فهرس الكتاب

شرح الزرقاني - بَابُ مَا جَاءَ فِي دِيَةِ السَّائِبَةِ وَجِنَايَتِهِ

رقم الحديث 1603 حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ سَائِبَةً أَعْتَقَهُ بَعْضُ الْحُجَّاجِ، فَقَتَلَ ابْنَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَائِذٍ، فَجَاءَ الْعَائِذِيُّ أَبُو الْمَقْتُولِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، يَطْلُبُ دِيَةَ ابْنِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا دِيَةَ لَهُ.
فَقَالَ الْعَائِذِيُّ: أَرَأَيْتَ لَوْ قَتَلَهُ ابْنِي؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِذًا تُخْرِجُونَ دِيَتَهُ.
فَقَالَ: هُوَ إِذًا كَالْأَرْقَمِ إِنْ يُتْرَكْ يَلْقَمْ، وَإِنْ يُقْتَلْ يَنْقَمْ.


( ما جاء في دية السائبة وجنايته)

( مالك عن أبي الزناد) بكسر الزاي مخففًا عبد الله بن ذكوان ( عن سليمان بن يسار) بالتخفيف ( أن سائبة أعتقه بعض الحجاج) جمع حاج ( فقتل ابن رجل من بني عائذ) بتحتية وذال معجمة ( فجاء العائذي أبو المقتول إلى عمر بن الخطاب يطلب دية ابنه) أفاد أنه قتل خطأ ( فقال عمر لا دية له فقال العائذي أرأيت) أي أخبرني ( لو قتله ابني فقال له عمر بن الخطاب إذا تخرجون ديته فقال العائذي هو إذا كالأرقم) بالقاف الحية التي فيها بياض وسواد أو حمرة وسواد ( أن يترك يلقم) بفتح أوله وإسكان اللام وفتح القاف وأصله الأكل بسرعة ( وأن يقتل) بضم أوله وفتح ثالثه ( ينقم) بكسر القاف من باب ضرب لغة القرآن وفي لغة بفتح القاف من باب تعب وهي أولى هنا بالسجع ومعناه إن تركت قتله قتلك وإن قتلته كان له من ينتقم منك وهو مثل من أمثال العرب مشهور قال ابن الأثير كانوا في الجاهلية يزعمون أن الجن تطلب ثأر الجن وهي الحية الرقيقة فربما مات قاتلها وربما أصابه خلل وهذا مثل فيمن يجتمع عليه شران لا يدري كيف يصنع بهما.