فهرس الكتاب

أيوب بن أبي تميمة السختياني

ومن الطبقة الرابعة: 526 أيوب بن أبي تميمة السختياني يكنى أبا بكر، مولى لعنزة، واسم أبي تميمة كيسان.
حماد بن زيد قال: قال أيوب: عن قوماً يريدون أن يرتفعوا فيأبى الله إلا أن يضعهم وآخرين يريدون أن يتواضعوا ويأبى الله إلا أن يرفعهم.
قال: وكان النساك يومئذ يشمرون ثيابهم وكان أيوب لا يفعل.
حماد بن زيد قال: كنت أمشي مع أيوب فيأخذ في طرق إني لأعجب له كيف يهتدي لها فراراً من الناس أن يقال هذا أيوب.
ميمون الغزال قال: كنا عند الحسن فجاء أيوب فسلم عليه فلما مضى، وكان حيث لا يسمع، قال الحسن: هذا سيد الفتيان.
وفي رواية أخرى: قال الحسن: أيوب سيد شباب أهل البصرة.
حجاج قال: سمعت شعبة يقول: ربما ذهبت مع أيوب في الحاجة أمشي معه فلا يدعني، فيخرج ههنا وههنا لكي لا يفطن له.
وقال شعبة: قال أيوب: ذكرت وما أحب أن أذكر.
الحميدي قال: لقي سفيان بن عيينة ستة وثمانين من التابعين، وكان يقول: ما رأيت مثل أيوب.
سلام بن أبي مطيع قال: كان أيوب يقوم الليل يخفي ذلك فإذا كان قبيل الصبح رفع صوته كأنه إنما قام تلك الساعة.
عن وهيب بن خالد قال: قال أيوب السختياني: إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل.
بشر بن منصور قال: كنا عند أيوب فلغطنا وتكلمنا.
فقال لنا أيوب: كفوا، لو أردت أن أخبركم بكل شيء تكلمت به اليوم لفعلت.
عن معمر قال: كان في قميص أيوب بعض التذييل فقيل له، فقال: الشهرة اليوم في التشمير.
صالح بن أبي الأخضر قال: قلت لأيوب: أوصني، قال: أقل الكلام.
عبد الله بن بشر قال: إن الرجل ربما جلس إلى أيوب السختياني فيكون لما يرى منه أشد اتباعاً منه لو سمع حديثه.
حماد بن زيد قال: لو رأيتم أيوب ثم استسقاكم شربة من ماء على النسك لما سقيتموه، له شعر وافر وشارب وافر وقميص جيد هروي يشم الأرض، وقلنسوة جيدة وطيلسان جيد ورداء عدني.
حماد بن زيد قال: سمعت أيوب يقول: إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.
عبيد الله بن شميط قال: سمعت أيوب السختياني يقول: لا ينبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان: بالعفة عما في أيدي الناس والتجاوز عما يكون منهم.
عن المبارك بن إسماعيل قال: آذى رجل أيوب السختياني وأصحابه أذى شديداً.
فلما تفرقوا قال أيوب: إني لأرحمه أنا نفارقه وخلقه معه.
حماد قال: رأيت أيوب لا ينصرف عن سوقه إلا معه شيء يحمله لعياله حتى رأيت قارورة الدهن بيده يحملها.
فقلت له في ذلك فقال: إني سمعت الحسن يقول: إن المؤمن أخذ عن الله عز وجل أدباً حسناً فإذا أوسع عليه أوسع وإذا أمسك عنه أمسك.
حماد بن زيد قال: ما رأيت رجلاً قط أشد تبسماً في وجوه الرجال من أيوب.
إسحاق بن محمد قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كنا ندخل على أيوب السختياني فإذا ذكرنا له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه.
عن هشام بن حسان قال: حج أيوب السختياني أربعين حجة.
عبد الواحد بن زيد قال: كنت مع أيوب على جراء فعطشت عطشاً شديداً حتى رأى ذلك في وجهي فقال: ما الذي أرى بك؟ قلت: العطش، قد خفت على نفسي: قال تستر علي؟ قلت: نعم.
فاستحلفني فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حياً.
قال: فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي من الماء.
قال: فما حدثت به أحداً حتى مات.
عن أبي بكر بن الفضل قال: سمعت أيوب يقول: والله ما صدق عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه.
عن سلام بن أبي مطيع قال: قال رجل من أهل الأهواء لأيوب: ألا أكلمك بكلمة؟ قال: لا، ولا نصف كلمة.
عن هشام بن حسان عن أيوب السختياني قال: ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا زاد من الله عز وجل بعداً.
محمد بن عمر الباهلي قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال أيوب: إنه ليبلغني موت الرجل من أهل السنة فكأنما يسقط عضو من أعضائي.
حماد بن زيد قال: كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيمتخط ويقول: ما أشد الزكام.
الحسن بن عمرو قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: دخل بديل على أيوب السختياني، أظنه قال: يعوده وقد مد على فراشه سبنية حمراء يدفع بها الرثاء، فقال له بديل: ما هذا؟ فقال أيوب: هذا خير من هذا الصوف الذي عليك.
يحيى العبدي قال: سمعت حماد بن زيد يقول: كان أيوب يطلب العلم حتى مات.
أسند أيوب عن أنس بن مالك وعمرو بن سلمة الجرمي وروى عن أبي عثمان النهدي وأبي رجاء العطاردي وأبي العالية والحسن وابن سيرين وأبي قلابة.
وتوفي في الطاعون بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائة.
حنبل قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: مات أيوب وهو ابن ثلاث وستين.