وَجَوَاب الْقسم مَحْذُوف أَي: وَالله قد راودت.
قَوْله: راودت بني إِسْرَائِيل من المراودة وَهِي الْمُرَاجَعَة.
قَوْله: أبداناً وَالْفرق بَين الْبدن والجسم أَن الْبدن من الْجَسَد مَا دون الرَّأْس والأطراف.
قَوْله: كل ذَلِك يلْتَفت وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: يلْتَفت.
قَوْله: فرفعه وَفِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي: يرفعهُ، بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَالْأول أولى.
قَوْله: عِنْد الْخَامِسَة أَي: عِنْد الْمرة الْخَامِسَة.
قَالَ الْكرْمَانِي: إِذا خفف كل مرّة عشر فَفِي الْمرة الْأَخِيرَة خمس تكون هَذِه الدفعة سادسة، ثمَّ أجَاب بقوله: لَيْسَ فِيهِ هَذَا الْحصْر، فَرُبمَا خفف بِمرَّة وَاحِدَة خَمْسَة عشرا وَأَرَادَ بِهِ عِنْد تَمام الْخَامِسَة، وَقيل: هَذَا التَّنْصِيص على الْخَامِسَة على أَنَّهَا الْأَخِيرَة يُخَالف رِوَايَة ثَابت عَن أنس أَنه وضع عَنهُ فِي كل مرّة خمْسا، وَأَن الْمُرَاجَعَة كَانَت تسع مَرَّات.
قلت: كَأَن الْكرْمَانِي لم يقف على رِوَايَة ثَابت، فَلذَلِك أغفلها.
قَوْله: ارْجع إِلَى رَبك فليخفف عَنْك هَذَا أَيْضا بعد قَوْله: إِنَّه لَا يُبدل القَوْل لدي قَالَ الدَّاودِيّ: لَا يثبت هَذَا لتواطؤ الرِّوَايَات على خِلَافه، وَمَا كَانَ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، ليأمره بِالرُّجُوعِ بعد أَن يَقُول الله تَعَالَى لَهُ ذَلِك.
قَوْله: قَالَ: فاهبط بِسم الله ظَاهر السِّيَاق يشْعر بِأَن الْقَائِل بقوله اهبط بِالْخِطَابِ للنَّبِي، أَنه مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَلَيْسَ كَذَلِك بل الْقَائِل بذلك هُوَ جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام، وَبِذَلِك جزم الدَّاودِيّ.
قَوْله: واستيقظ أَي رَسُول الله وَالْحَال أَنه فِي الْمَسْجِد الْحَرَام.
قَالَ الْقُرْطُبِيّ: يحْتَمل أَن يكون استيقاظاً من نومَة نامها بعد الْإِسْرَاء، لِأَن إسراءه لم يكن طول ليلته وَإِنَّمَا كَانَ بَعْضهَا، وَيحْتَمل أَن يكون الْمَعْنى: أَفَقْت مِمَّا كنت فِيهِ مِمَّا خامر بَاطِنه من مُشَاهدَة الْمَلأ الْأَعْلَى لقَوْله تَعَالَى: { لَقَدْ رَأَى مِنْءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} فَلم يرجع إِلَى حَال بشريته إلاَّ وَهُوَ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام، وَأما قَوْله فِي أَوله: بَينا أَنا نَائِم فمراده فِي أول الْقِصَّة وَذَلِكَ أَنه كَانَ قد ابْتَدَأَ نَومه فَأَتَاهُ الْملك فأيقظه.
وَفِي قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: بَينا أَنا بَين النَّائِم وَالْيَقظَان.
أَتَانِي الْملك، إِشَارَة إِلَى أَنه لم يكن استحكم فِي نَومه.
فَإِن قلت: مَا وَجه تَخْصِيص مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، بالقضية الْمَذْكُورَة دون غَيره مِمَّن لقِيه النَّبِي من الْأَنْبِيَاء، عَلَيْهِم السَّلَام؟ قلت: إِمَّا لِأَنَّهُ فِي السَّابِعَة فَهُوَ أول من وصل إِلَيْهِ أَو لِأَن أمته أَكثر من أمة غَيره وإيذاءهم لَهُ أَكثر من غَيره، أَو لِأَن دينه فِيهِ الْأَحْكَام الْكَثِيرَة والتشريعات الْعَظِيمَة الوافرة إِذا الْإِنْجِيل مثلا أَكثر مواعظ.
فَإِن قلت: فِي حَدِيث مَالك بن صعصعة، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، أَنه لقِيه فِي الصعُود فِي السَّادِسَة؟ قلت: يحْتَمل أَن مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، صعد إِلَى السَّابِعَة من السَّادِسَة فَلَقِيَهُ النَّبِي فِي الهبوط فِي السَّابِعَة.