فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

( بابُُ وفاةِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِي أَي السنين، وَفِي بعض النّسخ: بابُُ وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمَتى توفّي؟ وَابْن كم؟


[ قــ :4218 ... غــ :4464 ]
- ح دَّثنا أبُو نُعَيْمٍ حدَّثنا شَيْبانُ عنْ يَحْيَى عنْ أبي سَلَمَةَ عنْ عائِشَةَ وابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله عنهُمْ أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ القُرْآنُ وبالمَدِينَةِ عَشْراً.
.


مطابقته للتَّرْجَمَة تدل بالإلتزام لَا بِالصَّرِيحِ، وَذَلِكَ أَن قَوْله: ( وبالمدينة عشرا) يدل على أَنه توفّي عِنْد تَمام الْعشْر، فطابق التَّرْجَمَة من هَذِه الْحَيْثِيَّة، فَلَا يدل على وَقت معِين، وَيدل على أَنه عمر سِتِّينَ سنية لِأَن الْعشْر الَّذِي فِي مَكَّة هُوَ الْعشْر الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآن وَلم ينزل عَلَيْهِ الْقُرْآن إلاَّ بعد تَمام الْأَرْبَعين كَمَا دلّت عَلَيْهِ الدَّلَائِل من الْخَارِج، فَيكون عمره سِتِّينَ سنة فَإِن قلت: روى عَن عَائِشَة أَيْضا أَنه عمر ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سنة؟ قلت: تحمل رِوَايَة السِّتين على إِلْغَاء الْكسر فَإِن قلت: روى مُسلم عَن ابْن عَبَّاس: أَن عمره خمس وَسِتُّونَ قلت: إِمَّا بِحمْل الزِّيَادَة على الإلغاء كَمَا ذكرنَا، أَو يكون على قَول من قَالَ: إِنَّه بعث وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَأكْثر مَا قيل فِي عمره خمس وَسِتُّونَ، وَالْمَشْهُور عِنْد الْجُمْهُور ثَلَاث وَسِتُّونَ.

وَأَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن، وشيبان هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ، وَيحيى هُوَ ابْن أبي كثير صَالح، وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف.