فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم، وعصاه، وسيفه وقدحه، وخاتمه، وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته، ومن شعره، ونعله، وآنيته مما يتبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته

( بابُُ مَا ذُكِرَ مِنْ دِرْعِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَصاهُ وسَيْفِهِ وقَدَحِهِ وخاتَمِهِ وَمَا اسْتَعْمَلَ الْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ مِنْ ذلِكَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرُ قِسْمَتُهُ وَمن شَعَرِهِ ونَعْلِهِ وآنِيَتِهِ مِمَّا يتَبَرَّكُ أصْحَابُهُ وغَيْرُهُمْ بَعْدَ وفاتِهِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَا ذكر من درع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... إِلَى آخِره.
قَوْله: ( وَمَا اسْتعْمل) ، أَي: وَفِي بَيَان مَا اسْتَعْملهُ الْخُلَفَاء بعده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ذَلِك، أَي: من الَّتِي ذكرهَا.
قَوْله: مِمَّا لم تذكر قسمته، يَعْنِي على طَريقَة قسْمَة الصَّدقَات، إِذْ لَا خَفَاء أَن المُرَاد مِنْهَا هُوَ قسْمَة التركات قَوْله: ( وَمن شعره) ، أَي: وَفِي بَين مَا ذكر من شعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ بِسُكُون الْعين وَفتحهَا.
قَوْله: ( مِمَّا يتبرك) ، من بابُُ التفعل من الْبركَة.

وَاعْلَم أَن هَذِه التَّرْجَمَة مُشْتَمِلَة على تِسْعَة أَجزَاء، وَفِي الْبابُُ سِتَّة أَحَادِيث.
الأول فِيهِ ذكر الْخَاتم.
وَالثَّانِي: فِيهِ ذكر النَّعْل.
وَالثَّالِث: فِيهِ ذكر الكساء الملبد.
وَالرَّابِع: فِيهِ ذكر الْقدح.
وَالْخَامِس: فِيهِ ذكر السَّيْف.
وَالسَّادِس: فِيهِ ذكر الصَّدَقَة الَّتِي كَانَ ذكرهَا فِي الصَّحِيفَة وَلم يذكر فِيهِ مَا يُطَابق درعه وَلَا مَا يُطَابق عَصَاهُ وَلَا مَا يُطَابق شعره وَلَا مَا يُطَابق آنيته.
أما الدرْع فقد ذكره فِي كتاب الْجِهَاد فِي: بابُُ مَا قيل فِي درع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأما عَصَاهُ فقد ذكرُوا أَنه كَانَت لَهُ مخصرة تسمى العرجون، وَهِي كالقضيب يستعملها الْأَشْرَاف للتشاغل بهَا فِي أَيْديهم ويحكون بهَا مَا بعد من الْبدن عَن الْيَد، وَكَانَ لَهُ قضيب من شوحط يُسمى الممشوق، وَكَانَ لَهُ عسيب من جريد النّخل.
وَأما شعره فَفِي مُسلم أَن الحلاق لما حلق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بمنى جعل يُعْطِيهِ النَّاس، وَفِي رِوَايَة أَحْمد عَن أنس، قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، والحلاق يحلقه وَقد أطاف بِهِ أَصْحَابه مَا يُرِيدُونَ أَن تقع شَعْرَة إلاَّ فِي يَد رجل.
وَأما آنيته فكثيرة ذكرهَا أَصْحَاب السّير، مِنْهَا: قدر من حِجَارَة يدعى المخضب يتَوَضَّأ فِيهِ، ومخضب آخر من شبه يكون فِيهِ الْحِنَّاء والكتم يضع على رَأسه إِذا وجد فِيهِ حرا، وَكَانَ لَهُ مغسل من صفر، وَكَانَت لَهُ ركوة تسمى الصادرة، وَكَانَ لَهُ طست من نُحَاس، وقدح من زجاج، وَكَانَت لَهُ جَفْنَة عَظِيمَة يطعم فِيهَا النَّاس يحملهَا أَرْبَعَة رجال تسمى الغراء، مَذْكُور فِي ( سنَن أبي دَاوُد) وَغير ذَلِك.



[ قــ :2966 ... غــ :3106 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله الأنْصَارِيُّ قَالَ حدَّثني أبي عنْ ثُمَامَةَ عنْ أنَسٍ أنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَعثَهُ إِلَى البَحْرَيْنِ وكَتَبَ لَهُ هذَا الكِتابَ وخَتَمَهُ وكانَ نَقْشُ الخَاتَمِ ثَلاثَةَ أسْطُرٍ مُحَمَّدٌ سَطْرٌ ورسولُ سَطْرٌ وَالله سَطْرٌ.
.


مطابقته لجزء من أَجزَاء التَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( وخاتمه) .
وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْمثنى بن عبد الله بن أنس بن مَالك أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ وثمامة بِضَم الثَّاء الْمُثَلَّثَة وبالميمين وَبَينهمَا ألف ابْن عبد الله بن أنس قَاضِي الْبَصْرَة سمع جده أنس بن مَالك رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.

قَوْله: ( لما اسْتخْلف) ، على صِيغَة الْمَجْهُول.
قَوْله: ( إِلَى الْبَحْرين) ، على تَثْنِيَة الْبَحْر: هُوَ بلد مَشْهُور بَين الْبَصْرَة وعمان، صَالح أَهله رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأمر عَلَيْهِم الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ.
قَوْله: ( بَعثه) ، فِيهِ الْتِفَات من الْغَائِب إِلَى الْحَاضِر، وَأَصله: بَعَثَنِي.
قَوْله: ( هَذَا الْكتاب) ، أَي: كتاب فَرِيضَة الصَّدَقَة، وَصُورَة الْمَكْتُوب قد تقدّمت فِي كتاب الزَّكَاة فِي: بابُُ زَكَاة الْغنم، ولشهرته فِيمَا بَينهم أطلق وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِهَذَا الْكتاب، وَأخرجه التِّرْمِذِيّ عَن مُحَمَّد بن بشار وَمُحَمّد ابْن يحيى نَحْو رِوَايَة البُخَارِيّ، غير أَن فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن يحيى لم يقل: ثَلَاثَة أسطر، وروى ابْن عدي فِي ( الْكَامِل) عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَرَادَ أَن يكْتب إِلَى الْعَجم كتابا ... فَذكر الحَدِيث، وَفِيه: فَأمر بِخَاتم آخر مصاغ من ورق فَجعله فِي إصبعه، فأقره جِبْرِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَن ينقش عَلَيْهِ: مُحَمَّد رَسُول الله.



[ قــ :967 ... غــ :3107 ]
- حدَّثني عبْدُ الله بنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله الأسَدِيُّ قَالَ حدَّثنا عِيسَى بنُ طَهْمَانَ قَالَ أخْرَجَ إلَيْنَا أنَسٌ نَعْلَيْنِ جَرْداوَيْنِ لَهُما قِبالاَنِ فَحَدَّثَنِي ثابِتٌ البُنَانِيُّ بَعْدُ عنْ أنَسٍ أنَّهُمَا نَعْلاَ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

مطابقته لجزء التَّرْجَمَة، وَهُوَ قَوْله: ( وَنَعله) وَعبد الله بن مُحَمَّد هُوَ ابْن أبي شيبَة، وَمُحَمّد بن عبد الله الْأَسدي أَبُو أَحْمد الزبيرِي.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ فِي اللبَاس عَن مُحَمَّد عَن عبد الله.
قلت: هُوَ مُحَمَّد بن مقَاتل وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك.
وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل عَن أَحْمد بن منيع عَن أبي أَحْمد الزبيرِي.

قَوْله: ( جرداوين) ، بِالْجِيم تَثْنِيَة جرداء مؤنث أجرد، أَي: الْخلق بِحَيْثُ صَار مُجَردا عَن الشّعْر، وَهُوَ بِالْوَاو لَا غير نَحْو: الحمراوين، ويروى: جرداوتين، وَهُوَ مُشكل أللهم إلاَّ أَن يُقَال: التَّاء زَائِدَة للْمُبَالَغَة، قَالَه الْكرْمَانِي، وَفِيه نظر، قَوْله: ( قبالان) ، بِكَسْر الْقَاف تَثْنِيَة: قبال، وَهُوَ مَا يشد فِيهِ الشسع،.

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: هُوَ الزِّمَام الَّذِي يكون بَين الإصبع الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا.
قَوْله: ( بعد) ، أَي: بعد أَن كَانَ أنس أخرج إِلَيْنَا نَعْلَيْنِ.





[ قــ :968 ... غــ :3108 ]
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ قَالَ حدَّثنا عبدُ الوَهَّابِ قَالَ حدَّثَنَا أيُّوبُ عنْ حُمَيْدِ بنِ هِلالٍ عنْ أبِي بُرْدَةَ قَالَ أخْرَجَتْ إلَيْنَا عائِشَةُ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كِساءً مُلَبَّدَاً وقالَتْ فِي هذَا نُزِعَ رُوحُ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
( الحَدِيث 8013 طرفه فِي: 8185) .


مطابقته لجزء من التَّرْجَمَة يُمكن أَن تكون لقَوْله: وَمَا اسْتعْمل الْخُلَفَاء بعده، وَعبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ، وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ، وَأَبُو بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ واسْمه الْحَارِث، وَيُقَال: عَامر، وَيُقَال: اسْمه كنيته.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ فِي اللبَاس أَيْضا عَن مُسَدّد وَمُحَمّد.
وَأخرجه مُسلم فِي اللبَاس عَن شَيبَان بن فروخ وَعَن عَليّ بن حجر وَمُحَمّد بن حَاتِم وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم وَعَن مُحَمَّد بن رَافع، وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِيهِ عَن مُوسَى عَن حَمَّاد.
وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِيهِ عَن أَحْمد بن منيع، وَأخرجه ابْن مَاجَه فِيهِ عَن أبي بكر بن أبي شيبَة.

قَوْله: ( كَسَاه ملبداً) الكساء مَعْرُوف لَكِن الظَّاهِر أَنه لَا يُطلق إلاَّ على مَا كَانَ من الصُّوف، والملبد اسْم مفعول المرقع، يُقَال: لبدت الْقَمِيص ألبّده، وَيُقَال للخرقة الَّتِي يرقع بهَا صدر الْقَمِيص: اللبدة، وَالَّتِي يرفع بهَا قبْلَة الْقَبِيلَة، قَالَه ابْن الْأَثِير: قَالَ: وَيُقَال الملبد الَّذِي ثخن وَسطه وصفق حَتَّى صَار يشبه اللبدة، وَيُقَال: الملبد الكساء الغليظ يركب بعضه على بعض، وَأما لبسه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الملبد يحْتَمل أَن يكون للتواضع وَترك التنعم، وَيحْتَمل أَن يكون لعدم وجود مَا هُوَ أرفع مِنْهُ، وَيحْتَمل أَن يكون ذَلِك اتِّفَاقًا عَن قصد مِنْهُ، بل كَانَ يلبس مَا وجد، وَالْوَجْه الأول أقرب، وَكَانَ على مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، يَوْم كَلمه ربه جُبَّة وَسَرَاويل وَكسَاء وقلنسوة.

وزَادَ سُلَيْمَانُ عنْ حُمَيْدٍ عنْ أبِي بُرْدَةَ قَالَ أخْرَجَتْ إلَيْنَا عائِشَةُ إزَاراً غَلِيظاً مِمَّا يُصْنَعُ باليَمَنِ وكِساءً مِنْ هَذِهِ الَّتِي تَدْعُونَها المُلَبَّدَةَ
سُلَيْمَان هَذَا هُوَ ابْن الْمُغيرَة أَبُو سعيد الْقَيْسِي الْبَصْرِيّ، أَي: زَاد سُلَيْمَان على رِوَايَة أَيُّوب عَن حميد بن هِلَال عَن أبي بردة، قَالَ: أخرجت إِلَيْنَا عَائِشَة ... إِلَى آخِره، وأسنده مُسلم،.

     وَقَالَ : حَدثنَا شَيبَان بن فروخ حَدثنَا سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة حَدثنَا حميد عَن أبي بردة، قَالَ: دخلت على عَائِشَة فأخرجت إِلَيْنَا إزاراً غليظاً مِمَّا يصنع بِالْيمن، وَكسَاء من الَّتِي تسمونها الملبدة، قَالَ: فأقسمت بِاللَّه أَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قبض فِي هذَيْن الثَّوْبَيْنِ.





[ قــ :969 ... غــ :3109 ]
- حدَّثنا عبْدَانُ عنْ أبِي حَمْزَةَ عنْ عاصِمٍ عنِ ابنِ سِيرينَ عنْ أنَسَ بنِ مالِك رَضِي الله تَعَالَى عنهُ أَن قَدَحَ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْكَسَرَ فاتَّخَذَ مَكانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ قَالَ عاصِمٌ رأيْتُ القَدَحَ وشَرِبْتُ فِيهِ.
( الحَدِيث 9013 طرفه فِي: 8365) .
مطابقته لجزء التَّرْجَمَة الَّذِي هُوَ قَوْله: ( وقدحه) .
وعبدان لقب عبد الله بن عُثْمَان، وَقد مر غير مرّة، وَأَبُو حَمْزَة، بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي: مُحَمَّد بن مَيْمُون الْيَشْكُرِي الْمروزِي، وَعَاصِم هُوَ ابْن سُلَيْمَان الْأَحول، وَابْن سِيرِين هُوَ مُحَمَّد بن سِيرِين.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هَذَا حَدِيث اخْتلف فِيهِ على عَاصِم الْأَحول فَرَوَاهُ أَبُو حَمْزَة مُحَمَّد بن مَيْمُون: عَن عَاصِم عَن ابْن سِيرِين عَن أنس، وَخَالفهُ غَيره فَرَوَاهُ: عَن عَاصِم عَن أنس، وَالصَّحِيح الأول،.

     وَقَالَ  الجياني: وَالَّذِي عِنْدِي فِي هَذَا أَن بعض الحَدِيث رَوَاهُ عَاصِم عَن أنس، وروى بعضه عَن ابْن سِيرِين عَن أنس، وَهَذَا بيِّن فِي حَدِيث أبي عوَانَة عَن عَاصِم الْمَذْكُور عِنْد البُخَارِيّ، وَفِي آخِره، قَالَ:.

     وَقَالَ  عَاصِم: قَالَ ابْن سِيرِين: إِنَّه كَانَت فِيهِ حَلقَة من فضَّة، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَة: لَا تغيرن فِيهِ شَيْئا صنعه رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَتَركه.
قَالَ: كَذَا رَوَاهُ أَبُو عوَانَة، وجوده ذكر أَوله عَن عَاصِم عَن أنس وَآخره: عَن عَاصِم عَن مُحَمَّد عَن أنس.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْأَشْرِبَة عَن حسن بن مدرك.

قَوْله: ( الشّعب) ، بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة: الصدع والشق وإصلاحه أَيْضا، الشّعب.

     وَقَالَ  الْبَيْهَقِيّ: هُوَ قدح عريض من نضار، وروى أَحْمد من حَدِيث حجاج بن حسان، قَالَ: كُنَّا عِنْد أنس فَدَعَا بِإِنَاء فِيهِ ثَلَاث ضبابُ من حَدِيد وحلقته من حَدِيد، فَأخْرجهُ من غلاف أسود وَهُوَ دون الرّبع وَفَوق نصف الرّبع، وَأمر أنس فَجعلنَا فِيهِ مَاء فَأَتَانَا بِهِ فشربنا وصببنا على رؤوسنا ووجوهنا وصلينا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.





[ قــ :970 ... غــ :3110 ]
- حدَّثنا سَعِيدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَرْمِيُّ قَالَ حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إبْرَاهِيمَ قَالَ حدَّثنا أبي أنَّ الوَلِيدَ بنَ كَثِيرٍ حدَّثَهُ عنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيِّ قَالَ حدَّثَهُ أنَّ ابنَ شِهَابٍ حدَّثَهُ أنَّ عَلِيَّ بنَ حُسَيْنٍ حدَّثَهُ أنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ مَقْتَلَ حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ رَحْمَةُ الله علَيْهِ لَقِيَهُ المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ فَقَالَ لَهُ هَلْ لَكَ إلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تأمُرُنِي بِهَا فَقُلْتُ لَهُ لاَ فَقالَ لَهُ فَهَلْ أنْتَ مُعْطِيَّ سَيْفَ رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فإنِّي أخافُ أنْ يَغْلِبَكَ القَوْمُ علَيْهِ وايْمُ الله لَئِنْ أعْطَيْتَنِيهِ لاَ يُخْلَصُ إلَيْهِمْ أبَدَاً حتَّى تُبْلَغَ نَفْسِي إنَّ عَلِيَّ بنَ أبِي طالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أبِي جَهْلٍ علَى فاطِمَةَ علَيْها السَّلامُ فسَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَخْطُبُ النَاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنبَرِهِ هذَا وأنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ فَقَالَ إنَّ فاطِمَةَ مِنِّي وأنَا أتَخَوَّفُ أنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرَاً لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ فأثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إيَّاهُ قَالَ حدَّثَنِي فَصَدَقَني ووعَدَنِي فوَفَى لِي وإنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلالاً ولاَ أُحِلُّ حَرَاماً ولَكِنْ وَالله لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبِنْتُ عَدُوِّ الله أبَدَاً.
.

مطابقته لجزء التَّرْجَمَة الَّذِي هُوَ قَوْله: ( وسيفه) وَسَعِيد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْجرْمِي، بِفَتْح الْجِيم وَإِسْكَان الرَّاء الْكُوفِي وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الْقرشِي الزُّهْرِيّ، يكنى أَبَا يُوسُف، أَصله مدنِي كَانَ بالعراق يروي عَن أَبِيه إِبْرَاهِيم بن سعد، والوليد، بِفَتْح الْوَاو: ابْن كثير ضد الْقَلِيل المَخْزُومِي من أهل الْمَدِينَة، وَمُحَمّد بن عَمْرو ابْن حلحلة، بِفَتْح الحاءين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَسُكُون اللَّام الأولى: الدؤَلِي، بِضَم الدَّال وَفتح الْهمزَة، ويروى بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف، وَعلي بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب زين العابدين، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.

والْحَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن أَحْمد بن حَنْبَل، رَحمَه الله.

قَوْله: ( الْمَدِينَة) ، أَي: الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة.
قَوْله: ( مقتل الْحُسَيْن) ، كَانَ ذَلِك فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ يَوْم عَاشُورَاء، قَوْله: ( الْمسور بن مخرمَة) بِكَسْر الْمِيم فِي الْمسور وَفتحهَا فِي مخرمَة وَلَهُمَا صُحْبَة.
قَوْله: ( معطي) بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْعين وَكسر الطَّاء وَتَشْديد الْيَاء يَعْنِي: هَل أَنْت معطي سيف رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إيَّايَ، وَكَون السَّيْف عِنْد آل عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، يحْتَمل أَن يكون النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أعطَاهُ لعَلي، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فِي حَيَاته انْتقل إِلَى زين العابدين أَو أعطَاهُ أَبُو بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ثمَّ انْتقل إِلَى آله، وَالظَّاهِر أَن هَذَا السَّيْف هُوَ ذُو الفقار لِأَن سبط ابْن الْجَوْزِيّ ذكر فِي ( تَارِيخه) وَلم يزل ذُو الفقار عِنْده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى وهبه لعَلي، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قبل مَوته، ثمَّ انْتقل إِلَى آله وَكَانَت لَهُ عشرَة أسياف مِنْهَا: ذُو الفقار، تنفله يَوْم بدر.
قَوْله: ( أَن يَغْلِبك الْقَوْم عَلَيْهِ) أَي: يأخذونه مِنْك بِالْقُوَّةِ والاستيلاء: قَوْله: ( لَا يخلص) ، على صِيغَة الْمَجْهُول مَعْنَاهُ: لَا يصل إِلَيْهِ أحد أبدا.
قَوْله: ( حَتَّى تبلغ) بِلَفْظ الْمَجْهُول أَي: حَتَّى تقبض روحي.
قَوْله: ( أَن عَليّ بن أبي طَالب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ) إِلَى آخِره إِنَّمَا ذكر الْمسور قصَّة خطْبَة عَليّ بنت أبي جهل ليعلم عَليّ بن الْحُسَيْن زين العابدين بمحبته فِي فَاطِمَة وَفِي نسلها لما سمع من رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
قَوْله: ( خطب ابْنة أبي جهل) ، وَاسْمهَا جوَيْرِية تَصْغِير جَارِيَة بِالْجِيم، وَقيل: جميلَة، بِفَتْح الْمِيم.
قَوْله: ( فَاطِمَة مني) أَي: بضعَة مني.
قَوْله: ( أَن تفتن فِي دينهَا) ، يُرِيد أَنَّهَا لَا تصبر بِسَبَب الْغيرَة.
قَوْله: ( صهراً لَهُ) ، الصهر يُطلق على الزَّوْج وعَلى أَقَاربه، وأقارب الْمَرْأَة، وَأَرَادَ أَبَا الْعَاصِ بن الرّبيع بن عبد الْعُزَّى بن عبد شمس، كَانَ زوج زَيْنَب بنت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مناصفاً لَهُ ومصافياً، مرت قصَّته فِي كتاب الشُّرُوط.
قَوْله: ( وَإِنِّي لست أحرم حَلَالا وَلَا أحل حَرَامًا) قد أعلم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك بِإِبَاحَة نِكَاح بنت أبي جهل لعَلي، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَلَكِن نهى عَن الْجمع بَينهَا وَبَين فَاطِمَة ابْنَته لعلتين منصوصتين: إِحْدَاهمَا: أَن ذَلِك يُؤْذِينِي، لِأَن إِيذَاء فَاطِمَة إيذاءًا لي.
وَالْأُخْرَى: خوف الْفِتْنَة عَلَيْهَا بِسَبَب الْغيرَة.

وَقَالُوا: فِي هَذَا الحَدِيث: تَحْرِيم إِيذَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بِكُل حَال وعَلى كل وَجه، لِأَن تولد ذَلِك الْإِيذَاء مِمَّا كَانَ أَصله مُبَاحا وَهُوَ فِي هَذَا بِخِلَاف غَيره.
.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ: وَيحْتَمل أَن المُرَاد تَحْرِيم جَمعهمَا، وَيكون معنى: لَا أحرم حَلَالا، أَي: لَا أَقُول شَيْئا يُخَالف حكم الله، فَإِذا أحل شَيْئا لم أحرمهُ، وَإِذا حرمه لم أحله وَلم أسكت على تَحْرِيمه، لِأَن سكوتي تَحْلِيل لَهُ، وَيكون من جملَة مُحرمَات النِّكَاح: الْجمع بَين بنت رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبنت عَدو الله، وَالله أعلم.





[ قــ :971 ... غــ :3111 ]
- حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ قَالَ حدَّثنا سُفْيانُ عنْ مُحَمَّدِ بنِ سُوقَةَ عنْ مُنْذِرٍ عنْ ابنِ الحَنَفِيَّةِ قَالَ لَوْ كانَ عَلِيٌّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذَاكِرَاً عُثْمَانَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ ذَكَرَهُ يَوْمَ جاءَهُ ناسٌ فَشَكَوْا سُعاةَ عُثْمان فَقَالَ لي عَلِيٌّ اذْهَبْ إِلَى عُثْمَانَ فأخْبِرْهُ أنَّهَا صَدَقةُ رسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمُرْ سُعَاتَكَ يَعْمَلُونَ فِيهَا فأتَيْتُهُ بِها فَقَالَ أغْنِها عنَّا فأتَيْتُ بِهَا علِيَّاً فأخْبَرْتُهُ فَقَالَ ضَعْهَا حَيْثُ أخَذْتَها.
( الحَدِيث 1113 طرفه فِي: 113) .


مطابقته للتَّرْجَمَة يُمكن أَن تُؤْخَذ من قَوْله: فَأَخْبَرته أَنَّهَا صَدَقَة رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَرَادَ بِهِ الصَّحِيفَة الَّتِي كَانَت فِيهَا أَحْكَام الصَّدقَات، وَيكون هَذَا مطابقاً لقَوْله فِي التَّرْجَمَة.
وَمَا اسْتعْمل الْخُلَفَاء بعده.

وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَمُحَمّد بن سوقة، بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو وَفتح الْقَاف: أَبُو بكر الغنوي الْكُوفِي، وَمُنْذِر بِلَفْظ اسْم الْفَاعِل من الْإِنْذَار ابْن يعلى الثَّوْريّ الْكُوفِي، وَابْن الْحَنَفِيَّة هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب، وَالْحَنَفِيَّة أمه، وَاسْمهَا خَوْلَة بنت جَعْفَر بن قيس بن يَرْبُوع بن مسلمة بن ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع بن ثَعْلَبَة بن الدؤل بن حنيفَة، وَكَانَت من سبي الْيَمَامَة.

قَوْله: ( وَلَو كَانَ عَليّ ذَاكِرًا عُثْمَان) أَي: بِمَا لَا يَلِيق وَلَا يحسن.
قَوْله: ( ذكره) ، جَوَاب لَو.
قَوْله: ( يَوْم جَاءَهُ) ، يَوْم، نصب على الظّرْف.
قَوْله: ( سعاة عُثْمَان) ، جمع ساع وَهُوَ الْعَامِل فِي الزَّكَاة.
قَوْله: ( إذهب إِلَى عُثْمَان وَأخْبرهُ أَنَّهَا صَدَقَة رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمَعْنى: أَن عليا، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، أرسل إِلَى عُثْمَان صحيفَة فِيهَا بَيَان أَحْكَام الصَّدقَات،.

     وَقَالَ : مر سعاتك يعْملُونَ بهَا، أَي: بِهَذِهِ الصَّحِيفَة، ويروى: يعْملُونَ فِيهَا، أَي بِمَا فِيهَا.
قَوْله: ( فَأَتَيْته بهَا) أَي: قَالَ ابْن الْحَنَفِيَّة: أتيت عُثْمَان بِتِلْكَ الصَّحِيفَة.
قَوْله: ( فَقَالَ) ، أَي: عُثْمَان.
قَوْله: ( أغنها عَنَّا) بِقطع الْهمزَة أَي: إصرفها عَنَّا، وَقيل: كفها عَنَّا،.

     وَقَالَ  الْخطابِيّ: هِيَ كلمة مَعْنَاهَا التّرْك والإعراض،.

     وَقَالَ  ابْن الْأَنْبَارِي: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: { وتولوا وَاسْتغْنى الله} ( التغابن: 6) .
الْمَعْنى: تَركهم، لِأَن كل من اسْتغنى عَن شَيْء تَركه، وَهُوَ من الثلاثي من قَوْلهم: غَنِي فلَان عَن كَذَا فَهُوَ غانٍ، مثل: علم فَهُوَ عَالم.
.

     وَقَالَ  الدَّاودِيّ: وَيحْتَمل قَوْله: إغنها عَنَّا أَن يكون عِنْده علم من ذَلِك، وَأَنه أَمر بِهِ،.

     وَقَالَ  ابْن بطال: رد الصَّحِيفَة، وَيُقَال: كَانَ عِنْده نَظِير مِنْهَا وَلم يجهلها، لَا أَنه ردهَا، وَلَا يبعد ذَلِك لِأَنَّهُ لَا يجوز على عُثْمَان غير هَذَا، وَأما فعل عُثْمَان فِي صَدَقَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ عَن أبي حميد: حَدثنَا جرير عَن مُغيرَة، قَالَ: لما ولي عمر بن عبد الْعَزِيز، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، جمع بني أُميَّة فَقَالَ: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت لَهُ فدك، وَكَانَ يَأْكُل مِنْهَا وَينْفق وَيعود على فُقَرَاء بني هَاشم ويزوج مِنْهَا أيمهم، وَأَن فَاطِمَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، سَأَلته أَن يَجْعَلهَا لَهَا فأبي، فَكَانَت كَذَلِك حَيَاة رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى قبض، ثمَّ ولي أَبُو بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَكَانَت كَذَلِك فَعمل فِيهَا بِمَا عمل رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيَاته حَتَّى مضى لسبيله، ثمَّ ولي عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَعمل فِيهَا مثل ذَلِك، ثمَّ ولي عُثْمَان فأقطعها مَرْوَان، فَجعل مَرْوَان ثلثهَا لعبد الْملك وثلثها لعبد الْعَزِيز، فَجعل عبد الْملك ثلثه ثلثا للوليد، وَثلثا لِسُلَيْمَان، وَجعل عبد الْعَزِيز ثلثه لي، ثمَّ ولى مَرْوَان فَجعل ثلثه لي، فَلم يكن لي مَال أَعُود وَلَا أَسد لحاجتي مِنْهَا، ثمَّ وليت أَنا فَرَأَيْت أَن أمرا مَنعه رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَاطِمَة ابْنَته أَنه لَيْسَ لي بِحَق، وَأَنا أشهدكم أَنِّي قد رَددتهَا على مَا كَانَت عَلَيْهِ فِي عهد رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.





[ قــ :971 ... غــ :311 ]
- قَالَ الحُمَيْدِيُّ حدَّثنا سُفْيَانُ قَالَ حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سُوقَةَ قَالَ سَمِعْتُ مُنْذِراً الثَّوْرِيَّ عنِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ قَالَ أرْسَلَنِي أبي خُذْ هَذا الكِتَابَ فاذْهَبْ بِهِ إلَى عُثْمانَ فإنَّ فِيه أمْرَ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّدَقَةِ.
( انْظُر الحَدِيث 1113) .


الْحميدِي هُوَ عبد الله بن الزبير بن عِيسَى، ونسبته إِلَى أحد أجداده حميد، وَهَذَا تَعْلِيق مِنْهُ، وَهُوَ من مَشَايِخ البُخَارِيّ، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة.
قَوْله: ( فِي الصَّدَقَة) ، ويروى: بِالصَّدَقَةِ.