فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: إفشاء السلام من الإسلام

باب إِفْشَاءُ السَّلاَمِ مِنَ الإِسْلاَمِ.
.

     وَقَالَ  عَمَّارٌ: ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَار
هذا ( باب) بالتنوين ( السلام من الإسلام) أي هذا باب بيان أن السلام من شعب الإسلام، وفي رواية غير الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر إفشاء السلام من الإسلام وهو بكسر الهمزة أي إذاعة السلام ونشره ( وقال عمار) أبو اليقظان بالمعجمة ابن ياسر بن عامر أحد السابقين الأوّلين المقتول بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين مع علي ومقول قوله ( ثلاث) أي ثلاث خصال ( من جمعهن فقد جمع الإيمان) أي حاز كماله أحدهما: ( الإنصاف) وهو العدل ( من نفسك) بأن لم تترك لمولاك حقًا واجبًا عليك إلا أذيته ولا شيئًا مما نهيت عنه إلا اجتنبته وسقط لفظ فقد عند الأربعة، ( و) الثاني: ( بذل السلام) بالمعجمة ( للعالم) بفتح اللام أي لك مؤمن عرفته أو لم تعرفه وخرج الكافر بدليل آخر.
وفيه حضّ على مكارم الأخلاق والتواضع واستئلاف النفوس، ( و) الثالث: ( الإنفاق من الإقتار) بكسر الهمزة أي في حالة الفقر وفيه غاية الكرم لأنه إذا أنفق وهو محتاج كان مع التوسع أكثر إنفاقًا، والإنفاق شامل للنفقة على العيال وعلى الضيف والزائر، وهذا الأثر أخرجه أحمد في كتاب الإيمان، والبزار في مسنده، وعبد الرزاق في مصنفه، والطبراني في معجمه الكبير.


[ قــ :28 ... غــ : 28 ]
- حدّثنا قُتَيْبَةُ قال: حدّثنا اللَّيْثُ عن يزيدَ بنِ أبي حَبيبِ عنْ أبي الخَيرِ عن عبد اللهِ بنِ عَمْرِو "أنَّ رَجُلاً سَأل رسول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أيُّ الإسُلامِ خَيرٌ؟ قال: تُطْعِمُ الطعامَ وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لم تَعْرِفْ".


وبالسند إلى المؤلف قال رحمه الله تعالى: ( حدّثنا قتيبة) تصغير قتبة بكسر القاف واحدة الأقتاب وهي الأمعاء.
قال الصغاني: وبها سمي الرجل قتيبة، وكنيته أبو رجاء واسمه فيما قاله ابن منده علي بن سعيد بن جميل البغلاني نسبة إلى بغلان بفتح الموحدة وسكون المعجمة قرية من قرى بلخ المتوفى سنة أربعين ومائتين ( قال: حدّثنا الليث) بن سعد ( عن يزيد بن أبي حبيب) المصري ( عن أبي الخير) مرثد بفتح الميم والمثلثة ( عن عبد الله بن عمرو) يعني ابن العاص رضي الله عنهما.

( أن رجلاً) هو أبو ذر فيما قيل ( سأل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أي) خصال ( الإسلام خير.
قال)
عليه الصلاة والسلام: ( تطعم) الخلق ( الطعام وتقرأ) بفتح التاء ( السلام على من عرفت ومن لم تعرف) من المسلمين.
وهذا الحديث تقدم في باب إطعام الطعام، وأعاده المؤلف هنا كعادته في غيره لما اشتمل عليه وغاير بين شيخيه اللذين حدّثاه عن الليث مراعاة للفائدة الإسنادية وهي تكثير الطرق حيث يحتاج إلى إعادة المتن، فإن عادته أن لا يعيد الحديث في موضعين على صورة واحدة، وقد مرّ أن المؤلف أخرج هذا الحديث في ثلاثة مواضع، وأخرجه مسلم والنسائي.