فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم عَلَى غيرهم، ورفع مجالسهم، وإظهار مرتبتهم

رقم الحديث 358 ( وعن أبي سعيد) وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل أبو عبد الله، وقيل أبو سليمان وقيل أبو محمد حكاها في التهذيب ( سمرة) بفتح السين وضم الميم ( ابن جندب) بضم الجيم والدال المهملة وبفتح الدال بينهما نون ساكنة ابن هلال بن جريج بمهملة مفتوحة فراء مكسورة فتحتية ساكنة فجيم ابن مرة بن حزن بن عمر جابر بن خشين بخاء وشين معجمتين ابن لأًيُّ بن عصم بن شمخ بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان الفزاري الصحابي ( رضي الله عنه) توفي أبوه وهو صغير فقدمت به أمه المدينة فتزوّجها أنصاري وكان في حجره حتى كبر، فقيل أجازه النبيّ في المقاتلة يوم أحد، وغزا مع النبي غزوات ثم سكن البصرة، وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة وعلى الكوفة إذا سار إلى البصرة، وكان الحسن وابن سيرين وفضلاء البصرة يثنون عليه.
روي له عن النبي مائة حديث، اتفقا منها على حديثين، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بأربعة.
توفي بالبصرة سنة تسع وقيل ثمان وخمسين، وقال البخاري: توفي سمرة بعد أبي هريرة يقال آخر سنة تسع وخمسين ويقال سنة ستين ( قال: لقد كنت على عهد) أي زمن حياة ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلاماً) تقدم ما يؤخذ منه أن سنه كانت عند وفاة النبيّ نيفا وعشرين سنة، فالمراد من الغلام الصغير في السن ( فكنت أحفظ عليه) معطوف على كنت الأوّل ( فما يمنعني من القول) أي من التحديث ( إلا أن ههنا رجالاً هم أسنّ مني) أخذ منه علماء الأثر قوله: يكره أن يحدث إذا كان في البلد من هو أولى به بزيادة علم أو ضبط أو حفظ أو تقدم سن أو نحو ذلك بل يدل عليه، وهذا بخلاف باقي العلوم فلا يكره تعاطيها للمفضول المتأهل مع وجود الأعلم بها منه ( متفق عليه) .


رقم الحديث 359 ( وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ما أكرم شاب) بتشديد الموحدة ( شيخاً) أي داخلاً في سن الشيخوخة: وهو ما بعد الخمسين ( لسنه) أي لأجل كبره ( إلا قيض) بتشديد التحتية والضاد المعجمة: أي قدر ( اله من يكرمه عند سنه) أي كبره، ففيه إيماء إلى وعد من أكرم شيخاً لسنه تعالى بأن يطول عمر المكرم حتى يبلغ ذلك السن ويقدر الله له من يقوم بكرامته فيدان بما دان به ( رواه الترمذي وقال: غريب) في «الجامع الصغير» على الحديث علامة الحسن.
45

رقم الحديث -45 باب توقير بالقاف من الوقار وهو التبجيل: أي تعظيم العلماء: أي بالعلوم الشرعية وآلاتها المطلوبة: أي وإن لم يكونوا من ذوي السن، والمراد علماء السنة والجماعة لما ورد من الوعيد في تعظيم ذي البدعة، وكذا يعتبر هذا في قوله ( والكبار) بكسر القاف: أي في السن وإن لم يكونوا أهل علم ( وأهل الفضل) من الكرم والمروءة والشجاعة وغيرها من خصال الكمال التي بها تتفاضل الرجال ( وتقديمهم على غيرهم) ممن لم يكونوا كذلك: وظاهر تعبيره أنهم عند اجتماعهم يرتبون بترتيبهم في الذكر، فيقدم ذو العلم على ذي السن، وهو على من بعده ( ورفع مجالسهم) وٌّ كانوا هم ينبغي لهم أن لا يطلبوا رفعها تواضعاً واتباعاً لحديث «كان يجلس حيث ينتهي به المجلس» ( وإظهار مرتبتهم) أداءاً لحق ذي الحق.
( قال الله تعالى: { قل: هل} ) استفهام إنكاري ما ( { يستوى الذين يعلمون} ) أي قام بهم العلم المطلوب تعلمه ( { والذين لا يعلمون} ) أي لم يقم بهم ذلك فالفعل فيه في الموضعين منزل منزلة اللازم.
قال البيضاوي: الآية نفي لاستواء الفريقين باعتبار القوة العلمية على وجه أبلغ لمزيد فضل العلم، وقيل تقرير للأول أي لقوله: { أمن هو قانت} ( الزمر: 9) الخ: أي كما لا يستوي العالم والجاهل لا يستوي القانت والعاصي.