حديث رقم 3221 - من كتاب جامع الترمذي - أبواب تفسير القرآن

نص الحديث

3221 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ نَوْفًا البِكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ بني إسرائيل لَيْسَ بِمُوسَى صَاحِبِ الخَضِرِ ، قَالَ : كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ ، سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فِي بني إسرائيل ، فَسُئِلَ : أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ فَقَالَ : أَنَا أَعْلَمُ ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إِلَيْهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ، قَالَ : أَيْ رَبِّ ، فَكَيْفَ لِي بِهِ ؟ فَقَالَ لَهُ : احْمِلْ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ فَحَيْثُ تَفْقِدُ الحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ ، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ فَتَاهُ وَهُوَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ فَجَعَلَ مُوسَى حُوتًا فِي مِكْتَلٍ ، فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ يَمْشِيَانِ حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ ، فَرَقَدَ مُوسَى وَفَتَاهُ فَاضْطَرَبَ الحُوتُ فِي المِكْتَلِ حَتَّى خَرَجَ مِنَ المِكْتَلِ فَسَقَطَ فِي البَحْرِ ، قَالَ : وَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهُ جِرْيَةَ المَاءِ ، حَتَّى كَانَ مِثْلَ الطَّاقِ وَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا . وَكَانَ لِمُوسَى وَلِفَتَاهُ عَجَبًا ، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتِهِمَا وَنُسِّيَ صَاحِبُ مُوسَى أَنْ يُخْبِرَهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ مُوسَى { قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } قَالَ : وَلَمْ يَنْصَبْ حَتَّى جَاوَزَ المَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ { قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي البَحْرِ عَجَبًا قَالَ } مُوسَى { ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا } قَالَ : فَكَانَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا - قَالَ سُفْيَانُ : يَزْعُمُ نَاسٌ أَنَّ تِلْكَ الصَّخْرَةَ عِنْدَهَا عَيْنُ الحَيَاةِ وَلَا يُصِيبُ مَاؤُهَا مَيِّتًا إِلَّا عَاشَ - قَالَ : وَكَانَ الحُوتُ قَدْ أُكِلَ مِنْهُ ، فَلَمَّا قُطِرَ عَلَيْهِ المَاءُ عَاشَ ، قَالَ : فَقَصَّا آثَارَهُمَا حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ ، فَرَأَى رَجُلًا مُسَجًّى عَلَيْهِ بِثَوْبٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى ، فَقَالَ : أَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ ؟ قَالَ : أَنَا مُوسَى ، قَالَ : مُوسَى بني إسرائيل ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : يَا مُوسَى إِنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ ، وَأَنَا عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ ، فَقَالَ مُوسَى : { هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا } قَالَ لَهُ الخَضِرُ : { فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا } قَالَ : نَعَمْ ، فَانْطَلَقَ الخَضِرُ وَمُوسَى يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ فَكَلَّمَاهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا فَعَرَفُوا الخَضِرَ فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ فَعَمَدَ الخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى : قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ فَعَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا { لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا } ثُمَّ خَرَجَا مِنَ السَّفِينَةِ فَبَيْنَمَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ وَإِذَا غُلَامٌ يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ فَأَخَذَ الخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ ، فَقَتَلَهُ ، قَالَ لَهُ مُوسَى : { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } قَالَ : وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنَ الأُولَى { قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ } يَقُولُ : مَائِلٌ ، فَقَالَ الخَضِرُ بِيَدِهِ هَكَذَا { فَأَقَامَهُ } فَقَالَ لَهُ مُوسَى : قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُضَيِّفُونَا وَلَمْ يُطْعِمُونَا { لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا } قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى لَوَدِدْنَا أَنَّهُ كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَخْبَارِهِمَا . قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الأُولَى كَانَتْ مِنْ مُوسَى نِسْيَانٌ . وَقَالَ : وَجَاءَ عُصْفُورٌ حَتَّى وَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ ثُمَّ نَقَرَ فِي البَحْرِ ، فَقَالَ لَهُ الخَضِرُ : مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ مَا نَقَصَ هَذَا العُصْفُورُ مِنَ البَحْرِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : وَكَانَ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقْرَأُ : وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا وَكَانَ يَقْرَأُ : وَأَمَّا الغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَرَوَاهُ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ أَبُو مُزَاحِمٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ المَدِينِيِّ يَقُولُ : حَجَجْتُ حَجَّةً وَلَيْسَ لِي هِمَّةٌ إِلَّا أَنْ أَسْمَعَ مِنْ سُفْيَانَ يَذْكُرُ فِي هَذَا الحَدِيثِ الخَبَرَ حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، وَقَدْ كُنْتُ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ سُفْيَانَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الخَبَرَ *

اختر أحد أحاديث التخريج لعرضه هنا

اختر طريقة التخريج المناسبة لك :
التخريج
اخرجه البخاري في صحيحه ( 3/57 برقم 74 و 3/60 برقم 78 و 3/85 برقم 121 و 37/1389 برقم 2174 و 54/1676 برقم 2605 و 59/1969 برقم 3129 و 60/2002 برقم 3245 و 60/2002 برقم 3246 و 65/2428 برقم 4469 و 65/2429 برقم 4470 و 65/2430 برقم 4471 و 83/3489 برقم 6323 و 97/3859 برقم 7080 ) ومسلم في صحيحه ( 51/1069 برقم 4511 و 51/1069 برقم 4512 و 51/1069 برقم 4514 و 54/1186 برقم 4940 ) وأبو داود في سننه ( 24/1118 برقم 3525 و 34/1308 برقم 4145 و 34/1308 برقم 4146 و 34/1308 برقم 4147 ) والترمذي في جامعه ( 47/1934 برقم 3222 و 48/2020 برقم 3459 ) وأحمد في المسند ( 25/902 برقم 20694 و 25/902 برقم 20699 و 25/902 برقم 20700 و 25/902 برقم 20701 و 25/902 برقم 20702 و 25/902 برقم 20703 و 25/902 برقم 20704 و 25/902 برقم 20708 و 25/902 برقم 20711 ) وابن حبان في صحيحه ( 31/64 برقم 102 و 34/165 برقم 993 و 69/856 برقم 6326 و 69/857 برقم 6327 و 69/958 برقم 6432 ) والحاكم في المستدرك ( 27/168 برقم 3351 و 28/278 برقم 4058 و 28/278 برقم 4059 و 28/278 برقم 4060 ) والنسائي في الكبرى ( 46/1746 برقم 4724 و 74/3741 برقم 9932 و 74/3742 برقم 9933 و 74/3743 برقم 9934 و 74/3744 برقم 9935 و 74/3745 برقم 9936 و 74/3746 برقم 50095 ) والطيالسي في مسنده ( 15/31 برقم 534 ) والحميدي في مسنده ( 0/50 برقم 367 ) وابن أبي شيبة في مصنفه ( 26/4441 برقم 28651 و 38/5183 برقم 33643 ) وأبو عمر الدوري في جزء فيه قراءات النبي ( 0/16 برقم 74 ) وعبد بن حميد في مسنده ( 1/11 برقم 171 ) وأبو عوانة في مستخرجه ( 17/685 برقم 4523 و 17/685 برقم 4524 ) والطحاوي في مشكل الآثار ( 0/232 برقم 2650 و 0/232 برقم 2651 و 0/302 برقم 4273 و 0/302 برقم 4275 ) والمحاملي في الأمالي ( 0/1 برقم 35 و 0/2 برقم 48 ) والشاشي في مسنده ( 19/296 برقم 1334 و 19/296 برقم 1335 و 19/296 برقم 1336 و 19/296 برقم 1337 و 19/302 برقم 1354 ) والطبراني في الأوسط ( 22/1 برقم 6398 ) والطبراني في الكبير ( 136/573 برقم 12136 ) والجرجاني في معجم أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي ( 4/60 برقم 251 و 14/61 برقم 411 ) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ( 2/205 برقم 853 ) وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان ( 58/17 برقم 2013 ) وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة ( 2/853 برقم 2103 ) والبيهقي في القضاء والقدر ( 0/9 برقم 66 و 0/9 برقم 67 و 0/9 برقم 68 و 0/29 برقم 579 ) والرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي ( 0/2 برقم 28 و 0/2 برقم 29 و 0/2 برقم 30 )