فهرس الكتاب

أبو عبيدة الخواص واسمه عباد بن عباد

800 أبو عبيدة الخواص واسمه عباد بن عباد وقد اشتهر بأبي عبيدة وإنما هو أبو عتبة، كذلك ذكره البخاري وغيره.
أبو موسى الصوري قال: كتب بن عباد الخواص إلى إخوانه يعظهم: إنكم في زمان قد رق فيه الورع وقل فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه فأحبوا أن يعرفوا بحمله، وكرهوا أن يعرفوا بإضاعة العمل به، فنطقوا فيه بالهوى ليزينوا ما دخلوا فيه من الخطر، فذنوبهم ذنوب لا يستغفر منها، وتقصيرهم تقصير لا يعترف به.
أحبوا الدنيا وكرهوا منزلة أهلها فشاركوهم في العيش وزايلوهم بالقول.
أبو عبيد العسقلاني قال: رأيت أبا عبيدة الساحلي لم يضحك أربعين سنة.
فقيل له: لم لا تضحك؟ فقال: كيف أضحك أنا وفي أيدي المشركين من المسلمين أحد.
عبد الأعلى بن سليمان قال: رأيت أبا عبيدة الخواص على سرته خرقة، وعلى رقبته خرقة وهو يمشي في طريق البصرة.
وهو يقول واشوقاه إلى من يراني ولا أراه.
أحمد بن الحواري قال: دخل عباد الخواص على إبراهيم بن صالح وهو أمير فلسطين، فقال له: يا شيخ عظني؟ فقال: بم أعظك أصلحك الله؟ بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى، فانظر ما يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك.
فبكى حتى سالت الدموع من لحيته.
عن بشر بن الحارث قال: رأيت على جبال عرفة رجلاً قد ولع به الوله وهو يقول: سبحان من سجدنا بالعيون له ... على شبا الشوك والمحمى من الإبر لم نبلغ العشر من معشار نعمته ... ولا العشير ولا عشراً من العشر هو الرفيع فلا الأبصار تدركه ... سبحانه من مليك نافذ القدر سبحان من هو أنسي إذ خلوت به ... في جوف ليلي، وفي الظلماء والسحر أنت الحبيب وأنت الحب يا أملي ... من لي سواك ومن أرجوه يا ذخري ثم أنشد أيضاً: كم قد زللت فلم أذكرك في زللي ... وأنت يا سيدي في الغيب تذكرني كم اكشف الستر جلاً عند معصيتي ... وأنت تلطف بي حقاً وتسترني لأبكين بدمع العين من أسف ... لأبكين بكاء الوله الحزن قال: ثم غاص من خلال الناس فلم أره فسألت عنه فقيل: هذا أبو عبيدة الخواص منذ سبعين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل.
عقبة بن فضالة قال: سمعت أبا عبيدة الخواص بعد ما كبروا هو آخذ بلحيته يبكي ويقول: قد كبرت فأعتقني.
أسند عباد عن الأوزاعي، وأبي بكر بن أبي مريم، وغيرهما.