حديث رقم 1261 - من كتاب الشريعة للآجري - كِتَابُ الْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مَخْلُوقَتَانِ

نص الحديث

1261 أَنْبَأَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ؛ قَالَتْ : لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ , وَلَمْ يَأْتِ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينَا طَرَفَيِ النَّهَارِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً , فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونِ , خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ , حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرَكَ الْغِمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ قَالَ : أَخْرَجَنِي قَوْمِي , فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ , وَأَعْبُدَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ , قَالَ : فَإِنَّكَ لَا تَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ مِثْلُكَ , أَنْتَ تُكْسِبُ الْمُعْدِمَ , وَتَصِلُ الرَّحِمَ , وَتَحْمِلُ الْكَلَّ , وَتُقْرِي الضَّيْفَ , وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ , فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ فَأَنَا لَكَ جَارٌ , فَارْتَحَلَ ابْنُ الدَّغِنَةَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى أَتَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ , فَقَالَ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ , أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ الْمَعْدُومَ , وَيَصِلُ الرَّحِمَ , وَيَحْمِلُ الْكَلَّ , وَيُقْرِي الضَّيْفَ , وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ؟ فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ ابْنِ الدَّغِنَةَ , فَقَالُوا : مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ , وَيَفْعَلْ فِيهَا مَا يَشَاءُ , وَلْيَقْرَأْ فِيهَا مَا شَاءَ , وَلَا يُعْلِنِ الْقِرَاءَةَ وَلَا الصَّلَاةَ , فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا , قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةَ أَبَا بَكْرٍ , فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ , فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ بَدَالَهُ , فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ , فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ , فَتَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَكَّاءً , لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ , فَأَفْزَعَ ذَلِكَ كُفَّارَ قُرَيْشٍ , فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةَ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا : إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ , وَإِنَّهُ قَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ , وَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ , وَأَعْلَنَ الْقِرَاءَةَ , وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا , فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ , وَإِنْ أَبِي فَأَسْأَلْهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْكَ ذِمَّتَكَ , فَإِنَّا كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ , وَلَسْنَا نُقِرُّ لِأَبِي بَكْرٍ الِاسْتِعْلَانَ , فَأَتَاهُ ابْنُ الدَّغِنَةَ فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ , فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَيْهِ , وَإِمَّا أَنْ تُرْجِعَ إِلَيَّ ذِمَّتِي , فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنَّى أُخْفِرْتُ فِي عَقْدِ رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ , وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ , عَنْ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ قَالَتْ : لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ إِلَى آخِرِهِ *

اختر أحد أحاديث التخريج لعرضه هنا

اختر طريقة التخريج المناسبة لك :
التخريج
اخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث ( 964 , 970 ) والنسائي في الكبرى ( 4409 ) وأبو يعلى الموصلي في مسنده ( 4431 , 4454 ) وابن خزيمة في صحيحه ( 268 , 2318 ) وأبو عوانة في مستخرجه ( 3367 ) وابن المنذر في الأوسط ( 1559 ) والطحاوي في مشكل الآثار ( 3446 , 4424 ) وابن حبان في صحيحه ( 6383 , 6385 , 6994 ) والآجري في الشريعة ( 1252 ) والدارقطني في سننه ( 3072 ) والحاكم في المستدرك ( 2690 , 4231 , 4241 , 6791 , 6857 ) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ( 1157 , 1165 , 1166 ) وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ( 61 , 341 , 343 , 13900 ) وأبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة ( 224 ) وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة ( 3768 , 4595 , 4596 ) والبيهقي في السنن الكبير ( 7082 , 9735 , 10892 , 11373 , 13442 , 16249 , 17270 ) والبيهقي في السنن الصغير ( 1985 ) والبخاري في صحيحه ( 466 , 2054 , 2171 , 2172 , 2204 , 3726 , 3895 , 5494 , 5751 ) ومسلم في صحيحه ( 2647 ) وأبو داود في سننه ( 1837 , 3617 ) وابن ماجه في سننه ( 1891 ) والنسائي في الصغرى ( 3331 ) والدارمي في سننه ( 2181 ) و ( 507 , 3107 , 3113 , 9603 , 9949 ) وأحمد في فضائل الصحابة ( 564 )