فهرس الكتاب

فتح البارى لابن رجب - باب الحلق والجلوس في المسجد

باب
الحلق والجلوس في المسجد
خرج فيه ثلاثة أحاديث:
الحديث الأول:
[ قــ :462 ... غــ :472 ]
- من رواية: عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سأل رجل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو على المنبر: ما ترى في صلاة الليل؟ قال: ( ( مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة، فأوترت له ما صلى) ) ، وأنه كان يقول: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا؛ فإن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر به.

الضمير في: ( ( أنه كان يقول) ) يعود إلى ابن عمر - رضي الله عنهما.

و


[ قــ :463 ... غــ :473 ]
- من رواية: أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن رجلا جاء إلى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يخطب، فقال: كيف صلاة الليل؟ قال: ( ( مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة، توتر لك ما قَدْ صليت) ) .
ثم قال: وقال الوليد بن كثير: حدثني عبيد الله بن عبد الله، أن ابن عمر حدثهم أن رجلا نادى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو في المسجد.

وإنما ذكر رواية الوليد بن كثير تعليقا - وقد خرجها مسلم في ( ( صحيحه) ) مسندة -؛ لأن فيما التصريح بأن ذلك كان في المسجد.

وفي الروايتين اللتين أسندهما البخاري أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يخطب، وكان أكثر خطبه على المنبر في المسجد، إلا خطبه في العيدين وفي موسم الحج ونحو ذلك.

وإنما أدخل البخاري هذا الحديث في هذا الباب؛ لأن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا خطب على المنبر جلس الناس حوله، واستقبلوه بوجوههم.

وقد خرج البخاري في ( ( كتاب: الجمعة) ) حديث أبي سعيد، قال: جلس النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله.

فكانت خطبه على المنبر مثل حلق الذكر والعلم، وكان يسأل في حال الخطبة عن مسائل من الدين، ويجيب عنها، وقد سبق ذكر ذلك في أول ( ( كتاب: العلم) ) ، وفي آخره - أيضا - في ( ( باب: ذكر العلم والفتيا في المسجد) ) .




[ قــ :464 ... غــ :474 ]
- من رواية: مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا مرة مولى عقيل أخبره، عن أبي واقد الليثي، قال: بينما رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المسجد، فأقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وذهب واحد، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الآخر فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ( ( ألا أخبركم عن الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه) ) .

وقد سبق في ( ( كتاب: العلم) ) ، واستوفينا الكلام عليه هناك بما فيه كفاية - إن شاء الله تعالى.