فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب النهي عن نَقْل الحديثِ وكلام الناس إِلَى ولاة الأمورِ إِذَا لَمْ تدْعُ إِلَيْهِ حاجةٌ كَخَوفِ مفسدةٍ ونحوها

رقم الحديث 1539 ( وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يبلغني) بسكون الغين ( أحد من أصحابي عن أحد شيئاً) أي: مما أكرهه له أويعود إليه بضرر.
ففيه الحث على الستر، وإقالة ذوي الهيئات عثراتهم ( فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر) أي: وذلك إنما يتحقق عند عدم سماع ما يؤثر في النفس، حرارة أو أثراً ما، بحسب الطبع البشري ( رواه أبو داود والترمذي) وقال: غريب، ورواه أحمد والدارقطني كما في الجامع الكبير.
باب ذم ذي الوجهين ( قال الله تعالى: يستخفون من الناس) أي: يستترون منهم حال سرقتهم، ومثلها في ذم من يكون كذلك سائر المخالفات ( ولا يستخفون من الله) وهو أحق أن يستحيا منه ( وهو معهم) لا يخفي عليه شيء، وطريق إخفاء شيء عنه عدم فعله.
كذا في جامع البيان ( إذ يبيتون) يدبرون، وأصله أن يكون بالليل ( ما لا يرضى) الله ( من القول) كرمي البريء، وشهادة الزور، والقذف ( وكان الله بما يعملون محيطاً) فيجازيهم عليه ( الآيتين) يعني قوله ( هأنتم هؤلاء) مبتدأ وخبر ( جادلتم) خاصمتم ( عنهم) وهي جملة مبينة لوقوع هؤلاء خبراً، وصلة عند من يقول أنه موصول ( في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم) إذا أخذهم بعذابه ( يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً) فيروج دعواهم ( ومن يعمل سوءاً) يسوء به غيره أو صغيرة أو باعثاً دون الشرك ( أو يظلم نفسه) مما لا يتعداه ( ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً) فيه فرض التوبة.