فهرس الكتاب

فتح البارى لابن رجب - باب من تسوك بسواك غيره

بابٌ
من تسوك بسواك غيره
[ قــ :864 ... غــ :890 ]
- حدثنا إسماعيل: حدثني سليمان بن بلال: قال هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة، قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكرٍ، ومعه سواكٌ يستن به، فنظر اليه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فاعطانيه، فقصمته، ثم مضغته، فاعطيته رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فاستن به، وهو مستند إلى صدري.

يروي: ( ( فقصمته) ) بفتح الصاد المهملة، أي: كسرته، فأبنت منه الموضع الذي كان استن به عبد الرحمن، والقصأمة: ما يكسر من رأس السواك.

هذا هو الذي ذكره الخطابي، وقال: أصل القصم: الدق.

ويروى: ( ( فقصمته) ) ، بكسر الضاد المعجمة، من القضم، وهو العض بالأسنان، ومنه: الحديث: ( ( فيقضمهما كما يقضم الفحل) ) .

[ ... ] الإستياك بسواك غيره في ( ( باب: دفع السواك إلى الأكبر) ) من ( ( كتاب الطهارة) ) فأغنى عن إعادته هاهنا.

وفي الحديث: دليلٌ على أن إلاستياك سنةٌ في جميع الأوقات، عند إرادة الصلاة وغيرها، فإن استياك النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بهذا السواك كان في مرض موته عند خروج نفسه، ولم يكن قاصداً حينئذ لصلاةٍ ولا تلاوة.

وقد قيل: إنه قصد بذلك التسوك عند خروج نفسه الكريمة؛ لأجل حضور الملائكة الكرام، ودنوهم منه لقبض روحه الزكية الطاهرة الطيبة.

وقد أمر سلمان الفارسي –رضي الله عنه – امرأته عند احتضاره أن تطيب موضعه بالمسك؛ لحضور الملائكة فيه، وقال: أنه يزورني أقوام، يجدون الريح، ولا يأكلون الطعام –أو كما قال.

* * *