فهرس الكتاب

- باب دخول المشرك المسجد

رقم الحديث 628 [628] حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ رَحِيمًا رَفِيقًا.
فَلَمَّا رَأَى شَوْقَنَا إِلَى أَهَالِينَا قَالَ: ارْجِعُوا فَكُونُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَصَلُّوا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ».
[الحديث أطرافه في: 630، 631، 658، 685، 819، 2848، 6008، 7246] .
وبالسند قال: ( حدّثنا معلى بن أسد) بضم الميم وفتح العين المهملة واللام المشدّدة البصري ( قال: حدّثنا وهيب) بضم الواو مصغر، ابن خالد البصري الكرابيسي ( عن أيوب) السختياني ( عن أبي قلابة) بكسر القاف، عبد الله بن زيد ( عن مالك بن الحويرث) بضم الحاء المهملة وفتح الواو آخره مثلثة مصغرًا، ابن أشيم الليثي رضي الله عنه ( أتيت النبي) وللأصيلى وابن عساكر قال: أتيت النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فى نفر) بفتح الفاء عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة ( من قومي) بني ليث بن بكر بن عبد مناف، وكان قدومهم فيما ذكره ابن سعد والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتجهز لتبوك، ( فأقمنا عنده) عليه الصلاة والسلام ( عشرين ليلة) بأيامها ( وكان) عليه الصلاة والسلام ( رحيمًا) بالمؤمنين ( رفيقًا) بهم بفاء ثم قاف، من الرفق، وللكشميهني والأصيلي وابن عساكر: رقيقًا بقافين من الرقة، ( فلما رأى) عليه الصلاة والسلام ( شوقنا إلى أهالينا) بالألف بعد الهاء جمع أهل.
قال في القاموس: أهل جمعه أهلون.
وأهال وأهلات انتهى.
فأهال جمع تكسير، وأهلون جمع تصحيح بالواو والنون، وأهلات جمع بالألف والتاء فهو من النوادر حيث جمع كذلك.
وللأربعة: إلى أهلينا ( قال) عليه الصلاة والسلام: ( ارجعوا) إلى أهليكم ( فكونوا فيهم وعلموهم وصلوا) في سفركم وحضركم كما رأيتموني أصلي ( فأحضرت الصلاة) المكتوبة، أي حان وقتها، أي في السفر ( فليؤذن لكم أحدكم) ظاهره أن ذلك بعد وصولهم إلى أهليهم، لكن الرواية الآتية: إذا أنتما خرجتما فأذّنا، ( وليؤمكم أكبركم) في السن.
وإنما قدّمه وإن كان الأفقه مقدمًا عليه، لأنهم استووا في الفضل، لأنهم مكثوا عنده عشرين ليلة، فاستووا في الأخذ عنه عادة، فلم يبق ما يقدم به السن.
واستدل به على أفضلية الإمامة على الأذان، وعلى وجوب الأذان.
لكن الإجماع صارف للأمر عن الوجوب.
ورواة هذا الحديث الخمسة بصريون، وفيه رواية تابعي عن تابعي على قول من يقول: إن أيوب رأى أنس بن مالك، وفيه التحديث والعنعنة والقول، وأخرجه المؤلّف أيضًا في الصلاة والأدب والجهاد، ومسلم في الصلاة، وكذا أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.
18 - باب الأَذَانِ لِلْمُسَافِرِين إِذَا كَانُوا جَمَاعَةً وَالإِقَامَةِ، وَكَذَلِكَ بِعَرَفَةَ وَجَمْعٍ وَقَوْلِ الْمُؤَذِّنِ: "الصَّلاَةُ فِي الرِّحَالِ" فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ أَوِ الْمَطِيرَةِ.
( باب) حكم ( الأذان للمسافر) بالإفراد، والألف واللام للجنس، وحينئذ فيطابق قوله ( إذا كانوا جماعة) وللكشميهني للمسافرين بالجمع ( والإقامة) بالجر عطفًا على الأذان ( وكذلك) الأذان ( بعرفة) مكان الوقوف ( وجمع) بفتح الجيم وسكون الميم، وهو المزدلفة وسمي لاجتماع الناس فيها ليلة العيد ( وقول المؤذّن) بالجر أيضًا، عطفًا على الإقامة، ( الصلاة) أي أدّوها، أو بالرفع مبتدأ خبره ( في الرجال) أي الصلاة تصلّى في الرجال، وجمع رحل بسكون الحاء المهملة ( في الليلة الباردة أو) الليلة ( المطيرة) بفتح الميم: فعيلة من المطر، أي فيها.
وإسناد المطر إلى الليلة مجاز.
629 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَأَرَادَ الْمُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ فَقَالَ لَهُ: أَبْرِدْ.
ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ فَقَالَ لَهُ: أَبْرِدْ.
ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ فَقَالَ لَهُ: أَبْرِدْ، حَتَّى سَاوَى الظِّلُّ التُّلُولَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ».
وبالسند قال: ( حدّثنا مسلم بن إبراهيم) الأزدي الفراهيدي القصاب البصري ( قال: حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن المهاجر أبي الحسن) التميمي مولاهم الكوفي ( عن زيد بن وهب) الجهني أبي سليمان الكوفي المخضرم ( عن أبي ذر) بالمعجمة جندب بن جنادة الغفاري المتوفى سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنهما ( قال: كنا مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن فقال له) عليه الصلاة والسلام: ( أبرد) ( ثم أراد) المؤذن ( أن يؤذن فقال له:) عليه الصلاة والسلام: ( أبرد) ( ثم أراد) المؤذن ( أن يؤذن فقال له:) عليه الصلاةوالسلام ( أبرد) ( حتى ساوى الظل التلول) أي صار الظل مساوي التل أي مثله، وثبتت لفظة المؤذن الأخيرة لأبي ذر ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) : ( إن شدة الحر من فيح جهنم) .