فهرس الكتاب

فتح البارى لابن رجب - باب: يجيب الإمام على المنبر إذا سمع النداء

باب
يجيب الإمام على المنبر إذا سمع النداء
[ قــ :887 ... غــ :914 ]
- ثنا ابن مقاتل: أنا عبد الله: أنا أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان، وهو جالس على المنبر، اذن المؤذن، فقال: ( ( الله أكبر الله أكبر) ) .
قال معاوية: ( ( الله أكبر الله أكبر) ) , فقال: ( ( أشهد أن لا إله الا الله) ) .
فقال معاوية: ( ( وأنا) ) قال: ( ( أشهد أن محمداً رسول الله) ) .
قال معاوية: ( ( وأنا) ) ، فلما قضى التاذين قال: يأيها الناس، إني سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على هذا المجلس حين أذن المؤذن يقول ما سمعتم مني من مقالي.
المقصود من هذا الحديث في هذا الباب: أن الإمام يجيب المؤذن على المنبر إذا أذن بين يديه، كما يجيبه غيره من السامعين، وليس في ذلك خلافُ؛ فإن الإمام من جملة السامعين للمؤذن، فيدخل في عموم قوله: ( ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول) ) .

وقد سبق في ( ( الأذان) ) الكلام على اجابة المؤذن مستوفىً.

وفي حديث معاوية: دليل على أن من سمع مخبراً يخبر عن نفسه بشئ، فقال هو - مجيباً له -: ( ( وأنا) ) ، أنه يصير مقراً بمثل ما أقر به.

وعلى هذا: فلو سمع الكافر مؤذناً يؤذن، فقال –مجيباً له -: ( ( وأنا) ) ، فهل يصير مسلماً؟
وقد قال أحمد في ذمي مر بمؤذن، يؤذن، فقال له: كذبت: إنه يقتل.

وكذا لو سمع رجل رجلاً قال لامرأته: أنت طالق، أو قال: امرأتي طالق، فقال: وأنا، ونوى الطلاق، فهل تطلق امرأته؟
وقد حكى القاضي أبو يعلى في ( ( تعليقه) ) فيما إذا قالَ رجل لرجل: يا زان، فقالَ لهُ: لا، بل أنت، فهل يحد الثاني، لكونه قاذفا، أم لا؟ على وجهين.


* * *