فهرس الكتاب

شرح النووى على مسلم - بَابُ سُقُوطِ الذُّنُوبِ بِالِاسْتِغْفَارِ تَوْبَةً

باب سُقُوطِ الذُّنُوبِ بِالِاسْتِغْفَارِ تَوْبَةً
[ سـ :5063 ... بـ :2748]
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَاصِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي صِرْمَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ كُنْتُ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْلَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ يَغْفِرُ لَهُمْ

قَوْلُهُ : ( عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَاصِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيعِ نُسَخِ بِلَادِنَا ( قَاصِّ ) بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ الْمُشَدَّدَةِ مِنَ الْقَصَصِ ، عِيَاضُ : وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ ( قَاضِي ) بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَالْيَاءِ ، وَالْوَجْهَانِ مَذْكُورَانِ فِيهِ مِمَّنْ ذَكَرَهُمَا الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ ، وَرُوِيَ عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ قَاصًّا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرٌ بِالْمَدِينَةِ .

قَوْلُهُ : ( عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ : كُنْتُ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئًا ) إِنَّمَا كَتَمَهُ أَوَّلًا مَخَافَةَ اتِّكَالِهِمْ عَلَى سَعَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَانْهِمَاكِهِمْ فِي الْمَعَاصِي ، وَإِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ ; لِئَلَّا يَكُونَ كَاتِمًا لِلْعِلْمِ ، وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَحْفَظُهُ غَيْرُهُ ، فَتَعَيَّنَ عَلَيْهِ أَدَاؤُهُ ، وَهُوَ نَحْوُ قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ ، فَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا ، أَيْ : خَشْيَةَ الْإِثْمِ بِكِتْمَانِ الْعِلْمِ ، وَقَدْ سَبَقَ شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .