حديث رقم 158 - من كتاب كتاب الإمامة والرد على الرافضة للأصبهاني - كتاب الإمامة والرد على الرافضة للأصبهاني
نص الحديث
158 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، ثَنَا شَقِيقٌ ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ ، يَقُولُ : قَامَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ ، فَقِيلَ لَهُ : أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ قَالَ : أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ : { عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ } وَقَالَ : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ التَّقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ } فَعَفَى الله عَنْهُمُ اسْتِزْلَالَ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُمْ ، عَظِيمَ مَا كَسَبُوا مِنْ قوله ثم عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَضْرَةَ الْعَدُد ، وَكَذَلِكَ عَفَى عَنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ حِينَ كَتَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ يُخْبِرُهُمْ بِشَأْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُطْلِعُهُمْ عَلَى عَوْرَة الْمُؤْمِنِينَ فَشَهِدَ لَهُ بِالْإِيمَانِ فَقَالَ تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ } . وَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْعَفْوِ عَنْ مِسْطَحٍ وَحَسَّانَ ، فَقَالَ : { وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ } الْآيَةَ ، فَأَثْبَتَ هِجْرَتَهُمْ وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ بِهَا بَعْدَ مَا كَانُوا اقْتَرَفُوا الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ حَبِيبَةِ حَبِيبِ اللَّهِ . ثُمَّ مَا أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدُودِ عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْ قَطْعِ السَّارِقِ ، وَرَجْمِ الْمُعْتَرِفِ بِالزِّنَا مَاعِزًا ، وَأُتِيَ بِالنُّعَيْمَانِ سَكْرَان فَأَمَرَ بِجِلْدِهِ ، وَكَانَ نُّعَيْمَانُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ . وَكُلُّ هَذَا مَغْفُوراًٌ لَه وَمَسْكُوتٌاً عَنْهُ لِمَا أُولَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ السَّوَابِقِ الْكَرِيمَةِ وَالْمَنَاقِبِ الْعَظِيمَةِ ، وَشَكَرَ لَهُمْ وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ بِمَحَاسِنِهِمْ ، فَقَالَ : { أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ . . } الْآيَةَ . فَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِظْهَارُ مَا مَدَحَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ وَشَكَرَهم عَلَيْهِ مِنْ جَمِيلِ أفِعَالِهِمْ وَجَمِيلِ سَوَابِقِهِمْ ، وَأَنْ يَغُضُّوا عَمَّا كَانَ مِنْهُمْ فِي حَالِ الْغَضَبِ وَالْإغْفَالِ وَفَرَطَ مِنْهُمْ عِنْدَ اسْتِزْلَالَ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُمْ ، وَنَأْخُذُ فِي ذِكْرِهِمْ بِمَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فَقَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ } الْآيَةَ . فَإِنَّ الْهَفْوَةَ وَالزَّلَلَ وَالْغَضَبَ وَالْحِدَّةَ وَالْإِفْرَاطَ لَا يَخْلُو مِنْهُ أَحَدٌ ، وَهُوَ لَهُمْ غْفُورٌ ، وَلَا يُوجِبُ ذَلِكَ الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ ، وَلَا الْعَدَاوَةَ لَهُمْ ، وَلَكِنْ يحِبُّ عَلَى السَّابِقَةِ الْحَمِيدَةِ ، ويتُولِي للْمَنْقَبَةِ الشَّرِيفَةِ *
اختر أحد أحاديث التخريج لعرضه هنا
التخريج
اخرجه البخاري في صحيحه ( 1091
, 4573
, 6133
) ومسلم في صحيحه ( 5173
, 5174
) والترمذي في جامعه ( 414
) وابن ماجه في سننه ( 1422
) والنسائي في الصغرى ( 1641
) وأحمد في المسند ( 17924
, 17966
, 17970
) وابن المبارك في الزهد والرقائق ( 108
) ووكيع بن الجراح في الزهد ( 143
) والشافعي في السنن المأثورة ( 80
) والطيالسي في مسنده ( 721
) وعبدالرزاق في مصنفه ( 4596
) والحميدي في مسنده ( 736
) و ( 801
, 1824
) والترمذي في الشمائل المحمدية ( 256
) والنسائي في الكبرى ( 1304
, 10121
) وابن خزيمة في صحيحه ( 1120
, 1121
) وابن المنذر في الأوسط ( 2540
) وابن حبان في صحيحه ( 312
) والطبراني في الأوسط ( 2243
) والطبراني في الكبير ( 30018
, 30019
, 30020
) وابن المقرئ في معجمه ( 1316
) وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان ( 2011
) وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة ( 5634
) وأبو نعيم الأصبهاني في تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة ( 157
) والبيهقي في السنن الكبير ( 4394
, 12425 )