فهرس الكتاب

حاشية السندى - من غزا في سبيل الله ولم ينو من غزاته إلا عقالا

رقم الحديث 3652 [3652] يكفر عَنهُ من التَّكْفِير أَي سيئاته أَو هَذِه السَّيئَة وَهُوَ ترك الْوَصِيَّة مَعَ كَثْرَة المَال وعده سَيِّئَة لما فِيهِ من النُّقْصَان والحرمان عَن الثَّوَاب الْعَظِيم مَعَ وجود الْإِمْكَان قَوْله نوبيه فِي الْقَامُوس النوب بِالضَّمِّ جيل من السودَان وبلاد وَاسِعَة للسودان بجنوب الصَّعِيد مِنْهَا بِلَال الحبشي قَالَ ائْتِنِي بهَا لأعرف أَنَّهَا مُؤمنَة أم لَا وَكَأَنَّهَا كَانَت أوصت بمؤمنة أَو بِسَبَب يَقْتَضِي الْإِيمَان أَو أَنه أحب أَن يعْتق عَنْهَا مُؤمنَة لَا أَن الْوَصِيَّة بِمُطلق الرَّقَبَة لَا تتأدى الا بالمؤمنة وَالله تَعَالَى أعلم فَإِنَّهَا مُؤمنَة يُفِيد أَنه لَا حَاجَة فِي الْإِيمَان إِلَى الْبُرْهَان بل التَّقْلِيد كَاف والا لسألها عَن الْبُرْهَانوَأَنه لَا يتَوَقَّف على أَن يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله بل يَكْفِي فِيهِ اعْتِقَاد رَبِّي الله وَمُحَمّد رَسُوله نعم يَنْبَغِي أَن يعْتَبر ذَاك ايمانا مَا لم يظْهر مِنْهُ مَا يُنَافِيهِ من اعْتِقَاد الشّرك وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله مخرفا بِالْفَتْح هُوَ الْحَائِط من النّخلقَوْله

رقم الحديث 3664 [3664] سقى المَاء أَي فِي ذَلِك الْوَقْت لقلته يَوْمئِذٍ أَو على الدَّوَام قَوْله ضَعِيفا أَي غير قَادر على تَحْصِيل مصَالح الامارة ودرء مفاسدها مَا أحب لنَفْسي أَي من السَّلامَة عَن الْوُقُوع فِي الْمَحْذُور وَقيل تَقْدِيره أَي لَو كَانَ حَالي كحالك فِي الضعْف والا فقد كَانَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم مُتَوَلِّيًا على أُمُور الْمُسلمين حَاكما عَلَيْهِم فَكيف يَصح أحب لَك مَا أحب لنَفْسي قلت وَفِيمَا ذكرت غنى عَن ذَلِك فَتَأمل فَلَا تأمرن بتَشْديد الْمِيم وَالنُّون الثَّقِيلَة أَي فَلَا تسلطن وَلَا تصيرن أَمِيرا.

     وَقَالَ  الْقُرْطُبِيّ معنى اني أَرَاك ضَعِيفا عَنالْقِيَامِ بِمَا يَتَعَيَّنُ عَلَى الْأَمِيرِ مِنْ مُرَاعَاةِ مصَالح رَعيته الدُّنْيَوِيَّة والدينية وَذَلِكَ لَان الْغَالِب عَلَيْهِ كَانَ الاحتقار بالدنيا وبأموالها الَّذين بمراعاتهما يَنْتَظِم مصَالح الدّين وَيتم الْأَمر وَقد كَانَ أَفْرَطَ فِي الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى انْتَهَى بِهِ الْحَالُ إِلَى أَنْ يُفْتِيَ بِتَحْرِيمِ الْجَمْعِ لِلْمَالِ وَإِنْ أُخْرِجَتْ زَكَاتُهُ وَكَانَ يَرَى أَنَّهُ الْكَنْز الَّذِي وبخ الله تَعَالَى عَلَيْهِ فِي الْقُرْآن فَلذَلِك نَهَاهُ النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم عَن الْإِمَارَة وَولَايَة مَال الْأَيْتَام.
وَأَمَّا مَنْ قَوِيَ عَلَى الْإِمَارَةِ وَعَدَلَ فِيهَا فَإِنَّهُ مِنَ السَّبْعَةِ الَّذِينَ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظله قَوْله كل من مَال يَتِيمك حملوه على مَا يسْتَحقّهُ من الْأُجْرَة بِسَبَب مَا يعْمل فِيهِ وَيصْلح لَهُ وَلَا مباذر قيل وَلَا مُسْرِف فَهُوَ تَأْكِيد وعَلى هَذَا الذَّال مُعْجمَة لَكِن تكْرَار لَا يبعده وَقيل وَلَا مبادر بُلُوغ الْيَتِيم بإنفاق مَاله فالدال مُهْملَة وَلَا متأثل وَلَا متخذ مِنْهُ أصل مَالقَوْله كَانَ يكون الخ أَحدهمَا زَائِد وَيحْتَمل أَن يَجْعَل الْكَاف جَارة وَأَن مَصْدَرِيَّة وَيجْعَل هَذَا بَيَانا لحالهم حِين نزلت هَذِه الْآيَة قبل أَن يُؤذن لَهُم فِي الْخَلْط أَي حَالهم مثل أَن يكون الخ وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله الموبقات المهلكات الشّرك هُوَ وَمَا بعده بِالرَّفْع وَضبط بِالنّصب أَيْضا وَلَا يظْهر لَهُ كَبِير وَجه يَوْم الزَّحْف أَي الْجِهَاد ولقاء الْعَدو فِي الْحَرْب وأصل الزَّحْف الْجَيْش يزحفون إِلَى الْعَدو أَي يَمْشُونَ( كتاب النَّحْل) بِضَم فَسُكُون مصدر نحلته أَي أَعْطيته وَيُطلق على الْمُعْطِي أَيْضا والنحلة بِكَسْر فَسُكُون وَجوز الضَّم بِمَعْنى الْعَطِيَّة قَوْله يشهده من الاشهاد فاردده يدل على جَوَاز الرُّجُوع فِي الْهِبَة للْوَلَد ولعلل من لَا يَقُول بِهِ يحمل على أَنه رَجَعَ قبل أَن يتم الْأَمر بِالْقَبْضِ من جِهَته وَنَحْو ذَلِك واليه يُشِير مَا سَيَجِيءُ من رِوَايَة فَإِن رَأَيْت أَن تنفذه أنفذته فَلْيتَأَمَّل وَالله تَعَالَى أعلم وَقيل لفظ الْوَلَد يَشْمَل الذّكر وَالْأُنْثَى فَمُقْتَضى الحَدِيث التَّسْوِيَة بَينهمَا فِي الْعَطِيَّة وَرِوَايَة كل بنيك مَحْمُولَة على التغليب ان كَانَ لَهُ اناثقَوْله