حديث رقم 145 - من كتاب الشريعة للآجري - مُقَدِّمَة

نص الحديث

145 وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْجَوْزِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ : أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا ، فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ ، فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا ، فَقَالَ : اقْرَأْ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهَا مِنْهُ ، فَقَالَ : هَكَذَا أُنْزِلَ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : فَصَارَ الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرًا بِهَذَا الْمَعْنَى يَقُولُ هَذَا : قِرَاءَتِي أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَتِكَ ، وَيَقُولُ الْآخَرُ : بَلْ قِرَاءَتِي أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَتِكَ ، وَيُكَذِّبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، فَقِيلَ لَهُمْ : لِيَقْرَأْ كُلُّ إِنْسَانٍ كَمَا عَلِمَ ، وَلَا يَعِبْ بَعْضُكُمْ ِقِرَاءَةَ غَيْرِهِ ، وَاتَّقُوا اللَّهَ ، وَاعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ ، وَآمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ ، وَاعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ ، وَأَحِلُّوا حَلَالَهُ ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي تَأْلِيفِ كِتَابِ الْمُصْحَفِ , مُصْحَفَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّذِي أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ وَالصَّحَابَةُ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ ، وَأَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ بَلَدٍ ، وَقَوْلِ السَّبْعَةِ الْأَئِمَّةِ فِي الْقُرْآنِ مَا فِيهِ كِفَايَةٌ ، وَلَمْ أُحِبَّ تَرْدَادَهُ هَاهُنَا ، وَإِنَّمَا مُرَادِي هَاهُنَا تَرْكُ الْجِدَالِ وَالْمِرَاءِ فِي الْقُرْآنِ ، فَإِنَّا قَدْ نُهِينَا عَنْهُ ، وَلَا يَقُولُ إِنْسَانٌ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ ، وَلَا يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ ، إِلَّا مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ، أَوْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ التَّابِعِينَ أَوْ عَنْ إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا يُمَارِي وَلَا يُجَادِلُ ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَإِنَّا قَدْ نَرَى الْفُقَهَاءَ يَتَنَاظَرُونَ فِي الْفِقْهِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمْ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى كَذَا ، وَقَالَ النَّبِيُّ كَذَا وَكَذَا ، فَهَلْ يَكُونُ هَذَا مِنْ مِرَاءٍ فِي الْقُرْآنِ ؟ قِيلَ : مَعَاذَ اللَّهِ ، لَيْسَ هَذَا مِرَاءً فَإِنَّ الْفَقِيهَ رُبَّمَا نَاظَرَهُ الرَّجُلُ فِي مَسْأَلَةٍ ، فَيَقُولُ لَهُ عَلَى جِهَةِ الْبَيَانِ وَالنَّصِيحَةِ حُجَّتُنَا فِيهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى كَذَا وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِهَةِ النَّصِيحَةِ وَالْبَيَانِ ، لَا عَلَى جِهَةِ الْمُمَارَاةِ ، فَمَنْ كَانَ هَكَذَا ، وَلَمْ يُرِدِ الْمُغَالَبَةِ ، وَلَا أَنْ يُخْطِئَ خَصْمُهُ وَيَسْتَظْهِرَ عَلَيْهِ سَلِمَ ، وَقُبِلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى كَمَا ذَكَرْنَا فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ قَالَ الْحَسَنُ : الْمُؤْمِنُ لَا يُدَارِي وَلَا يُمَارِي ، يَنْشُرُ حِكْمَةَ اللَّهِ ، فَإِنْ قُبِلَتْ حَمِدَ اللَّهَ وَإِنْ رُدَّتْ حَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا وَبَعْدَ هَذَا فَأُكْرِهَ الْجِدَالُ وَالْمِرَاءُ وَرَفْعُ الصَّوْتِ فِي الْمُنَاظَرَةِ فِي الْفِقْهِ إِلَّا عَلَى الْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ الْحَسَنَةِ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ ، وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْحُلْمَ ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ وَلِيَتَوَاضَعَ لَكُمْ مَنْ تُعَلِّمُونَهُ وَلَا تَكُونُوا جَبَابِرَةَ الْعُلَمَاءِ ، فَلَا يَقُومُ عِلْمُكُمْ بِجَهْلِكُمْ *

اختر أحد أحاديث التخريج لعرضه هنا

اختر طريقة التخريج المناسبة لك :
التخريج
اخرجه الطبري في تهذيب الآثار ( 1/88 برقم 886 ) وأبو عوانة في مستخرجه ( 13/482 برقم 3128 و 13/482 برقم 3129 و 13/482 برقم 3130 و 13/482 برقم 3131 ) والطحاوي في مشكل الآثار ( 0/230 برقم 2637 ) وابن حبان في صحيحه ( 34/163 برقم 742 ) وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان ( 34/418 برقم 768 ) والبيهقي في السنن الكبير ( 3/33 برقم 2653 و 3/38 برقم 3710 ) والبخاري في صحيحه ( 44/1486 برقم 2316 و 66/2602 برقم 4726 و 66/2624 برقم 4772 و 88/3637 برقم 6570 و 97/3881 برقم 7151 ) ومسلم في صحيحه ( 13/314 برقم 1408 ) وأبو داود في سننه ( 2/246 برقم 1296 ) والترمذي في جامعه ( 46/1913 برقم 3003 ) والنسائي في الصغرى ( 11/573 برقم 932 و 11/573 برقم 933 و 11/573 برقم 934 ) وأحمد في المسند ( 9/2 برقم 158 و 9/2 برقم 278 و 9/2 برقم 297 ) ومالك في الموطأ ( 17/127 برقم 481 ) والشافعي في السنن المأثورة ( 0/9 برقم 98 ) والطيالسي في مسنده ( 2/4 برقم 38 ) وابن أبي شيبة في مصنفه ( 27/4642 برقم 29537 ) وأبو عمر الدوري في جزء فيه قراءات النبي ( 0/22 برقم 87 ) والبزار في مسنده ( 2/86 برقم 300 ) والنسائي في الكبرى ( 12/571 برقم 995 و 12/571 برقم 996 و 12/571 برقم 997 و 67/2607 برقم 6760 و 74/3771 برقم 9991 )